السبت، 27 أكتوبر 2012

 في خطوة أشعلت نيران المنافسة بين الخصمين اللدودين
الأحد 08 جمادى الثانية 1433هـ - 29 أبريل 2012م

    أحمد حلمي يوقع كتابه الجديد "28حرفاً"
    الانفجارات تتوالى في دمشق وآخرها في المزة
    ثروات أغنياء بريطانيا تسجل مستويات قياسية
    بريطاني يصطحب "بطته" معه حيثما حلّ وارتحل
    بيونسيه أجمل امرأة في العالم لعام 2012

رام الله - أمجد سمحان

حققت حركة فتح خلال الآونة الأخيرة سلسلة انتصارات كاسحة في انتخابات الجامعات الفلسطينية، مقابل تراجع ملحوظ لحركة حماس، في خطوة أشعلت نيران المنافسة بين الخصمين اللدودين رغم غياب أي آفاق لإجراء انتخابات فلسطينية تأخر موعدها لمدة عامين كاملين.

وفازت فتح التي تسيطر على الضفة، بفارق كبير عن حماس في نتائج انتخابات جامعات بيرزيت والقدس وبيت لحم والخليل والبوليتكنك وكلية العروب والكلية التقنية الموزعة في الضفة الغربية، وتبقى أمامها عدد قليل من الجامعات والكليات الأخرى والتي يتوقع أن تحقق فيها نجاحا. في المقابل لم تجرِ أي انتخابات في جامعات غزة منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
اتهامات متبادلة

وقال أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح إن نتائج الانتخابات الجامعية بمثابة "استفاء وطني وشعبي على نهج حركة فتح ونهج رئيسها محمود عباس والشرعية الفلسطينية"، معتبراً أن فوز فتح في انتخابات الجامعات له عدة أسباب هي "الإصلاحات في هيكل الحركة، والثبات على المواقف السياسية لقادتها، وخصوصا ما يتعلق بوقف المفاوضات والذهاب إلى الأمم المتحدة، وتفعيل المقاومة الشعبية".

وأشار عساف إلى أن الانتخابات الجامعية تظهر "سقوط حماس بسبب التناقض بين أفعال هذه الحركة وأقوالها في كل القضايا، فعلى سبيل هي لا تتوقف عن الحديث عن المقاومة، بينما فعلياً لا تقوم بأي فعل مقاوم".

بدوره رد أحمد عطون، النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي قائلاً إن النتائج الأخيرة للانتخابات "غير عادلة"، لأنها تأتي بعد ثلاث سنوات من انقطاع الكتلة الإسلامية الممثلة لحماس، عن المشاركة في العمل السياسي في الضفة، بسبب "حظرنا من قبل السلطة، والملاحقة المستمرة لعناصرنا من أجهزة الأمن الفلسطينية، وتغييِب الحركة عن العمل السياسي في الضفة".

وقال عطون "لقد شاركنا في انتخابات الجامعات بعد انقطاع طويل، وما حققناه يعتبر مؤشراً عظيماً على قوتنا، رغم الملاحقة الأمنية والإرهاب الفكري لعناصرنا والاعتقالات السياسية المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة".
انتخابات متأخرة

وشاركت حماس لأول مرة في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، وفازت الحركة بـ76 مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، مقابل 43 لحركة فتح، فيما حصل المستقلون وفصائل اليسار الفلسطيني على 11 مقعداً، ومنذ انقلاب حماس على فتح في غزة عام 2007 لم تجرِ الانتخابات الفلسطينية التي يفترض أن تنظم مرة كل 4 سنوات، وفق القانون الأساسي الفلسطيني.

وكان إجراء الانتخابات أحد أهم العوامل التي تعوق المصالحة الفلسطينية، وخلال اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع بين فتح وحماس مؤخرا في الدوحة قبل الجانبان بأن يرأس الرئيس الفلسطيني حكومة مؤقتة تعد لانتخابات فلسطينية خلال العام الجاري، لكن ذلك لم يطبق حتى اليوم.

وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن نسبة 40% من الفلسطينين تقريبا ستعطي صوتها لفتح مقابل نحو 20% لحماس في الانتخابات، في حين سيعزف نحو 30% من الفلسطينين عن المشاركة، وستحصل بقية الفصائل الفلسطينية اليسارية والمستقلون على قرابة 10% من الأصوات. وهذه كلها أرقام تتشابه مع ما رشح عن استطلاعات الرأي قبل انتخابات عام 2006 حين حققت حماس المفاجأة وفازت.
كلاسيكو "حماس - فتح"

الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، شبه السباق بين حماس وفتح في انتخابات الجامعات، بالسباق بين الخصمين الإسبانيين اللدودين ريال مدريد وبرشلونة. وإن " الكلاسيكو" الذي يجمع الطرفين قد لا يؤثر بالضرورة على نتيجة "الليغا".

وقال لـ"العربية.نت" إن نتائج انتخابات الجامعات الفلسطينية وتراجع حماس، قد لا تعكس الحقيقة على أرض الواقع. ففوز فتح فيها لا يعني أنها ستفوز في الانتخابات العامة. أضاف "عام 2006 حين فازت حماس في الانتخابات التشريعية، وكانت فتح فازت في معظم انتخابات الجامعات، لكن عملياً عندما تحصل انتخابات عامة هناك الكثير من العوامل التي قد تحسم السباق لهذا أو ذاك أبرزها البرامج السياسية، والمواقف من الطرفين حول مستقبل السلطة الفلسطينية، والمقاومة، والموقف الدولي، والقدرة على توفير الخدمات للمواطن، والقدرة على كسب الرأي العام، وهذا كله غير متاح في انتخابات الجامعات".
السهل الممتنع

من جهته قال نشأت الأقطش، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، والذي كان مستشاراً إعلامياً لحملة حماس الانتخابية عام 2006 "إن انتخابات الجامعات الفلسطينية تعد مؤشراً على تراجع شعبية حماس التي حققت 57% من أصوات الناخين في عام 2006، لكنها تعني أيضا أن الحركة ما زالت لاعباً قوياً في الساحة السياسية، حيث إنها وبعد انقطاع 3 سنوات عن العمل السياسي في الضفة بسبب حظرها حققت نتائج عالية، وهذا يعني أن الحركة هي السهل الممتنع أمام فتح".

وعلى سبيل المثال حصلت حماس على 19 مقعداً مقابل 26 لحركة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، وفي وقت سابق حققت حماس نتيجة معاكسة تماماً.

وقال الأقطش" في كل الأحوال لو جرت انتخابات اليوم ستحصل حماس على نسبة تتراوح بين 30-35% من أصوات الناخبين، لكن هذا ليس شيئاً ثابتاً، فهناك شيء غير قابل للقياس عندما يتعلق الأمر بحماس، ففي انتخابات جامعة بيرزيت نصف أصوات الطلبة الجدد كانت لحماس، وهذا مؤشر على أن لها جمهورا كبيرا يتجدد باستمرار وبقوة".

ليست هناك تعليقات: