الثورة الليبية تحاصر القذافي
والعالم يستعد لمحاكمته
|
محمد حميد الصواف
|
شبكة النبأ: مضت عدة ايام والشعب الليبي
الاعزل يعاني من الهجمات الضروس التي تشنها الوحدات العسكرية التابعة لأبناء
القذافي بهدف قمع الثورة الشعبية هناك، حيث قدرت الاحصائيات غير الرسمية ان عدد
الضحايا فاق الالاف بين قتيل وجريح.
ويصر القذافي الذي بات محاصرا في عاصمته طرابلس بعد سقوط معظم مناطق
البلاد تحت سيطرة المحتجين على التمسك بكرسيه مهما بلغت خطورة الامر، متوعدا من
مخبأة وتحت حمايه قوات المرتزقة التي جلبها من صحاري افريقيا.
فيما شهدت البلاد اجلاء كبير للرعايا الاجانب بعد شراسه القمع الذي
تمارسه قوات ابناء القذافي، فيما تستعد المجموعة الدولية الى استصدار قرارات فاعلة
تسعى الى الاطاحة بنظام القذافي، الى جانب تقديمه الى محاكمة دولية، فيما لم تستبعد
تدخل عسكري في القريب العاجل.
ما يمكنه للاحتفاظ بطرابلس
فقد قال ليبي مطلع على الفكر الرسمي ان الزعيم الليبي معمر القذافي لم
يكن يناور عندما توعد بالتصدي للاحتجاجات المتزايدة مضيفا أنه سيفعل "كل ما يمكنه"
للاحتفاظ بسيطرته على العاصمة.
وعاد نعمان بن عثمان الى بريطانيا بعد أن قضى الايام العشر السابقة في
طرابلس وكان قد ساعد على قيادة تمرد اسلامي مسلح ضد القذافي في منتصف التسعينات
لكنه منذ ذلك الحين أقام روابط مع الاصلاحيين وكذلك مع أجهزة أمن ليبية في اطار
برنامج للمصالحة الوطنية.
وقال بن عثمان "أعتقد حقا أنه سيقوم بمذبحة أخرى لتعزيز موقفه وبعث
رسالة تقول 'أنا قوي جدا.. أن شديد العزم'."
ومضى يقول "سيفعل كل ما يمكنه للسيطرة على الاجزاء الغربية من البلاد.
سيبقى ويحارب حتى اخر يوم."
ولم يتحدث بن عثمان كثيرا عن كيفية معرفته بتفكير كبار مساعدي القذافي.
لكنه ظل على اتصال مستمر مع مسؤولين ليبيين هذا الشهر لترتيب أحدث عملية افراج ضمن
سلسلة من عمليات الافراج عن أفراد الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة. بحسب
رويترز.
وقال بن عثمان ان الكلمة التي ألقاها القذافي والتي تعهد فيها بالقتال
حتى اخر قطرة في دمه ستستفز على الارجح الليبيين ليكثفوا من احتجاجاتهم ضده. وأردف
قائلا "أتوقع ليلة ساخنة جدا وعلى أكثر تقدير ليل غد لان القذافي سيفعل ما
قاله.
وذكر بن عثمان أن السيطرة على الغرب هي الهدف الاساسي الحالي للقذافي
بعد أن أصبح الشرق غير خاضع لسيطرته وسقط فيما يبدو في أيدي المحتجين المناهضين
للحكومة. ومن أجل ذلك سيتعين عليه اقناع القوات الامنية المتمركزة في المحافظات
الغربية بأنه ما زال متحكما في العاصمة.
وقال بن عثمان "يحتاج السيطرة على طرابلس فقط ليثبت للوحدات الاخرى
والمناطق الاخرى أنه ما زال في السلطة. لذلك قرر التصرف بهذه الطريقة."
وتابع "الاستراتيجية ليست فقط القيام بمذبحة.. هناك أيضا نشر للجيش وفي
الوقت ذاته تعزيز استراتيجية الامن والاستقرار."
وفي طرابلس ذاتها نشر القذافي وحدات أمنية خاصة مدعومة بالمرتزقة من
منطقة افريقيا جنوب الصحراء. ووصف بن عثمان الوضع بأنه بائس قائلا "العزل يحاربون
الجيش." وقال انه يعتقد أن القذافي مع أبنائه وباقي أفراد أسرته في مجمع باب
العزيزية بطرابلس.
وفي بحث قدم الى مركز كويليام البريطاني للابحاث حيث يعمل خبيرا في
مكافحة التشدد قلل بن عثمان من شأن دور الجيش النظامي في هذه الاضطرابات.
وقال ان القذافي يعمل منذ زمن طويل على اضعاف الجيش النظامي للحيلولة
دون تحوله الى قاعدة قوة منافسة.
وكتب يقول في بحثه "بالتالي فان أنباء انضمام وحدات من الجيش للمتظاهرين
ليست مهمة أو تمثل قوة ضاربة ضد النظام في حد ذاتها."
وقال ان الانتفاضة جعلت أسرة القذافي واللجان الثورية التي تحكم البلاد
تعيد تنظيم صفوفها للابقاء على الوضع الراهن كما أن أسرة القذافي وحدت صفوفها حول
القذافي ذاته. وتابع "احتمال اقصاء القذافي على يد أحد كبار أفراد نظامه يبدو بعيدا
في الوقت الراهن."
وقال بن عثمان ان الانتماءات القبلية في غرب البلاد متذبذبة لان أغلب
القبائل في الشرق أيدت المتظاهرين.
وكتب يقول "الكثير من القبائل الرئيسية في غرب ليبيا وفي طرابلس (مثل
ورفلة وترهونة والامازيغ) تميل للمحتجين لكنها الى الان لم تقم بدور فعال في
الصراع... سيزيد موقف المحتجين المناهضين للنظام قوة اذا انضمت هذه القبائل بالفعل
ضد القذافي."
عائلة منقسمة ومختلة
فيما كشفت وثائق دبلوماسية أميركية سرية، حصل عليها موقع «ويكيليكس»، أن
الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يقود عائلة ثرية وقوية لكنها منقسمة ومختلة
وظيفياً، وتعاني صراعات ضروساً. وقالت صحيفة «الغارديان»، إن الوثائق المسرّبة
تسلّط الأضواء على ثمانية أفراد من أبناء الزعيم الليبي، تزايدت حدة التنافس بينهم
في السنوات الأخيرة، إلى جانب القذافي نفسه وزوجته. واضافت أن السفير الاميركي في
طرابلس، جين كريتز، وصف في برقية دبلوماسية ارسلها إلى واشنطن في عام 2009 العقيد
القذافي بأنه «شخصية زئبقية وغريب الأطوار، ويعاني الرهاب الشديد، ويستمتع برقص
الفلامنكو وسباق الخيل، ويعمل على الأهواء ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء،
ولديه خوف شديد من البقاء في الطوابق العليا ويفضّل عدم التحليق فوق المياه».
وأشارت الصحيفة إلى أن كريتز كتب في برقيته، أن صفية، زوجة القذافي
الثانية، «تسافر بطائرة مستأجرة في ليبيا، فيما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس
لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة، لكن تحركاتها محدودة وتتسم بالحصافة،
واستضافت مأدبة في مجمع باب العزيزية لمناسبة الذكرى السنوية للثورة كانت احتفالية
وغير مسرفة، وهي تنحدر من مدينة بنغازي، مركز التمرد في شرق ليبيا».
وقالت البرقية إن سيف الاسلام، ثاني أكبر أبناء القذافي، الذي حذّر من
حرب أهلية عندما خاطب الأمة، «يروّج للإصلاح السياسي والاقتصادي والمنظمات غير
الحكومية في ظل رعاية مؤسسة القذافي العالمية الخيرية، ويحمل درجة الدكتوراه من
كلية لندن للاقتصاد، لكن دوره كالوجه العلني للنظام أمام الغرب كان بمثابة نعمة
ونقمة بالنسبة له كونه عزز صورته. لكن الكثير من الليبيين ينظرون إليه على أنه حريص
على ارضاء الأجانب، ومصدر للقلق في بلد محافظ اجتماعياً مثل ليبيا، بسبب حبه
الحفلات ومعاشرة النساء، وكان على خلاف مع اشقائه المعتصم وعائشة وهانيبال
والساعدي».
ووصفت البرقية الساعدي، ثالث أكبر أبناء القذافي، بأنه «معروف بسوء
التصرف وله ماض مضطرب، بما في ذلك اشتباكات مع الشرطة في أوروبا، خصوصاً في ايطاليا
وتعاطي المخدرات والكحول واقامة الحفلات الباذخة، والسفر إلى الخارج، في مخالفة
لرغبات والده، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق (لعب موسماً واحداً مع نادي بيروجيا في
دوري الدرجة الأولى في ايطاليا، ويملك حصة كبيرة في نادي الأهلي، أحد أكبر فريقين
لكرة القدم في ليبيا، وتولى ادارة الاتحاد الليبي لكرة القدم)، وحاصل على شهادة في
الهندسة، وخدم لفترة وجيزة ضابطاً في القوات الخاصة، واستخدم القوات الخاضعة
لسيطرته ليؤثر في نتيجة الصفقات التجارية، ويملك شركة لانتاج الافلام».
وعن المعتصم رابع أكبر أبناء القذافي، قالت البرقية إنه «يعمل بمثابة
مستشار الأمن القومي لدى والده وكان حتى وقت قرب نجماً صاعداً، وفي عام 2008 طلب
1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه
الأصغر خميس، غير أنه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال
الفترة بين 2001 و،2005 حين استغل إخوته غيابه لوضع شراكاتهم الخاصة بها، ويقيم
علاقة سيئة بسيف الاسلام، ووصفه السفير الصربي بأنه غير بارع».
واضافت البرقية أن هانيبال خامس أبناء القذافي «له تاريخ متقلب من
السلوك غير اللائق والاشتباكات مع السلطات العامة في اوروبا وأماكن أخرى، وأدى
اعتقاله في جنيف، بتهمة ضرب خدمه، إلى تفجر أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، في
حين أن خميس نجل القذافي السادس يحظى باحترام كقائد وحدة من القوات الخاصة تعرف
باسم «كتيبة خميس»، التي تعمل على نحو فعّال وحدةً عسكرية لحماية النظام وتدربت في
روسيا».
واشارت إلى أن عائشة، الابنة الوحيدة للقذافي بعد مقتل ابنته بالتبني
هناء، في غارة اميركية على طرابلس في العام ،1986 «تتوسط في النزاعات العائلية
وتدير منظمات غير حكومية، وتردد أن لديها مصالح مالية في عيادة خاصة في طرابلس، وتم
استدعاء المغني الاميركي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ سنوات ليغني في حفل عيد
ميلادها».
وقالت البرقية إن محمد، الابن البكر للقذافي من زوجته الأولى، «يرأس
اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن أكثر من 40% من شركة المشروبات الغازية
الليبية ولديها مشروع مشترك مع (كوكاكولا)، كما يدير مناصب عامة ولجنة الاتصالات
السلكية واللاسلكية، في حين يعيش ابنه الثامن سيف العرب في ميونيخ، حيث تردد أن
لديه مصالح تجارية غير محددة وينفق الكثير من وقته على الحفلات».
صور الموت والرعب في قلب طرابلس
من جهتها نشرت صحيفة الإندبندنت تحقيقا ميدانيا لمراسلها في منطقة الشرق
الأوسط، روبرت فيسك، الذي يقول إنه أرسل أول تقرير صحفي ميداني من قلب العاصمة
الليبية التي تمزقها الحرب بين أنصار القذافي والثائرين على سلطته.
يبدأ فيسك تحقيقه، الذي تفرد له الصحيفة كامل صفحتيها الأولى والثالثة،
برصد صورة ما بدت عليه الحياة في مطار طرابلس الدولي الذي يقول إنه وصله
ليلا.
يقول فيسك إنه رأى في المطار حوالي 15 ألف طفل وامرأة ورجل وقد راحوا
يصرخون ويصيحون وسط الزحام والضوضاء علَّهم يفوزون بمقاعد على متن الطائرات القلائل
التي كانت لا تزال مستعدة لتسيير رحلاتها من دولة معمَّر القذافي
المتهالكة.
ويروى المراسل كيف أنه رأى بأم عينيه أشخاصا يرشون الشرطة الليبية المرة
تلو الأخرى لكي يسهِّلوا لهم أمر الوصول إلى نافذة التذاكر، شاقين الطريق وسط حشود
الأسر التي بللتها مياه الأمطار الغزيرة وهدَّها الجوع واليأس والخوف.
ويمضي قائلا: لقد ديس العديد بين الأقدام بينما راح رجال الأمن يضربون
بشكل وحشي من كانوا يتدافعون للوصول إلى المقدمة.
ويردف قائلا: من بين أولئك كان هنالك أخوان للقذافي من العرب، ومنهم
آلاف المصريين الذين أمضى بعضهم يومين في المطار بلا طعام، أو بدون الذهاب إلى
الحمامات. لقد ملأت المكان روائح البراز والبول والخوف.
أمَّا جولة الـ 45 دقيقة التي أمضاها فيسك داخل طرابلس، فيقول إنها كانت
فرصته الوحيدة ليعود بمخزون هائل من المشاهدات والصور المرة التي تحكي قصص الموت
والرعب والجوع والخوف في عاصمة ملك ملوك أفريقيا.
يقول فيسك: انتشرت على جانبي الطريق مجموعات من الشبان المسلحين برشاشات
الكلاشينكوف، وقد نصبوا متاريس من الكراسي التي قلبوها رأسا على عقب، ومن الأبواب
الخشبية.
ويضيف: هنالك القليل من الطعام في طرابلس التي لفَّتها طبقة داكنة من
الغيوم سرعان ما انهمرت أمطارا غزيرة فاستحالت سيولا بلون بني ملأت الساحة الخضراء
قبل أن تتدفق إلى شوارع طرابلس القديمة فتغمرها.
وترفق الصحيفة التحقيق بصورة لأشخاص منهمكين بتحضير عدد كبير من القبور،
وأخرى لشارع خاوٍ في المدينة إلا من رجلين يظهران كشبحين من بعيد وسط سحب من الدخان
الأسود الذي يلف المدينة المشتعلة.
وعلى الجانب الشرقي من البلاد تطالعنا الجارديان بتحقيق ميداني لمراسلها
في بنغازي، مارتن تشولوف، الذي يقول إنه كان أول صحفي غربي يصل المدينة التي انطلقت
منها في السابع عشر من الشهر الجاري الشرارة الأولى للانتفاضة ضد نظام
القذافي.
فتحت عنوان داخل أول مدينة حرَّة في ليبيا ، تنشر الصحيفة التحقيق الذي
تفرد له معظم صفحتها الأولى، لتكمله على على الصفحتين الرابعة والخامسة.
يقول المراسل: هنا في قلب المدينة التي شهدت تدشين رحلة صعوده إلى
السلطة اكتملت الآن مهانة معمَّر القذافي.
ويضيف: في غضون أقل من ثلاثة أيام من الهيجان والثوران، فعل المتمردون
في ثاني أكبر مدينة في ليبيا ما بوسعهم لإعادة عقارب الساعة 42 عاما إلى الوراء: أي
إلى حياة ما قبل الدكتاتور الذي باتوا يمقتونه الآن شر مقت.
ورغم إيلاء صحيفتي التايمز والديلي تلجراف اليوم الأهمية القصوى لتعثر
جهود الحكومة البريطانية بإغاثة مواطنيها الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا، فإننا
نطالع في الصحيفتين أيضا عددا كبيرا من التحقيقات التي تعكس صور الموت والدمار
والخوف في طرابس.
فتحت عنوان لقطة وراء لقطة، تتكشف صورة المدينة التي تعيش في ظل إرهاب
خسيس ، نقرأ في التايمز تحقيقا عن الأخبار التي أخذت ترشح من شوارع طرابلس، وهي قصص
تقشعر لها الأبدان.
وفي تحقيق بعنوان أصدقاء المقامات العالية يديرون ظهورهم لطرابلس ،
نطالع في الفايننشال تايمز أيضا تحقيقا لمايكل بيل يتحدث فيه عن انفراط عقد
الصداقات والعلاقات التي ربطت معمَّر القذافي بالعديد من قادة العالم من روما، إلى
كراكاس، إلى روسيا، وغيرها من البلدان.
وترفق الصحيفة التحقيق بصورة للقذافي محاطة بصور لزعماء، كرئيس الوزراء
الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، ورئيس الوزراء الإيطالي
سيلفيو برلسكوني، وغيرهم، وقد باعدتهم عنه جميعا مجموعة ظروف وأسباب، ليس أقلها
الصورة التي بدا عليها القذافي وهو يهدد شعبه الأربعاء بـ الموت والثبور وعظائم
ألأمور.
يقول التحقيق: إن القمع العنيف الذي نفَّذه معمَّر القذافي ضد الثورة
التي قامت في وجه حكمه بدا يسبب تراجع وابتعاد أشخاص بارزين ومؤسسات مرموقة عنه بعد
أن كانوا على علاقة قوية ببلاده على مر السنوات القليلة الماضية.
وفي تحقيق ذي صلة، نقرأ في الصحيفة ذاتها أيضا عن قيام جامعة لندن
للاقتصاد بإعادة النظر بشهادة الدكتوراه التي كانت قد منحتها لنجل القذافي، سيف
الإسلام، عام 2007، بناء على الأطروحة التي قدمها حول دور المجتمع المدني في تحويل
مؤسسات الحكم العالمية إلى مؤسسات ديمقراطية.
أما عن السبب الذي حدا بالجامعة المرموقة لاتخاذ مثل تلك الخطوة، فتقول
الصحيفة إنها جاءت بعد تقدُّم العديد من الناشطين بطلبات لإبطال تلك الشهادة
الممنوحة لسيف الإسلام بداعي قيامه بارتكاب العديد من السرقات الأدبية التي مكنته
من نيلها.
وعلى صدر الصفحة الأولى من الفايننشال تايمز، نطالع تحقيقا رئيسيا
بعنوان محاولة بـ 36 مليار دولار أمريكي لهزيمة الاضطرابات ، وثلاثة عناوين فرعية
تقول: الملك يقدم حزمة مالية ، والمتظاهرون يدعون إلى يوم غضب ، وأسعار خام برينت
المستقبلية تقفز.
وفي التفاصيل نقرأ عن الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، العائد من
رحلة علاج ونقاهة طويلة في الولايات المتحدة والمغرب دامت قرابة ثلاثة أشهر، ليرى
المنطقة تغلي على نار الثورات والاضطرابات، فلم يكن منه سوى تقديم ما يعتقد أنه قد
يدرأ الأسوء عن بلاده عبر حزمة الإصلاحات والمساعدات تلك.
ووسط الموت والخوف والألم، نطالع على صفحات الرأي والتحليل في صحف اليوم
عددا من الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة التي تعكس بعضا من بشاعة ما تشهده ليبيا هذه
الأيام من قتل ورعب وسفك دماء.
ففي التايمز، نطالع رسما تظهر فيه وسط الصحراء بركة كبيرة من الدماء،
وقد أحد المسافرين في الصحراء وناقة من ناقتيه يلعقان الدماء من البركة بلسانيهما،
بينما راح شخص آخر وناقته يرقبان المشهد وكأنهما يربآن بنفسيهما عن فعل الشيء
ذاته.
أمَّا الشخص شارب الدماء، فليس سوى الزعيم الليبي معمَّر القذافي، قبل
أن تتقطع به السبل ويتوه في الصحراء لا يجد فيها ما يروي ظمأه سوى الدماء التي
أُريقت قبل حين.
وفي الأإندبندنت، نطالع أيضا رسما كاريكاتيريا ساخرا آخر يظهر فيه بائع
آيس كريم (بوظة) بريطاني بعربته الزاهية الألوان، وقد راح يوزِّع بضاعته على زبائنه
بعبوات على هيئة صواريخ.
وليس بائع البوظة هذا سوى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وما
زبائنه سوى مجموعة من القادة والزعماء العرب بأزيائهم الخليجية التقليدية.
ربما لخَّص الرسم قصة تهافت القادة العرب على شراء المعدات العسكرية
البريطانية الخاصة بقمع المحتجين والمتظاهرين في موسم الاحتجاجات والمظاهرات
الشعبية التي راحت تجتاح المنطقة على حين غرة.
وفي الديلي تلجراف نطالع أيضا رسما آخر يظهر فيه القذافي متمنطقا برشاش
ومسدس وقنبلتين، وقد راح يطلق الرصاص في الجو بشكل عشوائي.
وتظهر في الرسم أيضا طائرات حربية تدك المكان بالصواريخ والقنابل، وكأن
القذافي ينفذ وعيده لليبيين بتطهير مدنهم شارعا شارعا وبيتا بيتا ، إن هم مضوا في
عصيانهم له.
وفي الرسم نرى أيضا أربعة من قادة الدول العربية الأخرى وهم يغسلون
أيديهم من الزعيم الذي ظل حتى الأمس القريب يقاسمهم منصات إلقاء الكلمات والخطب
خلال قمم جامعة الدول العربية.
بنغازي تخرج عن حكم القذافي
وربما كان مُحتما ان تبدأ الانتفاضة ضد معمر القذافي في المعقل الشرقي
القديم الذي نافس العاصمة الليبية لسنوات.
وبعد أعمال عنف استمرت أسبوعا شهد الاطاحة بسيطرة الحكومة بدأت المدينة
التي يعيش بها نحو 700 ألف تدير نفسها بقيادة "لجان شعبية" مع انقشاع غبار
التمرد.
ولا يعرف عدد من قتلوا في المدينة حيث أخمدت قوات موالية للقذافي
الاحتجاجات الاولى بقيادة محامين وأطباء وأصحاب تخصصات أخرى رابطوا أمام مبنى محكمة
للتعبير عن غضبهم للقبض على نشط في مجال حقوق الانسان.
لكن يتضح من روايات شهود عيان أنه حتى من حضروا جنازات الضحايا لم
يسلموا من رصاص الشرطة. بحسب رويترز.
وقال رجل رفض ذكر اسمه ان بنغازي "تحررت" من قبضة كتيبة تابعة لأحد
ابناء القذافي. وقال جنود في المنطقة الشرقية حيث تقع بنغازي ان اوامر القذافي لم
تعد سارية في المنطقة. وحول الجنود في بنغازي ولاءهم للمحتجين مما رجح كفتهم في
الصراع على السيطرة على المدينة.
وقال مقيم في بنغازي عرف نفسه باسم علي فقط "يسيطر شباب الثورة على
بنغازي. مقر القيادة داخل محكمة المدينة حيث يوجد محامون وحكماء.
"لكن هناك شباب أيضا في كل مكان في المدينة. انهم ينظفون الشوارع
وينظمون حركة المرور."
وقال مصطفى العريضي وهو مقيم عمره 55 عاما ان الجنود رفضوا أوامر اطلاق
النار على المحتجين العزل وتحدوا مرتزقة استأجرتهم الحكومة.
"انهم يريدون ان تتوجه وسائل الاعلام العالمية بكاميراتها لترى بنفسها
ماذا فعلوا لبنغازي. انهم حرقوا أناسا أحياء. عندما رفض الجيش اطلاق النار على
اخوانهم أشعل المرتزقة النار فيهم."
وقال محام في بنغازي ان لجنة أمنية شكلها مدنيون في المدينة يوم الاثنين
ألقت القبض على 36 من "المرتزقة" من تشاد والنيجر والسودان استأجرهم الحرس الخاص
للقذافي للقتال في المدينة.
وقال المحامي "وجدنا جوازات سفرهم داخل معسكر الحرس في الفاضل بن عامر.
بعضهم تعرضوا لاصابات طفيفة بعد اشتباكات مع المسلحين."
وقال "يقوم قاض باستجوابهم ويقوم محامون متطوعون من بنغازي بالدفاع
عنهم. قالوا انهم تقاضوا ما بين ألف وألفي دولار يوميا للاطلاق النار وقتل
المحتجين."
وتحدث صلاح الدين عبدالله الذي وصف بنفسه بانه منظم احتجاجات عن شعور
"بالاحتفال والنشوة" في بنغازي الان بان السيطرة انتقلت الى المحتجين.
وقال لقناة الجزيرة ان المحتجين يحاولون فرض النظام من خلال انشاء لجان
حكم ذاتي كما وضعوا نظاما لتوزيع المواد الغذائية الاساسية. وأضاف ان الناس يسلمون
الاسلحة التي استولوا عليها الى المساجد واماكن عامة أخرى.
وأبلغ ساكن اخر أن المدينة لاتزال تشهد توترا رغم محاولات اعادة الحياة
الى طبيعتها في ظل القيادة الجديدة.
وقال "بنغازي هادئة اليوم لكن الناس لم يناموا الليلة الماضية لخوفهم من
عمليات القصف الجوي. ولم ار تواجدا لقوات الامن في بنغازي. يسيطر شبان الثورة على
المدينة."
وقال وزير الخارجية المصري ان المدارج في مطار بنغازي دمرت جراء أعمال
العنف ولا يمكن لطائرات الركاب الهبوط هناك.
كما سيطر المتمردون على بلدة البيضا الواقعة على تبعد بحوالي 200
كيلومتر عن بنغازي. وكانت البلدة مسرحا لاشتباكات ضارية قتل خلالها العشرات الاسبوع
الماضي بين المحتجين وقوات الامن.
طبرق تحتفل
من جهة اخرى ترددت أصداء زخات من نيران الاسلحة الالية في شوارع طبرق في
جو احتفالي بالمدينة في حين أسقط المحتجون المناهضون للحكومة نصبا تذكاريا للكتاب
الاخضر الذي ألفه الزعيم الليبي معمر القذافي.
وجابت شاحنات حاملة المتظاهرين شوارع المدينة الساحلية الواقعة في شرق
ليبيا مارة وسط المنازل الخرسانية المنخفضة وأعمدة الدخان البعيدة.
وقال الجنود الليبيون في المدينة في طبرق انهم لا يؤيدون القذافي وان
المنطقة الشرقية خرجت عن سيطرته.
وقال اللواء سليمان محمود العبيدي ان الزعيم الليبي لم يعد موضع ثقة
مضيفا أنه قرر تحويل ولاءه بعد أن سمع أن السلطات أعطت أوامر باطلاق النار على
المدنيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وقال انه يقصف بطائرات حربية ويستخدم القوة المفرطة ضد العزل. وأضاف أنه
متأكد من أنه سيسقط خلال الايام القليلة القادمة. بحسب رويترز.
وقال سكان ان طبرق التي شهدت معارك كبرى بين القوات الالمانية وقوات
الحلفاء في الحرب العالمية الثانية أصبحت الان في أيدي المواطنين وانها على هذا
الحال منذ ثلاثة أيام. وقالوا ان الدخان المتصاعد فوق المدينة ناتج عن مستودع
للذخيرة قصفته قوات موالية لاحد أبناء القذافي.
وبالقرب من الميدان الرئيسي دمر المحتجون قطعا من نصب تذكاري اخضر وهي
ما تبقى مما قالوا انه نصب "الكتاب الاخضر" للقذافي.
وحرق بعضهم نسخا من الكتاب الذي نشر أول مرة عام 1975 والذي وضع فيه
القذافي فلسفته السياسية التي شكلت الدعامة الاساسية لسنواته الطويلة في
السلطة.
وقال ناجي شلوي (36 عاما) "هذه ثورة. نحن لا نحتج أو نعتصم. نريد أن
يطلق عليها ثورة. لقد أريقت دماء لدينا أكثر مما حدث في مصر وتونس." وقال عبد
المنعم مفتاح وهو مدرس "نريد دستورا للبلاد ونريد برلمانا."
في حين قال رمضان فرج (19 عاما) "في اليوم الاول من الاحتجاجات هنا كان
من يبيعون الحشيش وما شابه ذلك يحاربون الى جانب الدولة... قتلوا أربعة هنا وجرحوا
50." وأشار الى لافتة كتب عليها "يسقط السفاح" وقال "القذافي يريد القضاء علينا قبل
الرحيل."
وشعر المحتجون بالسرور لانهم وجدوا صحفيين أجانب ينظمون جولات في أنحاء
المدينة على متن شاحنات الجيش وهرعوا للحديث ولالتقاط الصور معهم. وسأل قائلا
"لماذا تأخرتم كل هذا الوقت.."
وكانت الرسالة التي يريد المحتجون والجنود الذين كانوا يحتفلون توصيلها
واضحة وهي أن القذافي لم يعد له وجود هنا وأن شرق ليبيا تم تحريره. وقال هاني سعد
وهو رائد سابق في الجيش ان الناس والجيش يد واحدة هنا. وقال سالم المابري (41 عاما)
وهو جندي سابق "لسنا مع أي طرف سوى الوطن الان."
وكتب على جدران شعارات مثل "يسقط يسقط القذافي". ووقف رجال يرتدون الزي
العسكري في الطريق الرئيسي لتوجيه حركة المرور. وقالوا ان ولاءهم لم يعد للزعيم
الذي ظل يحكم البلاد طوال 41 عاما.
وقال فايز حسين محمد (59 عاما) "الطعام متاح.. الصيدليات مفتوحة..
المستشفيات مفتوحة. كل شيء مفتوح. الجميع قدم يد المساعدة.. شباب.. مسنون.. رجال
ونساء."
وتجمع المحتجون قرب مسجد في وسط المدينة حيث كانت هناك المزيد من
الشعارات المكتوبة على الجدران مثل "اذهب للجحيم يا قذافي" و"انتهت اللعبة يا
قذافي" و"طبرق حرة اليوم".
وفي مكان مجاور يوجد ما تبقى من مركز للشرطة تم احراقه وقال سكان ان
النيران أضرمت فيه يوم 18 فبراير شباط وهو نفس اليوم الذي قالوا ان الشرطة قتلت فيه
أربعة من الشبان.
انتشار القتل والعصابات
الى ذلك تدفق مئات المصريين العاملين في ليبيا على متن شاحنات وجرارات
على الحدود الى مصر وهم يتحدثون عن موجة من أعمال القتل وانتشار عصابات قطاع الطرق
في ظل انتفاضة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال شاهد عيان فر من مدينة بنغازي ان ألفي شخص على الاقل قتلوا هناك
وهو رقم لم يتسن التحقق من صحته من جهة مستقلة وان كان يشير الى حجم الدمار الذي
خلفه أسبوع من أعمال العنف.
وتحدث مصريون عما تعرضوا له أثناء رحلتهم من ليبيا من اطلاق الرصاص من
جانب عصابات مسلحة انتهزت حالة الفوضى في البلاد. بحسب رويترز.
وقال حسن كامل محمد (24 عاما) وهو عامل في مجال صناعة الصلب فر من مدينة
طبرق "هناك عصابات في كل مكان وهم يرفعون السلاح في وجهك في أي وقت."
وأضاف "كنا نحاول النوم ليلا لكننا لم نستطع. رجال العصابات يطلقون
النار في الهواء كل 15 دقيقة. استولوا على أموالنا. أخذوا كل شيء."
وقال محمد بيومي (37 عاما) انه سافر لمدة ثلاثة ايام في الجزء الغربي من
البلاد مشيرا الى وجود مجموعات مسلحة على طول الطريق تطلب رشى.
وقال مصري آخر رفض ذكر اسمه "الوضع سيء للمصريين في الوقت الراهن...
انهم يأخذون أموالنا ويطلقون علينا الرصاص."
وقال محمد جلالي (40 عاما) في السلوم وهو في طريقه الى القاهرة قادما من
بنغازي "توفي خمسة أشخاص في الشارع وبقيت أنا على قيد الحياة... عندما تغادر بنغازي
لا تجد أي شيء سوى عصابات وشبان مسلحين. الطريق من بنغازي خطير للغاية."
وفي معبر السلوم على الجانب المصري من الحدود مع ليبيا أقام الجيش
المصري عشرات الخيام لتكون مستشفيات ميدانية لخدمة الفارين من الاضطرابات
هناك.
الدبلوماسيون تخلوا عن الولاء
للقذافي
- استراليا - قال المستشار الثقافي للسفارة الليبية عمران زويد متحدثا
امام مجموعة صغيرة من المحتجين خارج السفارة "نحن نمثل الشعب الليبي ولم نعد نمثل
النظام الليبي."
- بنجلادش - قالت تقارير اعلامية في بنجلادش نقلا عن مسؤولين في وزارة
الخارجية ان السفير الليبي في داكا أحمد الامام استقال تأييدا للمحتجين المناهضين
للقذافي.
- مصر - أنزل بعض موظفي القنصلية الليبية في الاسكندرية العلم الليبي
وانضموا الى المحتجين على مقربة من القنصلية داعين من بقوا داخلها الى التخلي عن
ولائهم للقذافي.
وهتف محتج "استقيلوا وانضموا الى الدبلوماسيين الشرفاء الذين انقلبوا
على السفاح القذافي والا فسيقتحم الشباب الليبيون القنصلية ويعتصمون بها."
- فرنسا - قرأ عضو في وفد ليبيا لدى اليونسكو بيانا من السفير الليبي
ونظيره في اليونسكو..
"نحن نعلن للشعب الليبي والعالم العربي والمجتمع الدولي تأييدنا للشعب
في ثورته على الة القمع والعدوان." وقال عضو الوفد انهما لم يستقيلا.
واستقال نوري المسماري الذي ظل 40 عاما الى جانب القذافي برغم انه غادر
ليبيا في اواخر عام 2010 لاجراء جراحة في قلبه في فرنسا من منصبه مديرا للمراسم في
ليبيا. واحتجز المسماري في فرنسا في نوفمبر تشرين الثاني 2010 بناء على طلب ليبيا
التي تريد محاكمته بتهمة الاختلاس لكنه قال انه لم يعزل من منصبه وظل على اتصال مع
حكومة القذافي.
- الهند - استقال علي الصاوي سفير ليبيا لدى الهند من منصبه احتجاجا على
القمع العنيف. وقال انه يناشد القوى الكبرى مساعدة شعبه الذي قال انه يتعرض للقتل
على ايدي مرتزقة ولهجمات القوات الجوية.
- ماليزيا - أدانت سفارة ليبيا في ماليزيا قمع القذافي للمحتجين واصفة
ذلك بأنه عمل "همجي واجرامي" بعد أن احتل محتجون مقر البعثة في كوالالمبور لمدة
قصيرة.
- حطم محتجون صورة للقذافي وأنزلوا علم البلاد ورفعوا علم البلاد قبل
مجي القذافي.
- قال أسامة أحمد المستشار في السفارة ان السفير سيبقى في موقعه لمساعدة
نحو 5000 ليبي يعيشون في ماليزيا.
- الامم المتحدة - أعلن نائب السفير الليبي ابراهيم دباشي ومعظم
الدبلوماسيين الاخرين في بعثة ليبيا للامم المتحدة انهم لم يعودوا يعملون لدى حكومة
القذافي وانهم يمثلون الشعب الليبي. ودعوا للاطاحة بالقذافي.
- لكن سفير ليبيا لدى الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم الذي لم يكن في
نيويورك لم يوقع على البيان المناهض للقذافي الذي أصدره دباشي والاخرون قال انه ما
زال يؤيد القذافي.
- وقال شلقم للصحفيين انه ناشد المسؤولين الليبيين الكف عن العنف مع
المحتجين ولكن "أنا مع القذافي".
- الولايات المتحدة- دعا سفير ليبيا في الولايات المتحدة الى أن ترفع
واشنطن صوتها دفاعا عن الشعب الليبي وقال ان الوقت حان للتخلص من حكومة معمر
القذافي.
- وقال علي العوجلي سفير ليبيا لدى الولايات المتحدة في مقابلة مع قناة
(ايه.بي.سي) التلفزيونية الامريكية انه لم يعد يمثل حكومة بلاده ودعا القذافي
للتنحي حقنا لمزيد من الدماء.
- واضاف "أستقيل من خدمة النظام الدكتاتوري الحالي. ولكن لن أستقيل أبدا
من خدمة شعبنا الى أن يصل صوته للعالم أجمع والى أن تتحقق أهدافه."
ردود فعل أخرى:
- قال مسؤولون في حكومة مالطا ان طيارين في سلاح الجو الليبي انشقا وفرا
بطائرتيهما الى مالطا حيث أبلغا السلطات هناك أنه صدرت لهما أوامر بقصف المحتجين.
وأضافوا أن الطيارين وهما برتبة عقيد أقلعا بطائرتيهما من قاعدة قريبة من طرابلس.
وطلب أحدهما اللجوء السياسي.
|
الاثنين، 23 مايو 2011
الثورة الليبية تحاصر القذافي والعالم يستعد لمحاكمته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق