الأربعاء، 20 يوليو 2011

كتائب حزب الله والسيد بطيخ


    

كتائب حزب الله والسيد بطيخ 

باسل الجاسر
 صحيفة الانباء الكويتية
  


صار لدى جار الشمال ديموقراطية صحيحة، ولكنهم لا يزالون يفتقدون لرأي عام مستنير يقيم ويحاسب ممثليهم على كافة الأصعدة (وفي هذه الجزئية نشترك معهم إلى حد كبير)، فصار بعض ممثلي الشعب العراقي أداة تنفذ أجندات بعض دول الإقليم وبالتحديد إيران، ونتيجة ما تواجهه من ضغوط في ملفها النووي والحصار المفروض عليها، وكذلك ما يواجه أهم حلفائها من ضغوط في أكثر من ملف داخلي، وكلها تتعلق بالشعب لديه، بدأت هذه الدولة التي تدعي أنها عظمى تحرك أدواتها فبدأت بأمر أتباعها في العراق بالعودة لمقاومة القوات الأميركية التي بدأت تعد العدة للانسحاب من هناك، وبعدها أمرتهم بإحداث أو افتعال مشكلة بين العراق والكويت، والعنوان الأبرز هو ميناء مبارك الكبير والتعويضات والنفط، فطلع علينا أول من طلع النائب بطيخ وزميله بالبرلمان العراقي لتدشين الحملة، ودخلت بعدها بعض القوى المحسوبة تاريخيا على الجمهورية الإسلامية العظمى، إلى أن تبعهم في هذا السياق ما يسمى كتائب حزب الله العراقي الجديد الذي تحدثت عنه القوات الأميركية مؤخرا ووصفته بالميليشيا المدعومة من قبل الجمهورية العظمى التي زودته بمعدات وصواريخ وبالطبع بعض الملايين من الدولارات، فأطلق على الكويت تهديداته الجوفاء في حال استمرت الكويت في بناء ميناء مبارك الكبير.
وهذه الحقائق التي يجب أن يدركها الجميع، ويجب أن ينظروا لهذه القضية من خلال ما ورد بهذا التشخيص سواء في الكويت أو من قبل عقلاء العراق الذين ان سكتوا عن ممارسات أدوات إيران فإنهم بالفعل يعرضون العراق والشعب العراقي لمشاكل كبرى هم بكل تأكيد في غنى عنها. فتهديد الكويت لا يغني العراق وهو خارج نطاق قدرة العراق أصلا، ولن يأتي إلا بالمشاكل التي ليس أقلها إعدام فرص العراق في الخروج من العقوبات بسبب مثل هذه النوايا التي أدخلت العراق تحت الفصل السابع، أما عن إضرار ميناء مبارك الكبير بمصالح العراق وما قالوا انه تضييق على الممر المائي المؤدي لميناء البصرة، فهناك قنوات ديبلوماسية وودية وأخوية كان على الحكومة العراقية سلوكها لمناقشة هذه الأضرار وأنهم ان تمكنوا من الإثبات للكويت وأهلها أن هناك ضررا سيحيق بالعراق فاننا سنقوم بتغيير خططنا.

وهنا فإنني أستطيع أن أؤكد وبثقة جازمة أن لا أحد بالكويت يريد الإضرار بأي من الجيران بل ان الكويت أميرا وحكومة وشعبا لا يتمنون للعراق وأهله إلا الخير، ولكن استخدام هذه الأساليب من التهديد وإصدار الأوامر وما شابه من أساليب الطغاة فإنها لن تأتي لا لكم ولا لغيركم بشيء أو أي تنازل من أي نوع، وثقوا وتأكدوا أنها لن تزيدنا حكومة وشعبا إلا إصرارا على تنفيذ مشروعنا الوطني الذي هو واقع على أرضنا وضمن حدودنا القانونية المعترف بها دوليا.

وإن كان لكم رأي آخر فاذهبوا لشرب ماء شط العرب وإن لم يكفكم فأمامكم ماء الخليج فسيكفي بكل تأكيد لكل أدوات إيران بالعراق، وهذه التهديدات الجوفاء لن تحرك شعرة في رأس رضيعنا، فما حدث في 2\8\90 لن يتكرر بإذن العزيز القدير، لأننا ما عدنا نفرط في الثقة، لا بكم ولا بغيركم، فنحن أخذنا كل أسباب الحيطة والحذر، وعقلنا وتوكلنا على العزيز الحفيظ.





ليست هناك تعليقات: