يتوافد عشرات الأجانب من مختلف الجنسيات الأوروبية إلى الأراضي الفلسطينية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمشاركة بالمظاهرات الأسبوعية المنددة بجدار الفصل والاستيطان في الضفة الغربية.ومن بين هؤلاء، المتضامنة المالطية بيانسا زميت (في العشرينيات من عمرها) والتي تكرس كل وقتها من أجل التضامن مع الفلسطينيين في مسيراتهم الأسبوعية ضد الإجراءات التعسفية الإسرائيلية.
وتتنقل زميت بين قطاع غزة والضفة الغربية وتقيم عند الفلسطينيين وتشاركهم مطالباتهم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، من دون أن تفكر في العودة لحياتها الطبيعية في بلادها.
وتقول إنها تشعر بقمة السعادة والفخر في فلسطين لأن وجودها جزء مهم في حياتها الإنسانية. وتشير إلى أنها قدمت ومجموعة من أصدقائها على نفقتهم الخاصة لفلسطين من أجل الدفاع عن قضية عادلة وهي قضية الشعب الفلسطيني ولفت أنظار العالم إلى معاناتهم اليومية ودعمهم في إقامة دولتهم المستقلة.
التضامن ليس كل ما تقدمه زميت للفلسطينيين، بل إنها تقوم أيضا بتسجيل وتدوين كل الإجراءات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية من هدم للبيوت وسرقة الأراضي وإقامة الجدار الفاصل الذي يقطع أوصال مدن الضفة الغربية والبؤر الاستيطانية الموجودة بكثافة.
وتواجه المؤسسات الأهلية الفلسطينية والمتضامنون الأجانب بالأراضي الفلسطينية مشكلات كبيرة أثناء نشاطهم، إذ كثيرا ما تقوم السلطات الإسرائيلية بسحب التراخيص وتأشيرات الدخول للمتطوعين الأجانب.
مشاركة فاعلة
ويشارك عشرات المتضامنين بشكل دوري في المسيرات الأسبوعية التي تنظمها المقاومة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان في العشرات من قرى الضفة الغربية.
ويحرص هؤلاء على محاكاة أساليب المتضامنين في مظاهراتهم بلبس الكوفية الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني، إلى جانب لافتات تطالب بإزالة جدار الفصل وتفكيك البؤر الاستيطانية الإسرائيلية.
كما أن عددا منهم يتوافدون إلى قطاع غزة حيث انطلقت منذ نحو عام مظاهرات أسبوعية مماثلة للتنديد بإقامة إسرائيل منطقة أمنية عازلة على طول حدود القطاع.
وتشهد هذه المظاهرات مصادمات عنيفة بين الفلسطينيين ومتضامنين أجانب من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، وتنتهي بإصابات بجروح وحالات اختناق وأحيانا قتلى في صفوف المتظاهرين.
ويطالب المتضامنون الأجانب بتحرك دولي لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته التي يصفونها بالعادلة، ودعمه بكل الطرق والوسائل حتى ينال حقوقه ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
32 قتيلا
وترصد إحصائيات للجان الشعبية الفلسطينية مقتل 32 متظاهرا خلال عمليات قمع الجيش الإسرائيلي للمسيرات السلمية منذ انطلاقها قبل خمسة أعوام إلى جانب إصابة أكثر من سبعمائة آخرين.
من بين هؤلاء القتلى، ناشطة السلام الأميركية راشيل كوري التي دهستها جرافة عسكرية أثناء محاولتها منع هدم منازل سكنية قرب الشريط الحدودي للقطاع قبل ثماني سنوات في رفح جنوب قطاع غزة.
وآخر المتضامنين الذي قتلوا على الأرض الفلسطينية، الإيطالي فيتوريو أريغوني الذي اختطف وقتل في قطاع غزة الخميس الماضي على يد جماعة أطلقت على نفسها اسم سرية الصحابي "الهمام محمد بن مسلمة".
المقاومة الشعبية
بدوره قال أمين عام المبادرة الوطنية النائب مصطفي البرغوثي إن المقاومة الشعبية والسلمية من أهم أشكال المقاومة الفلسطينية، وهذا النشاط سيتسع وينتشر في ضوء ما يجري من ثورات بالوطن العربي.
وأضاف أن المقاومة الشعبية أصبحت أكثر زخما بحيث إن المتضامنين الأجانب يعودون إلى بلدهم وينقلون ما يرونه على الأراضي الفلسطينية، وهذا يساهم في دعم المقاطعة لإسرائيل.
إلى ذلك قال مدير مركز الإعلام الفلسطيني إن السلطة الفلسطينية تحث المتضامنين الأجانب على مشاركة أكبر وأوسع لفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد غسان الخطيب أن السلطة لا تدخر جهدا في دعم المتضامنين الأجانب ونشاطاتهم بإمكانياتها المتاحة انطلاقا من نظرتها للمقاومة السلمية بشكل إيجابي، وتشجيعها هذا النمط والنهج في المقاومة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق