الجمعة، 24 يونيو 2011

وثيقة إيرانية حول أهداف إيران المستقبلية فى مصر

وثيقة إيرانية حول أهداف إيران المستقبلية فى مصر


عبد الفتاح عبد المنعم
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بقلم : عبد الفتاح عبد المنعم
 
2011/6/22


فى محاولة لاستقراء مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية بعد ثورة 25 يناير والسعى الإيرانى لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، نشرت صحيفة "الجزيرة" السعودية موضوعاً بعنوان "أول الغيث تجسس" استهلته بالقول إنه

فى ظل التكالب الإيرانى على إعادة العلاقات مع مصر، كان يفترض أن يظهر النظام الإيرانى سلوكا مهذبا يشجع المصريين على الاستجابة لرغبتهم فى عودة العلاقات، إلا أن الإيرانيين بدلا من أن يظهروا حسن التصرف مع مصر ارتكبوا نفس الأخطاء التى قاموا بها فى دول عربية أخرى، كان قد ألقى القبض على دبلوماسى إيرانى يعمل فى مكتب رعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة، وكان يقوم بجمع معلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية عن مصر وعدد من الدول الخليجية عبر عملاء له، وإرسالها إلى طهران.

وأكدت الصحيفة أن هذا العمل التجسسى من قبل النظام الإيرانى ليس الأول ولن يكون الأخير، لأنه أسلوب لنظام العمالة فى طهران، وهو بداية تعامل النظام الإيرانى مع مصر، ورسالة من قبل حكام إيران للكشف عن معدنهم الحقيقى.

كشفت الصحيفة عما سمته وثيقة "خارطة الطريق"، وادعت أنها معدة من قبل المخابرات الإيرانية التى أوضحت أن لديها الآن نفوذاً فى المنطقة العربية، ودعت الوثيقة إلى ترشيح شخصية ناصرية تتمتع باحترام أوساط مصرية مهمة ذات صلة بإيران فى انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، حتى إذا ما نجحت فى إيصاله إلى مقعد الرئاسة تكون قد خطت خطوة كبيرة مهمة فى إعداد الساحة المصرية لتكون داعمة لأهداف طهران الإقليمية.

ترمى الوثيقة إلى أن أهم هدفين لإيران الآن فى مصر الأول: تحويل مصر من النظام الرئاسى إلى النظام البرلمانى، لأن الأول يضع بيد الرئيس صلاحيات كبيرة تجعل بإمكان مصر اتخاذ أى موقف بسرعة ودون عرقلة من البرلمان لمواجهة مواقف وأحداث مهمة فى المنطقة المخطط لها، بينما النظام البرلمانى يعرقل سرعة اتخاذ القرار فى ظل آراء متناقضة فى البرلمان تستطيع عرقلة السياسات المعادية لإيران.

والهدف الثانى هو وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى البرلمان، وحصولهم على عدد من المقاعد يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسية بما يتيح إمكانية تعديل الدستور لجعل مصر نظاما برلمانيا.

وذكرت الوثيقة أن هناك تنسيقاً مع جماعة الإخوان واتفاقاً فى الآراء على إضعاف التيار القومى الناصرى، ومنعه من الوصول إلى السلطة بكافة الطرق لأنه تيار عنصرى علمانى لغير العرب، ويعرقل خطط إيران للهيمنة على مصر والعرب عموما، وهذا التنسيق لا يتناقض - من وجهة نظر الوثيقة – مع دعم مرشح ناصرى للرئاسة، لأن النجاح الإيرانى فى إقامة صلات قوية مع كافة الأطراف المصرية هو الذى سيمكن حاكم طهران من تحويل مصر إلى دولة منقادة تسهل تنفيذ إيران الكبرى.

ويفضل هذا النجاح فى تحقيق التحول سوف توجه ضربات خطيرة للبلدان العربية التى ترى فى مصر سنداً لها فى مواجهة إيران، وبالتالى فإن السيطرة على مصر تسهل على تلك البلدان.

وأشارت الوثيقة إلى أن التحالف مع الإخوان سيساعد فى تحقيق الهدف الأهم، وهو نشر مذهب ولاية الفقيه على نطاق واسع من خلال استغلال الأمراض الاجتماعية، والقيام بالمشاريع الخيرية لمساعدة الناس، وتكوين جبهة من الأنصار تساعد على نشر الدعوة كما حدث فى سوريا، ولابد من دفع الثمن الذى تريده جماعة الإخوان مهما كان كبيراً.

وركزت الوثيقة على أهمية التعامل مع الثورة الشبابية فى مصر، والتى حققت تحولات سياسية كبيرة جدا أفرزت تياراً سياسياً هو الأكبر الآن، وهو تيار الشباب من خلال:

• استقطاب قادة التيار الشبابى المدعومين من أمريكا والغرب للتخلى عن الجبهة الغربية والتوجه إلى إيران.

• تنظيم رحلات لهؤلاء الشباب إلى إيران وحشو رؤوسهم بمواقف مساندة للسياسات الإيرانية.

• عزل من يرتبط بأمريكا منهم، وكشفهم أمام زملائهم الآخرين بكافة الطرق.

• احتواء من يتميز بأنه عاطفى ومندفع وقليل الثقافة السياسية، لأن هذا النوع خير من يحقق أهداف المخطط الإيرانى لأنه متسرع ومندفع وقادر على نشر الانقسامات فى صفوف الشباب والقوى السياسية.

• إبقاء اتصالات قوية مع كل الشباب لضمان إمكانية التأثير عليهم.

• إعطاء منح دراسية لهم فى إيران للدراسة، وتوفير فرص زواجهم بإيرانيات، وتثقيفهم بالثقافة الإيرانية والسيطرة التامة عليهم.

لم تغفل الوثيقة التعرض لملف الطائفة المسيحية فى مصر، والتأكيد على ضرورة إقامة علاقات جيدة معها لضمان وجود تأثير على كل الأطراف المحورية، والتوضيح للأقباط بأن إيران لا تقبل باضطهادهم الذى يتشابه مع اضطهاد الشيعة، وأنها تؤيد حصولهم على كامل حقوقهم.

ودعت الوثيقة إلى استخدام العناصر القبطية المتطرفة فى تعميق الجروح بين الأقباط والسنة، إضافة إلى أن العلاقات طيبة مع الأقباط المدعومين من أمريكا والغرب بتحسين صورة إيران لديهم ولقتل العداء الغربى الإيرانى.

واختصت الوثيقة فى نهائى مرحلة ثانية بوجوب دعم مرشح رئيسى لمصر من الإخوان المسلمين، لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التى تحكم مصر وتؤدى حتما إلى زيادة الصراع السنى القبطى، وتحوله إلى أكبر تهديد لوحدة مصر وقوتها، وهو ما يؤدى إلى إدخال مصر فى مرحلة فوضى شاملة، تحرمهم من لعب أى دور إقليمى، وتشعل ملف الصراع الطائفى فى النهاية، بما يؤدى فى النهاية إلى جعل السنة أقلية، وهو هدف إيران النهائى فى مصر.

ليست هناك تعليقات: