الأربعاء، 13 أبريل 2011

أبو لؤلؤة المجوسي رمز إيراني مُبجَّل

أبو لؤلؤة المجوسي رمز إيراني مُبجَّل

محمد بن عبداللطيف آل الشيخ,,,

كثيرون لا يعرفون أن قاتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أبو لؤلؤة المجوسي، هو رمز من رموز الفرس اليوم في إيران؛ فقد أقاموا له في مدينة (كاشان) ضريحاً يُعبد من دون الله، ويُعرف ضريحه هناك باسم (بابا شجاع الدين أبو لؤلؤ فيروز)؛ رغم أن هذا المجرم القاتل انتحر في المدينة المنورة بُعيد اغتياله الفاروق كما هو ثابت تاريخياً، غير أنهم زوروا التاريخ لغاية ذات علاقة بالانتقام ممن فَتَحَ فارس، ليتحول هذا المجرم إلى رمز قومي فارسي، (يتبركون) بالطواف على قبره، وتُشدُّ إليه الرحال، وتُنحر عنده الذبائح؛ فعمر بن الخطاب هو عدو فارس الأول؛ ففي عهده فتحت المدائن، وهُدمَ مُلكُ كسرى، وتحول الفرس إلى دين الإسلام، وأصبحت أرض فارس ولاية من ولايات دولة المدينة؛ لذلك لا يكره الفرس - حتى بعد أن تشيّعوا - خليفة كرههم لعمر بن الخطاب؛ من هنا كان تعظيمهم لهذا المجرم يرتكز على هذا الحقد التاريخي الفارسي الدفين، الذي يتوارثه أهل فارس منذ مقتل كسرى على يد الفاتحين العرب وحتى اليوم.

وقد شعر (الإخوان المسلمون) حلفاء الثورة الخمينية الفارسية بشيء من الحرج لقاء تبجيل الفرس قاتل عمر على رؤوس الأشهاد، الأمر الذي يضعهم وحركتهم السياسية، التي (يدّعون) أنها إسلامية، في موضع ضعيف أمام جماهيرهم ومريديهم؛ وهذا ما جعل إخوان الأردن ممثلين في حزب جبهة العمل الإسلامي أن يلتمسوا من الخامنئي إزالة هذا الضريح المخزي، (فطنشهم)، غير عابئ بمشاعرهم، ولا بحرجهم (السياسي)؛ فالقضية بالنسبة للفرس قضية قومية، وأبو لؤلؤة بطل قومي، لا يساوم عليه الإيرانيون، وأن رَغِمَ أنف الإخوان ومن شايعهم؛ فالتزم الإخوان الصمت، وأبقوا على الحلف بينهم وبين الفرس قائماً حتى الساعة؛ فقضايا العقيدة لدى الإخوان - كما هو معروف - لا تعنيهم في شيء، بقدر ما تعنيهم مصالحهم (الوصولية)، وإن ادعوا ذراً للرماد في العيون خلاف ذلك.

وليس صحيحاً البتة أن جميع الشيعة العرب هم أذناب لإيران، يعملون لتنفيذ مشروعها التوسعي، كما هو شأن حزب الله، وأمينه العام حسن نصر الله في لبنان؛ إنما هناك شيعة عرب أقحاح، مخلصون لأوطانهم، ينأون بها عن المد الفارسي الاستعماري؛ وقد عانوا في سبيل موقفهم هذا من إيران الأمرين، لأنهم يجابهون دولة قوية، تملك من القوة والإمكانات السياسية والمالية ما لا يملكه مرجع عربي، مهما كانت قيمته، ومهما علت شهرته. السيد حسين فضل الله، وهو لبناني عربي القومية، كان من أشهر المراجع الشيعة العرب الذين سطر التاريخ مواقفهم الوطنية بأحرف من نور؛ يقول في إحدى لقاءاته الصحفية: (الشيعة العرب هم مسلمون يخلصون لوطنهم؛ ونحن قلنا ولا نزال نقول، في لبنان وفي غير لبنان، ليس للشيعة مشروع خاص بهم، والشيعة في العراق لا يريدون أن (تحكمهم إيران)، وكذا الأمر بالنسبة للشيعة في لبنان، نحن نقول لنا صداقات مع إيران ومع دول أخرى، ولكننا نشعر بأن علينا أن نقرر مصيرنا في البلاد التي نعيشها بحسب مصالحنا الأساسية) انتهى.. لذلك لم يحارب الفرس مرجعاً عربياً مثلما حاربوا السيد حسين فضل الله، لأنه وقف هذا الموقف الوطني الصميم أمام أطماعهم.

وختاماً أقول: في الوقت الذي يأبى السيد حسين فضل الله أن يكون مخلب قط (طائفي) للأطماع الإيرانية، لا يستحي الفلسطيني (خالد مشعل)، والبحريني (علي سلمان)، من أن يُمارسا دور ابن العلقمي وعلي بن طاووس للتتار الجدد.

ليست هناك تعليقات: