الجمعة، 8 يوليو 2011

تعليقات الصحف ألمانية: انتقادات حادة لصفقة الأسلحة مع السعودية

تعليقات الصحف ألمانية: انتقادات حادة لصفقة الأسلحة مع السعودية

 

فجرت صفقة بيع دبابات متطورة إلى السعودية جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية في ألمانيا، واصطدمت بمعارضة شديدة من قبل المعارضة وبعض أعضاء الحزب الحاكم، كما لقيت هذه الصفقة انتقاداً حاداً في تعليقات الصحف الألمانية.

 

صحيفة "نوية أوسنابريكه تسايتونغ" علقت على صفقة الأسلحة مع السعودية وكتبت:
"المبرر الأمني الوحيد الذي يمكن تصوره لهذه الصفقة، هو إحداث توازن في القوى مع القوة النووية الإيرانية، ومحاولة تأمين مخزونات النفط السعودية. ولكن وحتى ولو افترضنا صحة هذا المبرر، فإنه لا يعد سبباً كافياً لعملية توريد الدبابات إلى المنطقة المتأزمة أصلاً. إن بيع الأسلحة يعد أمراً حساساً ولا يمكن أن يتم تبريره بحجة أن هناك دولاً أخرى عقدت صفقات مع السعودية لإمدادها بالأسلحة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا والصين وسويسرا وغيرها من الدول."

وتتساءل ذات الصحيفة عن معاني حقوق الإنسان في ظل مثل هذه الصفقات وكتبت:
"مع كل هذا السلاح الذاهب إلى المنطقة لا بد أن نتساءل، ماذا سيفكر المتظاهرون في كل من البحرين وسوريا ومصر؟ ما الذي سيتبقى من قيمة حقوق الإنسان، إذا ما تم بيع الدبابات الألمانية الآن، لتستخدم فيما بعد في حروب أهلية؟"

وتتبنى صحيفة "راينشه بوست"، التي تصدر في مدينة دوسلدورف، وجهة نظر مشابهة وكتبت:
"تحديداً في هذا الوقت، حيث تتطلع حركات التحرر العربية الجديدة إلى إشارة إيجابية واضحة من الغرب، تعطي صفقة الدبابات، التي تبدو مهيئة لكي تستخدم في عملية قمع الانتفاضات الشابة في المنطقة، إشارة سلبية بل وكارثية. إن ألمانيا تقف بهذا العمل على الجانب الخاطئ. وإن أي تدخل دامٍ ضد حركات التحرر باستخدام أسلحة تحمل شعار "صنع في ألمانيا" سيبرر الانتقادات الموجهة لحكومة ميركل بأنها فقدت حساسية تقدير خطورة المواقف. باختصار: يجب على ألمانيا أن لا تسلم الدبابات."

من جانبها تطرقت صحيفة "فيستدويتشه ألغماينه تسايتونغ" الصادرة في مدينة إسن إلى جانب آخر من الموضوع، فكتبت:
"إن ما يثير الغضب هو تلك الإجراءات السرية التي تتم فيها الصفقة، لأن من يدير العملية هو مجلس الأمن الاتحادي الألماني، وهذه الهيئة لا تخضع لأي رقابة برلمانية. ولكن صفقة كبرى مثيرة للجدل كصفقة دبابات "ليوبارد" مع السعودية، لا بد أن تتم مناقشتها في البرلمان، وبشكل علني. وتعلمنا التجارب السابقة أن خطوط المواجهة تتغير بسرعة في المناطق غير المستقرة. كما حدث في ليبيا، حيث تم دعم الديكتاتور الليبي، ولسنوات طويلة، بأسلحة غربية يستخدمها الآن ضد شعبه المطالب بالحرية."

ونختتم جولتنا بما كتبته صحيفة "ميركشه أودرتسايتونغ"  حول العربية السعودية قائلة:
"نعم، تشكل العربية السعودية، ومنذ عقود، حليفاً للغرب، وخاصة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذه الدولة الخليجية مرتبطة بمشاكل عدة أبرزها أن الحكم فيها استبدادي، وأنها دولة محافظة للغاية وأن الداخل فيها معرض للانفجار في أي لحظة."

(ف.ي/ دويتشه فيله)
مراجعة: طارق أنكاي

ليست هناك تعليقات: