الثلاثاء، 3 مايو 2011

نهاية الحقبة الجماهيرية


نهاية الحقبة الجماهيرية


بقلم : أحمد مصطفى الغر 2011/5/2


"الأوروبى لحقوق

منذ أن أستطاع أن يسقط الملكية فى عز شبابه وريعان ثورته التى قادها، راح معمر القذافى يخترع نظريات سياسية غريبة ونظام حكم هو أشبه باللانظام كى يحكم به ما أطلق

عليه الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى، ومنذ اللحظة الأولى وقد اتخذ لوناً واحداً كان سمة أساسية تميز كل ما بناه وتبناه، فوجدنا: الكتاب الأخضر والزحف الأخضر والعلم الأخضر والحلم الأخضر.

وعلى الرغم من السياسات الجماهيرية التى يتبعها العقيد فى حكمه وإدارته للبلاد تبدو فى ظاهرها أنها تمثل درباً فريداً من الديمقراطية القائمة على التواصل المباشر بين الحاكم ومحكوميه، فإننا وجدنا أن غالبية الليبيين محرومين من أبسط حقوقهم السياسية والدستورية، لقد حرص القذافى طوال سنوات حكمه الأربعين التى مضت على تغييب دور الشعب الليبى فى بناء مؤسسات وطنه، رافضاً وجود أحزاب معارضة أو صحف مستقلة، فهو لم يكن يبنى جماهيرية، كما ادعى فى نظريته الأممية الثالثة أو فى كتابه الأخضر الذى شبهه بألواح موسى وبشارة عيسى، بل كان يبنى إمبراطورية عائلية تتحكم بكل مصادر السلطة والثروة، يهيمن فيها الأب وأبناؤه وأقاربه على كل شىء فى البلاد التى تعوم صحراؤها على آبار من الذهب الأسود.

هذه الأيام يمارس القذافى حرب إبادة ضد الثوار المنتفضين من أبناء ليبيا، الراغبين فى حياة أفضل ونظام يضمن لهم تداول السلطة والاستفادة الكاملة من موارد وثروات بلادهم بدلاً من أن ينفرد به شخص واحد هو وعائلته ويترك لباقى الشعب الفتات، من يرى القذافى فى خطابه الذى ألقاه من باب عزيزيته فى بداية أيام الثورة الليبية لاعتقد من الوهلة الأولى أن الرجل يواجه حرباً ضد معتدٍ أثيم، إلا أنهم فى واقعهم هم بنى وطنه وإخوته، أليس هو من يحب أن يكون من بين ألقابه الكثيرة: الأخ؟! لكن ما من أخ يدعو بكل همجية ووحشية لسحق إخوته والهجوم عليهم، واصفاً إياهم بأنهم من العملاء ومشبهاً إياهم بالكلاب والجرذان فى أسوأ توصيف يمكن أن يقوم به حاكم مستبد لأبناء شعبه، الآن ليبيا تعيش على نغم حرية و تحرير الثوار لمدنها من جهة، ومن جهة أخرى تعكر كتائب القذافى ومرتزقته صفو تلك الحرية وطعم الانتصار من خلال معارك كر وفر من الحين للآخر، لكن سمة علامات قد باتت تلوح فى الأفق تبشر بأن الحقبة الجماهيرية التى عاشها الليبيون على مدار الأربعين عاماً الماضية قد أوشكت على الانتهاء، وقد باتت جزءاً من تاريخهم ربما لن يتمنى أى منهم أن يعود أو يراه ثانيةً.

ليست هناك تعليقات: