الاثنين، 31 أكتوبر 2011

ثورة الربيع في سوريا ... لا تستثني حتى من هم في عمر الربيع

ثورة الربيع في سوريا ... لا تستثني حتى من هم في عمر الربيع

 

حمزة الخطيب، إبراهيم الشيبان، هاجر الخطيب، أسماء باتت معروفة لأطفال سوريين من بين 225 طفلا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات. وحسب مصادر حقوقية سورية فإن عدد القتلى من الأطفال في شهر تشرين الأول/ أكتوبر وحده بلغ 31 طفلا.

 

في الوقت المعتاد من كل ليلة تنطفئ أضواء المنزل، يجتمع أفراد الأسرة في زاوية إحدى الغرف الأكثر أمانا تحسبا لأية عملية مداهمة. تتشبث فرح بحضن والدها بخوف وتشير له بالصمت وهي تهمس في أذنه "بابا...  بابا.. أجا بشار وبس". فرح، التي لم تبلغ الربيع الرابع من عمرها، لا تدرك أن بشار المقصود هو الرئيس بشار الأسد رئيس البلاد. وكل ما تعرفه أنه عندما يأتي بعض الرجال إلى حيهم الكائن في إحدى ضواحي العاصمة دمشق، يسمع إطلاق النار وتسود حالة من الرعب والخوف، وينتهي ذلك كله عندما يردد هؤلاء الرجال " الله .. سوريا .. بشار وبس".
هذه الصورة المرعبة التي تعيشها فرح يوميا، تعتبر جزءا صغيرا من الثمن الذي يدفعه الأطفال السوريون منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشارالأسد. ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا، في الخامس عشر من شهر آذار/ مارس الماضي قتل مائتان وخمسة وعشرون طفلا، حسب مصادر حقوقية سورية. تضيف هذه المصادر بأن واحدا وثلاثين طفلا قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر وأن اصغر طفلة قتلت عمرها لم يكن يتجاوز ستة أشهر. ومع بدء العام الدراسي الجديد، عادت الأنظار لتتوجه إلى تلاميذ المدارس الذين خرج بعضهم في مظاهرات وذلك ردا على "تحول معظم المدارس في  سوريا إلى معتقلات ومأوى للأمن والشبيحة خلال العطلة الصيفية"، حسب شهود عيان لسكان إحدى ضواحي دمشق.
أحد الآباء روى لدويتشه فيله كيف رفضت طفلته ريم، وهي في الصف الرابع الابتدائي، ترديد شعار "الله سوريا بشار وبس" مع رفاقها في المدرسة. وعندما وبختها المعلمة قالت لها ريم "يا آنسة أنا جيت (جئت) عالمدرسة أتعلم القراءة والكتابة والرياضيات ... أنا ما دخلني لا ببشار ولا بغيرو". بالطبع لم يكن هذا الكلام متوقعا من طفلة صغيرة في المدرسة، ولا يعرف الأب حتى الآن "كيف مرّ هذا الحادث مرور الكرام دون أن يعاقب هو شخصيا على كلام ابنته كما جرت العادة في هذه الأيام في سوريا"، حسب قوله.
ارتفع عدد القتلى بين الأطفال إلى 225 طفلا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، صورة من الأرشيف يظهر فيها أطفال سوريون  ارتفع عدد القتلى بين الأطفال إلى 225 طفلا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، صورة من الأرشيف يظهر فيها أطفال سوريون
"معتقلون بتهمة الطفولة"
الطفل أحمد ابن الثالثة عشرة من العمر لم يرافق أصدقاءه إلى المدرسة هذا العام، فهو "غير قادر على التواصل مع المجتمع ويبقى حبيس غرفته"، وفق ما روت أسرته لدويتشه فيله. وحسب العائلة فإن "أصوات التعذيب والشتائم والإهانات التي تعرض لها على مدى خمسة عشر يوما قضاها في أكثر الفروع الأمنية ضراوة وقسوة، تجعله، دائم الشرود لا يستطيع التركيز على شيء". وكانت مجموعة من قوات الأمن السورية قامت باعتقال أحمد "بتهمة الوقوف أمام باب منزله مع رفاقه عندما داهمت عناصر حفظ النظام إحدى ضواحي العاصمة دمشق، وشنت حملة اعتقالات عشوائية"، حسب رواية أسرته. وقد أكدت مجريات التحقيق هذه "الرواية التي تبدو غريبة"، إذ قام ضابط الأمن بالاستهزاء منه وسؤاله أثناء التحقيق عن تعريف المجهر والجراثيم وعندما لم يعرف أحمد الإجابة كان نصيبه المزيد من "الكرابيج والعصي والفلقات، وهو ما كان فوق طاقة تحمل هذا الطفل".
وكلما توجه الأهالي إلى فروع الأمن للمطالبة بإطلاق سراح أطفالهم  المعتقلين جاءتهم الإجابة الوحيدة "بأنه لا يوجد أي شخص سواء كان طفلا أو شابا في المعتقلات بدون أية تهمة. فكل المعتقلين يقبض عليهم متلبسين بتهمة التظاهر أو التحريض على المظاهرات وتبقى مسؤولية خروج الأطفال أثناء المظاهرات تقع على الأهالي"، حسب أحد الناشطين في التنسيقيات الذي رفض الكشف عن اسمه. ويرد هذا الناشط بالقول "نحن لا نستغل الطفولة ولا نسمح بخروج أي شخص لم يبلغ الخمسة عشر عاما، فما الطائل من تجييش طفل لا يعرف ما خرج لأجله؟ نحن نخرج من أجلهم، من أجل أن يعيش أطفالنا بكرامة وحرية"، حسب الناشط.
مظاهرة في إدلب تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسدمظاهرة في إدلب تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد
الأطفال كرهائن بدلا من ذويهم
كما يتحدث العديد من الأهالي في المناطق ذات الوضع الأمني السيئ عن أسباب اعتقال الأطفال بأن عناصر الأمن قد يأخذون طفلا بديلا عن أحد أفراد أسرته المطلوبين حتى يسلم نفسه، أو لبث الخوف في نفوس أهالي الحي والضغط عليهم لمنعهم من الخروج في المظاهرات. كما أن هناك "حالات اعتقال عن طريق الخطأ بسبب تشابه الأسماء تتم معالجتها بعد أن يتلقى الطفل العقاب المناسب"، والكلام للناشط السوري المعارض. أما جزاء من يقوم بالدفاع عن هؤلاء الأطفال، ومحاولة الوقوف في وجه عناصر الأمن منعا من اعتقالهم، فهو كمصير محمد رماح. فهذا الرجل الخمسيني لقي مصرعه أثناء محاولة إنقاذ طفل انهال عليه عناصر الأمن بالضرب بشدة، فرد عليه هؤلاء برصاصة استقرت في رأسه.
إلا أن حالات الاعتقال تبقى الأفضل من بين حالات الكثيرين من الأطفال الذين وقعوا ضحية الرصاص المتعمد من قبل القناصة ورجال الأمن، والكلام لأحد الأطباء المنضوين فيما بات يعرف بتنسيقية الأطباء. ويضيف هذا الطبيب بأن "حالة الطفلة إسراء تؤكد ذلك، عندما قام أحد القناصة بإصابتها في عينها أثناء وقوفها في مطبخ بيتها. ولم يستطع أهل الحي إسعافها بسبب الطوق الأمني الموجود في المنطقة ما أدى إلى وفاتها بعد ساعة من الإصابة".
كما يروي والد الطفل لؤي، ابن الأحد عشر عاما، أن أحد عناصر الأمن الغاضبين قام بإطلاق النار عليه في صدره عندما صادفه بينما كان لؤي ذاهبا لجلب الطعام لأسرته. هذه الرصاصة التي "اخترقت صدره وخرجت من ظهره، بعد أن أحدثت ضررا كبيرا في نخاعه الشوكي، حكمت عليه بأن يبقى حبيس الكرسي المتحرك". كما أدى بطء إجراءات العلاج، نتيجة الخوف من إسعافه إلى المشافي الحكومية والخاصة، إلى تفاقم الإصابة وازدياد صعوبة حالته. بقي أن نقول إن الحكومة السورية ترفض هذه المعطيات جملة وتفصيلا وتنفي وجود أطفال في صفوف المعتقلين. وحتى أطفال درعا، الذين تسبب اعتقالهم وما قيل عن تعرضهم لتعذيب شديد في إطلاق شرارة الاحتجاجات، لم يصدر أي بيان رسمي عن حالتهم.

نورا الشعلان ـ دمشق
مراجعة: أحمد حسو
 
 
 
Share this article
del.icio.us
Digg
Newsvine
Furl
Yahoo
Socializer
Facebook
Twitter

الأحد، 30 أكتوبر 2011

سهى عرفات تؤكد تنازلها عن المدرسة الدولية لقريبة ليلى بن علي و تكشف قصة القرض من بنك تونس

سهى عرفات تؤكد تنازلها عن المدرسة الدولية لقريبة ليلى بن علي و تكشف قصة القرض من بنك تونس

التاريخ: 2011-10-30 13:06:41
سهى عرفات

لنن-ميلاد- اكدت السيدة سهى عرفات، ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، انه ليس لها اي علاقة بالمدرسة الدولية التي اسستها شراكة مع السيدة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
وقالت السيدة سهى في اتصال هاتفي مع صحيفة "القدس العربي" انها تنازلت عن هذه المدرسة رسميا لاسماء محجوب ابنة اخت السيدة ليلى بن علي.


وجاءت تصريحات السيدة عرفات ردا على نشر عدة صحف تونسية وجزائرية السبت، منها الخبر الجزائرية والبشاير التونسية، خبرا مفاده ان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس اصدر مذكرة اعتقال دولية ضد أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بتهمة تجاوزات وفساد مالي خلال فترة إدارتها للمدرسة الدولية بقرطاج.


وقالت الصحف ان المحكمة التونسية وجهت للسيدة سهى عرفات وللسيدة ليلى الطرابلسي، وللمدير العام السابق لشركة اتصالات تونس ولعدد من المسؤولين تهمة استغلال مناصبهم والحصول على فائدة مالية دون وجه حق.


واعترفت السيدة سهى خلال اتصالها، انها اخذت قرضا من بنك الاسكان التونسي بقيمة 300 الف دينار تونسي على ان يسدد خلال فترة خمس سنوات، بهدف تأسيس المدرسة. وقالت ان السفير الفرنسي السيد سيرج دي غالييه اتصل بهاوقال ان هناك وثيقة وصلت للسفارة الفرنسية ضدك وضد السيدة بن علي تتهمكما بالتخطيط لاغلاق المدرسة الفرنسية في تونس العاصمة، لكي تتمكن مدرستكما التي تدرس المنهاج الفرنسي من النجاحز


وقالت السيدة سهى انها اتصلت بالسيدة ليلى بن علي وابلغتها بغضب السفير الفرنسي، وقالت السيدة سهى ان السيدة بن علي ردت عليها قائلة انه "لا علاقة للسفير الفرنسي بهذا الموضوع، وهذه بلدنا ونتصرف بها كما نشاء".


وقالت السيدة سهى انها عندئذ طلبت عدم الاستمرار شريكة في المدرسة.


وقالت السيدة سهى ان السيدة بن علي ارسلت اليها محاسبتها رجاء اسماعيل وان سهى وقعت للمحاسبة عن تنازل عن كل اسهمها بالمدرسة. وقالت السيدة سهى انهم اعادوا لها مبلغ 30 الف دينار كانت قد سددتها من قيمة القرض واخذت السيدة بن علي عنها مسؤولية القرض كاملة.


واكدت السيدة سهى انها تمتلك وثائق بهذا الخصوص. واعربت عن استغرابها لنشر هذه الاخبار عنها وهي التي ايدت الثورة التونسية وعانت كثيرا من السيدة بن علي وزوجها الرئيس زين العابدين، عندما رموا اغراضها بالشارع وهددوها ببيعها بالمزاد العلني.


وقالت السيدة سهى انها تعرضت لمطاردة شديدة من اسرة بن علي بعد مغادرتها تونس الى مالطا حيث استقرت نهائيا.


وهددت السيدة عرفات بانها ستضطر الى رفع دعوى امام المحكمة الاوروبية للدفاع عن اسمها في مواجهة اي تشويه.

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

بائـع المـلـوك


بائـع المـلـوك
من مواقـف العـز بن عبـد السـلام

لقد كان لهذا الإمام الجليل مواقف في غاية العجب، وهذه المواقف العظيمة لولا أنها مُسَطَّرة في الكتب لقلنا: إنها خيال من الخيال، لكنها مكتوبة، والذين

كتبوها هم من العلماء الذين عاصروه وعاشروه وعاشوا معه.

ومن هذه المواقف العجيبة:

.موقفه مع الملك الصالح إسماعيل:

عندما كان العز.بن.عبد.السلام في دمشق كان الحاكم رجلاً يقال له: "الملك الصالح إسماعيل" من بني أيوب، فولّى العز.بن.عبد.السلام خطابة الجامع

الأموي، وبعد فترة قام الملك الصالح إسماعيل هذا بالتحالف مع النصارى الصليبيين، أعداء الله ورسله، فحالفهم وسلّم لهم بعض الحصون، كقلعة

الشَّقِيف( )، وصَفَد( )، وبعض الحصون، وبعض المدن وذلك من أجل أن يستعين بهم على قتال الملك الصالح أيوب في مصر.

فلما رأى العز.بن.عبد.السلام هذا الموقف الخائن الموالي لأعداء الله ورسله - عليهم السلام- ، لم يصبر فصعد على المنبر، وتكلّم وأنكر على الصالح

إسماعيل تحالفه مع الصليبيين، وقالها له صريحة، وقطع الدعاء له في الخطبة، بعدما كان اعتاد أن يدعو له( )، وختم الخطبة بقوله: "اللهم أبرم لهذه

الأمة أمرًا رشدًا تُعِزُّ فيه وليَّك، وتُذِلُّ فيه عدوَّك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر"( ). ثم نزل.

وعرف الأمير الملك الصالح إسماعيل أنه يريده، فغضب عليه غضبًا شديدًا، وأمر بإبعاده عن الخطابة، وسجنه، وبعدما حصل الهرج والمرج،

واضطرب أمر الناس، أخرجه من السجن ومنعه من الخطبة بعد ذلك( ).

وخرج العز.بن.عبد.السلام من دمشق مغضبًا إلى جهة بيت المقدس، وصادف أن خرج الملك الصالح إسماعيل إلى تلك الجهة أيضًا والتقى أمراء

النصارى قريبًا من بيت المقدس، فأرسل رجلاً من بطانته وقال له: اذهب إلى العز.بن.عبد.السلام، ولاطِفْهُ ولايِنْهُ بالكلام الحسن، واطلب منه أن يأتي

إليّ، ويعتذر مني، ويعود إلى ما كان عليه، فذهب الرجل إلى العز.بن.عبد.السلام وقال له: ليس بينك وبين أن تعود إلى منصبك وأعمالك وزيادة على

ما كنت عليه، إلا أن تأتي وتُقَبِّل يد السلطان لا غير، فضحـك العز.بن.عبد.السلام ضحكة السـاخر وقال: "يا مسكين، والله ما أرضى أن يُقَبِّلَ الملك

الصالح إسماعيل يدي فضلاً عن أن أُقَبِّلَ يده، يا قومُ أنا في واد، وأنتم في واد آخر، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به".

قال: إذًا نسجنك، فقال: "افعلوا ما بدا لكم". فأخذوه وسجنوه في خيمة، فكان يقرأ فيها القرآن ويَتَعَبَّد ويذكر الله تعالى.

وفي إحدى المرات كان الملك الصالح إسماعيل قد عقد اجتماعاً مع بعض زعماء النصارى الصليبيين، كان اجتماعهم قريباً من العز.بن.عبد.السلام

بحيث يسمعون قراءته للقرآن، فقال: هل تسمعون هذا الذي يقرأ؟ قالوا: نعم. فقال متفاخرًا: هذا هو أكبر قساوسة المسلمين سَجَنَّاه؛ لأنه اعترض علينا

في محالفتنا لكم، وتسليمنا لكم بعض الحصون والقلاع، واتفاقنا معكم على قتال المصريين.

فقال له ملوك النصارى: والله لو كان هذا القسيس عندنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقته( )!

لو كان عندنا رجل بهذا الإخلاص للأمة وبهذه القوة، وبهذه الشجاعة لكُنَّا نغسل رجليه، ولشَرِبْنا الماء الذي غسلنا به رجليه، فأصيب الملك إسماعيل

بالخيبة والذلِّ، وكانت هذه بداية هزيمته وفشله، وجاءت جنود المصريين، وانتصرت عليه وعلى من كانوا متحالفين معه من الصليبيين، وأفرجت عن

الإمام العز.بن.عبد.السلام.

هذا موقف صرّح فيه العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رؤوس المنابر، ورأى أن هذا الذي يسعه، مع أنه

كان يستطيع غير ذلك، ولكنه رأى أن هذا هو الأسلوب المناسب، خاصة أن الصليبيين في تلك الوقعة دخلوا شوارع دمشق ومدنها، وتجوَّلوا في أسواقها

ودكاكينها، وكانوا يشترون الأسلحة من المسلمين؛ ولذلك وُجِّه إليه الاستفتاء: هل يجوز أن نبيع السلاح للنصارى؟

فأفتى - رحمه الله - بأن بيع السلاح إليهم لا يجوز؛ لأن من يبيعهم السلاح يعلم أنهم سوف يصوِّبون هذه الأسلحة إلى صدور المسلمين.


.موقفه مع الصالح أيوب:

خرج العز.بن.عبد.السلام بعد ذلك إلى مصر، واستقبله نجم الدين أيوب، وأحسن استقباله، وجعله في مناصب ومسؤوليات كبيرة في الدولة.

وكان المتوقع أن يقول العز.بن.عبد.السلام: هذه مناصب توليتها، ومن المصلحة أن أحافظ عليها حفاظًا على مصالح المسلمين، وألاَّ أعكِّر ما بيني وبين

هذا الحاكم، خاصة أن الملك الصالح أيوب -مع أنه رجل عفيف وشريف- إلا أنه كان رجلاً جبارًا مستبدًّا شديد الهيبة، حتى إنه ما كان أحدٌ يستطيع أن

يتكلم بحضـرته أبدًا، ولا يشفع لأحد، ولا يتكلم إلا جوابًا لسؤال، حتى إن بعض الأمراء في مجلسه يقولون: والله إننا دائمًا نقول ونحن في مجلس الملك

الصالح أيوب: لن نخرج من المجلس إلا إلى السجن؛ فهو رجل مهيب، وإذا سجـن إنسانًا نسيـه، ولا يستطيع أحد أن يكلِّمه فيه، أو يذكره به، وكان له

عظمة وأبهة، وخوف وذعر في نفوس الناس، سواءً الخاصة منهم والعامة، فماذا كان موقف العز.بن.عبد.السلام معه؟

في يوم العيد خرج موكب السلطان يجوس في شوارع القاهرة، والشرطة مصطفّون على جوانب الطريق والسيوف مُصْلتة، والأمراء يقبّلون الأرض بين

يدي السلطان هيبة وأبهة -وهذه كانت عادة سيئة موجودة عند الأمراء في ذلك الوقت-، وهنا وقف العز.بن.عبد.السلام وقال: يا أيوب؛ هكذا باسمـه

مجردًا بلا ألقاب، فالتفت الحاكم ليرى: من الذي يخاطبه باسمه الصريح، بلا مقدمات، ولا ألقاب؟ ثم قال له العزّ: ما حُجَّتُك عند الله - عز وجل - غدًا

إن قال لك: ألم أُبَوِّئْكَ ملك مصر، فأبحت الخمور؟ فقال: أويحدث هذا في مصر؟ قال: نعم، في مكان كذا، وكذا، حانة يباع فيها الخمر وغيرها من

المنكرات، وأنت تتقلّب في نعمة هذه المملكة؟

فقال: يا سيدي، أنا ما فعلت هذا، إنما هو من عهد أبي. فَهَزَّ العز بن عبد السلام رأسه وقال: إذن أنت من الذين يقولون: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ)

[الزخرف:22]، فقال: لا، أعوذ بالله، وأصدر أمرًا بإبطالها فورًا، ومنع بيع الخمور في مصر( ).

رجع العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - إلى مجلسه يعلِّم الطلاب، ويدرِّسهم، وكان يعلمهم مواقف البطولة، والشجاعة كما يعلمهم الحلال والحرام،

ويعلمهم الغَيْرة على الدين مثل ما يعلمهم الأحكام؛ [light=99FF66]إذ ما قيمة أن يوجد طالب يحفظ القرآن والصحيحين والسنن، وكتب الفقه

والحديث ومع ذلك هو ميت الغيرة على الإسلام، لا يغضب لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يَتَمَعَّر وجْهُهُ إذا رأى المنكر، ويَتَطَلَّعُ لمنازل

الصِّديقين والشهداء؟ ما قيمة هذا العلم؟[/light]

وعندما رجع العز.بن.عبد.السلام إلى مجلس درسه جاءه أحد تلاميذه يقال له: "الباجي" يسأل: كيف الحال؟ قال: بخير والحمد لله. قال: كيف فعلت مع

السلطان؟ قال: يا ولدي، رأيت السلطان وهو في أبهة وعظمة، فخشيت أن تكبر عليه نفسه فتؤذيه، فأردت أن أهينها( ).

إذن العز.بن.عبد.السلام أعلن هذا الأمر على الناس؛ لأنه يريد أن يربي السلطان، ويقصد إنكار مُنْكَرَيْن في وقت واحد:

المنكر الأول: الحانة التي يباع فيها الخمر.

والمنكر الثاني: هو هذا الغرور، وهذه الأبهة، والطغيان الذي بدأ يكبر في نفس الحاكم، فأراد أن يقتلعه، ويزيله من نفسه لذا قال العز: "لئلاّ تكبر عليه

نفسه فتؤذيه". فقال له تلميذه الباجي: يا سيدي، أما خِفْتَه؟ قال: "لا والله يا بني، استحضرت عظمة الله - عز وجل - وهيبته فرأيت السلطان أمامي

كالقط!"( ).

لكن ما رأيكم في طالب علم أصبح يخاف حتى من القط؟ هل يأمر أو ينهى؟ كلا بالطبع.

لعل من أسباب قيام العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - باتخاذ هذه المواقف العلنيّة أن يجرَّ الأمة كلها إلى مواقف شجاعة قوية.

.موقفه مع أمراء المماليك:

وهناك موقف آخـر يعدُّ من أعجب مواقفه - رحمه الله -، فقد كان المماليك هم الذين يحكمون مصر في عصر العز بن عبد السلام فالحكومة الحقيقية

كانت في أيديهم، فقد كان نائب السلطنة مملوكيًّا، وكذلك أمراء الجيش والمسؤولون كلهم مماليك في الأصل وفيهم من لم يثبت تحرره من الرق.

وكان العز.بن.عبد.السلام كبير القضاة بمصر، فكان كلما جاءته رقعة فيها بيع أو شراء أو نكاح أو شيء من هذا للمماليك الذين لم يحرروا أبطلها

وقال: هذا عبد مملوك، حتى لو كان أميرًا وكبيرًا عندهم أو قائدًا في الجيش يَرُدُّه، إذ لابد أن يُبَاع ويحرَّرَ، وبعد ذلك يُصَحِّحُ بيعهم وشراءهم

وتصرفاتهم كلها، أما الآن فهم عبيد.

فغضب المماليك من هذا الإمام، وجاؤوا إليه وقالوا: ماذا تصنع بنا؟ قال: رددنا بيعكم، فغضبوا أشد الغضب ورفعوا أمره إلى السلطان، فقال: هذا أمر

لا يعنيه.

فلمّا سمع العز.بن.عبد.السلام هذه الكلمة؟ قام وعزل نفسه من القضاء.

لقد كان من أهم جوانب قوة العز.بن.عبد.السلام أنه كان أكبر من المناصب، وأكبر من الوظائف، وأكبر من الأسماء؛ ولذلك ما كان يتطلع إليها أو يستمد

قوته منها، إنما يستمد قوته من إيمانه بالله - عز وجل -، ومن وقفته إلى جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدع بكلمة الحق، ثم من الأمة

التي أعطته ثقتها واتباعها في الحق يصدع به.

ولذا أصبح العز.بن.عبد.السلام في حياتهم وقلوبهم هو تاج الزمان ودُرَّته، وأصبح هو أعظم عالم وداعية وإمام في العالم الإسلامي في وقته؛ فلذلك عزل

نفسه عن القضاء؛ إذ كل أمور المسلمين تدخل تحت تصرّف القاضي، وهو لا يحكم فيها إلا بحكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

ثم قام العزّ بتصرف آخر مشابه، وهو أنه جمع متاعه وأثاث بيته واشـترى حمارين، ووضع متاعه على حمار، وأركب زوجته وطفله على الحمار

الآخر، ومشى بهذا الموكب البسيط المتواضع يريد أن يخرج من مصر ويرجع إلى بلده الشام.

لكن الأمة كلها خرجت وراء العز.بن.عبد.السلام، حتى ذكر المؤرِّخون أنه خرج وراءه العلماء والصالحون والعباد، والرجال والنساء والأطفال، وحتى

الذين لا يؤبه لهم -هكذا تقول الرواية- مثل: النجارين، والصباغين، والكناسين...، وخرج كل أصحاب الحرف والمهن -الشريفة والوضيعة-، الجميع

خرجوا وراء العز بن عبد.السلام في موكب مهيب رهيب.

ثم ذهب بعض الناس إلى السلطان وقالوا له: من بقي لك تحكمه إذا خرج العز.بن.عبد.السلام، وخرجت الأمة كلها وراءه؟ ما بقي لك أحد، متى راح

هؤلاء ذهب ملكك.

فأسرع الملك الصالح أيوب للعزّ، وركض يدرك هذا الموكب ويسترضيه ويقول له: ارجع ولك ما تريد، قال: لا أرجع أبدًا إلا إذا وافقتني على ما طلبت

من بيع هؤلاء المماليك، قال: لك ما تريد، افعل ما تشاء.

رجع العز.بن.عبد.السلام وبدأ المماليك يحاولون معه ليغيّر رأيه؛ إذ كيف يباعون بالمزاد العلني، فأرسل إليه نائب السلطنة -وكان من المماليك-

بالملاطفة فلم يفد معه هذا الأسلوب، فاقترح بعضهم قتل العز.بن.عبد.السلام، فذهب نائب السلطنة ومعه مجموعة من الأمراء، ثم طرق باب

العز.بن.عبد.السلام، وكانت سيوفهم مصلتةً يريدون أن يقتلوه فخرج ولد العز.بن.عبد.السلام -واسمه عبد اللطيف-، فرأى موقفًا مهيبًا مخيفًا، فرجع إلى

والده وقال: يا والدي انجُ بنفسك.. الموت، الموت، قال: ما الخبر؟ قال: الخبر كيت، وكيت.

فقال العز.بن.عبد.السلام لولده: يا ولدي، والله إن أباك لأحقر وأقل من أن يقتل في سبيل الله - عز وجل -.

ثم خرج مسرعًا إلى نائب السلطنة، فلمّا رآه نائب السلطنة يبست أطرافه، وتجمّد وأصابته حالة من الذعر والرعب، وأصبح يضطرب وسقط السيف من

يده، واصفرَّ وجهه، وسكت قليلاً ثم بكى وقال: يا سيدي، خبِّر ماذا تعمل؟ قال العز: أنادي عليكم وأبيعكم. قال: تقبض الثمن؟ قال: نعم. قال: أين

تضعه؟ قال: في مصالح المسلمين العامة، فطلب منه الدعاء وبكى بين يديه ثم انصرف.

وفعلاً فَعَلَها العز.بن.عبد.السلام - رحمه الله - قام وجمع هؤلاء، وأعلن عنهم، وبدأ يبيعهم، وكان لا يبيع الواحد منهم إلا بعدما يوصله إلى أعلى

الأسعار، فلا يبيعه تَحِلَّةَ القسم، وإنما يريد أن يزيل ما في النفوس من كبرياء، فكان ينادي على الواحد بالمزاد العلني، وقد حكم مجموعة من العلماء

والمؤرخين بأن هذه الواقعة لم يحدث مثيل لها في تاريخ البشرية كلها( ).

إن جميع الأمم على مدى تاريخ البشرية جمعاء إذا أتوا يفاخروننا، فإننا نفاخرهم بأئمة أفذاذ من أمثال العز

ابن عبد السلام، هاتوا لنا شخصية فكرية في الأمم كلها تقف مثل هذا الموقف؟

ولعل تاريخ الإسـلام كله لا يعرف فيه مثل هذا الموقف الذي حصل للعز بن عبد السلام - رحمه الله - رحمة واسعة.

وقد سجَّل هذا الموقف - بقلمه البـارع وأدبه الرفيع-، الأديب مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - في كتابه "وحي القلم" تحت عنوان "أمراء

للبيع"( )، وأَلَّف أحد المعاصرين كتابًا سماه: "العز.بن.عبد.السلام بائع الملوك".

إذن العز.بن.عبد.السلام كان شجـاعًا في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهر بكلمة الحق، وكان يرى أن يقول ذلك علانية، وصراحـة، ولا

يداهـن، ولا يخاف في الله لومة لائم.

الأحد، 23 أكتوبر 2011

حماس المعزولة عالميا والمشلولة اقتصاديا: لماذا تخسر غزة؟

حماس المعزولة عالميا والمشلولة اقتصاديا: لماذا تخسر غزة؟


عندما بسطت الحركة الإسلامية المعروفة باسم (حماس) سيطرتها أول الأمر على غزة في العام 2006، منحت عائلة أحمد عياش، طالب السنة الثانية في كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية التي تسيطر عليها حماس، منحت كامل تأييدها ودعمها للحركة. ومثل العدد الوافر الصلب من الناخبين الفلسطينيين اعتقدوا بأن الإسلاميين سيقدمون حكومة نظيفة، على عكس حركة فتح التي يعصف الفساد فيها، والتي كانت قد حكمت غزة لعدة أعوام. ثم تقدمت والدة عياش بطلب لوظيفة معلمة، فعرضت عليها الوظيفة مباشرة: وبالنسبة لمسؤول حماس الذي قابلها، فإن كل ما همّه هو أن زوجها كان يعرف أناساً في الحكومة الجديدة. ولأنها صاحبة مبدأ، رفضت والدة عياش الوظيفة بسبب، حسبما يقول "انها كانت عبر الواسطة". والواسطة هي الكلمة العربية لمفردة "الصلات". وفي غزة، رمزت هذه الكلمة إلى كل شيء كان خاطئاً في الإدارة القديمة، وإلى شيء ادعت حماس بأنها تعارضه. ويتذكر عياش أن هذا كان أحد شعارات الحركة في وقت الانتخابات: إنهاء الواسطة.

وكان عياش قد فقد ثقته في الإسلاميين في وقت مبكر. وفي الأعوام الستة التي مضت منذئذ، انضم إليه العديدون من الغزيين الآخرين الذين يشتكون من أن سياسات حماس الرعوية تحابي القلة بينما تترك الأغلبية تعاني. وتقول صفاء أبو العيش -23 عاماً- المهندسة التي لم تستطع العثور على وظيفة منذ حصولها على الشهادة الجامعية من الجامعة الإسلامية في هذا العام: "لدى بعض المنازل أربعة أو خمسة أفراد في العائلة يعملون، في حين ليس هناك أحد يعمل في عوائل أخرى. وهذا ليس عدلاً". أما أولئك الذين يتوافرون على وظائف، فلديهم شكاوى أخرى. وتقول إنصاف بشبش -66 عاماً- وهي موظفة استقبال في نفس الجامعة، إن اسمها مدرج منذ ثمانية أعوام في قائمة الانتظار لرحلة حج إلى مكة برعاية الحكومة. وتضيف أن بعض الناس يذهبون للحج في كل عام تقريباً، وتضيف مستدركة: "إذا كنت تعرف أحداً ما قوياً، فإنهم ينقلون اسمك إلى المقدمة".

ربما تكون مثل هذه الشكاوى، المدمرة لأي حزب سياسي، منطوية على احتمالات قاتلة بالنسبة للإسلاميين. ولما أصبحت حماس محاصرة من جانب إسرائيل والغرب اللذين يعتبرانها مجموعة إرهابية، ومقطوعة عن الغالبية الفلسطينية في الضفة الغربية، فإن الحركة لا تملك سوى النزر اليسير لتعرضه فيما وراء أرصدتها الجهادية -بالإضافة إلى الوعد بحكم نظيف. وعليه، فإنه يكون مفاجئاً بالكاد أننا نرى الحركة وهي تخسر الأرضية في معقلها المنيع بسرعة. وتخلص دراسات حديثة لمستطلعين بارزين لآراء الناخبين إلى أنه في حال أجريت انتخابات في غزة اليوم، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لن تعود إلى السلطة ثانية. وقد وجد استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للسياسة وأبحاث المسوحات في حزيران (يونيو) الماضي، أن حماس ستحوز 28 % فقط من أصوات الناخبين، وهو هبوط حاد عن نسبة 44 % من الأصوات، والتي كانت قد كسبتها في انتخابات العام 2006.

أما الشيء غير المبشر بشكل خاص للإسلاميين، فهو الانحدار الحاد في دعم الحركة في صفوف الشباب الغزيين: ويتكون ثلثا السكان ممن هم دون سن 25 عاماً. وفي مسح أجري في آذار في أعقاب إشراقة الاحتجاجات في ميدان التحرير في القاهرة، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى تنحي دكتاتور مصر، حسني مبارك، قال أكثر من 60% من الغزيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً، إنهم سيؤيدون هم أيضاً أيّ احتجاجات عامة للمطالبة بتغيير النظام.

وبعد وقت قصير من إجراء ذلك الاستطلاع، احتشد 10.000 شخص للإعراب عن مطلب اكثر اعتدالاً - أن تنهي حماس الشقاق الدموي مع حركة فتح، الحزب العلماني الذي كانت قد هزمته قبل ستة أعوام. وقد دفعت حماس في ذلك الحين بأشرار لتفريق المظاهرات. ويقول شادي حسن -22 عاماً- الذي يعيش في مخيم للاجئين ويعيش من بيع السجائر: "لقد خرجنا لنقول إن الشعب ينبغي أن يكون موحداً، فهاجمونا... إننا نختنق، ونحتاج إلى تغيير النظام".

لكن تلك الاحتجاجات الحاشدة لم تذهب بلا طائل، فقد أعلنت حماس وفتح في الحال عن أنهما كانتا في طور المصالحة. ويتعهد اتفاقهما بعقد انتخابات جديدة مع حلول أيار المقبل، لكن الإسلاميين ربما لا يتطلعون بتوق إلى التصويت. وسوف تحتاج حركة حماس إلى شيء ما درامي لإعادة كسب الشارع في غزة. وقد تحصل على دفعة قصيرة الأمد من صفقتها المفاجئة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي ظلت الحركة تحتفظ به رهينة منذ صيف العام 2006، في مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل. لكن من غير المرجح أن تخفض النشوة المرافقة للإفراج عن الأسرى من مشكلات الخبز اليومي، والتي يحمل العديد من الغزيين حركة حماس المسؤولية عنها.

*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Globally Isolated and Economically Crippled: why Hamas is hosting Gaza

إقبال واسع على عروض فرقة مسرح الحرية من جنين في ألمانيا

إقبال واسع على عروض فرقة مسرح الحرية من جنين في ألمانيا

 

على مدى حوالي شهرين، حل مسرح الحرية من جنين، ضيفا على عدة مدن ألمانية لتقديم أعماله الفنية بدعوة من مؤسسة "كولتوركرافانه الألمانية". موقعنا التقى مخرج العرض وبعض الممثلين لمعرفة انطباعاتهم عن الرحلة في ألمانيا.

 



عندما تزور مسرح الحرية، تشعر بالخسارة لأنك لم تقابل هذا الإنسان، جوليانو ميرخميس، فالكل يتحدث عنه. هذا الشخص الذي علمهم أن الفن والثقافة أقوى كثيراً من السلاح. وقد كان هذا الفنان المؤثر "يمتلك كاريزما خاصة" كما يقول ربيع تركمان، أحد الممثلين الذين أنهوا دراستهم هذا العام. وتجربة ربيع خاصة جداً، فقد كان مقاتلاً يحمل السلاح والكلاشينكوف، وينام في الشوارع وفي الجبال، لكنه تحول إلى ممثل بعد نهاية الانتفاضة الثانية في نهاية عام 2006، وبعد أن قابل جوليانو، الذي علمه أن المقاومة يمكن أن تكون بطريقة غير عنيفة، وأن "المقاومة الثقافية هي أقوى طرق المقاومة، وأنها الطريقة التي يمكن أن تصل إلى كل العالم".

ربيع تركمان وتحول كبير من مقاتل يحمل السلاح إلى فنان يحمل رسالة ربيع تركمان وتحول كبير من مقاتل يحمل السلاح إلى فنان يحمل رسالة وبالطبع كان هذا التحول من مقاتل لممثل مسرح صعباً للغاية. كان صعباً على ربيع تركمان نفسه وأيضاً على من حوله، وكان يسمع الكثير من الانتقادات حتى من الأهل والأصدقاء، لكن إيمانه بفكرة "ثورة الفن" هي التي جعلته يستمر. ويقول: "عندما كنت مقاتلاً كنت أعتقد أن مشكلتنا مع اليهود، لكني عرفت بعدها أن مشكلتنا ليست مع اليهودية كديانة ولكن مع الاحتلال الإسرائيلي"، وكان لمير خميس، الذي ولد لأب فلسطيني وأم يهودية، دوراً كبيراً في هذه القناعة.

لذلك يعتقد ربيع أن من قتل ميرخميس قتل عموداً للثقافة في جنين، لأنه "من بدأ المسرح والسينما هناك ومن جاء ليعلم الأولاد والبنات معنى الثورة الفنية". من ناحية أخرى يرى تركمان أن جوليانو كان مخرجاً قوياً وفنانا لا مثيل له على المستوى الفني. ورغم احترام ربيع تركمان لبقية المخرجين الذين عمل معهم، إلا أنه يرجع الفضل في تعليمه أصول التمثيل والحركة على المسرح إلى جوليانو، ولذلك فقد تأثر كثيراً لموته وهو يخشى أن يتراجع مستواه الفني بعد فقدانه لأبيه الفني. ويصف تركمان ميرخميس قائلا: "عندما جاء جوليانو إلى جنين لم يكن يسعى إلى الشهرة، فقد كان مشهوراً في كل مكان في العالم، كما أنه كان غنياً. لكنه جاء لأنه أراد أن يقاوم الاحتلال".

رسالة جديدة للعالم عن فلسطين

"جوليانو مير خميس كان مخرجاً قوياً وشخصاً غير عادي" "خلق المقاومة الجديدة من خلال الفن والتعريف بالقضية الفلسطينية" هي الأهداف الأساسية لمسرح الحرية كما يؤكد المخرج ومدرب الممثلين بالفرقة نبيل الراعي، الذي يقول في هذا السياق: "كان اختياري لهذا الفن لأقول إن هناك وجهاً آخر للشعب الفلسطيني تحديداً في العالم الغربي، فهم لا يعرفوننا سوى من وسائل الإعلام ويظنون أن كلنا دمويين وإرهابيين ونحمل السلاح لنضرب الإسرائيليين، وهي صورة غير صحيحة. وهناك وجه آخر للفلسطينيين".
وهي الرسالة التي تعلموها من جوليانو والتي جاءت تكملة لعمل والدته آرنا مير خميس، اليهودية التي كانت تناضل من أجل حقوق الفلسطينيين في مخيم جنين والتي افتتحت مسرح الحجر، نسبة لانتفاضة الحجر. وبعد اجتياح مخيم جنين عام 2002، أغلق المسرح، ثم جاءت فكرة إعادة بنائه وافتتاحه وتم اختيار اسم "الحرية" ليطلق عليه لأنها "مطلب كل الفلسطينيين" على حد قول الراعي.
ويشير مخرج مسرحية "شو كمان"، إلى أنهم اختاروا طرقاً غير مباشرة للتعبير عن هذا المطلب، خاصة في هذا العرض المسرحي الذي قدموه في ألمانيا، والذي ينتمي إلى المسرح الفيزيائي ويعتمد على حركات الجسد أكثر من الكلمات، ما جعل فكرتهم تصل أسرع وأسهل إلى الجماهير الألمانية دون حاجة إلى فهم اللغة. من ناحية أخرى كان لاختيار هذه الطريقة الفنية سبباً سياسياً وهو "شعورهم بأنهم غير مسموعين في العالم مهما تكلموا"، بالإضافة إلى حزنهم بعد اغتيال الأب الروحي للمسرح ومؤسسه ميرخميس في أبريل/نيسان الماضي، حيث يقول الراعي: "بالفعل لم نكن نعرف ماذا نقول.. جوليانو كان شخصاً غير عادي، وبعد اغتياله كان من الصعب علينا أن نتكلم، فوجدنا البديل في هذه الطريقة الفنية. عندما نفقد شخصاً مثل هذا الشخص، نشعر بالألم، لكننا في الوقت نفسه نجد دفعة لإكمال طريقه".
مسرجية مسرجية "شو كمان" أول مسرحية تقدمها فرقة مسرح الحرية بعد اغتيال مؤسس الفرقة جوليانو ميرخميس في أبريل الماضي

المسرح متنفس للخيال وطريقة لدعم الأطفال والشباب المهمشين

إلا أن البحث عن الحرية السياسية ليس الهدف الوحيد لأعمالهم الفنية، كما يوضح الراعي قائلاً: "هدفنا أيضاً هو النضال ضد مختلف إشكال الاحتلال، بدءاً من الاحتلال الإسرائيلي، ووصولاً إلى الاحتلال الذاتي والفكري واحتلال المجتمع لنفسه". يرى الراعي عدة فوائد للمسرح، خاصة في مكان مثل مخيم جنين، فهو يساعد في رأيه على كسر الروتين اليومي وإيجاد متنفس ومهرب من الواقع الأليم إلى الخيال، وهو يعد فرصة للتعبير عن الذات. ومسرح الحرية جاء امتداداً لمسرح الحجر، الذي افتتحته أرنا مير خميس والدة جوليانو. وهي فنانة يهودية كانت تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وساهمت في تعليمهم الفن. ولا يقتصر الفن فقط على المسرح، لكنه يشمل أيضاً ورش عمل سينما وتصوير فوتوغرافي وصحافة. وهو يعد مدرسة لتعليم التمثيل الاحترافي، وتستمر الدراسة بها لمدة ثلاث سنوات.
ويشير نبيل الراعي إلى أن المدرسة لا تهدف فقط لتعليم قواعد الفن، والتعبير عن الذات، ولكنها فرصة لإكمال الفجوات التعليمية، ولإعطاء الفرصة للطلبة للتعرف على مواهبهم واكتشاف نقاط قوتهم ويقول في هذا المجال: "ليس هدفنا أن يصبح الجميع ممثلين. فلو ساعدنا أحد الطلبة على اكتشاف رغبته في تعلم أي حرفة، مثل النجارة مثلاً، وقام بها بحب، فسيفيد بلده ومجتمعه بشكل أفضل".  

المسرح وسيلة للتنمية والنهوض بالمجتمع

هذا الدور التنموي للفن، هو ما تسعى مؤسسة "كيندر كولتور كرافانه الألمانية" لدعمه، ولذلك فقد قامت المؤسسة بدعوة مسرح الحرية الفلسطيني ليقدم أعماله الفنية في ألمانيا والدول المجاورة على مدى شهرين، حسبما يؤكد رالف كلاسن، المنسق للمشروع في حديثه لدويتشه فيله، موضحاً أن "كيندر كولتور كرافانه" تعمل منذ حوالي اثني عشر عاما ً مع الفرق الثقافية الخاصة من الشباب والأطفال التي توظف الفن للتغيير والتنمية، وتقدم الفرق التي تعمل في مناطق تعاني من مشاكل اجتماعية وسياسية أو في مناطق الأزمات والحروب، ويتم دعوة ست فرق سنوياً، من فرق السيرك والمسرح والرقص والموسيقى. وبالإضافة لعمل هذه الفرق مع الفئات المهمشة في المجتمع، إلا أن مستواهم الفني الجيد يعد من الشروط الأساسية لدعوتهم كما يؤكد كلاسن قائلا: "هؤلاء الأطفال والشباب استطاعوا أن يستعيدوا كرامتهم عن طريق الفن والثقافة وزادت ثقتهم في أنفسهم، وليس أسوأ من أن تتم دعوة هؤلاء الأطفال فقط بسبب حالتهم الفنية وليس ليقدموا فناً جيداً".
المخرج اختار الاعتماد على المسرح الفيزيائي الذي لا يعتمد على الكلمات كثيراًالمخرج اختار الاعتماد على المسرح الفيزيائي الذي لا يعتمد على الكلمات كثيراً
ويتضح هذا الأمر فيما يرويه الممثل الشاب فيصل أبو الهيجا الذي كان يحلم منذ طفولته بالتمثيل، لكن الفرصة لم تكن متاحة أمامه حتى فتح مسرح الحرية أبوابه وفتح مدرسة للتمثيل، فقدم وانفتح أمامه بذلك "طريق أمل جديد وطريق تعبير جديد من خلال الأعمال التي يقدمونها". كان لدى أبو الهيجا خبرة بسيطة في مجال التمثيل من خلال المدارس والمخيمات الصيفية وورشات العمل، لكنها كانت "للضحك واللعب" على عكس ما تعلمه في مسرح الحرية من فن جاد "له رسالة ومعنى". فأهم ما تعلمه هو "الجانب الفني السليم، ومعنى المسرح الصحيح، وكذلك أهمية النهضة الثقافية والفكرية في البلاد". لذلك يرى أبو الهيجا أن المسرح قد أثر كثيراً في حياته، وحوله إلى شخص أكثر وعياً لديه آفاق واسعة عن معنى ثقافة الفن "ومعنى أن تكون مسئولاً عن أشخاص آخرين بعدك حتى لا يعيشوا في جهل" ويضيف: "دورنا هو أن نفتح لهؤلاء الشباب باباً ليكملوا حياتهم بشكل طبيعي حتى في المخيم".

والصعوبات التي يواجهها أعضاء الفرقة المسرحية لا تنبع فقط من الخارج، بل من الداخل أيضاً، فمن الصعب إيصال فكرة المسرح والمقاومة بالفن لمجتمع تم عزله لسنوات طويلة على حد قول الممثل الشاب فيصل ابو الهيجا، الذي يضف: "الناس أصبحت منغلقة من كثرة معاناتهم، فأصبحوا يخشون كل شيء ويرفضون كل شيء ولا يرون سوى جانب واحد للأشياء"، ما جعل من الصعب تقبلهم لفكرة وقوف الشباب، وخاصة الفتيات، على المسرح وهو ما منع الممثلات من المجيء مع الفرقة المسرحية إلى ألمانيا.

دعوة مسرح الحرية إلى ألمانيا للمرة الثانية

خلال رحلتهم، يقضي الشباب حوالي شهرين في ألمانيا والدول المجاورة لتقديم أعمالهم، كما قاموا بورش عمل في المدارس الألمانية، وهذه اللقاءات الفنية تمثل جزءاً هاماً من أهداف مؤسسة كيندر كولتور كرافانه، لأنها تسمح للأطفال بتكوين صداقات قوية يمكن أن تستمر طويلاً كما يقول كلاسن. كان المسؤولون من "كيندر كولتور كرافانه" قد تعرفوا على مشروع مسرح الحرية عن طريق منظمة ميديكو انترناشونال التي تدعم المشروع من بدايته، ووجدوا أن هذه الفرقة تقوم تماماً بما يهدفون إليه، فهو مسرح يعمل مع الأطفال والشباب اللاجئين في جنين، والذين يعانون من ظروف صعبة يسودها العنف. لذلك تمت دعوة مسرح الحرية لأول مرة إلى ألمانيا في خريف عام 2009، بعد أن التقى كلاسن بجوليانو مير خميس في مهرجان برلين السينمائي في شتاء العام نفسه واتفقا على القيام بهذه الجولات الفنية في ألمانيا. وتحرص "كيندر كولتور كرافانه" على دعوة كل فرقة مرتين على الأقل، لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من أعضاء الفرقة للقدوم، ولإعداد الجمهور أيضاً لهذا الأمر، ولهذا فقد كانت الاستعدادات أثناء دعوتهم هذا العام أفضل.

معتز فوجئ بالإقبال الكبير على العروض من قبل المشاهدين الألمانمعتز فوجئ بالإقبال الكبير على العروض من قبل المشاهدين الألمان معتز، البالغ من العمر 18 عاماً والذي يقضي عامه الدراسي الأول في مسرح الحرية، جاء إلى ألمانيا مع فرقته، وقد كان هذا حلماً له كما يقول: "كان حلمي منذ الصغر أن أقف على المسرح وأمثل فلسطين. وهي في نظري أقوى طرق المقاومة". معتز فوجئ بالاهتمام البالغ من قبل الجماهير الألمانية، فكل المسارح كانت ممتلئة، كما أن النقاشات التي كانت تقام بعد نهاية العرض، كانت توضح أن هناك اهتماما كبيرا من قبل الألمان، وهذه هي الرسالة التي سيحملها معه إلى جنين: "سأروي للناس كيف أن هناك الكثير من المتعاطفين معنا، فليس كل الناس ضدنا كما كنت أظن. وفي رأيي أن معظم الألمان متعاطفين معنا".

كان الإقبال الجماهيري على العروض التي قدمتها الفرقة المسرحية القادمة من جنين كبيراً للغاية، كما كانت النقاشات التي تبعت العروض نقاشات غنية، تظهر اهتماماً واضحاًَ للتعرف على هذه الرسالة المختلفة التي تسعى الفرقة المسرحية لتقديمها، لكن النقاشات أيضا لم تقتصر فقط على النواحي السياسية. فيصل أبو الهيجا، يروي كيف دخل في نقاش مع إحدى الممثلات الألمانيات حول الأساليب المسرحية، حيث قالت له أثناء النقاش: "لقد جلبتم معكم أسلوباً مسرحياً جديداً، فنحن معتادون على البدايات الهادئة المعتمدة على الشخصية، بينما كانت بداية مسرحيتكم عنيفة وقوية". 

 سمر كرم
مراجعة: عبده جميل المخلافي

السبت، 22 أكتوبر 2011

خالد أبو أًصبع من جمهورية دلال المغربي إلى سائق تاكسي

خالد أبو أًصبع من جمهورية دلال المغربي إلى سائق تاكسي

خالد أبو أًصبع من جمهورية دلال المغربي إلى سائق تاكسيغزة - دنيا الوطن
التقيت صدفة في احد الاحتفالات بالمناضل الأخ خالد أبو إصبع احد أبطال عملية كمال عدوان (عملية دلال المغربي) الذين بقوا على قيد الحياة هو وزميلا له بعد أن استشهد جميع رفاقه , وكم كان رائعا أن تلتقي بأحد الأبطال الذين ضحوا بكل ملذات الدنيا وهو في ريعان الشباب لأجل وطن وشعب .

كلامه كان رائعا متوازنا يدعوا للوحدة والعمل لأجل فلسطين , يشارك في كل المناسبات الوطنية ويشارك أصدقائه أفراحهم وأحزانهم ,, كم كنت مشدودا لحديثه لدرجة إنني قررت التعرف عليه عن قرب فاستأذنته بزيارة لبيته ورحب بذلك وكان مسرورا ,وفعلا ذهبت في الموعد المحدد ووجدته مستقبلا فرحا هو وعائلته المكونة من ابنه البكر إبراهيم وابنه الصغير عبد الرحمن ومن زوجته المناضلة ناديا شموط ابنة المناضلة الفلسطينية زكية شموط التي قامت بعدة عمليات داخل فلسطين والتي زلزلت ودمت فيها مهجع العدو الصهيوني.

دار حديث طويل حول تاريخه النضالي وكيف التحق بحركة فتح وكيف تم اختياره مع رفاقه لتنفيذ عملية كمال عدوان والتي كانت القائد فيها دلال المغربي رحمها الله مع رفاقها الذين قضوا نحبهم في سبيل الواجب الوطني, وكم صعقت عندما سمعت من المناضل خالد عن وضعه الاقتصادي وكيف عمل سائقا لتكسي وكيف كان منسيا حتى ظهر في برنامج جمهورية دلال الذي بثته قناة الجزيرة ,وكيف تأثر الكثيرون عندما سمعوا انه يعمل سائق تكسي.

أخبرني بعدها خالد كيف تمت دعوته للمؤتمر العام السادس لحركة فتح وكيف وطأت قدماه ارض الوطن بعد أن خرج من سجون الاحتلال فيها عام 1985 بعملية التبادل التي قامت بها الجبهة الشعبية القيادة العامة وابعد إلى ليبيا ومن ثم تجول إلى أن استقر بالأردن التي فتحت له الأبواب ,وابلغني كيف تم اختياره ليكون عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح ,وأخبرني إن الرئيس أبو مازن ودولة رئيس الوزراء سلام فياض اهتموا بوضعه وقاموا بدفع مبلغ من المال يقدر ب30000 دينار أردني (ثلاثون ألف) لتحسين وضعه وأنا اشكرهم على ذلك ولكن الحقيقة بأن المناضل خالد وكغيره من الآباء حاول أن يؤمن مأوى لعائلته وتفاجأ بأن سعر الشقة الأرخص هي 60000 دينار(ستون ألف) مما اضطره للذهاب للبنوك واقتراض مبلغ 20000 دينار(عشرون ألف) تخصم أقساطا من راتبه الذي لا يكفيه هو وعائلته سداد قوت يومهم .

وقد أبلغني انه قام بالعديد من الاتصالات وإرسال العديد من الرسائل والمناشدات وسعى للكثير من اللقاءات لشرح حقيقة وضعه المأساوي لكن لا مجيب ,وفهمت منه إن المشكلة الرئيسية كانت عندما خرج في برنامج جمهورية دلال وعرف الجميع أن هذا المناضل يعمل سائق تكسي .. غضب الشرفاء من حركة فتح واعتبروا أن هذه إهانة لتاريخ مناضليها وأبطالها والبعض الآخر اعتبر أن هذا تشهيرا بالحركة وأكد لي انه لم يغضب ولم يفرح للرأي الأول والثاني واعتبر الموضوع حرية التعبير,,, لكنه اليوم يتساءل هل يرضي الرئيس أبو مازن بصفته رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حركة فتح ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أن يعود خالد أبو إصبع للعمل كسائق تكسي من جديد بعد أن أصبح اليوم عضوا في مجلس حركة فتح الثوري لان الراتب الذي يتقاضاه وبعد خصم البنك قسط القرض على الشقة لا يكفيه هو وعائلته لأيام؟؟؟

السؤال ماذا سيكون رأي أبناء فتح الشرفاء ورأي أبناء الشعب الفلسطيني هل أسيء لفتح وتاريخها وشهدائها بعودتي للعمل على تكسي ,وقد يستغل هذا الموقف من بعض الأنفس المريضة والحاقدة على عظمة الحركة وانجازاتها عبر تاريخها النضالي منذ انطلاقتها.

وسمعت خالد وهو يقول كلمة يوجهها لكل من يقرأ هذه الكلمات ….

أيها الإخوة رفاق السلاح وأبناء الحركة العظيمة يا أبناء الشعب الفلسطيني لقد تم إعطائي وعودا من قبل دولة رئيس الوزراء الدكتور سلامة فياض ومن قبل المجلس الثوري أيضا بالبحث بوضعي المالي ولكنني لهذه اللحظة لم أرى سوى أقوالا .

هل فعلا أنا فقدت الحضن الدافيء الذي نلجأ له في كل المحن أم هل أنا ذلك العاق؟ الذي يستحق ما يناله الآن …. اترك لكم الإجابة على السؤال … أخوكم خالد أبو إصبع

من ناحيتي أنا أريد فقط أن أناشد القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس الذي نعتز به ونفتخر وأناشد دولة رئيس الوزراء الدكتور سلامة فياض وأناشد أبناء حركة فتح الشرفاء وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح , وأبناء جميع فصائل منظمة التحرير هل من الممكن أن يكون وضع خالد مقبولا لديكم ؟؟؟

أم فعلا بدأ أبناء فتح يفقدون الحض الدافء

في لقاء شامل وصريح - الرئيس : طبعا أنا عرفاتي ...

مقابلات
في لقاء شامل وصريح - الرئيس : طبعا أنا عرفاتي ...
[مشاهدة: 143 ] الإضافة: 20-10-2011
مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور نريد من مجلس الأمن البت في طلبنا سريعاً والابتزاز المالي ...
[مشاهدة: 20 ] الإضافة: 11-10-2011
المستشار السياسي للرئيس أبو مـازن نمر حمـاد "للقدس": الموقف الاميركي داعم للموقف الاسرائيلي، واللعبة ...
[مشاهدة: 107 ] الإضافة: 28-09-2011
مسؤول حزب الشعب في لبنان أيوب الغراب ورفض حماس خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة خطأ سياسي يضر القضية ال ...
[مشاهدة: 89 ] الإضافة: 22-09-2011
امنة جبريل:التوجه للأمم المتحـدة خطـوة تاريخية ومحطة نضالية مفصلية كبيرة من محطات الكفاح الوطني الفل ...
[مشاهدة: 127 ] الإضافة: 22-09-2011
جابر سليمان: المساعي التي تبذلها السلطة الوطنية تأتي بسياق المـأزق الذي وصلت إليه عملية السلام ...
[مشاهدة: 160 ] الإضافة: 19-09-2011
حوار خاص مع مفوض الاعلام والثقافة لحركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة ...
[مشاهدة: 356 ] الإضافة: 30-08-2011
عضو الكنيست حنين زعبي: نضـال الشعب الفلسطيني لـن ينتهي في أروقة الأمم المتحدة وعلى السلطة الفلسطينية ...
[مشاهدة: 189 ] الإضافة: 22-08-2011
الرئيس مخاطبا المحررين: اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية لإطلاق ...
[مشاهدة: 205 ] الإضافة: 18-10-2011
إسرائيل دولة سجون وقمع ...
[مشاهدة: 225 ] الإضافة: 18-10-2011
التحية لأسرانا البواسل وهم يلقنون العدو دروساً في الصمود وال ...
[مشاهدة: 209 ] الإضافة: 13-10-2011
مبروك لفتح وفلسطين ...
[مشاهدة: 352 ] الإضافة: 12-10-2011
إنتخاب الحاج رفعت شناعة أميناً لسر إقليم "حركة فتح" في لبنان ...
[مشاهدة: 585 ] الإضافة: 11-10-2011
حركة فتح في لبنان تعقد مؤتمرها الثاني مؤتمر الشهيد ماجد أبو ...
[مشاهدة: 340 ] الإضافة: 09-10-2011
اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائ ...
[مشاهدة: 84 ] الإضافة: 06-10-

الخميس، 20 أكتوبر 2011

الشرق الأوسط يحترق ..فتش عن يهود.

الشرق الأوسط يحترق ..فتش عن يهود.

بقلم:أسعد العزوني

2011-10-19
الشرق الأوسط يحترق ..فتش عن يهود.بقلم:أسعد العزوني

هكذا هو الشرق الأوسط ، لا مرجعية سياسية له ، ولا مقاييس حكم رشيد ، وقيل عنه أنه رمال متحركة ، وقد صدق الوصف، فالنظم الدكتاتورية المدعومة من أمريكا واسرائيل ، لم تعد قادرة على الصمود أمام العواصف التى بدأت تضرب كل بلدان المنطقة وان كان ذلك بدرجات ، فمنهم من هرب بزي منقبة ، ومنهم من اختفى في الصحراء ، ومنهم من لا يزال يدعي أن الهدوء يعم بلاده، وأن ما تبثه وسائل اعلام (الفتنة ) ما هو الا رسوم متحركة تنتجها مختبرات فنية متخصصة ؟!
النار تحت الرماد ، هذا هو وصف آخر ينطبق على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولذلك فان مصير هذه المنطقة الجغرافية مجهول وغير ثابت ، فما أن تهب نسمة حتى ينكشف الجمر من تحت الرماد وتندلع النيران ، ولا أعني بذلك حرائق غابات روسيا أو الجليل أو حريق مفتعل في مؤسسة حكومية ما لحرق أدلة الفساد وما أكثرها في الوطن العربي .
الجمرة الأولى تحت الرماد العربي هي ما بات يعرف بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بعد أن تخلى المسلمون عن فلسطين بشطبهم الجهاد في القمة الاسلامية بداكار في ثمانينيات القرن المنصرم ، وبعد تخلي العرب عن القدس باشتباكهم السلمي مع اسرائيل سرا وعلانية ، وترك الفلسطينيين يصرخون في وادي الظلم العربي " يا وحدنا ".
وسوف لن يتم حل هذا الصراع ، حتى لو قامت دولة أيلول وحصلت على اعتراف العالم أجمع وأصبحت عضوا كامل الأوصاف في الأمم المتحدة لأن هذه الدولة ستختصر ملف الصراع الفلسطيني بكانتون لا حول له ولا قوة ، بمعنى أن هذه الدولة ستكون بمثابة تنازل شرعي عن الحقوق الفلسطينية التاريخية لذلك ، فان جذوة هذا الصراع لن تنطفىء ، ما دام هناك لا جيء واحد فما بالك ببقاء كافة اللاجئين خارج وطنهم .
وليس بعيدا عن القضية الفلسطينية فقد أضيف لملف الحرائق العربية نارا ملتهبة أخرى هي احتلال العراق وبمساعدة دول عربية ، شارك بعضها في ارسال قوات مسلحة تقاتل جنبا الى جنب ان لم يكونوا في المقدمة مثل مصر مبارك وسوريا الأسد والمغرب الحسن الثاني ، ولا أظن أن هذه الخطايا ستمر هكذا بسلام لأن العراق يشهد دمارا شاملا على كافة المستويات بدءا من تحت الأرض بنهب نفطه وآثاره الى تدمير انسانه بالقتل والحرمان والأمية .
ظن البعض أن احتلال العراق سيطوي صفحة النزاع الأصلي بين العراق والكويت ، اذ ما تزال درجة الصراع مرتفعة وها هي الكويت تصر على بناء ميناء مبارك الكبير ، ما أثار حفيظة العراقيين ، ولا أحد يدري الى أين ستصل الأمور خاصة وأن العراقيين يرون في هذه الخطة تهديدا لمصيرهم ومصالحهم ؟!
مواقد الجمر العربية لا حصر لها ، فهناك نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب ، وانفصال جنوب السودان عن شماله والصراع الملتهب في دارفور.
ولعل الجمرة الخبيثة التى ننتظر انفجارها هي الحرب الخليجية – الايرانية ، وها هي دول مجلس التعاون تطلب من الأردن والمغرب ومصر الانضمام لها ، ولا تفسير لهذه الخطوة حاليا سوى أنها " جندي للايجار ".
فشلت أمريكا في قولبة الشرق الأوسط باحتلالها العراق وخطتها باحتلال الدول العربية ، وكان سبب فشلها ، انطلاق المقاومة العراقية بسرعة قياسية ، فأوكلت المهمة لاسرائيل كونها الذراع العسكري للغرب ، لكن اسرائيل هي الأخرى سجلت فشلا ذريعا ابان غزوها للبنان صيف العام 2006 ، ولغزة شتاء العام 2008.
عند ذاك قرر ولاة أمور الشرق الأوسط رفع أيديهم عن وكلائهم ، وترك الباب مفتوحا أمام كافة الاحتمالات ، وكان الاحتمال المعتمد هو الفوضى الخلاقة أو " الكييوس" الذي يعني حرفيا العمى الخلاق، وهذا هو ما يحصل في الوطن العربي .
ولعل ما يطلقون عليه " الربيع العربي " بدأ يزهر في أمريكا ، حيث شعارهم " الشعب يريد اسقاط النظام المالي " في حين أن شعار الشعوب العربية :" الشعب يريد اسقاط النظام ".
أمريكا قيد الانهيار ، وهذا ما يتحدث عنه الأمريكيون أنفسهم ، حيث خرج من يتهم الحراك الأمريكي بالغوغاء وأنهم يريدون تقسيم أمريكا .
الحديث عن تقسيم أمريكا ليس جديدا ، فهناك العشرات من الحركات الداعية للتقسيم ، حيث تقول الولايات الشمالية الغنية أنها لم تعد قادرة على الصرف على الولايات الجنوبية الفقيرة ، وأجزم أن يهود الذين تحالفوا مع اليمين الأمريكي وفجروا البرجين في أيلول 2001 ، هم اداة التقسيم الأمريكي ، تماما كما فعلوا مع بريطانيا بعد أن سلمتهم فلسطين .
بدأت القصة في قمة بيل كلينتون – نتنياهو عام 2000 عندما حاول الأول الضغط باتجاه التوصل لحل مع الفلسطينيين لكن نتنياهو رفض وهدد بحرق نيويورك ان حاولوا الضغط على اسرائيل ، وهذا ما يفسر الاتيان ببوش الصغير رئيسا للولايات المتحدة بعد عام وتفجير البرجين ، وجره الى حربين في فترة قياسية ، وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق ، ناهيك عن سحب الأرصدة المهولة من البنوك الأمريكية وخلق أزمة مالية رهيبة نجم عنها هذا الحراك الذي يتسع مداه يوما بعد يوم ، ويدخل ولاية بعد أخرى.
أختتم بالقول أن الشرق الأوسط الذي شرع أبوابه للغزاة الطامعين ، يعاني من الحرائق المتتالية ، وأن أمريكا التى سمحت ليهود التحكم فيها ، في طريقها للانهيار وفتش عن يهود هنا وهناك؟!
" ليس كل ما يعرف يقال ، ولكن الحقيقة تطل برأسها ؟"

خرافات حول شاليط

خرافات حول شاليط


 
خرافات حول شاليط
 
 
 
 
 
بقلم : عبد الرحمن الراشد
2011/10/19

الحقيقة، لم يكن لحركة حماس علاقة بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، على الرغم من أنه خطف باسمها وسجن باسمها أيضا، وأطلق سراح ألف أسير باسمها. بل إن خسائر الفلسطينيين من اختطاف شاليط أضخم من مكاسبهم. لكن هذه هي العادة؛ دغدغة العواطف بدل مناجاة العقول.

سبق أن رويت قصة الوساطة المصرية قبل نحو ثلاث سنوات، عندما اتصل رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا، وهو فعليا القائد الأعلى للتنظيم. أبلغه حينها أن مصر استطاعت أن ترتب اتفاقا مبدئيا مع الإسرائيليين يقضي بإطلاق سراح شاليط مقابل إطلاق نحو ألف أسير فلسطيني عند الإسرائيليين. ولم يخف مشعل فرحته فرد موافقا على الصفقة. ثم نقل سليمان موافقة مشعل للرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، الذي بدوره هاتف الرئيس السوري بشار الأسد يبشره، وأبلغه بالصفقة المعروضة من الإسرائيليين وأضاف أن مشعل وافق عليها. وسأله الأسد مستنكرا: من قال لك إن مشعل موافق؟ فأجابه مبارك: عمر سليمان اتصل بمشعل قبل قليل وحصل على موافقته، فرد عليه الأسد غاضبا: ومن قال لك إن لمشعل علاقة بالموضوع (الصفقة)؟

فشلت، لأنه لم يكن لمشعل فعلا سلطة على شاليط. وتبين لاحقا أن لا أحد في قادة حماس يعرف شيئا عن مكان شاليط حتى يضمن إطلاق سراحه، لا خالد مشعل، ولا إسماعيل هنية، ولا محمود الزهار، والأرجح حتى موسى أبو مرزوق هو الآخر كان مثلهم. لقد خبئ شاليط في مكان ما لا يستطيع أحد من قادة حماس الوصول إليه، وصار واضحا منذ ذلك الحين أن الذين لهم القول الفصل هم الرئيس السوري والقيادة الإيرانية، التي اعتبرتها جزءا من معركتها الاستراتيجية مع إسرائيل ودبرت الخطة، خطف إسرائيلي من غزة واثنين من جنوب لبنان من قبل حزب الله في نفس الفترة.

لم تكن المرة الأولى التي استخدمت سوريا وإيران فيها الفلسطينيين لأغراضهم السياسية، التي قد تتفق مرات وتختلف مرات مع الأهداف الفلسطينية. كما استخدموا كثيرا حزب الله في لبنان لأهداف سورية - إيرانية.

أعرف أن هذا الحديث يزعج الذين رضعوا سنين من الدعاية الإيرانية - السورية التي كانت تستخدم عناوين شعبية وقضايا حقيقية، مثل الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والقضية الفلسطينية لأهدافهم السياسية في المنطقة.

وهنا أنا لا أخلط بين الجانب الإنساني الذي يتمثل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية، واستغلال القضية لأهداف لا علاقة لها بالفلسطينيين أو حقوقهم. فخطف شاليط سبب في قتل مئات الفلسطينيين وسجن آلاف الفلسطينيين وتدمير غزة، وفوق هذا ضيق على حماس نفسها، التي أصبحت تلاحق الفصائل الفلسطينية من سلفية ويسارية حتى لا تخترق الحدود مع إسرائيل أو إطلاق بضعة صواريخ، أي إن حماس انتهت بعد خطف شاليط، كما أصبحت السلطة الفلسطينية ملتزمة بحماية الحدود مع إسرائيل. وفي المقابل، فإن اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل ببنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته ليبرمان، وجدوا في اعتقال شاليط فرصة للصعود السياسي.

من الذي دفع فاتورة شاليط خلال خمس سنوات من أسره؟ عمليا، الفلسطينيون، بدليل أن الفرحة اليوم هي بالإفراج عن الأسرى، وبعضهم فرض على حماس تهجيرهم من فلسطين ليشتتوا في أنحاء العالم، الشرط الذي كانت حماس ترفضه في الماضي، كما كانت تقول. والذين كتبوا يهللون وسموه الانتصار العظيم، هل يمكن أن يرشدونا إلى تفسير معنى الانتصار العظيم هذا؟ إذا كان إطلاق سراح المأسورين هدفا من دون المطالبة بالأرض والسيادة وعودة اللاجئين، فإن ذلك أمر يسير ستركض إسرائيل الليلة لإطلاق سراح عشرات الآلاف المأسورين الفلسطينيين.

نحن نشاهد دعاية سياسية كان أبطالها السوريين في يوم مضى، وعندما ضعف النظام السوري لم يعد ممكنا الاحتفاظ بشاليط. ما الذي طرأ حتى أطلق سراح شاليط الذي كانت تقول حماس إنها ترفضه؟ الحقيقة الرقم هو الرقم، والشروط أصبحت أصعب. الذي تغير أن النظام السوري بات محاصرا.

أما الحديث عن صفقة سرية مع إسرائيل بأنها تتعهد ألا تغزو غزة مرة ثانية، فمن يصدق مثل هذه الوعود شخص لم يعش سنوات المواجهة، أو على الأقل لم يقرأ بقية القصة، حيث إن إسرائيل تقول إن حماس تعهدت بألا تهاجمها، وهي بالفعل لم تفعل منذ سنوات الحرب الأخيرة. والذي زعم أن إسرائيل رضخت لمطلب حماس بالانتقال من دمشق وفتح مكتبها في القاهرة، واضح أنه لم يدر بعد ماذا يحدث في سوريا اليوم من ثورة عارمة تهاجم كل حلفاء النظام من حزب الله وحماس وغيرها، وقادة حماس يريدون الفرار من دمشق خشية ساعة سقوط النظام.

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

البرنامج النووي الإيراني، تعثر مجدداً


 البرنامج النووي الإيراني، تعثر مجدداً


شهادة غربية بتعثرقال دبلوماسيون غربيون وخبراء نوويون إن البرنامج النووي الإيراني، تعثر مجدداً بسبب "الأداء السيئ للتجهيزات والنقص في القطع ومشاكل أخرى، فضلاً عن العقوبات الدولية".وذكر تقرير لـ"معهد العلوم والأمن الدولي" بواشنطن، أن أجهزة الطرد المركزي في أكبر مجمع نووي في إيران قرب مدينة نتنز تنتج اليورانيوم المخصّب، ولكن معدل الإنتاج يتضاءل بشكل ثابت مع تراجع أداء الأجهزة.

وأشار المعهد -المتخصص في دراسة الانتشار النووي- في تحليل نشره أمس الاثنين، إلى أنه رغم أن إيران تعهدت بتبديل الأجهزة القديمة بأخرى أسرع وأكثر فعالية، إلاّ أن أجهزة الطرد المركزي التي أدخلت إلى نتنز في الأسابيع الأخيرة مصنوعة من ألياف كربونية، وهي نوع ضعيف من المعدن وأكثر عرضة للتلف.

استبدال

وأوضح المعهد أن العلماء الإيرانيين استبدلوا 1000 جهاز معطّل في نتنز، وبدأ المفاعل يتعافى سريعاً ويعود للإنتاج الذي تجاوز المستويات التي كانت قبل الهجوم الفيروسي، إلاّ أن المكاسب لم تدم طويلاً. لكنه أشار إلى أن إيران تحتاج إلى المزيد من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج كمية اليورانيوم التي كانت تنتجها قبل سنتين.

وقال رئيس المعهد ديفد أولبرايت المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لصحيفة "واشنطن بوست "الأميركية، إنه على الرغم من أن هذه المشاكل ليست مدمرة بالنسبة لإيران، فإنها أثرت سلباً على قدرتها على الارتقاء سريعاً إلى مصاف القوى النووية العالمية.

وذكرت الصحيفة أن بيانات جمعها مسؤولون في الأمم المتحدة يجرون عمليات تفتيش دورية في المنشآت النووية الإيرانية، أظهرت تراجعاً حاداً في إنتاج اليورانيوم في عاميْ 2009 و2010، علماً بأن فيروس ستاكسنت كان يهدف إلى مهاجمة أجهزة الطرد المركزي في نتنز وتعطيلها.

إحباط

وخلص مسؤولون استخباراتيون أميركيون إلى أن القادة الإيرانيين يسعون إلى الحصول سريعاً على قدرة تقنية لإنتاج أسلحة نووية، ولكن هناك مؤشرات على أن كبار المسؤولين لم يلتزموا بشدة بعدُ ببناء قنبلة نووية.

وقال دبلوماسيون غربيون وخبراء إن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بالإحباط والغضب من التعثر الذي يشهده البرنامج النووي الإيراني، بينها الاغتيالات التي استهدفت علماء نوويين، حيث قتل أربعة علماء إيرانيين منذ عام 2007، كما تعثر البرنامج في العام الماضي لتعرضه لهجوم إليكتروني.

وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قد أعلن أمس أن بلاده ستبدأ إنتاج صفائح الوقود النووي اللازمة لتشغيل مصنع الأبحاث العلمية الإيراني في غضون خمسة أشهر.

وأكد صالحي أنه يجب على إيران تحويل اليورانيوم المرتفع التخصيب بنسبة 20% إلى صفائح وقود لامتلاك القدرة على تشغيل مفاعل طهران البحثي، الذي ينتج النظائر المشعة اللازمة لعلاج مرض السرطان.
اقرأ أيضا