السبت، 29 يناير 2011

الليل في أنهار بغداد

الليل في أنهار بغداد

الثلاثاء 21 صفر 1432 الموافق 25 يناير 2011

بغداد



وردتنا الحزينة



تاريخنا المعروض



في سوق الهزيمه



بغداد



يا وطن الرياحين القتيله



الليل يخفي شمس حاضرنا



ويشعل جمر غربتنا الخجوله



***



بغداد



تحترق الحمائم



في لياليك الطويله



وتموت فيك



قصائد الغزل الجميله



الأرض تصحو من أنوثتها



وتزهر ثورة



بين الفصول المستحيله



***



بغداد



ترسم ظلها



جسدا على أسوار قلعتنا القديمه



وتسافر الأمجاد في أسمائها



وعلى ضفاف الفجر



تنفجر البطوله



***



بغداد



يا روض البنفسج والسكينه



أزهار حزنك



فوق شرفتها تنادينا



وتغزل عيدها



قمرا على باب المدينه



***



بغداد



ترتحل النوارس



مرة أخرى



إلى جزر الرحيل



لتحمل الحزن المرابط



في حكايات الطفوله



***



بغداد



مفترق الطرق



بغداد



ترتاح القوافل



بين عينيها



وترحل للأفق



بغداد



تغترب الرسائل



في وداعتها



وتحلم بالشفق



***



بغداد



رحلتنا الأخيره



بغداد



تحترف البلابل



شهوة الأحزان



في المدن الأسيره



بغداد محنتنا الكبيره



بغداد



تغتال القبائل



سيرة الأحلام



في عين الأميره



بغداد



رحلتنا الأخيره



***



بغداد



يا طيرا يسافر



في بريد العاشقين



بغداد



تنكسر البداوة



في دموع الياسمين



الآن تكتمل العباره



الآن تكتمل العباره



بغداد



نبض القلب



في رحم الحجاره



بغداد



صورتنا المعاره



***



بغداد



ميلاد النهار



على مراثينا الغريبه



بغداد



سيرتنا الكئيبه



بغداد



أشواق المحب



إلى رذاذ الزهر



في ثغر الحبيبه



***



بغداد



ما زلنا هنا



نبكي على الكلمات والشهداء والذكرى



وما زلنا نبيع الورد والتاريخ



في أسواقنا الكبرى



وما زلنا نقول الشعر



في عشق النساء



ما زال في أحلامنا شجن



وما زلنا نخاف من الضياء



والأرض ترفضنا



ويرفضنا المساء



ما زال في أشلائنا وطن



يحن إلى الرثاء



ما زال في أحداقنا دمع



وفي يدنا سماء



بغداد



ما أحلى البكاء



ما أجمل الأحزان



في ليل البقاء



بغداد



في غدنا



وفي لون الدماء



بغداد



في الطرقات



في الأشجار



في شكل الهواء



بغداد



ما زلنا نسافر



بين أنهار الشجون



وبين أسوار الشقاء



بغداد



ما زلنا نفتش في العواصم



عن حضارتنا



وما زلنا نفتش في الوصايا



عن بقايا الكبرياء



***



بغداد



يزداد الوضوح غرابة



في صمتنا



يزداد لون البحر ملحا



في خطانا



يزداد شكل الورد جرحا



والحزن في أصواتنا



والحزن في أسمائنا



والحزن في أشلائنا



والحزن في أشعارنا



والحزن في أجفاننا



والحزن في عشب الحقول



والحزن في شدو الحمام



وفي الأصيل



بغداد



يمنعنا الكلام عن الكلام



بغداد



تختصر الشوارع ليلها



وتنام في عرش الغمام



بغداد



نخلتنا الشريفه



بغداد



ريح المجد



في الشرف المنيفه



يا سادتي



هذي الحضارة كذبة



بين القذيفة والقذيفه



فدعوا العروبة تكبر



ودعوا البداوة بيننا تتحضر.



ليست هناك تعليقات: