الاثنين، 23 مايو 2011

حوار مع الباحث الألماني في حركات الإسلام السياسي

 

 

حوار مع الباحث الألماني في حركات الإسلام السياسي

 لوتز روغلر:"الغرب يبالغ في تصوير نفوذ الإخوان المسلمين بمصر"

تتحدث وسائل الإعلام الغربية عن مخاوف من تزايد نفوذ الإخوان المسلمين في الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس مبارك. الباحث الألماني المتخصص في حركات الإسلام السياسي لوتز روغلر في حوار مع علي المخلافي حول هذه القضية وإشكالياتها.


الصورة د.ب.ا
روغلر: هناك مبالغة في الغرب في تصوير نفوذ الإخوان المسلمين في مصر



في بعض وسائل الإعلام الألمانية هناك قلق من إمكانية سيطرة الإسلاميين على السلطة في مصر، هل خوف الغرب من مشاركة الإخوان المسلمين في السلطة له ما يبرره برأيك؟

لوتز روغلر: أعتقد أن هناك مبالغة كبيرة تتعلق بنفوذ الإخوان المسلمين على التظاهرة الاحتجاجية في مصر، كما أعتقد أن هناك مبالغة في الغرب في تقييم "خطورة" مشاركة حركة الإخوان المسلمين في حكومة مصرية مستقبلية، لأن هذا الحركة ليست عسكرية بحتة بل فيها تيارات مختلفة. وفي السنوات الأخيرة تغير خطاب الحركة بشكل كبير نحو استيعاب مبادئ الديمقراطية وأيضا تغيرت ممارسات الإخوان المسلمين فيما يتعلق بالتعاون مع القوى السياسية المعارضة الأخرى، لذا ليس من المبرر أن تخاف الدول الغربية من مشاركة الإخوان المسلمين في هذه الاحتجاجات أو في حكومة انتقالية محتملة أو قادمة. فضلا عن أن احتمال أن يحصل الإسلاميون على غالبية الأصوات بعد انتخابات حرة غير وارد.

وهل في رأيك ستتأثر علاقة مصر بإسرائيل إذا شارك الإسلاميون في السلطة، كما يتخوف الإسرائيليون وأنصارهم؟

روغلر: لا أتوقع ذلك، ما يمكن توقعه هو زيادة التوجه النقدي المصري للسياسة الإسرائيلية ولكن حتى الإخوان المسلمون سيقبلون مبدئيا باتفاقات السلام لأن هذا مبني على أساس التزام الدولة المصرية باتفاقات ومعاهدات أبرمتها مع إسرائيل.


من خلال معرفتك الشخصية، أين موقع الأقباط المصريين في هذه الأحداث وهل لديهم تخوف ما؟


الصورة د.ب.ا
روغلر: الإخوان المسلمون سيقبلون مبدئيا باتفاقات السلام مع إسرائيل


روغلر:أنا رأيت شخصيا في المظاهرة الكبيرة يوم أمس أن هناك مسلمين واقباط وهذا ينطبق أيضا على الحركات المعارضة ففيها مسيحيون ومسلمون. هناك فئات مسيحية مصرية تعاني من الظلم الاجتماعي والسياسي ولكن هذا ينطبق أيضا على المسلمين في مصر، وفي المقابل يوجد بعض رجال الأعمال المسيحيين تماما مثل بعض رجال الأعمال المسلمين ممن يستفيدون من النظام الحاكم لحسني مبارك، وبالتالي فإن التمايز أو الظلم يعاني منه كل المصريين بكل طوائفهم. أما بالنسبة للتخوف من حكومة يشارك فيها الإخوان، فكما قلت لك أمر مبالغ فيه فحتى الأخوان المسلمون أكدوا على مبدأ المواطنة بين كل المصريين.

بعض وسائل الإعلام الألمانية تنتقد البرادعي لأن الإسلاميين هم جزء من المعارضة التي رشحته لقيادة التظاهرات الشعبية، ماذا تقول لمن بدأ يتخوف حتى من البرادعي وخاصة في الغرب؟

روغلر: هذا تخوف غير واقعي. فالمعارضة السياسية المصرية ككل ينقصها رمز قيادي معين، وهذه مشكلة يعاني منها حتى الإخوان المسلمون. ومن جهة أخرى فإن هذه الحركة تعي بشكل جيد مخاوف الخارج من وصولها إلى السلطة، وقد رشّحت هذه الحركة كغيرها من أحزاب المعارضة والمستقلين السيد البرادعي الذي يـُـعد رمزا من الرموز القليلة الموجودة في الساحة والمحتملة للمعارضة السياسية في هذه المواجهة مع النظام الحاكم.


أجرى الحوار: علي المخلافي
مراجعة: أحمد حسو
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011

ليست هناك تعليقات: