السبت، 3 أكتوبر 2015

 

نشر بتاريخ: 03/10/2015 ( آخر تحديث: 03/10/2015 الساعة: 10:58 )
250
بيت لحم- ترجمة معا - نجح الامن الاسرائيلي حتى اللحظة في عزل الضفة الغربية وإبعادها عن موجات العنف المتلاحقة التي تضرب مدينة القدس لكن اصوات " فتحاوية" كثيرة سمعت مؤخرا تدعو الى العودة لتنفيذ العمليات " الإرهابية وعدم الاكتفاء بإلقاء الحجارة ما جعل الاوضاع هشه ومتفجرة في ظل تراجع اهمية الاجراءات التي اتخذها " الجيش الإسرائيلي لمواجهة " الارهاب" .


بهذه المقدمة المكثفة وشديدة التحديد استهل المراسل العسكري لموقع " والله" ألعبري امير بحبوط " تقريره المنشور اليوم " السبت على الموقع المذكور .


وقال " بوخبوط في تقريره " لم يخرج خطاب ابو مازن الذي القاه هذا الاسبوع امام الجمعية العمومية عن المتوقع وساد المؤسسة الامنية الاسرائيلية تقديرات مفادها بان من وصف التنسيق الامني مع اسرائيل قبل عام بالمقدس وتحمل لاجل ذلك انتقادات حادة وسامة انطلقت نحوه من ارجاء الساحة السياسية الفلسطينية الاربعة لا يمكنه سوى استغلال منصة الامم المتحدة للتهديد فقط ليس اخراج " ارنب من قبعته " يؤدي الى اسقاط اعضاء الجمعية العمومية من فوق مقاعدهم وبكل تأكيد هذا الارنب لن يؤدي الى سقوط اسرائيل حتى وان كان ينوي تحديد جدول زمني لوقف التنسيق مع اسرائيل فقد عملت اسرائيل عبر الية ضغوط مكثفة عبر الادارة الامريكية لإجباره على ترك هذه الافكار وبهذا تحول خطاب ابو مازن الى نص فارغ لا اهمية له من الناحية السياسية " حسب قول الكاتب .


"وخلافا للمستوى السياسي الاسرائيلي " ألمرتاح دخل المستوى الامني الاسرائيلي حالة التأهب والتهيؤ وساد اوساط رجال الاستخبارات والجهات المسئولة عن التنسيق والارتباط مخاوف من تفسير جهات " متطرفة " كانت حتى اليوم مطاردة من قبل الامن الفلسطيني او تم الاحتفاظ بهم على " نار هادئة" خطاب ابو مازن كإطلاق " اللجام" او اشارة مخفية لإطلاق سلسلة عمليات قاتلة وهذه المخاوف وجدت ترجمتها في عملية بيت فوريك الاخيرة التي ادت الى مقتل مستوطن وزوجته حيث نجح " الإرهاب الفلسطيني في ان يضرب وينجح في هذه المرحلة على الاقل في النجاة من ايدي الشاباك و والجيش " .حسب تعبير المراسل العسكري للموقع الالكتروني الذي نقلنا اقواله دون تصرف .


تفاخرت اجهزة الامن الاسرائيلية حتى اللحظة بنجاحها في ابعاد الضفة الغربية عن نيران " العنف" المستعر في مدينة القدس حيث فشلت الاحداث الجارية في محيط المسجد الاقصى في اخراج جموع الفلسطينيين المتعبين وفاقدي الامل في الضفة الغربية الى الشوارع .


وبتوصية مباشرة من المستوى العسكري و " الشاباك " شرع المستوى السياسي الاسرائيلي بالاتصال والتواصل المباشر مع السكان الفلسطنيين عبر تقديم التسهيلات المباشرة مثل حرية الحركة في شوارع الضفة الغربية ، دخول الفلسطينيين البالغين الى اسرائيل دون تصاريح ، زيادة عدد العمال المسموح لهم العمل داخل المستوطنات ، زيادة عدد تصاريح التجار المسموح دخولهم الى اسرائيل ، تحريك مشاريع اقتصادية تهدف الى الحد من نسبة البطالة ، وهذه الصيغة حققت المرجو منها نسبيا بالتوازي من تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ومحددة جدا وتنفيذ اعتقالات والحصول على معلومات استخبارية نوعية نجحت الطريقة في الحفاظ على مستوى " مقبول" من العنف ووضع امني معقول في الضفة الغربية .


الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية على رأس الاولويات


رغم فشل " شبان القدس" في نقل " عدوى اليأس" الى شبان الضفة الغربية هناك ظاهرة جديدة بدأت تطفو على السطح وتزداد قوة وتهدد حالة الاستقرار وتتمثل بدعوات تطلقها جهات " متطرفة " داخل حركة "فتح" منذ فترة تطالب بالعودة الى تنفيذ العمليات العسكرية وعدم الاكتفاء بالمظاهرات وعمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة بل الانتقال الى عمليات عسكرية حقيقية او كما يطلق عليها المراسل " عمليات ارهابية حقيقية ".


يعارض كبار قادة السلطة وعلى رأسهم ابو مازن بشكل قاطع هذا التوجه لأنهم يدركون ويفهمون بان هذا الامر سيؤدي الى انهيار كل ما بنوه خلال السنوات العشرة الماضية لكن يبدو ان ابو مازن يقصد في احاديثه امر مختلفا عما يفهمه الشارع من هذه الخطبات لهذا فقد تغير الميدان وحتى في ظل غياب اوامر عليا واو تنظيم قوي وحتى وان كانوا لا يسمون ذلك انتفاضة فقد باتت الاجواء اكثر عنفا وتطرفا تفجرا .


واكبر المخاوف الاسرائيلية تتمثل في اعطاء حركة فتح اشارات بوجود مكان ومتسع لاعمال " العنف" وعودة رجال " التنظيم لحمل السلاح حينها تصبح طريق الصدام المباشر بين اسرائيل والسلطة قصيرة جدا وفي هذه الحالة سيتم وقف التنسيق الامني وسيشغل الغاضبون واليائسون الفلسطينيون الفراغ الناشئ وحينها ستشتعل شوارع الضفة الغربية لذلك ولهذه النتيجة يقف على رأس سلم اولويات الحكومة الاسرائيلية محاولة الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية خلافا لكل التوقعات دربت قيادة المنطقة الوسطى قواتها على التعامل مع اقسى سيناريو يتمثل في انهيار التنسيق مع السلطة .


لن يهدا الميدان قبل ان تبدأ مفاوضات سياسية حقيقية :

تحاول المؤسسة الامنية الاسرائيلية الحفاظ على الوضع القائم بين المستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية ونشر الجيش الاسرائيلي في اعقاب عملية "بيت فورويك " الاخيرة اربعة كتائب عسكرية وجرت عمليات اعتقال ضد جهات " تحريضية " وهناك جهود امنية لمنع المستوطنين من نشطاء اليمين المتطرف من تنفيذ عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين ورغم نجاح الامن الاسرائيلي في احتواء العملية الارهابية التي شهدتها قرية "دوما" الفلسطينية فمن غير المضمون ان ينجحوا في احتواء عمليات مستقبلية .


واخذت وسائل الامن الاسرائيلية في النفاذ وهم يعملون الان على تأجيل النهاية فقط وتقول الاوساط العسكرية الرفيعة داخل الغرف المغلقة بان الميدان لن يعود للهدوء قبل الشروع في مفاوضات سياسية حقيقية .


وحين تسأل هذه الاوساط العسكرية لماذا لا تقولون هذا الامر بشكل علني ؟ يجيبون بالتالي " نحن نقول ذلك لمن يجب ان يسمعه ".


واخيرا ورغم العملية الاخيرة نجح الامن الاسرائيلي في وضع اصبع على ثقب جديد في السد الذي يمنع انطلاق موجة عمليات متلاحقة وهذا النجاح مؤقت ومن يعتقد غير ذلك فهو كمن يدفن رأسه في الرمل .

ليست هناك تعليقات: