السبت، 23 أبريل 2011

اكثر من 70 قتيلا في اعنف يوم احتجاج تشهده سوريا بحسب مصادر حقوقية

اكثر من 70 قتيلا في اعنف يوم احتجاج تشهده سوريا بحسب مصادر حقوقية


2011/4/23 الساعة 8:15 بتوقيت مكّة المكرّمة


صورة من شريط علىافادت مصادر حقوقية وشهود عيان ان اكثر من 70 شخصا قتلوا واصيب العشرات الجمعة في اعنف يوم من القمع الذي استهدف المتظاهرين الذين خرجوا في عدة قرى ومدن سورية، رغم قرار السلطات انهاء العمل بحالة الطوارئ سعيا لتهدئة الوضع.

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان ان "75 شخصا على الاقل قتلوا اليوم في سوريا خلال تظاهرات الاحتجاج، كما افاد ناشطون حقوقيون، في حين نفذت الحكومة اعنف حملة قمع على المتظاهرين المطالبين باصلاحات".

واكدت "امنستي" ان "قوات الامن اطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين الذين تجمعوا اثر صلاة الجمعة في انحاء مختلفة من البلاد".

وقالت المنظمة ان 30 شخصا قتلوا في ازرع، في محافظة درعا، و22 في محافظة دمشق، و18 في محافظة حمص، والباقون في مدن وقرى اخرى، في ما وصفته بانه "اعنف يوم" منذ بداية المواجهات في منتصف اذار/مارس.

واكدت ان بين القتلى في ازرع طفلان في السابعة والعاشرة من العمر ورجل في السبعين.

وحض مالكولم سمارت، مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى منظمة العفو "السلطات السورية على وقف هجماتها على الفور على المحتجين المسالمين وان تسمح بدلا من ذلك للسوريين بحرية التجمع كما ينص عليه القانون الدولي".

وقالت اللجنة السورية لحقوق الانسان ومقرها لندن في بيان "ارتكبت قوات الامن السورية مجازر في العديد من المدن والمناطق السورية اليوم الجمعة سقط على اثرها حتى هذه اللحظة 72 مواطنا ومئات الجرحى".

واوردت اللجنة في بيانها اسماء معظم القتلى الذين سقط 30 منهم في مدينتي حمص (وسط) وازرع في محافظة درعا (جنوب) وعشرات اخرون في منطقة دمشق وريفها.

ونشر ناشطون حقوقيون اخرون على الانترنت لوائح اسمية لاكثر من 70 قتيلا سقطوا في مظاهرات اليوم الذي اطلق عليه "الجمعة العظيمة".

من جانبه، اكد عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ومقره القاهرة لفرانس برس، سقوط 49 قتيلا ونحو 20 مفقودا، خلال صدامات الجمعة.

وافاد الناشطون والشهود عن سقوط عشرات الجرحى ايضا لدى اطلاق قوات الامن السورية النار لتفريق متظاهرين.

وذكرت وكالة الانباء السورية "سانا" ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 28 بجروح بينهم عناصر من الجيش فى "هجوم لمجموعات مسلحة" على مديرية منطقة ازرع ونقطة عسكرية في محافظة درعا.

واعلنت الوكالة "استشهاد اثنين من عناصر الشرطة واصابة 11 بجروح برصاص مجموعات اجرامية مسلحة" فى حمص ودمشق.

ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة "الاستخدام الشائن للعنف" من جانب نظام الرئيس السوري. وقال اوباما في بيان ان "الولايات المتحدة تدين باشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين. هذا الاستخدام الشائن للعنف لمواجهة متظاهرين يجب ان يتوقف فورا".

كما اعتبر الرئيس الاميركي ان اعمال العنف هذه تدل الى ان اعلان النظام السوري رفع حال الطوارئ لم يكن "جديا"، متهما بشكل مباشر الرئيس السوري بالسعي للحصول على مساعدة طهران لقمع الاحتجاجات.

كما دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عمليات قتل المتظاهرين ووصفها بانها "غير مقبولة" داعيا الى الغاء حالة الطوارئ في سوريا بالفعل وليس بالقول.

وقال ناشطون في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان التظاهرات عمت كذلك مدينة الحراك في درعا، ودوما وحرستا القريبتين من دمشق، والمعضمية والبزرة والقابون وزملكا في العاصمة، ومدن بانياس واللاذقية وحماه.

وقال الشهود ان الالاف خرجوا في شوارع دوما بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات تدعو الى اسقاط النظام.

واضافوا ان "قوات الامن قامت باطلاق النار اولا في الهواء لتفريقهم ثم مباشرة على المتظاهرين".

وفي حمص، افاد الناشط الحقوقي نوار العمر لفرانس برس ان "عشرات الالاف" ساروا في مسيرات نحو الميدان وسط المدينة وان قوات الامن "اطلقت النار" عليهم واصيب "شخصان على الاقل اصيبا بجروح".

وفي القامشلي (شمال غرب)، افاد شهود عيان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "ستة الاف تظاهروا انطلاقا من جامع قاسمو".

واضافوا ان التظاهرة "تضم عربا واكرادا واشوريين ووجهاء من عشائر شمر وطي" وهم "يحملون اعلاما سورية ولافتات كبيرة كتب عليها عرب وسريان واكراد ضد الفساد ".

كما هتف بعض المتظاهرين شعارات باللغة الكردية "ازاتي، بيراتي" وتعني "حرية، اخوة".

وفي درعا (جنوب)، ذكر شهود عيان ان "بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا"، مطالبين "بحل الاجهزة الامنية واسقاط النظام"، و"الغاء المادة الثامنة من الدستور" التي تنص على ان "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة".

وفي بانياس الساحلية (غرب) اكد الشيخ محمد خويفكية لوكالة فرانس برس ان "نحو عشرة الاف شخص تجمعوا في مركز المدينة يدعون الى الحرية والوحدة الوطنية"، مشيرا الى "انضمام عدد كبير من اهالي قرية البيضا الى التظاهرة".

واضاف ان "المتظاهرين ثارت ثائرتهم عندما ظهر على المنصة ثلاثة معتقلين تم الافراج عنهم البارحة (الخميس) وبدت عليهم اثار التعذيب".

وتابع ان "المتظاهرين نادوا باسقاط النظام عقب رؤيتهم هذا المشهد".

واشار الشيخ خويفكية الى "انتشار امني واقامة نقاط تفتيش على مداخل المدينة".

وفي دمشق وريفها، افاد ناشط حقوقي ان نحو مئتي شخص خرجوا للتظاهر الجمعة في حي الميدان الواقع في قلب العاصمة دمشق بعد ادائهم الصلاة وهم يهتفون "حرية حرية".

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس ان "المتظاهرين هتفوا الشعب السوري واحد و بالروح بالدم نفديك يا شهيد ".

واضاف ريحاوي ان "المتظاهرين مروا امام جامع الحسن في حي الميدان حيث تم تفريقهم من قبل رجال الامن".

كما تحدث عن "خروج نحو الف متظاهر في حرستا" في ريف دمشق.

وقال ان "تظاهرة جرت في مدينة الجديدة (10 كم غرب دمشق) شارك فيها نحو 150 شخصا هتفوا الله سوريا حرية وبس ".

وفي الزبداني (ريف دمشق) افاد ناشطون حقوقيون ان "اكثر من 3 الاف شخص خرجوا للتظاهر من جامع الكبير في منطقة الجسر في البلدة القديمة هاتفين بشعارات الشعب يريد اسقاط النظام ".

وفي الرقة (شمال) قال المحامي عبدالله الخليل ان "التظاهرات انطلقت من جامع الفردوس وجامع الفوال والجامع الكبير في الساحة الرئيسية" قبل ان يتم تفريقهم من قبل "بلطجية".

وفي اللاذقية، اشار الناشط رباح الشعار لوكالة فرانس برس الى ان "قوات الامن فرقت مظاهرات انطلقت في اغلب الاحياء باطلاق الاعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع"، واعتقلت نحو 15 شخصا.

وذكرت وكالة الانباء السورية ان "بعض الاصابات" وقعت عندما "تدخلت قوات الامن جزئيا في حرستا والحجر الاسود (ريف دمشق) وفي حماة (وسط) والقامشلي (شمال شرق) بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لفض اشكالات وقعت بين المتظاهرين وبعض المواطنين".

واكدت الوكالة ان "مظاهرات محدودة خرجت في عدد من المحافظات" وذلك على الرغم من "الحملة التحريضية الواسعة التي تتعرض لها سوريا".

ونقلت الوكالة عن وزارة الداخلية حضها "للمواطنين عدم التظاهر الا بعد الحصول على اذن مسبق من الجهات المختصة وذلك تطبيقا لقانون التظاهر السلمي الذي اصبح معمولا به في البلاد وحرصا على ضمان سلامة المتظاهرين وممارسة هذا الحق بشكل حضاري"

واشارت الوكالة الى ان "بعض اللصوص استغلوا اجواء الفوضى في منطقة الحجر الاسود (ريف دمشق) وقاموا بنهب المحال التجارية وبعض البيوت".

ودعا ناشطون الى التظاهر يوم "الجمعة العظيمة" على الرغم من صدور مراسيم اصلاحية تتعلق بانهاء العمل بحالة الطوارئ السارية منذ 1963 والغاء محكمة امن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي.

ورأى معارضون ان اصدار هذه المراسيم "غير كاف" ولا يلبي الا جزءا يسيرا من المطالب، مؤكدين ان الشارع السوري "لن يقف عند هذا الحد".

وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات للمطالبة باطلاق الحريات ذهب ضحيتها بحسب منظمة العفو الدولية نحو 300 شخص منذ اندلاعها منتصف اذار/مارس.

ليست هناك تعليقات: