احتجاجات ذكرى "النكسة": مقتل 23 متظاهرا، بينهم طفل وامرأة
قالت التقارير إن طفلا وامرأة هما من بين الـ 23 متظاهرا الذين قُتلوا الأحد بنيران الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان السورية في الذكرى الـ 44 لحرب عام 1967،
والمعروفة بيوم "النكسة"، بينما حمَّلت إسرائيل دمشق المسؤولية عمَّا وصفته "بالاستفزازات" ورفعت شكوى ضدَّها أمام الأمم المتحدة.
فقد ذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصادر سورية قولها إن جنود الجيش الإسرائيلي أطلقوا النار الحيَّ على المتظاهرين الفلسطينيين الذين حاولوا الأحد عبور خط وقف إطلاق النار قبالة قرية مجدل شمس المحتلة في هضبة الجولان، فقتلوا 23 شخصا، بينهم طفل وامرأة، وأُصيب 350 آخرون بجروح.
وقال الدكتور علي كنعان، مدير "مستشفى الشهيد ممدوح أباظة" في القنيطرة: "جميع الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى تعرضوا لإطلاق نار مباشر و تلقّوا إصابات في الصدر والرأس".
اتِّهام إسرائيلي
من جانبه، اتَّهم ماتان فيلناي، وزير الدفاع المدني في الحكومة الإسرائيلية، سورية بالتخطيط للمواجهات بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي، قائلا: "ليس بوسعك الوصول إلى هناك بدون تعليمات واضحة وموافقة من قبل الحكومة في دمشق".
وأضاف بقوله: "بالنسبة (للرئيس السوري بشار) الأسد، فإن هنالك مصلحة عليا بأن يُطلق الرصاص على المتظاهرين، وبالتالي يلفت الانتباه عنه بعيدا إلى اتجاهات أخرى".
وكانت وسائل الإعلام السورية قد أبرزت أيضا نبأ إصدار وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في وقت سابق تعليمات إلى البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة لكي تقدِّم شكوى ضد سورية بتهمة "تسبُّبها بمحاولة عبور مئات الفلسطينيين لخط الهدنة مع إسرائيل في الجولان يوم الأحد.
كما نشرت وسائل الإعلام السورية أيضا التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحمّل فيها سورية مسؤولية الأحداث التي وقعت في الجولان.
"إن الجيش السوري لم يحرِّك ساكناً لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المنطقة الحدودية"
البريغادير يوآف مردخاي، المتحدث العسكري بإسم الجيش الإسرائيلي
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي أن "إسرائيل تدافع عن حدودها وسيادتها بوجه أي محاولة لإقتحام أراضيها".
"لم يحرِّك ساكنا"
من جانبه، قال المتحدث العسكري بإسم الجيش الإسرائيلي، البريغادير يوآف مردخاي: "إن الجيش السوري لم يحرِّك ساكناً لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المنطقة الحدودية".
وأضاف: "لقد استخدم الجنود الإسرائيليون مكبِّرات الصوت لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود وخاطبوهم باللغة العربية قائلين لهم من يقترب من السياج سيكون مسؤولا عن دمه".
بدوره، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إن إطلاق الجنود الإسرائيليين الرصاص الحي على المحتجين قد "أوقع ضحايا".
وأضاف: "إن مراقبي الأمم المتحدة يسعون إلى التثبُّت من الحقائق".
تجاوز الشريط
يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد فتح النار على المتظاهرين عندما تمكَّنوا من تجاوز أوَّل حاجز من الأسلاك الشائكة التي نصبها الإسرائيليون قبالة مجدل شمس، وذلك بهدف منع وصول المتظاهرين إلى خط وقف إطلاق النار بين البلدين.
عرض التلفزيون السوري صورا لجنود إسرائيليين وهم يطلقون النار على المتظاهرين.
وقد قذف المتظاهرون الجنود الإسرائيليين بالحجارة. وعرض التلفزيون الرسمي السوري صورا لجنود إسرائيليين وهم يردُّون بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
ونقل التلفزيون مشاهد تظهر مجموعة من الشباب يحاولون تسلُّق سياج الأسلاك الشائكة ومشاهد أخرى يظهر فيها جنود إسرائيليون وهم يعتلون دبابات وسيارات عسكرية ويطلقون النار على المتظاهرين.
اعتصام في القنيطرة
وذكر التلفزيون أنَّ شبَّانا فلسطينيين وسوريين اعتصموا في مدينة القنيطرة السورية التي تدفَّق إليها آلاف الأشخاص.
وكان العشرات من الفلسطينيين قد أُصيبوا أيضا خلال الاشتباكات التي وقعت الأحد بين قوات الجيش الإسرائيلي والمشاركين في الاحتجاجات بالقرب من مخيم قلنديا للاجئين في الضفة الغربية.
فقد ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عشرة مصابين نُقلوا إلى مستشفيات رام الله بعد إصابتهم بالرصاص المطاطي الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون، فيما أُصيب عشرات المتظاهرين بحالات اختناق نتيجة تنشُّقهم للغاز المسيل للدموع.
وفي قطاع غزَّة، خرجت مسيرة اختتمت بمهرجان بالقرب من المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
اعتقالات
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الأمن التابعة لحركة حماس اعتقلت عشرات الشبان الذين حاولوا الوصول إلى معبر ايريز الفاصل بين غزة واسرائيل.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن مشادات بالايدي وقعت بين عناصر أمن حماس والشبان الذين تمكَّنوا من اختراق الحواجز التي وضعتها حماس في الطريق المؤدية إلى المعبر المذكور.
وكانت إسرائيل قد تعهَّدت بمنع تكرار الاحتجاجات التي وقعت في 15 أيار/ مايو الماضي في ذكرى "النكبة"، حين اجتاز مئات المتظاهرين السياج الحدودي قرب بلدة مجدل شمس في الجولان بالرغم من نيران الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
كما تظاهر في اليوم نفسه آلاف الفلسطينيين أمام الشريط الحدودي في جنوب لبنان وبالقرب من المعابر الفاصلة بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث وقع يومها مئات القتلى والجرحى على أيدي القوات الإسرائيلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق