فلسطين-جريدة وموقع (نقطة واول السطر) كتب المستشار السياسي
لنا، الكاتب والمفكر العروبي الاسلامي بكر أبوبكر- من الواضح أن الاختلافات بين
تيارات حماس قد أصبحت علنية فبينما يصرح كل يوم د.محمود الزهار خارج سرب دمشق تأتيه
الردود العلنية هذه الأيام ان اصمت والتزم بقائدك خالد مشعل كما قال صراحة أكثر من
مسؤول حمساوي في استهجان لما يقول،
ولكن من الواضح أن صمت الزهار، وربما جيل كامل سيتبعه، بعيد المنال
وهو أصبح حر الحركة يخرج ويدخل غزة كما يشاء وما تصريحاته الأخيرة في الجزائر الا
في اطار اشهار واضح وتحدي يقول فيه أنا هنا ولي رأيي المخالف ما هو حقي ،وأنا من
يجب أن يتم التوجه له بالأمر
واذ يقول ذلك الزهار فهوالذي مهد شخصيا للتوقيع على المصالحة مؤخرا
في حماس وليس تيار دمشق وبالتالي يفترض الزهار أن مشورته واجبة لا سيما وأن زخم غزة
كما يردد وراءه فهي المقر والقيادة
وبناء عليه فان اجتماع القيادة الحمساوية بكامل أركان مكتبها
السياسي في دمشق يصبح منطقيا أن يتطرق لمواضيع عدة منها
تشكيل الحكومة المقبلة، وكذلك إنسداد الأفق السياسي والبدائل
المطروحة في ضوء الخطابين الأخيرين لكل من الرئيس باراك أوباما ورئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين نتانياهو،
واللذين قال أحد قادة حماس انهما تضمنا تحدياً صارخاً للمواقف
العربية المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية
اضافة الى الاختلافات العلنية والتباين الذي برز اخيراً في مواقف
مسؤولي حركة حماس
وخاصة تلك الانتقادات والتعارضات الكبيرة -كما ذكرنا- التي وجهها
وعبر عنها القيادي البارز في حماس محمود الزهار خاصة لكلمة رئيس المكتب السياسي
خالد مشعل التي ألقاها في القاهرة في احتفال الإعلان عن إنجاز اتفاق المصالحة
ان الاختلاف في الرأي فعل ديمقراطي والتعبير عنه ان كان غريبا
ومستهجنا على الاخوان المسلمين وحركة حماس فهو من أصول العمل الديمقراطي،
وما التغييرات الحاصلة في الفكر السياسي للاخوان في مصر الا بداية
لظهور مدرسة ديمقراطية قد تحتاج وقتا طويلا ، ولكنها بالضرورة ستظهر لتؤكد أن
الانسان ليس قوالب مصبوبة وليس عقلا فارغا ينتظر أن يملأه القائد المنزه، فهناك رأي
ورأي آخر ولا مقدسات في الشأن الانساني المتغير
قد تكون هذه تجربة جديدة في الاخوان المسلمين وفي حماس ونرجو لها
الاستمرار والا فان احتكار الحق والصواب سيظل يطاردنا ويجلب لنا الدم والويلات
والتأخر عن سائر الأمم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق