الأربعاء، 11 مايو 2011

المصالحة الفلسطينية والمصلحة الإسرائيلية!

المصالحة الفلسطينية والمصلحة الإسرائيلية!

فتح: كل الشكر لمصر




<><>

<><><><> <><> <><>






بقلم : محمود الباز 2011/5/10

لقد عمت أجواء من الفرحة العارمة الأراضى الفلسطينية ورفعت لأول مرة منذ سنوات رايات حماس وفتح بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس فى القاهرة بحضورالرئيس الفلسطينى محمودعباس ورئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل وقادة الفصائل الأخرى لينهيا قطيعة دامت حوالى أربع سنوات، وقامت الخارجية المصرية خلالها بمجهودات فعالة لدعم وتفعيل المصالحة الفلسطينية مع كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية ووفرت المناخ الملائم لإعادة إطلاق جهود المصالحة حتى تم التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخى الذى أنهى حقبة مريرة فى تاريخ الشعب الفلسطينى، وكانت التحولات فى البيئة الإقليمية العربية عاملاً حاسماً فى الإسراع بإنجاز المصالحة الفلسطينية. وكان هناك شبه إجماع من جانبى وفدى حماس وفتح على الاعتراف بأن هناك أجواء جديدة فى مصر عقب ثورة 25 يناير ساهمت فى تحقيق هذه المصالحة.

ويهدف هذا الاتفاق إلى توحيد الصف الفلسطينى ومؤسساته من جديد ولذلك فالمرحلة القادمة تتطلب جهداً أكبر وإرادة سياسية قوية، حتى يصير الاتفاق واقعاً ملموساً على الأرض ومن أجل تحقيق الهدف الرئيسى للمصالحة، وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة. وما أن تمت المصالحة وإذا بالوجه القبيح للقادة الإسرائيليين يطل على شاشات التلفاز والإعلام والتعليق بأن إسرائيل تبدى تخوفها وقلقها من هذه المصالحة فاعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أن اتفاق المصالحة الفلسطينية ضربة هائلة للسلام وانتصار عظيم للإرهاب! وصرح وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان بأن عباس قد تجاوز الخطوط الحمراء!

ورغم أنف الإسرائيليين تمت المصالحة بالفعل ولكن القادم هو الأهم والأخطر، فإسرائيل والقوى الصهيونية ستتربص بتخريب هذه المصالحة وإجهاضها بشتى الطرق وإحداث الوقيعة بين فتح وحماس ابتداء من إعلانها تجميد العملية السياسية مع السلطة، والتى تلتها مباشرة خطوة تجميد نقل أموال الضرائب إلى السلطة فالتوافق الفلسطينى ليس فى مصلحة الإسرائيليين الذين لا يريدون إحياء عملية السلام، فعلى هذه القيادات الفلسطينية أن تعى هذا وتتحمل المسئولية اتجاه الشعب الفلسطينى بمساندته فى استرداد حقوقه التى نهبت وفك الحصارعنهم وأن يعيش حرًّا على أرضه فى أمن وسلام مثلهم مثل شعوب العالم الحر. وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم. لقد عانى أهالى غزة والضفة من ويلات الحصاروالقتل والترويع الإسرائيلى فقد وصل عدد الشهداء إلى أكثر من خمسة آلاف شهيد فلسطينى منذ بداية العقد الماضى وما وصل إليه مستوى الخراب والدمار الذى حاق بالبيوت والمنازل والمنشآت والبنية التحتية واستباحة اليهود للأراضى الفلسطينية ونهبها بالقوة وبناء المستوطنات. حتى تشتت وجدان الفلسطينيين وفقدانهم للأمل فى حل ذلك الانقسام! فحكمة الشعب الفلسطينى بكل فصائله حريصة على مستقبل الشعب الفلسطينى ومقدساته وعليهم أن يسعوا جاهدين فى إنهاء كلِّ المشكلات والخلافات القديمة بين الفصائل، تغليبًا للمصلحة الفلسطينية العليا على ما سواها، فالمصالحة الحقيقية هى الطريق لإعادة تجميع وترتيب أوراق القوة الفلسطينية وحشد التأييد الدولى بأحقية الشعب الفلسطينى فى إعلان دولة فلسطين والأيام المقبلة ستكشف نوايا كل الأطراف ومدى تغليب مصلحة الوطن على كل المصالح الأخرى



<><>

























!

ليست هناك تعليقات: