الثلاثاء، 25 يناير 2011

الطيب عبد الرحيم: أي مساس بوحدة "فتح" يصب في خانة الاحتلال

الثلاثاء يناير 4 2011

الطيب عبد الرحيم يلقي كلمة خلال مهرجان بيزيت

رام الله - وفا،- أحيت حركة "فتح" في منطقة بيرزيت، الليلة الماضية، الذكرى الـ 46 لانطلاقتها، في مهرجان أقيم في البلدة، بمشاركة أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم.







وقال أمين عام الرئاسة، إن الثورة جاءت امتدادا لثورات شعبنا السابقة لتصحيح المسيرة والمسار بعد أن حاول الكثيرون المتاجرة بالقضية أو استغلالها لمصالح إقليمية، كما جاءت لتؤكد أن شعبنا يريد وطنه وحقه، وأن يكون له مكانا يعيش فيه فوق أرضه وترابه.







وأضاف عبد الرحيم، أننا 'قدمنا في مسيرة الثورة الكثير من الشهداء القادة العظام، مجهولين وغير مجهولين، وعشرات الآلاف من الجرحى والشهداء والمعتقلين، وعلى رأسهم الشهيد القائد ياسر عرفات، وقدمنا كذلك كل ما نملك، وكل إمكانياتنا، دفاعا عن امتنا العربية والإسلامية'.







وتحدث عبد الرحيم عن مواقف الرئيس محمود عباس والقيادة الثابتة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وحل عادل لقضية اللاجئين، والإفراج عن كافة معتقلينا في سجون الاحتلال .







وجدد أمين عام الرئاسة، التأكيد على المحافظة على الثوابت الوطنية، خاصة أن انطلاقة حركة فتح كانت امتدادا لثورات شعبنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذه الثورة والنضال لم يتوقف أبدا ولن يتوقف إلا بنيل كامل حقوق شعبنا التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية .







وقال، إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهدا خلق العقبات والذرائع للتهرب من الاستحقاقات المترتبة عليه في خطة خارطة الطريق، وقرارات الشرعية الدولية، وأهم هذه العراقيل إضافة إلى الاستيطان وجدار الفصل العنصري، العمل على تكريس الانقسام في وطننا وبين أبناء شعبنا، ونقول لهؤلاء الذين يساهمون في تحقيق مخططات الاحتلال أنه آن الأوان لأن ينتهي هذا الانقسام وأن شعبنا إذا سكت يوما فلن يسكت طوال الدهر، ونقول لهم لقد اتضحت الأمور ومن يصر على هذا الانقسام إنما يقف في خندق الاحتلال وأثبتنا أننا حريصون على الوحدة من منطلق أن الوحدة سبب انتصارنا وهذا ما آمنت به فتح.







ولقد وقعنا على الورقة المصرية حرصا منا على وحدة الوطن، ومطلوب من حركة حماس التوقيع عليها لانجاز المصالحة الوطنية خدمة لمصالح شعبنا.







وأضاف عبد الرحيم: 'يقولون إننا نعتقل المجاهدين، نتحدى ذلك لأن سلاحهم ليس موجها ضد الاحتلال وإنما موجه نحو السلطة الوطنية الشرعية، ونتحدى أن يكون هناك مضربون عن الطعام في سجون السلطة، والذين يضربون عن الطعام هم مناضلي فتح في سجون الانقلابيين في غزة، ممن لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بالاستعداد لمواجهة العدوان المقبل أو الذي يخطط له أو الذي نسمع عنه في قطاع غزة'.







وتابع: 'كما أن هناك مؤامرات أخرى يخطط لها الاحتلال لكي تتراجع القضية الفلسطينية وتصبح ثانوية وليس لها أولوية، كالذي يحدث في لبنان من معركة طائفية دينية وهناك مؤامرة ثالثة وهي تقسيم السودان وإشاعة حرب أهلية هناك ونسأل الله عز وجل ألا تحدث وأن تتوقف كل النوايا الخبيثة لتقسيم السودان، كما أن هناك دولا عربية تتعرض لمخاطر مثل ما يحدث في اليمن بوجود ما يسمى الحراك الجنوبي والحوثيين والقاعدة في اليمن أخطر من أفغانستان وهناك أيضا ما تتعرض له الطوائف المسيحية في العراق من مجازر، وما تعرض له الفلسطينيون في العراق من بعض الفئات الإقليمية'.







وقال عبد الرحيم إن هناك مخططات أخرى حتى لا تكون قضيتنا على رأس الأولويات وحتى تتراجع إلى الخلف، وكل ذلك مخطط ومدروس.







وشدد على أن الثورة استطاعت أن تكون ثورة لكل الشعب بكل أطيافه السياسية والدينية والاجتماعية للدفاع عن أرضنا والحفاظ عليها، والثورة باقية ومستمرة وستظل تتناقلها الأجيال القادمة حتى رفعها علم فلسطين فوق مساجد وكنائس القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، والراية لم تسقط من يدها أبدا إلا برفعها فوق أسوار القدس وكنائسها.







وأوضح أن علينا أن نتعرف على موطئ أقدامنا في المنطقة التنظيمية في بيرزيت وعلى الخطوات القادمة، مستندين إلى تجاربنا المريرة في مواجهة هذا الغزو.







وأشار عبد الرحيم إلى الظروف الصعبة الموجودة في المنطقة نتيجة تعنت الحكومة الإسرائيلية وتهربها من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، خاصة استمرارها في الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري، مؤكدا أن السلطة الوطنية لم تقبل التفاوض حتى يتوقف الاستيطان.







وأوضح أن قضيتنا تواجه صعوبات أخرى نتيجة تراجع الدور الأميركي الذي لمسناه مؤخرا، بعد تحول وعودها إلى مجرد أقوال، لافتا إلى أنه رغم هذه الظروف الصعبة، إلا أن شعبنا يجب أن لا يحبط، وأن يستمر في شحذ الهمم، وعلينا أن نكون واعين لكل خطوة نخطوها.







وقال عبد الرحيم إن لدينا ثلاثة استحقاقات حتى إذا ما جاء أيلول المقبل وهو الموعد النهائي لمفاوضات الحل النهائي، نكون قد أنجزنا بناء مؤسسات دولتنا وهذا ما تعمل عليه حكومتنا بتوجيهات من الرئيس محمود عباس .







وأضاف: 'نقول لمن أطلق الآمال في الأمم المتحدة بأن الآمال على الأرض متحققة وأنه لا بد من موقف حازم وواضح وجازم بأن الدولة لا بد أن تقوم وذات سيادة كاملة على أرضنا'.







وتابع: 'أقول لأصحاب الأحلام أنهم لو أرادوا لاستطاعوا، الذين قالوا إننا نأمل أن نرى دولة بعضوية كاملة في الأمم المتحدة خلال العام المقبل، أقول لهم إننا نعمل وعليهم أن يؤكدوا رغبتهم وقدرتهم في أن تتحول هذه الآمال إلى حقائق على الأرض'.







وأضاف:' نحن جادون في الإيفاء بالتزاماتنا بإقامة مؤسسات دولتنا والعالم يقف معنا، وما اعترافاته بدولة فلسطينية إلا تأكيد على صحة ما أقول وأن العام بدأ يضجر من هذا الاحتلال الذي يشكل آخر صور للاحتلال في القرن الماضي وفي هذا القرن وكل الشعوب نالت استقلالها إلا الشعب الفلسطيني وهذا ما يقال في أروقة مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة'.







وتابع عبد الرحيم: 'رغم كل الصعوبات والعراقيل والمؤامرات ضد شعبنا، فإنها لم تثن عزيمته ولم تفقده إصراره على إقامة دولته، ونحن الآن في 'اللفة' الأخيرة وعلينا أن نكون ثاقبي البصيرة وأن نصل إلى نقطة الهدف والنهاية التي لا تكون إلا بالصلاة في المسجد الأقصى وفي كنائس القدس'.







وقال :' في هذه الذكرى العظيمة لانطلاقة فتح، انطلاقة الثورة المعاصرة يحتفل كل شعبنا بها مجددا العهد أن يظل متمسكا بثوابتنا، الثوابت التي قضى من أجلها شهداءنا الأبرار وعلى رأسهم القائد الشهيد ياسر عرفات'







ودعا الطيب عبد الرحيم إلى الالتفاف حول القيادة والرئيس محمود عباس الذي يسير على خطى الشهيد الراحل ياسر عرفات، مؤكدا أن فتح حريصة على الوحدة من منطلق أن الوحدة ضمان انتصار قضيتنا وهو ما آمنت به فتح منذ انطلاقتها.







وحذر عبد الرحيم من أي محاولة للمساس بوحدة حركة فتح التي لا تخدم إلا المخططات الإسرائيلية، و'التجارب تؤكد أنه ما دامت فتح بخير فإن مسيرة شعبنا بخير، ومنظمة التحرير وفصائلها كلها بخير'.







وشدد على أن بلدة بيرزيت هي رمز للوحدة والتآلف والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، وشكلت دائما نموذجا يحتذى به للوحدة بين المسلمين والمسيحيين، وكانت على مر السنين أمثولة يحتذى بها في النضال الوطني 'لأننا شعب واحد نتطلع إلى الحرية والاستقلال، ليس بنا من هو منغلق أو متقوقع، لنا هدف واحد ووطن واحد في مستقبل واحد'.







بدوره، شدد واصل أبو يوسف، في كلمة القوى الوطنية، على دور حركة 'فتح' في قيادة النضال الوطني، 'كونها الممثل الوحيد لشعبنا، وستبقى منظمة التحرير الممثل الوحيد والشرعي لشعبنا'.







ودعا إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، من خلال توقيع حماس على الورقة المصرية، مؤكدا أن المراهنة على الانقسام مشروع فاشل أمام مشروعنا الوطني، 'ووحدتنا الوطنية أهم ما نملك في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته'.







من جهته، قال مانويل مسلم من موقع بيرزيت إن فتح كانت سباقة في النضال من أجل قضية فلسطين لإقامة الدولة المستقلة، وهي ما زالت محافظة على الثوابت، مشددا على أهمية تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام بين شطري الوطن.







واقترح أن يكون عيد الميلاد الذي يسبق الاحتفال بانطلاق حركة 'فتح'، عيدا للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، 'لإعطاء المسيحيين حقهم ليحسوا ببلدهم وشعبهم'.







كما جرى احتفال لنفس المناسبة في مخيم الجلزون، بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' توفيق الطيراوي، ووزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب، وحنان مسيح، وهيثم عرار من المجلس الثوري لحركة 'فتح'.







وألقى خلال الاحتفال محمود مبارك كلمة حركة 'فتح' في مخيم الجلزون، كما تخلله عدة فعاليات احتفالية، ودبكة الشعبية.





ليست هناك تعليقات: