فؤاد الهاشم...
.. قبل حوالي عشر سنوات، قال الأمير الراحل الشيخ «جابر الأحمد» - خلال لقاء مع أحد الزملاء - «ان زعيما عربيا اخبره ذات يوم عن عجزه ايجاد شعارات جديدة حتى يطعمها.. لشعبه»! لم يفصح الراحل الكبير – رحمه الله – عن اسم هذا الزعيم العربي، لكنني خمنت – مجرد تخمين لا اكثر – انه ربما كان الرئيس السوري الراحل «حافظ الأسد»! قبل ايام نشرت الزميلة «القبس» عرضا لكتاب من كتب السير الذاتية، صاحبه هو العم العزيز «أنور عبدالله النوري» وهو بعنوان.. «في مرابع الذكرى»، ولفت انتباهي – وابتسامتي ايضا – ما قاله عن حفلة غنائية حضرها في «بيسين عالية» - ذلك المصيف اللبناني الجميل – ايام المد الثوري والنهج الناصري و«نفط العرب.. للعرب» عندما استمع الى اغنية للمطربة «نجاح سلام» يقول مطلعها.. «عبدالناصر شو.. بدّو؟ بدّو.. الوحدة العربية، ومستر ايدن.. شو بدّو؟ بدّو صرماية.. تهدّو»!! و.. مستر «ايدن» هذا – لشباب هذا الجيل – هو رئيس وزراء بريطانيا الذي اتخذ قرار مشاركة بلاده مع فرنسا واسرائيل فيما عرف باسم.. العدوان الثلاثي على مصر عام 1956!! بالطبع، التاريخ قال لنا – بعد ذلك – ان «ايدن» لم «تهدّه صرماية» نجاح سلام، بل.. انذار «بولغانين»، وتهديد «ايزنهاور» للدول المعتدية الثلاث، فانسحبت اسرائيل من سيناء، وفرنسا من السويس والاسماعيلية، وبريطانيا من.. كل مصر، ولو كانت «الصرامي» - جمع «صرماية» باللبناني او «القنادر» بالعراقي او «البلغ» بالمصري او «النعل» بالكويتي – تحرر الاوطان وتحقق الوحدة لكان اكبر صانع «جواتي وسكربينات» في العالم العربي هو.. القذافي و.. عياله!! وزعت شبكة «شام» الدولية – قبل حوالي عشرة ايام – صورة التقطت امام السفارة السورية في بيروت لثلاثة عمال سوريين سجدوا على جباههم واخذوا يقبلون صورا للرئيس بشار الأسد جعلوها كسجاجيد الصلاة – والعياذ بالله – وهم يهتفون بهذا الشعار.. «مطرح ما بتدوس، منركع ومنبوس»!! دخلت الى لبنان عام 1986 – في عز حربها الاهلية الطاحنة – عبر مركز «جديدة – يابوس» السوري بعد ان دفعت رشوة مقدارها 60 دينارا لضباط مخابرات سوريين تقافزوا من على مكاتبهم بعد ان ابرزت لهم جواز سفري الكويتي، وقال لي احدهم – وهو يقلب صفحات الجواز «صار لنا زمان ما شفنا مثل هالباسبورات الحلوة»! ثم.. غمز لي بطرف «عينه وحاجبه» - كما تقول الاغنية العراقية الشهيرة – مع حك اصبعه السبابة بالابهام في اشارة معروفة وقديمة.. لـ«الخردة»! دفعت له – ولزملائه – ووصلت الى مركز جوازات «المصنع» اللبناني الذي تفاجأ ضباطه اللبنانيون بدخول كويتي الى بلدهم، فلما سألني احدهم.. «كيف دخلت؟» قلت له.. «سورية باعت حدودكم بستين دينار.. كويتي»!! المهم، شاهدت لوحة عملاقة للرئيس الراحل «حافظ الاسد» وقد كتب تحتها.. «حافظ الاسد.. قائدنا الى الابد»، فاستغربت وسألت نفسي – لانني لن اجد لبنانيا استطيع ان اسأله سؤالاً كهذا - «كيف يكون قائدا الى.. الابد؟ الا ينتهي عمره مثل كل البشر.. ويموت»؟! مرت السنوات، فجاء ولده «بشار» الذي تزوج وانجب ولدا اطلق عليه اسم «حافظ»، عمره الآن حوالي ست سنوات، من المفروض – قبل انتفاضة الشعب التي ستسقط نظام «الصمود والممانعة» في القريب العاجل – انه سيخلف والده مثلما جاء والده خلفا.. لجده!! وبالتالي، تتحقق النبوءة التي كتبت على تلك الصورة في مركز جوازات «المصنع» اللبناني قبل حوالي.. ربع قرن!!
٭٭٭
.. كان «الزعيم» العراقي «عبدالكريم قاسم» من النوع الذي «يلكه وايد» كل ليلة، ثم يقود سيارة جيب عسكرية ويذهب الى اطراف بغداد ليكمل «السكرة» في جلسات الطرب التي يقيمها «الغجر» في خيامهم! حدث ان عشق «قاسم» واحدة من فتياتهم واراد قضاء ليلة معها، لكن تمنعت واشترطت ان يعقد قرانه عليها شرعا! في اليوم التالي، القى الزعيم خطابا ناريا جماهيريا اكد فيه «شيوعيته المطلقة» ومبشرا نساء العراق بان.. «لا عقود شرعية في الزواج بعد اليوم» أي.. «كل واحدة تعيش مع اللي تحبه.. هيچي»!! وحدد «الزعيم» مهلة شهر لتطبيق هذا «القانون»، في عصر يوم القاء الخطاب، دعا اتحاد نساء العراق الى مظاهرات تأييد حاشدة هتفت النسوة خلالها بهذا الشعار.. «باجي شهر، والقاضي نذبه.. بالنهر»!
٭٭٭
.. آخر شعار.. عربي طريف:
.. ايام «نوري السعيد» - رئيس وزراء العراق الاسبق – كان «صالح جبر» وزيرا للخارجية في حكومته، فحدث غضب شعبي عراقي – كالعادة – ونزلوا الى الشوارع وهم يهتفون بهذا الشعار.. «نوري السعيد – قندرة – وصالح جبر.. قيطانها»!! و«القيطان» - باللهجة العراقية – تعني «الخيوط»، أي.. ان «نوري السعيد – جوتي»، و«صالح جبر».. خيوطه! هذا لان «القندرة» - أو «الجوتي» - الذي بلا «قيطان» لم يكن قد تم اختراعه.. بعد!
٭٭٭
.. آخر.. كلمة:
.. اتمنى على ثوار درعا الابطال – خصوصا – وثوار كل المدن السورية – عموما – الا ينسوا القاء القبض على المدعوة «بثينة شعبان» - مستشارة الرئيس – وتعليقها من قدميها «سلط ملط» على عمود نور في ساحة «المرجة» مع زوجها العراقي، كما فعل «الطليان» مع «موسوليني وأم عياله» عقب سقوط نظامه الفاشي، ولانها وصفت الكويت – عقب انطلاق شرارة تحرير العراق من نظام صدام حسين عام 2003 – بانها.. «دولة منقوصة السيادة»!!.. «دخيلكم فشّوا غلّنا – وغلكم – فيها.. يا شباب»!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق