الاثنين، 25 أبريل 2011

لتأديب الأنظمة احمل حذاءك واتبعني!


لتأديب الأنظمة احمل حذاءك واتبعني!
منذ اكثر من عام ونحن نضم صوتنا الى صوت الثوار والشرفاء لضرورة تأديب الأنظمة والحكومات المستبدة ونطالب بإسقاط الطغاة ومحتكري السلطة او إيقافها عند حدها وإلزامها بالتنحي عن السلطة وترك المسئولية لممثلي الشعوب الواقعيين.
ونظرا لاننا معشر الإعلاميين في الغالب محتاطون ان لم نقل ونعترف اننا جبناء ونخشى على حياتنا ولا وسيلة لنا سوى دعوة الشعوب للانتفاضة وتحريضها للثورة على الأنظمة الفاسدة والمستبدة بأفكارنا وأقلامنا، فقد سبقنا الثوار والشجعان وهم من ابسط وأفقر واشرف الناس الى إحراق أنفسهم او النزول الى الشارع للاعتراض وإطلاق الشعارات الثورية ومواجهة رصاص وقنابل وبطش وقمع المستبدين والطغاة والأنظمة الفرعونية، وبفضل هؤلاء فقد نجحت حتى الان او تكاد الثورات والحركات الشعبية في تونس ومصر وتنتظر الأنظمة في ليبيا وسوريا والأردن والبحرين والسعودية واليمن ودول أخرى انتفاضات مشابهة كالتي حدثت في تونس ومصر ولكن يا ترى على من سيكون الدور هذه المرة وفي اي بلد سيقوم الثوار الشجعان قريبا بإشعال نار الانتفاضة الشعبية التي لابد لها ان تتوهج وتستمر لان الفرصة التي أوجدتها انتفاضة تونس الباسلة مواتية جدا الآن لتكرارها في دولة تلو الأخرى حتى سقوط جميع الأنظمة والحكومات المستبدة والمحتكرة للسلطة.
ان ثمن كل الحرية والانعتاق من قيود الذل والتحقير والاستبداد قد يكون غاليا او باهظا الثمن ولكن نؤكد ونجزم للثوار والشجعان ان نفقة إسقاط اي نظام مهما كانت قدرته وبطشه لن يكون التضحية وفداء أكثر من مئة او مئتين او حتى الف شخصا ينثرون دماءهم الطاهرة ويقدمون أرواحهم الزكية قربانا في سبيل الشعب والوطن وإسقاط الطغاة وتخليص البلاد من المستبدين ولصوص الأموال والعائدات خاصة في دول أنظمة التوريث غير الشرعي وغير القانوني وأنظمة أنا ربكم الأعلى الفرعونية وأولئك الزعماء الذين احتكروا السلطة لعقود من الزمن بالتزوير ودون موافقة وإرادة من غالبية المواطنين ونهبوا المليارات وقتلوا آلاف من الأبرياء وسجنوا الكثير من الناقدين والمعارضين بتهم جوفاء كالعمالة للأجانب او التعرض بالسان والأقلام للأنظمة وانتقاد الزعماء المستبدين والمتسلطين على رقاب الناس بقوة السلاح والبطش والإرعاب والأجهزة الأمنية والمسلحة القمعية.
وعندما تدور رحى الانتفاضة الشعبية يا ترى من سيسحق تحتها وتتكسر هيبته وقدرته في القريب المنظور من زعماء الأنظمة الفاسدة والمستبدة هذه المرة وهل فكر هؤلاء بان نار شعلة الثورة باتت قريبة جدا من بلاطهم الأجوف وقصورهم الزجاجية وان موج الانتفاضة التونسية هي أسرع حتى من الأمواج المكسيكية في ملاعب كرة القدم!
ونظرا للتجارب السياسية والسنن التاريخية فمن المتوقع اندلاع الانتفاضة قريبا في الجزائر والأردن وسوريا وليبيا واليمن وفي إحدى الدول العربية النفطية نرجح ان تكون البحرين اولا ودول أخرى في المنطقة بسبب حالات الاحتقان السياسي والحرمان الاجتماعي واتساع الهوة بين الطبقات حيث تحصل اقل من 5% من الطغمة الحاكمة وأنصار النظام في هذه البلدان على اكثر من 80% من عائدات وخيرات البلاد ويكدس أصغر مسئول في هذه الدول عدة ملايين او مليارات دولار في بنوك سويسرا وبريطانيا وتتعامل هذه الأنظمة مع المواطنين بتمييز عنصري أسوأ من التمييز العنصري الذي كان قائما في جنوب أفريقيا وتقسم هذه الأنظمة المواطنين على شكل فئتين، فئة موالية للسلطة تحصل على كافة المزايا والعطايا والأموال والمشاريع والرخاء الاجتماعي وحتى حق الدخول في الجامعات والتوظيف الحكومي، وفئة أخرى تضم عامة الشعب وهؤلاء محرومون غالبا من كافة المزايا ولا يحصلون حتى على القوت اليومي ويتم التعامل معهم كعبيد وخدم من جانب الأنظمة التي لا تعترف بأصوات وحقوق الفئة غير الموالية للسلطة.
وعندما يطالب غالبية المواطنين بحقوقهم ويصرون على الإصلاح والتغيير ولتصدي لاخطاء المسئولين وسلوكهم السلبي يواجهون بقسوة ويقمعون بشدة ويتم التعامل معهم قسما بالله أسوء بكثير من تعامل الصهاينة مع الفلسطينيين او تعامل المستعمرين مع شعوب الدول المحتلة، ولاحظنا جليا ان نظام حسنى مبارك المستبد كيف هدد بقصف الثوار والمعترضين المصريين في ميدان التحرير قبل أيام بطائرات حربية وأرسل القوات المسلحة الخاصة ورجال الأمن لنهب أموال الشعب وترويع المواطنين وإرهاب الناس تحت ذريعة مواجهة عمليات النهب والبلطجة في خطوة معروفة من جانب النظام المستبد للاستنجاد بمبارك لاعادة الأمن المزعوم والتصدي لما وصفوا بالبلطجية الذين هاجموا مثلا جهاز سحب آلي لمصرف او اثنين في حين ان البلطجية الواقعيين هم أبناء وأسر مبارك وأمثال مبارك من المسئولين وأصحاب الثراء غير المشروع من الذين لاذوا بالفرار سريعا وهربوا يوميا بعشرات الطائرات الخاصة الى دول أوروبية حاملين معهم أكياس وصناديق مكدسة بالمجوهرات والدولارات والتحف الأثرية، وارتكب مثل هذا العمل الإجرامي زين العابدين بن علي الذي خطط لتفجير مئات السيارات المفخخة بين المواطنين لاشاعة حالات الرعب والفوضى والإرهاب في تونس، ومن المؤسف ان أجهزة إعلام تافهة ومأجورة مثل قناة العربية السعودية قامت وتقوم هي ايضا بأعمال إجرامية ضد الثورة في تونس والانتفاضة في مصر حيث ظلت تزعم من ان عدد المتظاهرين والمعترضين في القاهرة لم يتجاوز اكثر من خمسة أشخاص في المساء وان هؤلاء يطلقون شعارات انحرافية ضد النظام مثل الله اكبر او يطالبون قسرا بإسقاط رأس النظام في وقت ظلت أجهزة إعلام عالمية تقدر عدد المعترضين في القاهرة والمدن الأخرى بالملايين حتى في أوقات منع التجول ليلا وان اغلب الشعارات التي أطلقها المنتفضون هي إسقاط رأس النظام ومحاكمته ومنعه من الهرب والالتحاق بأسرته الهاربة الى لندن.
المواقف التافهة والرخيصة لأجهزة الإعلام المنحطة او الأنظمة المستبدة التي لازالت تدافع عن شاكلتها من الأنظمة القمعية والناهبة لخيرات الشعوب تكررت أيضا على لسان الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية التي أدانت على الظاهر إعلاميا الاستفادة من العنف ضد المعترضين والمنتفضين في تونس ومصر لكن هذه الدول اعترفت بإرسالها لأجهزة قمع وبنادق وقنابل ورصاص الى النظامين في مصر وتونس لقتل المزيد من المحتجين تحث يافطة التصدي للبلطجية والخارجين عن القانون!
ولكن لماذا من المؤكد ان تنتفض الشعوب في تلك الدول التي أشرنا لها وهل هي متوقعة الحدوث قريبا؟، نقول ان معظم هذه الأنظمة تحكمها الآن أقلية محتكرة للسلطة وإنها جاءت وتسلطت على الدول والحكومات بقوة السلاح وبالانقلابات او بالتوريث وتزوير الانتخابات ناهيك ان معظم هذه الأنظمة تنتهك حقوق الأكثرية المعارضة وتستعين بقوى أجنبية او مرتزقة او قوات وأجهزة قمعية هائلة تحصل على اكثر من 70% من الميزانية العامة المخصصة بالأساس للمشاريع العمرانية ورخاء المواطنين، وتدعم بعض هذه الأنظمة المستبدة الجماعات الإرهابية وتدربها وترسلها الى العراق وأفغانستان ومناطق أخرى في المنطقة والعالم للقيام بأعمال إجرامية وضد الإنسانية تحت ذرائع وشعارات مخادعة، وعليه لابد للشعوب من الثورة والانتفاضة لنيل الحقوق المشروعة وإيقاف وردع عمليات نهب خيرات وعائدات البلدان وتجفيف مصادر الإرهاب المنظم لتلك الأنظمة المستبدة.
ونضم صوتنا لدعاة الالتزام باللعبة السياسية في بعض الأحيان من خلال التعامل مع بعض الأنظمة التي قد تكون قابلة للتغيير والإصلاح ونقول لا لتدمير البني التحتية ولا لحرق المنشآت العامة ولا إشاعة حالات من الشغب والفوضى ولا إعطاء اي فرصة لأذناب وذيول وعملاء الأنظمة المستبدة للقيام بأعمال النهب والسلب العشوائي او المنظم بل التقيد بالانتفاضات والاعتراضات الحضارية في حالة ان يكون النظام متعقلا ومتنازلا مع مطالب الأكثرية من المواطنين وليس تحقيق نوايا عملاء وازلام النظام وان لا يقترف النظام المزيد من الجرائم وقتل المعترضين او الإصرار على البقاء في رأس السلطة حتى وان كان ثمن ذلك مقتل الكثير من المعارضين ورجال الأمن والشرطة او دخول البلاد في حروب أهلية وحالات من الفوضى وعدم الامن والاستقرار ولا السماح لخدع الرأي العام باستبدال بعض رموز ومسئولي النظام ما الذئاب الوحشية بكلاب مسعورة بهدف الإبقاء على رأس النظام وحفظ مصالحه الفئوية والمادية.
وتقع هنا مسئولية كبيرة وجسيمة على القادة السياسيين للمعارضة والذين قد يساهمون بتنظيم الاعتراضات والانتفاضات وان تكون لهم الجرأة والشجاعة لمواصلة مسيرة الثورة الشعبية ضد الأنظمة المستبدة وليس التوقف في منتصف الطريق والرجوع الى نقطة البداية من جديد بين فترة وأخرى، وتأسيا بالسلف الصالح وعلى خطى منقذو البشرية من الأنبياء والرسل والقادة الواقعيين للشعوب على مر الأزمان، فعلى قادة الانتفاضات الحالية او التي ستندلع قريبا ان يخاطبوا الناس وأنصارهم كما كان السابقون يقولونها: احمل عصاك او احمل سيفك او احمل كتابك واتبعني! يقولون هذه المرة احمل حذائك او بلغات ولهجات أخرى احمل سبّاطك بالسوري واحمل قندرتك بالعراقي واحمل نعالك بالإماراتي واحمل مداسك بالعربي البدوي لتأديب الطغاة والزعماء المستبدين وضربهم على الوجه والقفا كما تم التعامل مع بوش السفاح في بغداد لان الحذاء او الحجارة هي الوسيلة الأنجع والسلاح المتبقي للمعترضين للتعامل مع محتكري السلطة وناهبي ثروات الشعوب مباشرة او على الأقل ضرب صورهم او الممثلين والمندوبين عنهم في الحكومات والأنظمة لإيصال الرسالة واضحة ودون لبس الى الطغاة من الحكام من ان عليهم الرحيل فورا وترك السلطة.
ونبّشر الجميع من ان مكانة وشعبية معظم الزعماء والمسئولين المستبدين وصلت الان الى أدنى مستوى لها ولن نشهد من الان وصاعدا اي خروج مزعوم وإعلامي للملايين لاستقبال الزعماء المحتكرين للسلطة ولن تظهر من اليوم حالات الفرح والترحيب على وجوه المواطنين الذين كانوا يتسمرون ابتهاجا ويذرفون دموع الفرح عندما يشاهدون اي مسئول في أنظمة الاستبداد عن قرب او مرور قافلة سياراته المصفحة في الشوارع ولم يعد اي من المواطنين الشرفاء يهتف من الان وصاعدا لصالح هؤلاء الطغاة او ينافق ويتذلل لهم باستثناء بالطبع المرتزقة وعملاء النظام من المنتفعين ماديا او المخدوعين بالمظاهر والشكليات.
ونحن نضم صوتنا قطعا الى دعاة ضرورة تأديب بل وإسقاط زعماء الأنظمة الدكتاتورية والمحتكرة للسلطة بضربها بالأحذية والنعل والحجارة على الوجه والقفا او من خلال الانتفاضة الشعبية العارمة او بأي طريقة متاحة وقابلة للتطبيق من جانب الشعوب المنتفضة ومشاركة المخلصين والشرفاء في أركان بعض الأنظمة الفاسدة والمستبدة.

ليست هناك تعليقات: