الجمعة، 15 أبريل 2011

خوف الياسمين

دلع المفتي
خوف الياسمين

خوف الياسمين
دلع المفتي,,,

يا إلهي
امنحني قوة الفولاذ ورقة الفراشة
جمود الحجر ومرونة الراقصة لأعبر يومي بسلام.
امنحني عقل أنشتاين لأستوعب ما يجري على الساحة العربية.
امنحني غباء الإوزة لأصدق ما أرى.
امنحني أرجل العنكبوت لأتعلق أنا وكل أطفال الشرق بسقف الوطن لتمر هذه المرحلة. (الماغوط)

***
إن كان الخوف مرضاً، فمن زرعه في نفوسنا، ومنذ متى؟ كيف رضعنا الذل والمهانة مع حليب امهاتنا؟ من علمنا أن عاقبتنا وخيمة ان تكلمنا او شكونا او حتى تنفسنا؟ من تجرأ وطلب منا «أن نركع ونبوس مطرح ما الرئيس يدوس»؟ كيف دُجنا في قن الدجاج، وتعلمنا ثغاء الخرفان (مااااع)؟
متى ربض الخوف في قلوبنا وحرمنا من نعمة الكلام؟ من علم نواب مجلس الشعب أن «يسودوا وجه الشعب» ويقلبوا مجلسهم إلى «سيرك» نفاق وتصفيق وصفير؟ متى تعودنا على التنكيل «بفم ساكت»؟ وكيف رضينا بنظام الفرد الواحد والحزب الواحد تحت رقابة الأجهزة الأمنية المتعددة؟ من اعطى حكامنا صك ملكية الأرض والعرض والأرواح والأولاد؟ من زرع ملايين الصور والتماثيل لحكامنا على طول البلاد وعرضها؟ من دربنا على الرقص و«الدبك» لهم في الشوارع؟ من زرع في عقولنا نظرية المؤامرة، والمندسين والعملاء والأجندات الاجنبية.. حتى صدقناهم؟ من أقنعنا ان الحرية غير مفيدة لنا وأننا شعوب غير صالحة للديموقراطية؟ من سمح للرصاص باختراق صدور الشباب العارية في تظاهرات سلمية؟ من اخاف زهرة الياسمين؟
لن أزايد، ولن اتبجح، أنا أجبن من ان أضحي بخسارة وجه عزيز أو مكان له ذكرى او مجرد رائحة عششت في روحي منذ كنت طفلة. لن اطلب من أمهات الشهداء المزيد من التضحيات في دفع أبنائهم للتصدي للرصاص الحي بصدورهم العارية بينما اخبئ ابني في حضني. لن أجلس وراء الشاشات بأمان، لأحرض هذا وأشجع ذاك على الذهاب إلى حتفهم على أيدي السلطة او المرتزقة او المندسين.. لا فرق. لن أصف وجع الموت فوق أرصفة الوطن، وصرخات المعتقلين، وغربة المنفيين. لن احكي عن الدماء الزكية التي سالت في الشوارع، ولن اكتب عن وطن جريح، كل مبتغاه.. «نزر» من حرية. كل ما أريده... أقصى ما أريده، هو السلام لوطن الياسمين.
***
سلام عليك ولك يا سوريا، لمدنك وقراك، لأهلك، لعجائزك وأطفالك ولأمهات شهدائك، وسلام خاص لياسمينك.

ليست هناك تعليقات: