»
أصادف مرةً أخرى هذه الصورة، كُل ما وردَ في بالي أنها صورةٌ من الزمن الجميل، الزمن الذي حضن الكفاح المسلح بكل تياراته، كان بعضنا أجمل ونصلحُ لأن نكونَ مثالاً ثورياً يُحْتذى به، تلكَ السنواتْ التي يلمعً بريقها في ذهني حتى وإن كانت صعبة وسوداء في عدد الشهداء، لكنها تبدو بأفضل حالاتها مقارنةً بأيامنا هذه – رائحة البوسترات القديمة، ألوانها الرثة تشعل شهيتي نحوَ البحث أكثر فأكثر لإكتشاف المزيد، آلاف الصور والمزيد. صور غسان كنفاني وناجي العلي، أيضاً صور دلال المغربي وليلى خالد ومعها رفيقها باتريك أرغويللو، كلُ تلك الأسماء وما تلاها تذكرني بشخصٍ ينتمي لتبعات تلك الفترة، فارقنا منذ أكثر من عشرين عاماً “باسل اليازوري” إلى الذي مات صغيراً فعلمنا من إسمه الحروف كلها، يداه من خجل، المتفرد في صورته، يفرض علينا صمته إلى الآن، هكذا هم الشهداء والأنبياء متساوون في قدرهم، يحفرون أسماءهم في الصخر ثم يرحلون بخفة، يحملون آلامهم ويطلون على العالم من نافذة أحلامنا الوردية.
تدوينة طارئة لا أكثر ..
هل حقا إمتلاك الشخص لذاكرة صورية يعتبر ميزة حقيقية؟
هذه الصورة وجدتها صدفة، لا أعرف كيف ولكن لكل شيء في خيالي قصة، تبدو القصة صغيرة لكنها تمتد لتشمل أشياءً كثيرة في تفكيري، فقبل سنواتٍ كثيرة، كانت هذه الصورة تتوسط غرفةَ الجلوسْ لبيتِ جدي ومعها أيضاً صورةُ طفلٍ صغير يبكي على وطنٍ ضاعْ، كنتُ متحيراً وكثيرَ السؤال بما يتعلق بالصورتين/ أسأل عن التعابير، لماذا يبكي الطفل؟، وما هذا التي ترتديه الفتاة؟. كيف هي الصدفة الغريبة تجمعني بها مرةً اخرى – أذكرها جيداً رُغم صغَرْ سني آنذاك – في ذلك البيت الصخري الأثري القديم، يوجد بيانو وتحف قديمة ورائحة لدفء اللاجئين، كم أحبُ البيوت الغريبة.
هذه الصورة وجدتها صدفة، لا أعرف كيف ولكن لكل شيء في خيالي قصة، تبدو القصة صغيرة لكنها تمتد لتشمل أشياءً كثيرة في تفكيري، فقبل سنواتٍ كثيرة، كانت هذه الصورة تتوسط غرفةَ الجلوسْ لبيتِ جدي ومعها أيضاً صورةُ طفلٍ صغير يبكي على وطنٍ ضاعْ، كنتُ متحيراً وكثيرَ السؤال بما يتعلق بالصورتين/ أسأل عن التعابير، لماذا يبكي الطفل؟، وما هذا التي ترتديه الفتاة؟. كيف هي الصدفة الغريبة تجمعني بها مرةً اخرى – أذكرها جيداً رُغم صغَرْ سني آنذاك – في ذلك البيت الصخري الأثري القديم، يوجد بيانو وتحف قديمة ورائحة لدفء اللاجئين، كم أحبُ البيوت الغريبة.
أصادف مرةً أخرى هذه الصورة، كُل ما وردَ في بالي أنها صورةٌ من الزمن الجميل، الزمن الذي حضن الكفاح المسلح بكل تياراته، كان بعضنا أجمل ونصلحُ لأن نكونَ مثالاً ثورياً يُحْتذى به، تلكَ السنواتْ التي يلمعً بريقها في ذهني حتى وإن كانت صعبة وسوداء في عدد الشهداء، لكنها تبدو بأفضل حالاتها مقارنةً بأيامنا هذه – رائحة البوسترات القديمة، ألوانها الرثة تشعل شهيتي نحوَ البحث أكثر فأكثر لإكتشاف المزيد، آلاف الصور والمزيد. صور غسان كنفاني وناجي العلي، أيضاً صور دلال المغربي وليلى خالد ومعها رفيقها باتريك أرغويللو، كلُ تلك الأسماء وما تلاها تذكرني بشخصٍ ينتمي لتبعات تلك الفترة، فارقنا منذ أكثر من عشرين عاماً “باسل اليازوري” إلى الذي مات صغيراً فعلمنا من إسمه الحروف كلها، يداه من خجل، المتفرد في صورته، يفرض علينا صمته إلى الآن، هكذا هم الشهداء والأنبياء متساوون في قدرهم، يحفرون أسماءهم في الصخر ثم يرحلون بخفة، يحملون آلامهم ويطلون على العالم من نافذة أحلامنا الوردية.
تعود الصورة الجميلة، لتنفرد وتتوغل في البشاعة أمام من عروها في مزادات الأمم المتحدة والمعوناتِ الأمريكية، تتركنا أمام ما يقدمه إلينا تجار النضال، أوسلو ومن والاها بنسخةٍ أخرى، إستحقاق أيلول يعود إلينا ليطل علينا بالخراء المقدس والوعود التي تحاول أن تبعص ما تبقى من عقلانية في تفكيرنا، وتحاول تجريدنا من أي منطقٍ حتى وإنْ كان أحمقاً غير مجدٍ في هذا الوقت. لنْ أسمح بأنْ يسلبوني شيئاً من ذاكرتي حتى يرضوا أبناءهم بالنعيمِ المُزيف وتصبح رام الله عاصمتهم الأولى والأخيرة، رئيسها لم يعهد حمل السلاح من قبل ولا من بعد.
إنكم يأ أبناء الستين قحبة لا تملكون أدنى مقوم لقيامِ دولة، ألا وهو عنصر القيادة، بصراحة “جتنا نيلة في حظنا” يا سعادتكم كلكم بلا إستثناء، لأن الشعب وخصوصاً في غزة طفح السم ولم يعد يهتم حتى وإنّ جلبَ أيلول ما لم تجلبه أوسلو.
نقطة وسطر جديد ..
إنكم يأ أبناء الستين قحبة لا تملكون أدنى مقوم لقيامِ دولة، ألا وهو عنصر القيادة، بصراحة “جتنا نيلة في حظنا” يا سعادتكم كلكم بلا إستثناء، لأن الشعب وخصوصاً في غزة طفح السم ولم يعد يهتم حتى وإنّ جلبَ أيلول ما لم تجلبه أوسلو.
نقطة وسطر جديد ..
المخيم
سبتمبر 1, 2011
سأل صديق مغترب: كيفَ لقلبِ مدينة أنْ يتسع لإثنينْ، المواطن الأصلي واللاجئ القادم من قريته التي طُهرّت عرقياً ؟
عندما كنت صغيراً، أتذكرْ جيداً كيف كنت أتسلل دائماً إلى مؤخرة السيارة وأنام عند الزجاجْ الخلفي، أراقب أضواء السيارات وأعدها حتى أسقط في النوم خلال رحلة العودة الأسبوعية إلى غزة من بيت العائلة، إنّ تلك اللحظات كانت مليئة بالرضا عن تلك الأوقات، كنتُ أقضيها في المخيم مع كل العائلة والألعاب البسيطة الكثيرة، يتخللها بعض المشاكسات والتمرد على حرس الحدود الأسرائيلي المحاذي لبيت جدي.
مرةً أخرى، سألَ الصديقْ السؤالَ بطريقةٍ أخرى: هل يُحب اللاجئ المدينة وقد أضحى المخيم فكرة؟
عندما كنت صغيراً، أتذكرْ جيداً كيف كنت أتسلل دائماً إلى مؤخرة السيارة وأنام عند الزجاجْ الخلفي، أراقب أضواء السيارات وأعدها حتى أسقط في النوم خلال رحلة العودة الأسبوعية إلى غزة من بيت العائلة، إنّ تلك اللحظات كانت مليئة بالرضا عن تلك الأوقات، كنتُ أقضيها في المخيم مع كل العائلة والألعاب البسيطة الكثيرة، يتخللها بعض المشاكسات والتمرد على حرس الحدود الأسرائيلي المحاذي لبيت جدي.
ذكرياتي الطفولية تعودُ قويةً في قلب القاهرة، غريبةٌ هذه المدينة كم تمُدّني بالكثير من الأشياء، وتذكرني يوماً بعدَ يوم بروعة الأيام الجميلة التي ذهبتْ، إنّ الصورة التي تعكسُ روحَ المخيم ما زالت موجودة في ذهني، كذلك صوت الإبتسامات الطفولية* التي تملأ الزقاق بين البيوت، والجالسين بجانب بالطرقات، وأحاديث كبار السن على عتبات البيوت، تلكَ الصورة لمْ يعكر صفوها يوماً جنود الإحتلال ولا حتى الإنتفاضات المتلاحقة، ولكنها تختل الآن لتطل علينا مفرغة وغريبة.
تماماً ككلِ شيء، لا شيء يدومُ على حاله فحتى المخيم كما المدينة تطاله رياحُ التغير القذرة شكلاً ومضموناً، تخلقُ شيئاً جديداً خاليَ الوفاضْ من أي منطق يُذكّر المخيم بروحه “قضية اللاجئين”، فقد كانَ الصغير قبل الكبير يحفظ عن ظهر قلب مدينته وقريته التي هُجّر منها أجداده حتى وإن لم يكن يفهم المعنى جيداً، تلك الكلمات الصغيرة كانت كافية. أعود للمخيم لأجد ذلك البيت قد دُمر بالكامل في نفس المكان الذي قدمت فيه راشيل كوري روحها من أجل قضية الإنسان الفلسطيني، ذهب كل شيء و تبقى رمال الأرض الصفراء، مساحات شاسعة خالية بلا شيء.
مجدداَ، تبدو الحكاية معقدة، فأنا لم أحدد شعوري يوماً تجاه تلك البقعة، تماماً كموقفي اليوم من مدينة غزة، فالأشياء لم تعد مجردة وبسيطة، تبقى عصية على الفهمْ برغمِ كل المحاولات.
إن من الحق أن يتكلم عن ذلك المخيم هو أحد أبنائه، ولا أحد غيره يستطيع أن يشرح كل التعقيدات المتداخلة في تلك التجربة الفريدة، فالمخيمات على إختلاف أسمائها تتفق في نفس أشكال الحياة.مرةً أخرى، سألَ الصديقْ السؤالَ بطريقةٍ أخرى: هل يُحب اللاجئ المدينة وقد أضحى المخيم فكرة؟
ولكن، لا أحد يجيب، ليبقى اللاجىء بلا وطنٍ حقيقي سوى قلبه الذي يحمل فكرة الوطن البعيد، حتى وإن إستقر به الحال في واحدة من تلك المدن الكبيرة، أحجية العودة وفك رموزها أضحت لغزاً، فذلك اللاجئ عصي على التحطيم ولهجته الشديدة تشدني إلى حديثه الجرئ الملئ بعبرٍ كثيرة، يورّثها المخيم لأبنائه جيلاً بعد جيل.
*أطفال المخيم مبتسمون على الدوام، يكفي لأي عدسة أن تجوب في أزقته وتكتفي بتلك الإبتسامات حتى تحصل على جائزة عالمية.القدس 79.37 كيلومتر
أغسطس 8, 2011
غريبةٌ هي تفاصيلُ الحياة الكثيرة التي تنأى بنظر الإنسان عن معاني كثيرةٍ وتبقيه في مجملٍ الصورة الكبيرة التي لا تعني شيئاً في الحقيقية، فما أسهل أنْ يُثقلَ الإنسانُ في بلادي همومه بأشياء مادية ذات قيمةٍ في نظره وتَفْقدَ الصورة لمعانها وبريقها لننسى أننا نحيا بالمشاعر والأحاسيس ونعيش حياتنا في روتين الآلات .
لكيْ لا يموتَ المعنى في صورة تلك البلاد الجميلة، لكيْ لا تفقدَ تلُ الربيعْ المعنى العربي لإسمها ولكي تضرب أمواجُ البحرِ في أسوار عكا بلا كللٍ ولا مللْ، وحتى يُزْهرَ شجر البرتقال في أرض يافا الحزين، ولكي تبقى حيفا عروسَ الكرملْ ولؤلؤة المتوسط فإنني لوهلة كنتُ أظنْ أني نسيتُ القدسْ/ ولكن ألفُ لا تجتاحني كما هو في العنوان: البارحة قبل موعد الافطار وأنا أمر بجانب مجلس الوزراء الفلسطيني في غزة ورغم كل القبعات الزرقاء وأجهزة الحراسة والأسلحة الرشاشة الملقاة بجانب الشرطي، ترقد لوحة صخرية زرقاء في الحائط منحوتٌ عليها:
القدس
Jerusalem
97.37 KM
نعم/ إنها المسافةُ التي تفصلني عن الوصولِ إلى مملكة الله بدونِ هوياتٍ خضراءْ، بدونِ تصاريح خاصة، بدون الأسلاكِ الشائكة والثكنات الإسمنتية، بدون ألفِ حجةٍ واهية حتى أرى وجه الله هناك/ إستعارة قد لا تكفي، لقد عدتُ إنساناً من جديد، تلكَ الدهشة التي ملأت جسدي بالرعشة أعادتني إلى الحياة وكيف أنني ورغم كل شيء لمْ أنسى القدس، وكيف تعودُ أحلامي البسيطة لزيارة القدس مرةً أُخرى دائماَ وأبداً، في حينْ تجتاحني مقدمة فصل كامل من رواية عالم صوفي تبدأ بــ
إن الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح الإنسان فيلسوفاُ جيداً هي قدرته على الدهشة
حقاً ذلك، لكن أنا، أريد أن اكونَ ذلكَ الانسان الذي تدهشه التفاصيل الصغيرة في بلاد الله.
شكراً للرائع محمود في كل شي، وشكراً للقاهرة/ المدينة الرائعة التي قدْ غيرتني لأكونَ بعضاً منْ ذلكَ الإنسانْ الفلسطيني.
شكراً للرائع محمود في كل شي، وشكراً للقاهرة/ المدينة الرائعة التي قدْ غيرتني لأكونَ بعضاً منْ ذلكَ الإنسانْ الفلسطيني.
*لمْ يُسْمَح لي بإلتقاط الصورة حتى أرفقها ولكن الصورة الأصلية محفورة في قلبي.
*ملاحظة: الطريق إلى القدس معبد بالآلام وترفق الصورة التالية حتى إشعار آخر.
قدسية الحرب و الدمار
يوليو 14, 2011
مع إزدياد الحر في بلادي ذات الجو المعتدل وإنقطاع الكهرباء لساعات طويلة، شرود ذهني ورغبةُ عارمة في الإنعزال عن العالم الموجود خارج نافذتي، تعود الذكريات فجأة وسط ذلك الهدوء دون أن أدري من أين ولماذا؟، كنت أتمنى أن تكونَ بعضاً من تلك الذكريات الوردية ولكن الصورة ليست بتلك البشاعة/ إنها بساطة المشهد المدمر وإعتياده في بلادي، مشهدٌ من العدوان* على غزة الذي ما زال راسخاً في العقول وأحتفظ بالكثير من صوره على القرص الصلب / التاريخ: اليوم الثاني للحرب على غزة 28-12- 2008 / التوقيت: صباحُ ذلك اليوم.
ببساطة نمتُ جيداً أثناء الليل بعد يوم دامٍ من القصف العنيف والصدمة التي تجرعها الشعب الغزي من شماله إلى جنوبه وفقاً لحسابات بعض من الطاغية في بلادي، قبل النوم بلحظات لم أكُنْ مدركاً لحجمِ الدمار الذي سيأتي متعاقباً وهول تلك الحرب التي تلوح في الأفقُ القريبْ، المشهد ضبابي ولم أعره اهتماماً وكان كلُ ما يدور في رأسي بعدها هل سيكون هناك دوامٌ مدرسي في اليوم التالي أم لا ؟ .
صحوت مبكراً، الكل نائم والمدينة نائمة وهدوءُ ما قبلَ العاصفة، حملت القهوة في يدي وصعدت الدرجات إلى سطح المنزل، وقفت أراقب، لحظاتٌ معدودة والصورايخ تنهال أمامي على البيت المدمر جزئياً المقابل لنظري، خرافية المشهد وأسطوريته جعلتني أقف متحمساً دون أي سبب يذكر، وتاريخ يكتب بالدمار أمام عيني، إعترتني نشوة المشهد وما بين الفعل ورد الفعل كان لا شيء سوى السكون، ولكني كنت الطرف المشاهد والطرف الذي يتلقى رد الفعل دون أي إستجابة، دخانٌ متصاعد على ارتفاع مئات الأمتار وأنا تحت هول الصدمة في جمود. إيقاع بطيء بلا صوت لأن بساطة الصورة كانت نقية بدون خسائر بشرية وكل ما كان يدور في ذاكرتي، كيف سأعيد رسم هذه اللوحة بعد ذلك وأحكيها مرة أخرى؟ ، وكيف ستكون ردة فعل البعض تجاه الحديث؟، هل سأكون مغفلاً آخر بلا أحاسيس لأني إستمتعت بتلك الوحشية وبعض من الحماس خلال اللحظات المعدودة التي لا تُنسى ؟.
ببساطة نمتُ جيداً أثناء الليل بعد يوم دامٍ من القصف العنيف والصدمة التي تجرعها الشعب الغزي من شماله إلى جنوبه وفقاً لحسابات بعض من الطاغية في بلادي، قبل النوم بلحظات لم أكُنْ مدركاً لحجمِ الدمار الذي سيأتي متعاقباً وهول تلك الحرب التي تلوح في الأفقُ القريبْ، المشهد ضبابي ولم أعره اهتماماً وكان كلُ ما يدور في رأسي بعدها هل سيكون هناك دوامٌ مدرسي في اليوم التالي أم لا ؟ .
صحوت مبكراً، الكل نائم والمدينة نائمة وهدوءُ ما قبلَ العاصفة، حملت القهوة في يدي وصعدت الدرجات إلى سطح المنزل، وقفت أراقب، لحظاتٌ معدودة والصورايخ تنهال أمامي على البيت المدمر جزئياً المقابل لنظري، خرافية المشهد وأسطوريته جعلتني أقف متحمساً دون أي سبب يذكر، وتاريخ يكتب بالدمار أمام عيني، إعترتني نشوة المشهد وما بين الفعل ورد الفعل كان لا شيء سوى السكون، ولكني كنت الطرف المشاهد والطرف الذي يتلقى رد الفعل دون أي إستجابة، دخانٌ متصاعد على ارتفاع مئات الأمتار وأنا تحت هول الصدمة في جمود. إيقاع بطيء بلا صوت لأن بساطة الصورة كانت نقية بدون خسائر بشرية وكل ما كان يدور في ذاكرتي، كيف سأعيد رسم هذه اللوحة بعد ذلك وأحكيها مرة أخرى؟ ، وكيف ستكون ردة فعل البعض تجاه الحديث؟، هل سأكون مغفلاً آخر بلا أحاسيس لأني إستمتعت بتلك الوحشية وبعض من الحماس خلال اللحظات المعدودة التي لا تُنسى ؟.
هذا مشهد وحيد من الصراع الكامل .. البعض قال كلماته الأخيرة بصوت خافت ورحل والبعض مازال يروي حكايته.
أعيد روايته في هذا التاريخ 14-7-2011
هدوء السفر
يونيو 4, 2011
على هامش السفر مستمعاً إلى بعض من موسيقى زياد الرحباني، أكتبُ بجسدٍ مُتعَبْ يشتاق إلى النوم مرتدياً ملابسي، مستعدٌ للسفر في وضعية الجلوس المستقيم أمام جهازي المحمول، أتابعُ بعضاً من التغريدات على تويتر بعضها يحمل أخباراً مهمة والآخر بلا معنى، من قلب المدينة الكبيرة التي كانت ملئية قبل ساعات قليلة بزحمة الناس وعادم السيارات تصرخ بالحياة وتلعن الموت في طرقاتها تثبت لنا أن 7 آلاف عام وما زالت موجودة او مختبئة تحت ظل أبنائها الثوار تنتظر من يعيد شيئاً من البهجة إلى قلوب بلدتها القديمة او من يمسح دموع أرملة شهيد من بقايا ثورة مباركة. هذه التفاصيل الكثيرة لم تنأى بناظري عن مشاهدَ تفصيليةٍ كثيرة في سماء القاهرة أصبحت جزءاً من روتينها الممل ورتيني اليومي في يوم دراسي جامعي خلال سنتين مضت.
مغادراً المدينة الكبرى على خجل تاركاً ورائي أجزاءً من قلبي في قبضة تلك الجميلة الواعدة المتخفية تحت ظل الشخصية الواثقة، ولكن هل تدري ؟ نعم وما أكثر ان تدري. سأتكلم أكثر ولكن الأمر متروك للقدر حتي يحكم بحيله الخفية.
مغادراً المدينة الكبرى على خجل تاركاً ورائي أجزاءً من قلبي في قبضة تلك الجميلة الواعدة المتخفية تحت ظل الشخصية الواثقة، ولكن هل تدري ؟ نعم وما أكثر ان تدري. سأتكلم أكثر ولكن الأمر متروك للقدر حتي يحكم بحيله الخفية.
دقائق أٌخرى في إنتظار السيارة القادمة التي سوف تقلني إلى تلك المدينة التي إحتوتني طوال 18 عاما متتاليا ومزيدٌ من الانتظار، عجباً كيف لا أؤمن بالاستماعٍ إلى ذلك الصوت الملائكي (فيروزْ) وأغانيها في الصباح ولكني أؤمن كثيرا برائحة قهوة أمي التي تعدها في الصباح كل صباح معلناُ بذلك بدء نهارٍ أخر.
بعض من الذكريات الكثيرة التي تحملها مدينتي في شوارعها الفرعية أو بجانب بيت قديم يختزل في قلبي الكثير ولكن الوقت قد حان للرحيل فيبدو بأن السيارة قد وصلت .. إلى لقاءٍ آخر من هناك بجانب البحر.تدوينة طارئة لا أكثر ..
إلى صديقي
نوفمبر 28, 2010
»هذه الكلمات القليلة كتبت في لحظة شوق عارمة إلى بعض الأشياء التي تأبى أن تغادر ذاكرتي.
هذه النبتة العجيبة المسماة بالروزماري أو إكليل الجبل، لها هوية غريبة جذبتني رائحتها، فإن أول ما يجذب ناظريك عند دخول حديقتي التي أصبحت بعيدة – كثرة وجود هذه النبتة التي لا تذبل أبدأ وتبقى خضراء طيلة أيام السنة، شيءٌ من الصورة قد يفي بالغرض لعلي أصادفها في هذه المدينة المكتظة.
لم أدرك هويتها العجيبة إلا عندما فقدتها – معاني الأشياء تتجدد في الذاكرة لتتربط بأحاسيس وذكريات كثيرة ولكنها لا تتغير.
لم أدرك هويتها العجيبة إلا عندما فقدتها – معاني الأشياء تتجدد في الذاكرة لتتربط بأحاسيس وذكريات كثيرة ولكنها لا تتغير.
شكراً لصديقي طاهر الذي إلتقط هذه الصورة بأبعادها الجميلة دون أن يدري أنها قد تكون سبباً كافياً لتقديس الحياة على أرض غزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق