الثلاثاء، 11 يناير 2011

مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى2010:



مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى2010:

مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى2010:
مساحات فنية ..... لوحات لتمازج الثقافات الإنسانية



يجسد مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى بلوحاته الفنية الراقصة واحة لتمازج الثقافات الشرقية والغربية ومحطة التقت فيه الثقافات الإنسانية روحا وجسدا من خلال الرقص والموسيقى، موفرا بذلك أيضا مساحة من الفرح والأمل في الأراضي الفلسطينية وكذلك فرصة للتعبير عن الحقوق ورفض الظلم. مهند حامد زار المهرجان ويعرفنا به.


جانب من فعاليات المهرجان، الفرقة الجورجية، الصورة: مهند حامد
Bild vergrössern "المهرجان يعزز التعددية الفكرية ويغذي الروح الثقافية في الأراضي الفلسطينية"
يعتبر مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى أضخم المهرجانات الفنية في الأراضي الفلسطينية وتشارك فيه فرق فنية من جميع أرجاء العالم وينظم المهرجان في نسخته الثانية عشرة تحت شعار "الحقوق المائية الفلسطينية". ويقوم على تنظيم هذا التظاهرة الفنية مركز الفن الشعبي، حيث نظمت فعالياته في مدن رام الله والخليل وجنين وبيت لحم من19 إلى 24 من شهر تموز/يوليو الجاري.

وفي كلمة افتتاح المهرجان أشارت إيمان الحموري مديرة المهرجان ومركز الفن الشعبي"بأن المهرجان يحاول في كل عام أن يفتح النوافذ على الثقافات العالم المختلفة، جالبا أهم فرق الموسيقى والرقص بتنوعها رافدا الفضاء الفلسطيني بأجمل العروض وبمحاولة حثيثة لكسر الروتين ونشر الوعي الثقافي والفني وفك العزلة باتجاه التفتح والنمو والتطوير".

مهرجان "الفرح والانفتاح الثقافي"
جانب من حضور المهرجان، الصورة: مهند حامد
Bild vergrössern المهرجان يشكل فرصه للترفيه عن المواطنين الذين يعانون من ألم السياسة والواقع


واعتبرت سهى البرغوثي رئيسة مجلس إدارة مركز الفن الشعبي القائم على المهرجان بأن الرقص والموسيقى والفن والإبداع مسألة مهمة وأداة للتواصل بين الثقافات وحضارات العالم وأيضا وسيلة لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني. وأضافت قائلة: "نحاول جلب الإبداعات والثقافات من العالم للشعب في الداخل".

وترى البرغوثي أن المهرجان يعزز من التعددية الفكرية ويغذي الروح الثقافية في الأراضي الفلسطينية ويضيف شيئا إيجابيا لها ويطرح شعار التطور الثقافي والتعددية وقبول الآخر، كما يعزز الانفتاح الثقافي. واعتبرت المهرجان أيضا فرصه للترفيه عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الألم والقهر والقمع. وفي هذا الإطار أيضا بينت البرغوثي أن المهرجان تعرض لبعض المضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي من خلال تعطيل تأشيرات الدخول لبعض الفرق والفنانين للأراضي الفلسطينية للمشاركة في المهرجان.

قضايا مجتمعية بمعالجة فنية
قصر الثقافة في رام الله، الصورة مهند حامد
Bild vergrössern قصر رام الله الثقافي يشكل مركزا مهما للنشاطات الثقافية في الأراضي الفلسطينية


ومن خلال الفن والموسيقى والإبداعات يحاول المهرجان في كل عام تسليط الضوء على قضية مجتمعية ترتبط بهموم الناس ومعالجتها ونشر الوعي المجتمعي المحلي والدولي حولها بأسلوب من المرح والرقص والغناء. واختار المهرجان في دورته الحالية كما أشارت البرغوثي قضية الحقوق المائية الفلسطينية، مشيرة إلى أن المواطن الفلسطيني يعاني من شح في المياه بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مصادر المياه الذي استولى على ما يقارب 80 في المائة من مياه الآبار الجوفية الفلسطينية. وفي ضوء هذه المعطيات يحصل المواطن الفلسطيني على حصة ضئيلة جدا تكاد لا توفر له احتياجاته الأساسية، بالإضافة إلى قضية تلوث مياه غزه التي لا تصلح الشرب. ولذا كان هذا الموضوع مناسبا لتسليط الضوء على الجانب الإنساني له ومحاولة كسب تأيد العالم في هذه القضية، كما تقول البرغوثي.

ويشكل المهرجان نافذة على الحداثة في الثقافة ويشكل إضافة نوعية للثقافة الفلسطينية. كما أكدت البرغوثي أن هناك ثقافة وإبداعا فلسطينيا وأن المهرجان هو محاولة لنقل رسالة للعالم بأن الفلسطينيين لديهم قضية عادله ولديهم ثقافة وحضارة، معبرة في الوقت ذاته عن آمالها في أن يتم التفاعل مع مسألة التطوير الإبداعي والثقافي.

"لوحات من التراث الفني الإنساني"
من فعاليات المهرجان، الصورة: مهند حامد
Bild vergrössern فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي تستلهم في غنائها ورقصاتها لوحات من التراث الفني الإنساني والتراث الفلسطيني خاصة


وبمشاركة ثقافية عربية وغربية اكتسى المهرجان طابعا خاصا، فمن مشاركة فرقة مسرح الرقص الجورجي "ليجاسي" التي تقدم رقصات من وحي الثقافة والتراث الجورجي التي أضافت جوا من المرح على وجوه الحاضرين، إلى مشاركة الفنان الفرنسي الجزائري الأصل الشاب "فضيل" التي تحاكي أغانيه قضايا اجتماعية مهمة وتعبر آمال واحباطات جيل كامل من المهاجرين في أوروبا، شكلت جميعها لوحة تمازج فيها الشرق بالغربي.

كما شاركت في فعاليات هذا المهرجان الفنانة الفلسطينية المغتربة في المملكة المتحدة شادية منصور التي تغني الراب والهيب هوب" وكذلك فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي تستلهم في غنائها ورقصاتها لوحات من التراث الفني الإنساني والتراث الفلسطيني خاصة في بناء أعمالها الفنية المعاصرة لإحداث التغير في المجتمع وكذلك إيمانها ببناء الجسور الثقافية مع العالم من خلال مزيج من الرقص المستوحى من الفلكلور الفلسطيني الذي يعبر عن روح التراث الشعبي وعن الثقافة الفلسطينية المعاصرة.

وأقيم أيضا على هامش المهرجان معرض "فلسطين في عيونهم" الذي ضم لوحات فنية تعرض فلسطين بعيون الشباب، وهو مشروع لتشجيع الشباب على الرسم وعرض لوحاتهم وتطلعاتهم وتصوراتهم. كما جمع المعرض فنانين من المواطنين العرب في إسرائيل وكذلك الشتات الفلسطيني وغزه ومن أوروبا، وفق ما أوضحته سهى خفش مديرة المشاريع الثقافية والفنية في المجلس الثقافي البريطاني .

المهرجان بعيون حاضريه
جانب من فعاليات المهرجان، الفرقة الجورجية، الصورة: مهند حامد
Bild vergrössern يقوم على تنظيم المهرجان مركز الفن الشعبي، حيث نظمت فعالياته في مدن رام الله والخليل وجنين وبيت لحم من19 إلى 24 من شهر تموز/يوليو الجاري


واعتبر محمد فراج من مخيم بلاطة في مدينة نابلس أن إقامة هذه المظاهرة الثقافية مهمة لنا كفلسطينيين لأننا نعيش حاله من التعب والتقهقر في المجتمع بشكل عام ويوفر لنا مساحه للتعبير عن انفعالاتنا وهمومنا من خلال الرقص والغناء، معبرا عن سعادته بإقامة مثل هذه المهرجانات "التي نستطيع من خلالها أن نذهب للعالم وأن يأتي العالم إلينا من خلال الأدب والثقافة"، وفق قوله.

وأما البلجيكية كريستي من نشطاء السلام التي كانت حاضرة في افتتاح فعاليات المهرجان فقد عبّرت عن إعجابها في الأسلوب المتحضر في التعبير عن حقوق الفلسطينيين وخصوصا قضية المياه وآمالهم في الحرية من خلال التعبير عنها على شكل لوحات فنيه راقصة وغنائية على خشبة المسرح، معتبرة ذلك نموذجا للنضال السلمي المدني البعيد عن العنف، وأضافت أن ذلك يعكس مدى تطور وانفتاح ثقافة الشعب الفلسطيني على ثقافات العالم.

يشار إلى أن مركز الفن الشعبي الحاضن للمهرجان الذي تأسس في العام 1987 محطة لخلق مناخات ثقافية وإبداعية جديدة تسهم في الارتقاء بعلاقة أفراد المجتمع بالثقافة والفنون وتعزيز دورها في بلورة الشخصية الوطنية والفنية لفرق الرقص والموسيقى والغناء في فلسطين .

مهند حامد- رام الله
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010

ليست هناك تعليقات: