السبت، 18 يونيو 2011

الاحتجاجات في اليونان واسبانيا - هل ألهمها الربيع العربي؟

  • أخبار
  • سياسة واقتصاد
    1. الثورات العربية
  • علوم وتكنولوجيا
  • قضايا اجتماعية
  • شؤون ثقافية
  • عالم الرياضة
  • سياسة واقتصاد | 17.06.2011

    الاحتجاجات في اليونان واسبانيا - هل ألهمها الربيع العربي؟

    في ظل الاحتجاجات التي تشهدها اسبانيا واليونان رفضا لسياسات التقشف والأوضاع الاقتصادية هناك، يتساءل بعض المحللين إن كان الربيع العربي قد ألهمها بنسيمه التواق إلى تغيير الأوضاع؟ وهل من نقاط تقاطع بين ما يحدث في المنطقتين؟


    فيما يشهد العالم العربي تحولات هامة وصفت بالربيع العربي أدت إلى إسقاط نظامين لحد الآن وتترنح ثلاثة أنظمة أخرى (ليبيا، سوريا، اليمن) بفعل الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاطها. يتصاعد الغضب الشعبي في الضفة الشمالية للبحر المتوسط على خلفية الوضع الاقتصادي، فقد نزل آلاف اليونانيين إلى الشوارع احتجاجا على سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة فيما يواجه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أزمة داخل حزبه الاشتراكي، بينما يحاول فيه إدخال تعديل على حكومته لتسهيل تصويت البرلمان على خطة التقشف المصيرية بالنسبة إلى بلاده ومنطقة اليورو.
    أما في اسبانيا فإن المخاوف قائمة أيضا بسبب اتجاه العنف الذي أخذته الحركة الاحتجاجية المطالبة بإصلاحات ديمقراطية في البلاد. وقال رامون خاوريجي الوزير بمكتب رئيس الوزراء في أعقاب الاشتباكات التي أسفرت عن إصابة 40 شخصا في برشلونة إن العنف يمثل "مزيجا خطرا لمعاداة النظام والراديكالية المعادية للديمقراطية". وقد هاجم متظاهرون في برشلونة نوابا كانوا في طريقهم للبرلمان الإقليمي بهدف منعهم من مناقشة خطط لخفض النفقات الاجتماعية ورددوا عبارات الاستهجان.
    وفي ظل هذه التطورات التي تشهدها اليونان واسبانيا يتساءل بعض المحللين إن كان لرياح الربيع العربي دور في تقوية غضب الشارع الاوروربي تجاه السياسات الاقتصادية المتبعة هناك. وهل من نقاط تقاطع بين ما يحدث في المنطقتين؟
    الوضع الاقتصادي كشرارة
    لاشك أن ما يجمع بين الاحتجاجات في اليونان واسبانيا بالثورات العربية هو الخروج القوي لفئة الشباب والطبقات المتوسطة إلى الشارع للتعبير عن الرفض للوضع القائم، بالرغم من اختلاف أسباب وأهداف التظاهر، ويقول الدكتور لويس حبيقة، الخبير اللبناني في الشؤون السياسية والاقتصادية، في حوار لدويتشه فيله، إن "المطالب التي رفعها المتظاهرون في العالم العربي هي مطالب تتعلق بالديمقراطية والحرية، فالمواكن العربي لم يعد يقبل العيش في ظل القهر السياسي والديكتاتوريات، أما بالنسبة إلى ما يجري الآن في اسبانيا واليونان فهي احتجاجات على الوضع الاقتصادي وما سببته الأزمة المالية في هذين البلدين".
    Bildunterschrift: " محتجون غاضبون في برشلونة وهم يحاولون منع انعقاد جلسة للبرلمان الكاتالوني
    لكن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في البلدان العربية زاد هو الآخر من حدة سخط المواطنين على الأنظمة، ما أعطى للمطالب الداعية إلى الحرية والديمقراطية دفعة قوية لتلك المظاهرات المليونية التي أسقطت نظام بن على في تونس ونظام مبارك في مصر. وكانت شرارة الثورات العربية الاولى قد انطلقت من سيدي بوزيد التونسية حينما أشعل محمد البوعزيزي النار في جسده تعبيرا عن رفضه للوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي كان يعيشه، ليشكل هذا الحادث فيما بعد سببا في خروج آلاف التونسيين ليصل الأمر، وفي فترة قصيرة جدا، لثورة شعبية أسقطت نظام بن على الذي استمر أكثر من 23 عاما. وهو الأمر الذي انتقل سريعا لدول عربية أخرى.
    رياح الربيع العربي
    ويرى بعض المراقبين أن الزخم الذي عرفته الاحتجاجات في اليونان واسبانيا قد اُسُتمد من نجاح الشباب العربي في احداث التغيير عن طريق رفض الواقع المفروض، غير أن الخبير السياسي والاقتصادي اللبناني لويس حبيقة يرى أن "هذا الزخم ظهر قبل اندلاع الثورات العربية لكنه ازداد مع تطورات الازمة المالية والاقتصادية في هذين البلدين".
    وقد رفع متظاهرون في برشلونة الاسبانية أعلام تونس ومصر وبعض البلدان العربية الأخرى في اشارة إلى تناغم مطالبهم مع الثورات العربية، كما ظهرت صفحات على موقع فيسبوك تدعوا الجاليات العربية في اسبانيا إلى الانضمام إلى هذه الاحتجاجات.
    وكان شباب اسبان دشنوا الحركة، التي تعرف باسم "15 ام" ، يوم 15 آيار/مايو الماضي قبل أسبوع من إجراء الانتخابات المحلية والإقليمية الاسبانية. وخرج عشرات الآلاف الى الشوارع مطالبين باتخاذ إجراءات لمواجهة البطالة التي وصل معدلها إلى 20 في المائة، والفساد وسطوة الأسواق المالية على السياسة. واحتل المتظاهرون الميادين الرئيسية في عشرات المدن والبلدات في أنحاء البلاد. وتم تفكيك معظم معسكرات الاحتجاج، في الوقت الذي بدأت فيه الحركة تتجه لتنظيم الاحتجاجات والتجمعات. ووفقا لاستطلاع حديث تمكنت الحركة من كسب تعاطف الأسبان حيث اتفق 90 % مع الحركة على هدف تغيير الأحزاب السياسية لطرق عملها.
    يوسف بوفيجلين
    مراجعة: منصف السليمي

    ليست هناك تعليقات: