فلتكن المصالحةُ إصلاحاً شاملا والنساءُ شقائقُ الرجال.؟؟بقلم : الشــيخ ياســين الأســطل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
أيها المسلمون الصابرون : { فلتكن المصالحةُ إصلاحاً شاملا والنساءُ شقائقُ الرجال}
التقوى عباد الله بالشكر عند الرخاء ، والصبرِ عند البلاء ، والثباتِ عند اللقاء ، والإنفاق من الإقتار ، وصدق اللُّجْئِ عند الاضطرار ، وخُلُوص النَّوَايا ، وحُسْنِ الطَّوَايا ، مع التوبة من الذنوب ، وإصلاح الأخطاء والعيوب ، تلك المفاتيح لتفريج الكروب ، وعلى أرض العزم والحزم والإرادة والمسئولية ، فطلوع الفجر بعد اشتداد الظلام ، ونضوج الثمار بعد تفتقها من الأكمام ، وفي ليلة المنتصف يكون بدر التمام ، وعند الصباح يَحْمَدُ القومُ السُّرَى ، وبالعُرُوْج ِيعلو الهُمَامُ الذُّرَى ، دوامُ الحالِ في الدنيا من المحُـــَال ، فالأحداثُ بالإحْدَاثِ تَتَقَلَّب ، فيجازى بالإساءة من أساء ، لكن ِالشدائدُ بالتوبة بعد حينٍ تنجلي ، فكَمْ دولةً بالظلم عملت فدالت ، وكَمْ دولةً بالعدل قامت فدامت ، وكم أمةً سِيْئَتْ سَمَتْ فسَامَتْ لكنَّها ساءتْ ، ومن عليائها هَوَتْ لا بل تَهَاوَتْ ، ولا يظلم ربك أحدا ، لكنه الجزاءُ لا وكَـْسَ ولا شَطَطَ إنما كيلاً بكيل ، والوفاءُ لا نقصَ ولا غلط ، بل يَداً بِيَدّ ، وعَداً بِعَدّ ، لا نسيئةً بل نَقْد ، والمفتونُ من سقط و استُنْهِضَ فلم يَنْهَضْ ، وإننا والحمد لله مددنا الأيدي لنُقَالَ من العَثْرَة ، ونقومَ من الكَبْوَة ، ولله دَرُّ من قال :قد يجمع الله الشَّتِيْتَيْنِ بعدما ** يظُنَّانِ كلَّ الظَّنِ أَنْ لَا تَلَاقِيا .
فقد جمع الله شَتِيْتَيْنَا ، وفي عاصمة العروبة التقى أَخَوَانَا ، ووالله يا عباد الله إنه الفتحُ بالصُّلْح ِ، وإنه الصُّلْحُ بالفتح .
عباد الله ، أيها المؤمنون :قال سبحانه وتعالى في سورة الحجرات : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصرٍ السعديُّ رحمه الله في ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) : ( ..{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين أنه إذا وجد من أي شخص كان في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فإنه أخٌ للمؤمنين ، أخوةٌ توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبون لأنفسهم ، ويكرهوا له ، ما يكرهون لأنفسهم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية : " لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره".
وقال صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن، كالبنيان يشد بعضه بعضًا " وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه . ولقد أمر الله ورسوله، بالقيام بحقوق المؤمنين، بعضهم لبعض، وبما به يحصل التآلف والتوادد، والتواصل بينهم، كل هذا، تأييداً لحقوق بعضهم على بعض، فمن ذلك : إذا وقع الاقتتالُ بينهم الموجبُ لتفرق القلوب وتباغضها وتدابرها فليصلح المؤمنون بين إخوانهم ، وليسعوا فيما به يزول شَنَآنُهم. ثم أمر بالتقوى عمومًا ، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله الرحمةَ ، فقال: { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } وإذا حصلت الرحمةُ حصل خير الدنيا والآخرة ، ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة ) اهـ.
ومن هنا فإننا ننادي المسئولين في الفريقين بل نتنادى نحن أهل فلسطين جميعاً في هذه الأيام المباركة الفاصلة مهتدين طائعين قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}.
ولنعلم أننا نحن - أهل فلسطين - القلبُ النابضُ للأمة العربية والإسلامية ، جماعتها بجماعتنا ، وافتراقها وانقسامها بافتراقنا وانقسامنا ، وصلاحُها وإصلاحُها بصلاحنا وإصلاحنا ، فلتكن المصالحةُ إصلاحاً للدين والدنيا شاملا المسئولين والمسئولية والمواطنين والوطن والقضية وفي الميادين كلها بصوغ علاقاتٍ قائمةٍ على التعاون على الخير والبر والتقوى وفق منهاجٍ قائمٍ على المؤسسية والتخصص العلمي في مجالات السياسة والاجتماع والإدارة والإعلام والاقتصاد وغيرها ، وبالمشاركة الفاعلة مع إتاحة الفرص للجميع ، والنساء شقائق الرجال ، مساهمةً في صنع القرارات ، وتحمل التبعات ، وبذل التضحيات ، ونكران الذات ، بعيداً عن الأنانية الشخصية ، والعصبية ، سواءً للحركة أو الحزب أو الفصيل ، ومراعاةً للمصلحة الوطنية العليا لنا جميعاً أهل فلسطين ، فهذا ما يأمر به الشرع ، ويدل عليه العقل ، إذ لا منافاة بين الدين والدنيا بل الدنيا مزرعة الآخرة ، وقنطرةٌ ومعبرٌ إليها ، ومقصود السياسة يتفق ولا بد مع مقصود الشريعة في جلب المصالح وتحصيلها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، ومن المعلوم أن درء المفاسد عند الاضطرار مقدمٌ على جلب المصالح ، فالضرر يزال ، بل إنه يرتكب أخف الضررين لدفع الأثقل ، والشريعة تعنى بحفظ الضرورات الخمس : الدين ، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. والسياسة الصادقة تسعى لذلك كله .
أيها العبادُ الأحبةُ في الله : إن وحدة الصف للأمة ، سبيل اجتماع كلمتها ، وقوة شوكتها ، وعزة مكانتها ، وحفظ حقوقها ، ورهبة جانبها ، ومن هنا كان قوله تعالى في آل عمران : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) } . وفي الموطأ وهو عند مسلم وأحمد قال :حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " .
واجتماع الكلمة ووحدة الصف عصمةٌ من الخطأ والخطيئة : وفي الحديث عند الإمام أحمد والطبراني في الكبير واللفظ له قال :حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي هانِي الْخَوْلانِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " سَأَلْتُ رَبِّي أَرْبَعًا ، فَأَعْطَانِي ثَلاثًا ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ أَنْ لا يُجْمِعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةٍ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ كَمَا أَهْلَكَ الأُمَمَ قَبْلَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَلا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا ".
أيها الأحبةُ المسلمون يا عباد الله : إن وحدة الصف واجتماع الكلمة عصمةٌ من الخطأ والخطيئة ، وقد أجمعنا نحن أهل فلسطين على المصالحة ،وأجمعت معنا أمتنا كلها على المصالحة ، ورضيته لنا ، فهذا إجماع الأمة الإسلامية بإجماعنا ، ونحن على حق والحق منصورٌ إن شاء الله .
أيها الأحبةُ المسلمون يا عباد الله : فلنُقْبِل ولنَقبَل بالمودة والوئام ، وإيانا والتدابر والخصام ، طائعين لله عز وجل ، ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم لولي أمرنا ، و لنحافظ على الاجتماع والجماعة ، فالله تعالى بنا عليم ، وهو ناصرنا ما نصرناه ، وراحمنا ما رحمنا أنفسنا ، فيا ربنا وفقنا لنتراحم ولا نتظالم ، ولنسع بعضنا بعضا ، آمين .
أيها الناس يا عباد الله :الصلاح والمصالحة والإصلاح مفتاح السيادة ، والسيادة باب الدولة فأبشروا بقيام دولتكم ، روى الإمام أحمد في المسند والطبراني والبغوي واللفظ لأحمد قال :
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ قَالَ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَثِبُ عَلَى ظَهْرِهِ إِذَا سَجَدَ فَفَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ فَقَالُوا لَهُ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَفْعَلُ بِهَذَا شَيْئًا مَا رَأَيْنَاكَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ قَالَ الْمُبَارَكُ فَذَكَرَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ،فَقَالَ الْحَسَنُ : فَوَاللَّهِ وَاللَّهِ بَعْدَ أَنْ وَلِيَ لَمْ يُهْرَقْ فِي خِلَافَتِهِ مِلْءُ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ ) .
أي في خلافة الحسن رضي الله عنه ، لأنه سيد ، والسيد يأبى أن يهراق الدم في خلافته ، ولو على حساب نفسه ، وتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه ، مدة خلافة الحسن ستة أشهر بعد أبيه ، تنازل رضي الله عنه وعن أبيه عن الخلافة لمعاوية ، مع أنه أفضل من معاوية ، رضي الله عنهما جميعاً ، لكنه تنازل لجمع الكلمة ، فجمع الكلمة فرضٌ عظيم ، جمع الكلمة ووحدة الصف فرضٌ عظيم ، ولو كان في الصف بعض المنافقين ، فقد صلى المنافقون خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يرض أن يطردهم من صف المسلمين ، وهو يعلم أنهم منافقون ، ولما أرادوا أن يبتنوا مسجداً لهم خاصاً بهم ، حَرَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل ، لم يقبل أن يكون للمنافقين مسجد ، وسماه الله مسجد الضرار ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم وجود بعض أهل النفاق في صف المسلمين ، سواء في القتال أو في الصلاة ، فصبر عليهم ، وكثيرٌ منهم من خرج من النفاق إلى الإيمان ، وصدق بعد المخادعة والمخاتلة ، لأنه علم الحق علم اليقين فأيقن وعمل بما علم ، وأما من حقت عليه الكلمة وأما من مات على النفاق فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار .
عباد الله : في هذه الأيام نقبل على المصالحة وعلى الإصلاح الشامل بقلوبٍ صادقة ، وأيدٍ نطيفة وأَلْسُن أَلْسُنٍ ذاكرة لله عزوجل ، بعيداً عن الريب والاسترابة ، وبعيداً عن الشك والتشكيك ، وعن الاستماع إلى المشككين ، سيقوم المشككون ، وسينبري المخالفون ، وسيقول القائلون أن هذا الأمر لن يتم ، أو إذا بقي إلى أيام أو شهور قليلة ، ثم تعود الأمة إلى الافتراق والانقسام ، لا يا عباد الله ، لا يا عباد الله هذا القول خطأٌ من قائله ، أو خطيئة من قائله ، ولا يجوز أبداً أن يقوله ، ولا يجوز لنا أن نستمع إلى هذا القول ، كائناً القائل من يكون ، كائناً القائل من يكون ، لا بد أن نظن بأنفسنا خيرا ، ولا بد أن نظن بالمسلمين خيرا ، ولا بد أن نظن بالمسئولين خيرا ، ومن اعوَجَّ فالأمةُ تُقَوِّمُه ، من اعوَجَّ فالأمةُ تُقَوِّمُه ، مضى عهد الحزبية المتسلطة ، ومضى عهد الفرد المتجبر ، القولُ اليوم قولُ الأمة بعلمائها ، بمسئوليها ، بسياسييها ، بمفكريها ، بأهل كل فنٍ في فنهم ، القول لا يجوز لفرد و لايجوز لحزب كائناً من كان هذا الفرد ، وكائناً من كان هذا الحزب ، لأن القول إنما هو للأمة كلها ليس لأهل فلسطين وحدهم - نحن أضعف من ذلك -، لكنْ لنا وللأمة الإسلامية والعربية ، ولكننا نحن في رأس الحربة ، نحن رأس الحربة لهذه الأمة ، لاننفك عنها ، وهي لا تنفك عنا ، ويجب علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة مع هذه الأمة التي هي كهفنا وملجؤنا وفئتنا عند الشدائد ؛ اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا محمود عباس لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد ؛ اللهم إننا نخص بالدعاء إخواننا في حماس ، وعلى رأسهم الأخ إسماعيل هنية ومن معه نخصهم بالدعاء الخالص وللإخوان المسلمين في العالم كله ، ولجميع الجماعات والفصائل والأحزاب الإسلامية وكلَّ الأمة أن يجعلهم الله سبحانه وتعالى منصورين أعزاء رافعي الرؤوس في سبيل الله عزوجل ، بالكلمة الطيبة ، والنصيحة الصادقة ، اللهم آمين يا رب العالمين .
التاريخ: 2011-05-01 02:17:51
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
أيها المسلمون الصابرون : { فلتكن المصالحةُ إصلاحاً شاملا والنساءُ شقائقُ الرجال}
التقوى عباد الله بالشكر عند الرخاء ، والصبرِ عند البلاء ، والثباتِ عند اللقاء ، والإنفاق من الإقتار ، وصدق اللُّجْئِ عند الاضطرار ، وخُلُوص النَّوَايا ، وحُسْنِ الطَّوَايا ، مع التوبة من الذنوب ، وإصلاح الأخطاء والعيوب ، تلك المفاتيح لتفريج الكروب ، وعلى أرض العزم والحزم والإرادة والمسئولية ، فطلوع الفجر بعد اشتداد الظلام ، ونضوج الثمار بعد تفتقها من الأكمام ، وفي ليلة المنتصف يكون بدر التمام ، وعند الصباح يَحْمَدُ القومُ السُّرَى ، وبالعُرُوْج ِيعلو الهُمَامُ الذُّرَى ، دوامُ الحالِ في الدنيا من المحُـــَال ، فالأحداثُ بالإحْدَاثِ تَتَقَلَّب ، فيجازى بالإساءة من أساء ، لكن ِالشدائدُ بالتوبة بعد حينٍ تنجلي ، فكَمْ دولةً بالظلم عملت فدالت ، وكَمْ دولةً بالعدل قامت فدامت ، وكم أمةً سِيْئَتْ سَمَتْ فسَامَتْ لكنَّها ساءتْ ، ومن عليائها هَوَتْ لا بل تَهَاوَتْ ، ولا يظلم ربك أحدا ، لكنه الجزاءُ لا وكَـْسَ ولا شَطَطَ إنما كيلاً بكيل ، والوفاءُ لا نقصَ ولا غلط ، بل يَداً بِيَدّ ، وعَداً بِعَدّ ، لا نسيئةً بل نَقْد ، والمفتونُ من سقط و استُنْهِضَ فلم يَنْهَضْ ، وإننا والحمد لله مددنا الأيدي لنُقَالَ من العَثْرَة ، ونقومَ من الكَبْوَة ، ولله دَرُّ من قال :قد يجمع الله الشَّتِيْتَيْنِ بعدما ** يظُنَّانِ كلَّ الظَّنِ أَنْ لَا تَلَاقِيا .
فقد جمع الله شَتِيْتَيْنَا ، وفي عاصمة العروبة التقى أَخَوَانَا ، ووالله يا عباد الله إنه الفتحُ بالصُّلْح ِ، وإنه الصُّلْحُ بالفتح .
عباد الله ، أيها المؤمنون :قال سبحانه وتعالى في سورة الحجرات : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصرٍ السعديُّ رحمه الله في ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) : ( ..{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين أنه إذا وجد من أي شخص كان في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فإنه أخٌ للمؤمنين ، أخوةٌ توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبون لأنفسهم ، ويكرهوا له ، ما يكرهون لأنفسهم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية : " لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره".
وقال صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن، كالبنيان يشد بعضه بعضًا " وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه . ولقد أمر الله ورسوله، بالقيام بحقوق المؤمنين، بعضهم لبعض، وبما به يحصل التآلف والتوادد، والتواصل بينهم، كل هذا، تأييداً لحقوق بعضهم على بعض، فمن ذلك : إذا وقع الاقتتالُ بينهم الموجبُ لتفرق القلوب وتباغضها وتدابرها فليصلح المؤمنون بين إخوانهم ، وليسعوا فيما به يزول شَنَآنُهم. ثم أمر بالتقوى عمومًا ، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله الرحمةَ ، فقال: { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } وإذا حصلت الرحمةُ حصل خير الدنيا والآخرة ، ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة ) اهـ.
ومن هنا فإننا ننادي المسئولين في الفريقين بل نتنادى نحن أهل فلسطين جميعاً في هذه الأيام المباركة الفاصلة مهتدين طائعين قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)}.
ولنعلم أننا نحن - أهل فلسطين - القلبُ النابضُ للأمة العربية والإسلامية ، جماعتها بجماعتنا ، وافتراقها وانقسامها بافتراقنا وانقسامنا ، وصلاحُها وإصلاحُها بصلاحنا وإصلاحنا ، فلتكن المصالحةُ إصلاحاً للدين والدنيا شاملا المسئولين والمسئولية والمواطنين والوطن والقضية وفي الميادين كلها بصوغ علاقاتٍ قائمةٍ على التعاون على الخير والبر والتقوى وفق منهاجٍ قائمٍ على المؤسسية والتخصص العلمي في مجالات السياسة والاجتماع والإدارة والإعلام والاقتصاد وغيرها ، وبالمشاركة الفاعلة مع إتاحة الفرص للجميع ، والنساء شقائق الرجال ، مساهمةً في صنع القرارات ، وتحمل التبعات ، وبذل التضحيات ، ونكران الذات ، بعيداً عن الأنانية الشخصية ، والعصبية ، سواءً للحركة أو الحزب أو الفصيل ، ومراعاةً للمصلحة الوطنية العليا لنا جميعاً أهل فلسطين ، فهذا ما يأمر به الشرع ، ويدل عليه العقل ، إذ لا منافاة بين الدين والدنيا بل الدنيا مزرعة الآخرة ، وقنطرةٌ ومعبرٌ إليها ، ومقصود السياسة يتفق ولا بد مع مقصود الشريعة في جلب المصالح وتحصيلها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، ومن المعلوم أن درء المفاسد عند الاضطرار مقدمٌ على جلب المصالح ، فالضرر يزال ، بل إنه يرتكب أخف الضررين لدفع الأثقل ، والشريعة تعنى بحفظ الضرورات الخمس : الدين ، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. والسياسة الصادقة تسعى لذلك كله .
أيها العبادُ الأحبةُ في الله : إن وحدة الصف للأمة ، سبيل اجتماع كلمتها ، وقوة شوكتها ، وعزة مكانتها ، وحفظ حقوقها ، ورهبة جانبها ، ومن هنا كان قوله تعالى في آل عمران : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) } . وفي الموطأ وهو عند مسلم وأحمد قال :حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " .
واجتماع الكلمة ووحدة الصف عصمةٌ من الخطأ والخطيئة : وفي الحديث عند الإمام أحمد والطبراني في الكبير واللفظ له قال :حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي هانِي الْخَوْلانِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " سَأَلْتُ رَبِّي أَرْبَعًا ، فَأَعْطَانِي ثَلاثًا ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ أَنْ لا يُجْمِعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةٍ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ كَمَا أَهْلَكَ الأُمَمَ قَبْلَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَلا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا ".
أيها الأحبةُ المسلمون يا عباد الله : إن وحدة الصف واجتماع الكلمة عصمةٌ من الخطأ والخطيئة ، وقد أجمعنا نحن أهل فلسطين على المصالحة ،وأجمعت معنا أمتنا كلها على المصالحة ، ورضيته لنا ، فهذا إجماع الأمة الإسلامية بإجماعنا ، ونحن على حق والحق منصورٌ إن شاء الله .
أيها الأحبةُ المسلمون يا عباد الله : فلنُقْبِل ولنَقبَل بالمودة والوئام ، وإيانا والتدابر والخصام ، طائعين لله عز وجل ، ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم لولي أمرنا ، و لنحافظ على الاجتماع والجماعة ، فالله تعالى بنا عليم ، وهو ناصرنا ما نصرناه ، وراحمنا ما رحمنا أنفسنا ، فيا ربنا وفقنا لنتراحم ولا نتظالم ، ولنسع بعضنا بعضا ، آمين .
أيها الناس يا عباد الله :الصلاح والمصالحة والإصلاح مفتاح السيادة ، والسيادة باب الدولة فأبشروا بقيام دولتكم ، روى الإمام أحمد في المسند والطبراني والبغوي واللفظ لأحمد قال :
حَدَّثَنَا هَاشِمٌ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ قَالَ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَثِبُ عَلَى ظَهْرِهِ إِذَا سَجَدَ فَفَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ فَقَالُوا لَهُ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَفْعَلُ بِهَذَا شَيْئًا مَا رَأَيْنَاكَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ قَالَ الْمُبَارَكُ فَذَكَرَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ،فَقَالَ الْحَسَنُ : فَوَاللَّهِ وَاللَّهِ بَعْدَ أَنْ وَلِيَ لَمْ يُهْرَقْ فِي خِلَافَتِهِ مِلْءُ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ ) .
أي في خلافة الحسن رضي الله عنه ، لأنه سيد ، والسيد يأبى أن يهراق الدم في خلافته ، ولو على حساب نفسه ، وتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه ، مدة خلافة الحسن ستة أشهر بعد أبيه ، تنازل رضي الله عنه وعن أبيه عن الخلافة لمعاوية ، مع أنه أفضل من معاوية ، رضي الله عنهما جميعاً ، لكنه تنازل لجمع الكلمة ، فجمع الكلمة فرضٌ عظيم ، جمع الكلمة ووحدة الصف فرضٌ عظيم ، ولو كان في الصف بعض المنافقين ، فقد صلى المنافقون خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يرض أن يطردهم من صف المسلمين ، وهو يعلم أنهم منافقون ، ولما أرادوا أن يبتنوا مسجداً لهم خاصاً بهم ، حَرَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل ، لم يقبل أن يكون للمنافقين مسجد ، وسماه الله مسجد الضرار ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم وجود بعض أهل النفاق في صف المسلمين ، سواء في القتال أو في الصلاة ، فصبر عليهم ، وكثيرٌ منهم من خرج من النفاق إلى الإيمان ، وصدق بعد المخادعة والمخاتلة ، لأنه علم الحق علم اليقين فأيقن وعمل بما علم ، وأما من حقت عليه الكلمة وأما من مات على النفاق فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار .
عباد الله : في هذه الأيام نقبل على المصالحة وعلى الإصلاح الشامل بقلوبٍ صادقة ، وأيدٍ نطيفة وأَلْسُن أَلْسُنٍ ذاكرة لله عزوجل ، بعيداً عن الريب والاسترابة ، وبعيداً عن الشك والتشكيك ، وعن الاستماع إلى المشككين ، سيقوم المشككون ، وسينبري المخالفون ، وسيقول القائلون أن هذا الأمر لن يتم ، أو إذا بقي إلى أيام أو شهور قليلة ، ثم تعود الأمة إلى الافتراق والانقسام ، لا يا عباد الله ، لا يا عباد الله هذا القول خطأٌ من قائله ، أو خطيئة من قائله ، ولا يجوز أبداً أن يقوله ، ولا يجوز لنا أن نستمع إلى هذا القول ، كائناً القائل من يكون ، كائناً القائل من يكون ، لا بد أن نظن بأنفسنا خيرا ، ولا بد أن نظن بالمسلمين خيرا ، ولا بد أن نظن بالمسئولين خيرا ، ومن اعوَجَّ فالأمةُ تُقَوِّمُه ، من اعوَجَّ فالأمةُ تُقَوِّمُه ، مضى عهد الحزبية المتسلطة ، ومضى عهد الفرد المتجبر ، القولُ اليوم قولُ الأمة بعلمائها ، بمسئوليها ، بسياسييها ، بمفكريها ، بأهل كل فنٍ في فنهم ، القول لا يجوز لفرد و لايجوز لحزب كائناً من كان هذا الفرد ، وكائناً من كان هذا الحزب ، لأن القول إنما هو للأمة كلها ليس لأهل فلسطين وحدهم - نحن أضعف من ذلك -، لكنْ لنا وللأمة الإسلامية والعربية ، ولكننا نحن في رأس الحربة ، نحن رأس الحربة لهذه الأمة ، لاننفك عنها ، وهي لا تنفك عنا ، ويجب علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة مع هذه الأمة التي هي كهفنا وملجؤنا وفئتنا عند الشدائد ؛ اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا محمود عباس لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد ؛ اللهم إننا نخص بالدعاء إخواننا في حماس ، وعلى رأسهم الأخ إسماعيل هنية ومن معه نخصهم بالدعاء الخالص وللإخوان المسلمين في العالم كله ، ولجميع الجماعات والفصائل والأحزاب الإسلامية وكلَّ الأمة أن يجعلهم الله سبحانه وتعالى منصورين أعزاء رافعي الرؤوس في سبيل الله عزوجل ، بالكلمة الطيبة ، والنصيحة الصادقة ، اللهم آمين يا رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق