الأخ الكريم : رئيس الوزراء الفلسطيني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي بداية أن أهنئك على هذه الثقة الغالية ، فأنت الآن قائد المصالحة الفلسطينية ، قائد هذه المرحلة وعليك عبء الكثير من الآمال والتطلعات الجماهيرية والفصائلية .. أنت يا سيدي ، وحكومتك تحملون أهم مهمة بعد غياب سيف الانقسام الذي كان مسلطا على رقاب الشعب ومؤسساته وانجازاته لسنوات طوال .
ماذا يريد الجمهور الفلسطيني من الحكومة القادمة .. وما هو المطلوب من الفصائل والجمهور لإنجاح الحكومة والوصول إلى صندوق الانتخابات وفقا لمقررات اتفاقية المصالحة ..؟؟!! المطلوب من الحكومة القادمة الاعتماد على خطة ذكية ومواعيد نهائية منظمة في أي من الملفات وكذلك نشر لجان نشطة تتسم بالجاذبية وتوضع تحت أيديها موارد كافية للانطلاق نحو العمل والانجاز .. إذن المهمة الرئيسة هي إنقاذ الوطن من تبعات الانقسام والعدوان الإسرائيلي وتدمير 25% من قطاع غزة في الحرب الأخيرة .. هذا يتطلب ويحتاج إلى أسس استيراتيجية ومهنية بما يظهر نتاج الأهداف الجماعية ..
كثير من جمهور الناس يعتبروا أنفسهم خارج الاهتمام والتواصل ، لهذا فالمطلوب هو جعل الناس منغمسين أكثر في التطوير وتغيير نمطية التفكير، ويلزم التحدث المباشر معهم والتواجد في اهتماماتهم واحتياجاتهم ، الكل مطلوب منه المشاركة الفاعلة في صنع المستقبل والتغيير الآمن .
علينا ألا نغمض أعيننا عن واقع المجتمع الفلسطيني .. نعم المصالحة الآن موجودة ولكن هذا لم يلغي أن المجتمع مقسم بين الفصائل الفلسطينية ، إذن هناك تيارات سياسية واضحة معالمها وأهدافها ولديها استيراتيجية نحو تفعيل الاستقطاب والجذب الجماهيري ، وهذا يسمى ' السعي إلى المصالح الخاصة بالفصيل ' .. ولأن الحكومة القادمة حكومة حتى الانتخابات .. فبالتالي أمامها الكثير من الأعمال وبذل الجهد المضاعف فهي تؤسس لاستقرار مجتمعي ومؤسساتي وتعزيز فرص المصالحة في كافة مستوياتها وتفرعاتها وملفاتها المعقدة في حال تطبيقها .. لهذا أيضا نقول للفصائل الفلسطينية إن مهمتنا الوطنية ومصلحتنا العليا هي إتاحة الفرصة للحكومة القادمة للانطلاق من خلال أساس راسخ ، مما يتطلب تعاونا أكثر والتحاما أكثر بين الفصائل نفسها وبين الفصائل والمجتمع وبين الفصائل والحكومة القادمة .. دعونا نكسب الوحدة فهي المنقذة لنا من كل ما يحيط بنا .. دعونا لنعمل كفريق واحد والمحافظة على روح العمل وروح وجسد المصالحة ، والالتزام بقرارات الحكومة وأبجديات عملها ومتطلبات بقاؤها قوية والاستمرار في إمدادها بما يلزم من دعم جماهيري ومجتمعي واسع ... والدفع وبقوة نحو إعادة ثقة هذه الجماهير بالمؤسسات والأحزاب والحكومة . نقول للحكومة القادمة إن الكفاءات الفلسطينية مطلوبة والآن دورها .. فهي مطلوبة في المرحلة الحالية لإنجاح برامج الحكومة في جميع المناحي والأصعدة ..
في واقع ما بعد الانقسام نقول لرئيس الوزراء القادم ، اهلاو سهلا بك ، يعتز بك المجتمع الفلسطيني ، ورحلتك في برنامج حكومتك يدخلك في فرضيات وأولويات وتحديات وخطوات يتوجب اتخاذها .. وكان الله في عونك وعون الوزراء جميعهم .. الحِمل ثقيل والجميع ينتظر التغيير ، وانتم خيمتنا التي نحتمي تحتها من عناء سنوات مضت تلوثت بالانقسام وإفرازات حالة التفسخ المجتمعي .. ونعلم ان رحلتكم في الحكومة القادمة تشبه رحلة السياسي قبل الانتخابات .. ولكن هناك فرق جوهري .. فالبرنامج الانتخابي يخص نجاح الجزء لإدارة الكل .. أمام انتم فبرنامجكم يخص نجاح الكل وإدارة الكل .. فالنجاح يعم كل أسرة ومؤسسة ووزارة ومواطن .. وبالتالي علينا أن نعمل بكل ما نملك لنضمن النجاح لمسيرتكم وبرامجكم وكل ما هو مطلوب منكم ..
حكومتكم لا تحتاج إلى الأثاث والمكاتب .. فنحن على علم اليقين أن إعمالكم هي على الأرض حيث إعادة الاعمار تحديدا وتحديث قاعدة البيانات وقيادة الناس نحو مسيرة المصالحة والجاهزية نحو صندوق انتخابات نزيه وآمن وممكن ..
والان نختصر أكثر ونقول .. إن تحديد الهفوات والانتكاسات والصعوبات والتعقيدات والمعيقات شيء مطلوب ، ويتوجب المعالجة الجذرية والفورية لاي مظهر لها .. هناك عقبات أكثر صعوبة في التكهن بها نظرا للتقسيمات الحزبية ، وأكثر صعوبة في الوقاية منها .. فالوقاية والمعالجة مسؤولية مسبقة واستيراتيجية لكل فصيل على حدة وعلى مجموع الفصائل مشتركة .. وبل ومسؤولية كل فرد في المجتمع على المستوى الشخصي .. وهناك نقولها وبصراحة إن نجاح الحكومة القادمة مرهون بصيانة مكتسبات المصالحة وحالة التغيير الآمن وتقديم الدعم الكامل والإعلامي خاصة لبرنامج الحكومة وانجازاتها وتحرير الطاقات الكامنة وتلك التي تم تجميدها أبان فترة الانقسام وغياب الوحدة الفلسطينية .. وحالة التغيير الآمن التي نقصدها هي تلك الأمور التي تخضع للاتفاق على الحاجة إلى إحداث التغيير فيها .. وكذلك الاتفاق على الاتجاه الذي تسير فيه .
في نهاية رسالتي أتمنى التوفيق للحكومة القادمة .. ولرئيس الوزراء القادم كل الدعم والتأييد والاحترام .. ومعا وسويا نحو مجتمع المصالحة الفلسطيني وصولا الى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقيام دولتنا الفلسطينية ان شاء الله . كاتب فلسطيني
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق