الخميس، 19 مايو 2011

نتنياهو: عباس يشوه التاريخ بشكل فظ.


نتنياهو: عباس يشوه التاريخ بشكل فظ.

(المصدر: هآرتس – من يونتان ليس وآخرين: 18-5)

        سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو الى التمسك أمس بمقال نشره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في "نيويورك تايمز". عشية سفره الى واشنطن، جعل نتنياهو المقال أداة اخرى في المعركة الاعلامية الاسرائيلية، في محاولة للاثبات بأن الطرف الفلسطيني غير معني بسلام حقيقي مع اسرائيل.

في بداية مقاله كتب عباس يقول انه "في تشرين الثاني 1947 طرحت الجمعية العمومية مشروعها وردت بالايجاب. بعد وقت قصير من ذلك، طردت القوات الصهيونية العرب الفلسطينيين لتضمن اغلبية يهودية ساحقة في دولة اسرائيل المستقبلية، والجيوش العربية تدخلت". وفي السياق شرح لماذا يسعى الفلسطينيون الى التوجه الى الامم المتحدة لنيل الاعتراف بدولتهم: "دخول فلسطين الى الامم المتحدة سيمهد لنا السبيل لمواصلة مطالبنا من اسرائيل في الامم المتحدة، في الهيئات المسؤولة عن حقوق الانسان وفي محكمة العدل الدولية"، كتب يقول.

في خطوة شاذة، نشر نتنياهو ردا باسمه على المقال، واتهم فيه عباس بالتزوير الفظ للتاريخ. وحسب نتنياهو، فان "هذا تشويه فظ للحقائق التاريخية المعروفة والموثقة. الفلسطينيون هم الذين رفضوا مشروع التقسيم لدولتين بينهما الحاضرة اليهودية وافقت عليه. الجيوش العربية بمساعدة قوات فلسطينية هي التي هاجمت الدولة اليهودية بهدف تصفيتها. ليس هناك أي ذكر لهذا في المقال. اضافة الى ذلك، يمكن الاستنتاج من الاقوال بأن الزعامة الفلسطينية ترى في اقامة الدولة الفلسطينية وسيلة لمواصلة النزاع مع اسرائيل بدلا من انهائه".

وكانت محافل في مكتب نتنياهو أكثر قطعا فأوضحت بأنه "استنادا الى هذا المقال لا يمكن الاستنتاج غير ان عباس قرر ادارة ظهر المجن حتى للادعاء وكأنه يسير في طريق السلام، وبدلا من ذلك اختار استراتيجية اقامة دولة فلسطينية واستغلال الموقف المحسن لادارة حرب دبلوماسية وقانونية ضد اسرائيل". وحسب اقوالهم، فبينما بقيت حكومة اسرائيل ملتزمة بحل الدولتين، "لشدة الأسف، يبدو ان عباس اختار سبيلا آخر".

هذا ومن المتوقع لنتنياهو ان يسافر غدا مع حاشيته الى واشنطن، في زيارة من سبعة ايام في اثنائها يلتقي بالرئيس الامريكي براك اوباما. ذروة الزيارة في خطاب ذي طابع سياسي سيلقيه أمام مجلسي الكونغرس. كما انه سيلقي كلمة أمام مؤتمر لوبي "أيباك".

رئيس الولايات المتحدة براك اوباما دعا أمس اسرائيل والفلسطينيين الى استئناف الاتصالات للسلام. وقال في ختام لقاء مع الملك عبدالله، ملك الاردن في البيت الابيض انه "في ضوء التغييرات في المنطقة فقد بات أكثر حيوية من أي وقت مضى أن تجد اسرائيل والفلسطينيون السبيل الى العودة الى طاولة المفاوضات".

لقاء اوباما مع الملك الاردني كان رصاصة البدء في اسبوع مراثون شرق اوسطي في واشنطن، ذروته ستكون يوم الخميس في خطاب اوباما السياسي أمام وزارة الخارجية. ووصف عبدالله النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بانه "المسألة الجوهرية" في الشرق الاوسط. وقال اوباما: "نحن شركاء في الرأي بانه رغم او بسبب التغييرات"، المسيرة السلمية أهم من أي وقت مضى. للاردن مثلما للولايات المتحدة أيضا مصلحة "هائلة" في ذلك، هكذا اوباما.

وتناول الناطق بلسان البيت الابيض جي كارني أمس ما نشر عن أن اوباما سيدعو في خطابه اسرائيل الى الانسحاب الى حدود 67 مع تعديلات حدودية يتفق عليها في المفاوضات وسيعرب عن معارضته لاعلان من طرف واحد عن دولة فلسطينية. وقال ان "هذا التقرير مغلوط تماما. لم نوزع مسودة الخطاب على أحد خارج الادارة. لا اريد أن ادخل في تفاصيل البحث، ولكن احدا غير الادارة لم يرَ المسودة".

حاليا، ليس واضحا اذا كان الرئيس اوباما سيعرض مبادىء اتفاق السلام التي تحدث عنها مسؤولو الادارة الكبار، بما في ذلك العودة الى حدود 67 وتبادل الاراضي. ومع ذلك فمن المتوقع ان يكرر الموقف الذي اتخذه في الماضي وبموجبه فان المحاولة الفلسطينية للالتفاف على المفاوضات هي خطأ. ينبغي الافتراض بان اوباما سيستأنف ايضا دعوته الى الدول العربية لاخذ دور بناء في المسيرة – في السنتين الاخيرتين تحدث ممثلو الادارة عدة مرات بشكل ايجابي عن مبادرة السلام العربية.


ليست هناك تعليقات: