ملك الأردن يدافع عن عقيلته
2011/5/24
نفى ملك الأردن عبد الله الثاني بشدة أن تكون الملكة رانيا تتدخل في شؤون الحكم، معبرا عن حزنه للاتهامات الموجهة لها والتي وصفها بـ"السخيفة" مقرا في المقابل باهتمام الملكة بملف
التعليم وأمور تتعلق بالمرأة والطفل.
جاء ذلك في المقابلة التي أجرتها قناة أي بي سي الأميركية مع العاهل الأردني قبل يومين، والتي أعادت تسليط الضوء على الانتقادات التي وجهتها قوى عشائرية ومتقاعدون عسكريون للملكة واتهامها بالقيام بأدوار تنفيذية والتدخل بعمل الحكومة. وقال عبد الله الثاني خلال المقابلة "جميع ما سمعته في هذا الشأن سخيف للغاية ومحزن جدا، فكثير من الأردنيين يعلمون ما بذلته الملكة رانيا من أجل النساء والأطفال ليس فقط في الأردن، بل في المنطقة". وذهب إلى حد اعتبار الاتهامات للملكة بأنها اتهامات تسعى للنيل منه من خلال انتقاد "حلقة أضعف". وتابع "النيل من الملكة رانيا برأيي وانحدار البعض إلى هذا المستوى، أمر محزن للغاية لنا جميعا". وعن الاتهامات لها بالتدخل بعمل الحكومة، قال العاهل الأردني "إنها لم تتدخل أبدا في عمل الحكومة، فمسؤولياتها كانت على الدوام في مجال التعليم، والتعليم، والتعليم". ودعا المجتمع لأن "يدرك هذا الأمر ويضع حدا له، لأن آثار ذلك أضحت مضرة لحد بعيد للأردن، ليس فقط فيما يتعلق بالملكة رانيا، بل بالعديد من الناس الذين عانوا من اتهامات باطلة من قبل من يعتقدون بأنه لن يتم محاسبتهم". وجاء حديث الملك الأردني كأول رد مباشر من القصر على الاتهامات للملكة رانيا بالتدخل في عمل الحكومة وتعيين وزراء، والشراكة في صفقات من خلال عائلتها التي سارعت لنفي هذه الاتهامات في وقت سابق وقالت إنها ستقاضي مروجيها. "عقيلة الملك" غير أن لجنة المتقاعدين العسكريين ولجنة الشخصيات العشائرية الـ36 ظلت تكرر الاتهامات للملكة بالتدخل في الشأن العام إلى وقت قريب، لدرجة أن مجموعة الـ36 طالبت مؤخرا بنزع صفة "الملكة" عن رانيا العبد الله واستبداله بلقب "عقيلة الملك". وبرأي الناطق باسم لجنة المتقاعدين العسكريين سالم العيفة فإن "قناعات اللجنة بشأن الأدوار التي تقوم بها الملكة رانيا لم تتغير". وقال للجزيرة نت "ما زلنا على موقفنا بأن للملكة دورا في تشكيل الحكومات والتدخل في إدارة الشأن العام". واعتبر العيفة أن الأردنيين يعرفون أن هناك ثلاث حكومات في الأردن هي "حكومة الدوار الرابع التي يرأسها حاليا معروف البخيت، وحكومة الديوان الملكي، وحكومة المخابرات العامة". وقال أيضا "كل من هذه الحكومات تمارس دورها دون التنسيق مع الأخرى مما خلق لنا مرجعيات عدة خارج إطار الدستور وغياب القانون". وطالب الناطق باسم لجنة المتقاعدين العسكريين أصحاب القرار للالتفات "لتحقيق الإصلاح ومكافحة الفساد وإعادة السجين خالد شاهين للأردن والذي جرى تهريبه بصورة لا يعرف حيثياتها كثير من المسؤولين ويتم حاليا لملمة القضية في غياب أي إرادة لمكافحة الفساد". السلطة والمال من جهته، اعتبر رئيس تحرير صحيفة (العرب اليوم) فهد الخيطان حديث الملك عن دور الملكة "شفافية في مكانها". غير أن الخيطان طالب بالمزيد من التوضيح ليس فقط لدور الملكة وإنما لما أثير عن "علاقات أعمال مشبوهة بين أفراد بالأسرة المالكة ورجال أعمال". وقال للجزيرة نت "كثير من هذه الصفقات طالت الشبهات فيها الملكة رانيا وأفراد في العائلة الملكة بالشراكة مع رجال أعمال، وهناك الكثير من القضايا التي يتحدث عنها الناس بالتفاصيل دون أن تنجلي الحقيقة حولها حتى اليوم". ويعتبر الخيطان أن الانتقادات الموجهة للملكة هي في جوهرها انتقادات للملك. فوضى العلاقات وبرأيه فإن المطلوب "مراجعة النهج السياسي الحالي ومنه دور الأسرة المالكة في الحياة العامة وفوضى العلاقات بين مؤسسات الدولة وحكومات الظل التي تشكلت من الأجهزة الأمنية والديوان الملكي وباتت أقوى من الحكومة التي يعرفها الناس مما أدى لسيطرة رجال الأعمال على القرار في البلاد". غير أن هناك من يتهم القوى التي توجه الاتهامات للملكة بأن ذلك يعود لكون الملكة من أصول فلسطينية. ويرى الخيطان أن بعضا ممن يتهمون الملكة يرتكزون على قضية أصلها الفلسطيني، وأن دورها قد يمهد لخلق الوطن البديل للفلسطينيين بالأردن "وهذا تفسير ساذج وغير دقيق ولا يستند إلى أي وقائع". |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق