النرويج: الهجمات مأساة وكارثة قومية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية
وصف
رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرج الهجوم المزدوج الذي وقع في أوسلو
وجزيرة أوتويا أمس الجمعة بـ "مأساة وطنية". وقال شتولتنبرج صباح اليوم
السبت (23 يوليو/ تموز 2011) في أوسلو: "لم نمر بكارثة أسوأ من هذه في
بلدنا منذ الحرب العالمية الثانية".
ووقع
اعتداء بالقنبلة الجمعة في وسط أوسلو وتبعه بعد ذلك بقليل إطلاق نار قرب
العاصمة استهدف تجمعا لشبيبة الحزب العمالي الحاكم وأسفر عن مقتل أكثر من
تسعين شخصا. كما عثر على قنابل غير منفجرة في جزيرة اوتويا القريبة من
أوسلو حيث فتح المشتبه به النار على مشاركين في مخيم صيفي للشبيبة
العمالية، بحسب الشرطة النرويجية.
وأكد
رئيس الوزراء عزمه على زيارة معسكر منظمة الشباب الاشتراكية الديمقراطية،
الذي وقع فيه الهجوم، في وقت لاحق اليوم. وكان شتولتنبرج، الذي يترأس حزب
العمل الاشتراكي الديمقراطي، وقد زار ليلة الجمعة/ السبت مصابي الهجوم
المزدوج، وقال في مستشفى أوليفال بالعاصمة أوسلو: "تلك الهجمات ستغير
النرويج"، لكنه أكد على أن رد بلاده على تلك الهجمات يتعين أن يكون "مزيدا
من الديمقراطية والانفتاح".
ومن
جانبه طالب العاهل النرويجي هارالد الخامس مواطنيه بالتضامن ودعم بعضهم
البعض في "أسوأ أزمة تمر بها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية". ومن
جانبه تحدث وزير العدل النرويجي كنوت شتوربرجت في تصريحات تليفزيونية عن
"كارثة قومية مفجعة".
وتعد هذه الهجمات الأكثر دموية في أوروبا منذ اعتداءات 11 آذار/مارس 2004 في مدريد التي أسفرت عن سقوط 191 قتيلا ونحو ألفي جريح.
التفجير الذي ضرب العاصمة النرويجية أوسلو
التحقيق مع شاب نرويجي
ورفض
رئيس الوزراء النرويجي التكهن بالدوافع وراء الهجمات. وتابع في مؤتمر صحفي
"مقارنة بدول أخرى لن أقول إن لدينا مشكلة كبيرة مع المتطرفين اليمينيين
في النرويج. ولكن لدينا بعض الجماعات وقمنا بملاحقتهم من قبل والشرطة
النرويجية على علم بوجود بعض الجماعات اليمينية".
وأعلنت
شرطة أوسلو فجر السبت أن قوات الجيش والشرطة ستشدد التدابير الأمنية حول
المباني والمؤسسات الحساسة المحتمل أن تتعرض لتهديدات. وتابعت أنها استجوبت
شابا نرويجي الأصل والجنسية (32 عاما) مشتبه في تورطه، إلا أنه لم يحدد
الدافع وراء هجومه. وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للتلفزيون العام إن
العناصر التي وضعها المتهم على الانترنت تبعث على الاعتقاد بأن "لديه بعض
الملامح السياسية التي تميل إلى اليمين والمعادية للإسلام لكن من المبكر
جدا القول ما إذا كان ذلك يشكل دافعا وراء فعلته".
وقال
شهود عيان في أوتويا لوسائل الإعلام إن المشتبه به كان يرتدي زي الشرطة
وأنه استهدف ضحاياه عمدا. وذكرت إحدى القنوات التلفزيونية أن "المتهم قريب
من أوساط اليمين المتطرف المعادي للإسلام ولديه قطعتا سلاح مسجلتان باسمه،
إحداها بندقية رشاشة"، وهي معلومات لم تؤكدها الشرطة التي ترفض أيضا تأكيد
هوية المتهم التي أوردتها بعض وسائل الإعلام.
(ع.ج. م/ د ب أ، أف ب، رويترز)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق