وقفة شموخ واعتزاز بذكرى عملية القدس البحرية اسطورة النضال
الفلسطيني..!
التاريخ: 2011-05-31
!بقلم:عباس الجمعة
واحد وعشرون عاما مرت على عملية القدس البحرية و التي أشرف شخصيا على التخطيط والتنفيذ لها القائد الشهيد ابو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية .
في 30 / أيار / من عام 1990 انطلقت مجموعات من المناضلين باتجاه شواطئ فلسطين ألمحلته في زوارق بحرية عسكرية مجهزة براجمات الصواريخ و مضادات الطائرات و أسلحة أخرى منوعة.
كان صباحا مختلفا ، ذلك الصباح الذي تمخض عنه ليل الكآبة العربي الطويل ، وامواج البحر الابيض المتوسط ، المفاجأة تجتاح اشجار الشوطئ واجهزة الرادار المتطور ، وكان لا بد ات ترتفع الشمس الى السماء ، لتتوضح الصورة ويكتمل المشهد ، لقد جاء الابطال مرة اخرى ، بعد نهاريا والزيب ونابلس واكيلي لاورو ، على امواج البحر وها هو بحر يافا يتواطأ مع الابطال مرة اخرى يحتضن في امواجه الداكنة ابناءه العائدين بجعبهم المكتنزة بالرصاص وقلوبهم الطفولية التي تتوق الى لحظة توحد بالتراب الفلسطيني .
الفلسطنيون قادمون وبحرهم العجوز يلتقطهم من غربة المنافي ، ويجمعهم في راحتيه ويحملهم على ظهره المنحني الى برعسقلان ، وليغرسهم من جديد في تراب الوطن .
من هنا ترجل ابطال عملية القدس البحرية ثوار جبهة التحرير الفلسطينية عن ظهر البحر ، ويتلمسون بعيونهم وشفاههم لون تراب فلسطين وطعمه ورائحته ، انه هو ، تتمة الروح والجسد ، ويتوغل الابطال في مسام الوطن ، لقد كان الوقت ورصاص الصهاينة وقواقل المهاجرين تأكل الجسد الفلسطيني ، والامل الفلسطيني ، وكان لا بد من ساعة المواجهة .
انطوت عملية القدس البحرية البطولية على دلالات وابعاد متعددة كما كانت عملية الشهيدة البطلة المناضلة الكبيرة دلال المغربي وكافة العمليات العسكرية لفصائل الثورة ، واهمها ما يتصل بجوهر الصراع العربي الاسرائيلي ، واسلوب وادراة هذا الصراع .
وكانت عملية القدس الابنة الشرعية للحظة التاريخية التي وقعت فيها ودون الغوص في تفاصيل المتغيرات الدولية التي شهدها العالم ، والتي انتهت بانفراط الكتلة الاشتراكية ، وتراجع الدور الدولي للاتحاد السوفياتي انذاك ، وامام تراجع النشاط العسكري الفلسطيني الذي يجسد القوة العسكرية للثورة الفلسطينية لصالح العمل السياسي الذي يتكئ بصورة كاملة على ما تقدمه الانظمة العربية والقوى الدولية الصديقة من دعم ادبي للشعب الفلسطيني ، وامام تجربة الحوار الامريكي الفلسطيني وفي ظل انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني الاولى ،جاءت عملية القدس البحرية لتعلن نهاية مرحلة التعلق باوهام الحلول السهلة ، والعودة الى خيار الكفاح المسلح باعتباره الاسلوب الاساسي والكفيل بارغام العدو الصهيوني على الاقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
وأمام الغطرسة الأمريكية الصهيونية انطلقت عملية القدس البحرية احدى الوحدات البحرية الخاصة بجبهة التحرير الفلسطينية استجابة لدموع الامهات وصرخات الاطفال والآم الجرحى ، وامام عذابات وصمود الاسرى والمعتقلين ، وردا على مجزرة العدو الصهيوني بحق عمالنا واهلنا في عيون قارة ، وثأرا لدماء الشهداء واستمرارا لخط سيد شهداء الثورة الفلسطينية الشهيد القائد ابو جهاد الوزير مفجر الانتفاضة الاولى ولكل شهداء الثورة الفلسطينية والامة العربية من الشهيد سليمان خاطر الى عدنان خيرالله الى يوسف العظمة الى صلاح الدين الايوبي الى عبد القادر الحسيني وعمر المختار التي حملت مجموعات عملية القدس البحرية اسماءهم وشهداء الشعب الفلسطيني، لتلقن العدو درسا فريدا من دروس المنازلة على ساحل فلسطين ولترسم معالم مرحلة جديدة من مراحل الكفاح والنضال ضد العدو الصهيوني على طريق تحرير فلسطين وتحقيق الحرية والعودة للشعب الفلسطيني .
لقد قاتل ابطال عملية القدس البحرية على تراب وطنهم وفي بحرها كما ينبغي قتال الرجال ، واستشهد بعضهم ليمنحوا الشهادة قداستها ، وليجددوا العهد عهد فلسطين القتال حتى النصر او الشهادة لانهم هكذا تعلموا من رمز جبهتهم وقائدها وامينها العام الشهيد القائد ابو العباس .
وغني عن القول ان ما رأيناه في مارون الراس ومجدل شمس اثناء مسيرات العودة من عنفوان لدى شباب فلسطين ولبنان وسوريا شكل نموذجا فريدا في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني لشعب ينظر الى ارضه ، ليخترق زمن الكآبة العربي ، كما اخترق تحصينات الاعداء، حيث امتزجت الدماء الفلسطينية مع الدماء العربية لتعلن الى الشباب العربي الثائر ، نحن شباب فلسطين وشعبها اذ ترنو عيونننا الى ما تصنعونه من مآثر ثورية، نعاهدكم أن لا تسقط الراية، راية فلسطين، لتؤكد هذه الرسالة على ما حملته عملية القدس البحرية لابطال جبهة التحرير الفلسطينية بأن السواد الأعظم واغلب الدماء التي روت الارض يوم مسيرة كانت من جيل يرى فلسطين من الحدود وعبر الاسلاك الشائكة لاول مرة، كما كان حال ابطال الجبهة الذين رأوا فلسطين لاول مرة ، وليؤكدا انها باقية في القلب والوجدان، والهواء، والماء، فلسطين لنا وإليها عائدون.
وامام حدث مسيرات العودة اقول لقد شكلت مارون الراس معجزة التصدي في العام2006 على ايدي ابطال المقاومة الوطنية اللبنانية ،وها هي تشكل الآن بوابة العبور لمسيرة العودة إلى فلسطين من بوابة القرى السبع اللبنانية المحتلة، بالتزامن مع الحدث الإستثنائي من بوابة مجدل شمس في الجولان السوري للتأكيد مرة أخرى أن تحرير فلسطين وحق العودة الذي اراد ابطال فلسطين ان يفرضوه بدمائهم على السياج الحدودي في مارون الراس أو على بوابات مجدل شمس أو حاجز قلنديا، وليؤكدا للعالم نشر ثقافة الإنتصار مكان ثقافة الإحباط ، من خلال حملهم حجارة الكرامة والعزة لتحرير الأرض.
وختاما اقول ان عملية القدس وما تلاها من عمليات بطولية ونوعية واستمرار لخط الكفاح الثوري الفلسطيني هي لسيت مجرد وقفة ذكر، وخاصة في ظل المرحلة التي نعيشها والتي تتطلب من كافة القوى والفصائل مراجعة شاملة لكل مشروعنا الوطني، ولكل السياسات التي سلكناها منذ انطلاق ثورتنا المعاصرة، وصولا الى اعادة صياغة هذا المشروع بالاستناد الى الحقائق التاريخية، والى الايمان بقدرة الشعوب على هزيمة الظلم، واستناد الى ما انجزته ثورتنا المعاصرة من بلورة هويتنا الوطنية، وما قطعته من شوط في غمار المعركة الطويلة.
تحية لابطال عملية القدس البحرية الذين جسدوا اسطورة النضال الفلسطيني ولشهداء مسيرات العودة ولشهداء شعبنا العظيم ونؤكد ان مسيرة النضال والعودة مستمرة حتى دحر الاحتلال وتحرير الاسرى وانتزاع العودة وتقرير المصير والدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
رئيس تحرير صحيفة الوفاء الفلسطينية
التاريخ: 2011-05-31
!بقلم:عباس الجمعة
واحد وعشرون عاما مرت على عملية القدس البحرية و التي أشرف شخصيا على التخطيط والتنفيذ لها القائد الشهيد ابو العباس الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية .
في 30 / أيار / من عام 1990 انطلقت مجموعات من المناضلين باتجاه شواطئ فلسطين ألمحلته في زوارق بحرية عسكرية مجهزة براجمات الصواريخ و مضادات الطائرات و أسلحة أخرى منوعة.
كان صباحا مختلفا ، ذلك الصباح الذي تمخض عنه ليل الكآبة العربي الطويل ، وامواج البحر الابيض المتوسط ، المفاجأة تجتاح اشجار الشوطئ واجهزة الرادار المتطور ، وكان لا بد ات ترتفع الشمس الى السماء ، لتتوضح الصورة ويكتمل المشهد ، لقد جاء الابطال مرة اخرى ، بعد نهاريا والزيب ونابلس واكيلي لاورو ، على امواج البحر وها هو بحر يافا يتواطأ مع الابطال مرة اخرى يحتضن في امواجه الداكنة ابناءه العائدين بجعبهم المكتنزة بالرصاص وقلوبهم الطفولية التي تتوق الى لحظة توحد بالتراب الفلسطيني .
الفلسطنيون قادمون وبحرهم العجوز يلتقطهم من غربة المنافي ، ويجمعهم في راحتيه ويحملهم على ظهره المنحني الى برعسقلان ، وليغرسهم من جديد في تراب الوطن .
من هنا ترجل ابطال عملية القدس البحرية ثوار جبهة التحرير الفلسطينية عن ظهر البحر ، ويتلمسون بعيونهم وشفاههم لون تراب فلسطين وطعمه ورائحته ، انه هو ، تتمة الروح والجسد ، ويتوغل الابطال في مسام الوطن ، لقد كان الوقت ورصاص الصهاينة وقواقل المهاجرين تأكل الجسد الفلسطيني ، والامل الفلسطيني ، وكان لا بد من ساعة المواجهة .
انطوت عملية القدس البحرية البطولية على دلالات وابعاد متعددة كما كانت عملية الشهيدة البطلة المناضلة الكبيرة دلال المغربي وكافة العمليات العسكرية لفصائل الثورة ، واهمها ما يتصل بجوهر الصراع العربي الاسرائيلي ، واسلوب وادراة هذا الصراع .
وكانت عملية القدس الابنة الشرعية للحظة التاريخية التي وقعت فيها ودون الغوص في تفاصيل المتغيرات الدولية التي شهدها العالم ، والتي انتهت بانفراط الكتلة الاشتراكية ، وتراجع الدور الدولي للاتحاد السوفياتي انذاك ، وامام تراجع النشاط العسكري الفلسطيني الذي يجسد القوة العسكرية للثورة الفلسطينية لصالح العمل السياسي الذي يتكئ بصورة كاملة على ما تقدمه الانظمة العربية والقوى الدولية الصديقة من دعم ادبي للشعب الفلسطيني ، وامام تجربة الحوار الامريكي الفلسطيني وفي ظل انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني الاولى ،جاءت عملية القدس البحرية لتعلن نهاية مرحلة التعلق باوهام الحلول السهلة ، والعودة الى خيار الكفاح المسلح باعتباره الاسلوب الاساسي والكفيل بارغام العدو الصهيوني على الاقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
وأمام الغطرسة الأمريكية الصهيونية انطلقت عملية القدس البحرية احدى الوحدات البحرية الخاصة بجبهة التحرير الفلسطينية استجابة لدموع الامهات وصرخات الاطفال والآم الجرحى ، وامام عذابات وصمود الاسرى والمعتقلين ، وردا على مجزرة العدو الصهيوني بحق عمالنا واهلنا في عيون قارة ، وثأرا لدماء الشهداء واستمرارا لخط سيد شهداء الثورة الفلسطينية الشهيد القائد ابو جهاد الوزير مفجر الانتفاضة الاولى ولكل شهداء الثورة الفلسطينية والامة العربية من الشهيد سليمان خاطر الى عدنان خيرالله الى يوسف العظمة الى صلاح الدين الايوبي الى عبد القادر الحسيني وعمر المختار التي حملت مجموعات عملية القدس البحرية اسماءهم وشهداء الشعب الفلسطيني، لتلقن العدو درسا فريدا من دروس المنازلة على ساحل فلسطين ولترسم معالم مرحلة جديدة من مراحل الكفاح والنضال ضد العدو الصهيوني على طريق تحرير فلسطين وتحقيق الحرية والعودة للشعب الفلسطيني .
لقد قاتل ابطال عملية القدس البحرية على تراب وطنهم وفي بحرها كما ينبغي قتال الرجال ، واستشهد بعضهم ليمنحوا الشهادة قداستها ، وليجددوا العهد عهد فلسطين القتال حتى النصر او الشهادة لانهم هكذا تعلموا من رمز جبهتهم وقائدها وامينها العام الشهيد القائد ابو العباس .
وغني عن القول ان ما رأيناه في مارون الراس ومجدل شمس اثناء مسيرات العودة من عنفوان لدى شباب فلسطين ولبنان وسوريا شكل نموذجا فريدا في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني لشعب ينظر الى ارضه ، ليخترق زمن الكآبة العربي ، كما اخترق تحصينات الاعداء، حيث امتزجت الدماء الفلسطينية مع الدماء العربية لتعلن الى الشباب العربي الثائر ، نحن شباب فلسطين وشعبها اذ ترنو عيونننا الى ما تصنعونه من مآثر ثورية، نعاهدكم أن لا تسقط الراية، راية فلسطين، لتؤكد هذه الرسالة على ما حملته عملية القدس البحرية لابطال جبهة التحرير الفلسطينية بأن السواد الأعظم واغلب الدماء التي روت الارض يوم مسيرة كانت من جيل يرى فلسطين من الحدود وعبر الاسلاك الشائكة لاول مرة، كما كان حال ابطال الجبهة الذين رأوا فلسطين لاول مرة ، وليؤكدا انها باقية في القلب والوجدان، والهواء، والماء، فلسطين لنا وإليها عائدون.
وامام حدث مسيرات العودة اقول لقد شكلت مارون الراس معجزة التصدي في العام2006 على ايدي ابطال المقاومة الوطنية اللبنانية ،وها هي تشكل الآن بوابة العبور لمسيرة العودة إلى فلسطين من بوابة القرى السبع اللبنانية المحتلة، بالتزامن مع الحدث الإستثنائي من بوابة مجدل شمس في الجولان السوري للتأكيد مرة أخرى أن تحرير فلسطين وحق العودة الذي اراد ابطال فلسطين ان يفرضوه بدمائهم على السياج الحدودي في مارون الراس أو على بوابات مجدل شمس أو حاجز قلنديا، وليؤكدا للعالم نشر ثقافة الإنتصار مكان ثقافة الإحباط ، من خلال حملهم حجارة الكرامة والعزة لتحرير الأرض.
وختاما اقول ان عملية القدس وما تلاها من عمليات بطولية ونوعية واستمرار لخط الكفاح الثوري الفلسطيني هي لسيت مجرد وقفة ذكر، وخاصة في ظل المرحلة التي نعيشها والتي تتطلب من كافة القوى والفصائل مراجعة شاملة لكل مشروعنا الوطني، ولكل السياسات التي سلكناها منذ انطلاق ثورتنا المعاصرة، وصولا الى اعادة صياغة هذا المشروع بالاستناد الى الحقائق التاريخية، والى الايمان بقدرة الشعوب على هزيمة الظلم، واستناد الى ما انجزته ثورتنا المعاصرة من بلورة هويتنا الوطنية، وما قطعته من شوط في غمار المعركة الطويلة.
تحية لابطال عملية القدس البحرية الذين جسدوا اسطورة النضال الفلسطيني ولشهداء مسيرات العودة ولشهداء شعبنا العظيم ونؤكد ان مسيرة النضال والعودة مستمرة حتى دحر الاحتلال وتحرير الاسرى وانتزاع العودة وتقرير المصير والدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
رئيس تحرير صحيفة الوفاء الفلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق