محمد دحلان يقاتل الان للابقاء على حياته السياسية
الرواية الرسمية، كما نقلها أبو سمهدانة، هي أن الجدال دار حول موضوع بسيط. ظاهرا خلاف عديم المعنى عن موعد الانتخابات للشبيبة أدى الى اندلاع العنف. ولكن حسب معلومات صادرة عن غزة بدأت المشادة بسبب قرار أبو مازن تنحية محمد دحلان من صفوف فتح. وسائل الاعلام الفلسطينية افادت بان مؤيدي دحلان سعوا الى أن ينقلوا رسالة الى أبو سمهدانة، الذي أيد خطوة التنحية، وعبره أن يوضحوا الى ابو مازن أيضا بان مؤيدي دحلان في غزة لا يعتزمون الصمت.
أيام غير بسيطة تمر على محمد دحلان. من كان يسمى في حينه 'الرجل القوي لقطاع غزة'، الذي حدده الغرب بصفته الوعد الاكبر وكخليفة محتمل، يقاتل الان في سبيل حياته السياسية. قبل نحو ثلاثة اسابيع أعلنت اللجنة المركزية، الهيئة القيادية العليا في فتح بان دحلان، عضو البرلمان وعضو اللجنة المركزية، منحى من صفوف الحركة. وثيقة رسمية، بتوقيع أبو مازن اوضحت انه 'ليس لدحلان من الان فصاعدا أي صلة رسمية بفتح'. كما أُفيد أيضا بان معالجة موضوع دحلان سينقل الى الهيئات القضائية، في أعقاب اتهامات جنائية وشبهات بالفساد.
دولة داخل دولة
بدأت العقدة في نهاية السنة الماضية، عندما بدأت لجنة تحقيق بفحص سلسلة 'شبهات' ضد دحلان. بعد وقت قصير من ذلك جرى التحقيق مع دحلان نفسه واتهم بتخطيط انقلاب ضد رئيس السلطة. دحلان، الذي أُستجوب عن جمع وسائل قتالية واجراء اتصالات مع جهات فلسطينية وأجنبية في محاولة لتغيير الرئيس، نفى كل شيء. ومع ذلك، بعد وقت قصير من ذلك، غادر دحلان رام الله ورفض التعاون مع لجنة التحقيق. وفي هذه اللحظة يوجد في الاردن ويدير صراعه من هناك.
'القصة بدأت قبل بضعة أشهر'، يقول فلسطيني من معسكر أبو مازن، 'في الوقت الذي كان فيه أبو مازن في الخليج، عقد دحلان اجتماعا دعا اليه الكثير من الاشخاص. وبدأ يتحدث ضد الرئيس وضد أبنائه. وأساء شخصيا للرئيس. قال ان الرئيس ضعيف ولا يمكنه أن يقود الشعب الفلسطيني وأن هناك حاجة الى زعيم حازم. في هذه اللحظة فهم كل الاشخاص بانه يخطط لانقلاب'.
وحسب المصدر، فان لجنة التحقيق وجدت أدلة على ان دحلان قام بأعمال مشبوهة. ويقول المصدر انه 'تبين أن دحلان يجمع الكثير من السلاح في الضفة الغربية. وكان لجماعته سلاح وقد تجول مع عشرين حارسا. بمعنى أنه أقام دولة داخل دولة من دون أن يشعر أحد بذلك. بعد ذلك تبين أنه يشتري الكثير من الاملاك في الضفة الغربية. فقد اشترى شركات واشترى اراضي بعشرات ملايين الدولارات. اذا كان يحصل على راتب 5 الاف دولار في الشهر، فمن أين له بكل هذا المال؟'.
في شبكة 'الجزيرة' أُفيد مؤخرا ان عشرات اعضاء المجلس الثوري في فتح، الهيئة القيادية الثانية في أهميتها، تلقوا مؤخرا وثيقة تفصل أسباب تنحية دحلان. ضمن أمور اخرى عرضت وثائق وأشرطة نقلت الى السلطة الفلسطينية من جهاز تحقيقات أمن الدولة، الذي كان جهاز الامن المصري في عهد حكم حسني مبارك. ووثقت الاشرطة لقاءات دحلان مع مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين كبار وفي هذه اللقاءات حاول دحلان، ظاهرا، الشروع في خطوة لتنحية أبو مازن.
حسب الوثيقة، 'دحلان وقف في رأس خطة، مدعومة من جهات أجنبية، لتنحية أبو مازن. ولاخراج الخطة الى حيز التنفيذ حاول دحلان الاستعانة بمسؤولين كبار في أجهزة الامن وبالخلايا العسكرية لكتائب شهداء الاقصى'.
في أعقاب المكتشفات، أمر ابو مازن باعتقال رجال الخلايا واقالة مسؤولين كبار في الحكم وفي أجهزة الامن، المقربين من دحلان. مقربو دحلان ينفون بشدة الاتهامات.
'اعتقلوا أناسا بدعوى أنهم يجمعون السلاح وتبين أن هذا ليس صحيحا'، يقول أحد مؤيدي دحلان. 'بعد ذلك فتشوا حسابات بنكية في الضفة ولم يجدوا شيئا. عندها اتصل رجال أبو مازن بأشخاص في غزة كي يقولوا ان دحلان مسؤول عن أعمال قتل هناك. حاولوا أن يسقطوا عليه تصفيات حتى حماس لم تتهمهم بها'.
أحد الخلافات الكبرى داخل فتح في السنوات الاخيرة هو الطريقة التي يجب التصرف فيها حيال غزة بعد سيطرة حماس على القطاع.
*صحيفة معاريف الاسرائيلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق