الأحد، 23 يناير 2011

ظروف اغتيال خليل الوزير!!



ظروف اغتيال خليل الوزير!!



بقلم:سماك العبوشي
من منكم لا يذكر القائد الشهيد خليل الوزير، الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية بعد الشهيد المغدور أبي عمار، هو أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وهو عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية "أيام عزها وفاعليتها ومجدها"، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، علاوة إلى أنه أحد مهندسي الانتفاضة المباركة ومن أشد القادة المتحمسين لها!!.



لا أدري حقيقة كيف قفز حادث اغتيال الشهيد خليل الوزير "رحمه الله" إلى ذهني، ذاك الرجل الذي احتار بأمره الكيان الصهيوني وحاول اغتياله من قبل لثلاث مرات وفشل، فالذكرى الثانية والعشرين لاستشهاده لم يأت أوانها بعد، لكنني وفي زحمة تداعيات وتطورات ثورة الجياع والمحرومين في تونس الخضراء وقطافهم لثمرة جهادهم المرير لنيل حريتهم وكرامتهم من بطش الطاغية المستبد زين العابدين بن علي، تذكرت فجأة بأن اغتيال الشهيد أبي جهاد كان قد تم على أرض تونس الخضراء وإبان فترة رئاسة طاغيتها الذي فرّ مذعوراً هارباً من بطش أبناء شعب تونس البواسل!!.



وفي المقابل، فإنني بما أكتبه الآن فإنني تالله لا أدعي بأنني محقق عدلي أو خبير قانوني جنائي، كما ولم أعمل يوماً في أجهزة الأمن وكشف ملابسات الجرائم والاغتيالات، كما ولا أمارس دور شرلوك هولمز الذي اشتهر بإماطته للثام القضايا وكشف المستور، غير أنني أسعى إلى إثارة جملة تساؤلات عن ملابسات اغتيال الشهيد الخالد استناداً لجملة وقائع وشواهد للاستدلال من خلالها بأن هناك تربصاً وترتيباً مبيتاً ومعداً قد تم باغتيال الشهيد خليل الوزير، ولا أستبعد – من منطلق مسرح الجريمة ووقتها - أن يكون لرئيس النظام التونسي المخلوع والهارب ضلع كبير فيها!!، وأدناه ألخص لكم بنقاط ما كانت قد تحدثت به الأنباء في وصف حادث الاغتيال وكما يلي:

أولاً ... إن عملية الاغتيال قد اشتركت فيها أربع قطع بحرية منها سفينة حراسة كانت من نوع "كورفيت corvette"، كانت قد حملت على ظهرها طائرتي هليكوبتر لاستخدامها للنجدة وإخلاء المصابين والجرحى إذا ما تطور الأمر واقتضت الحاجة، هذا كما وتحمل إحداها مستشفى عائما، كما واكبت القطع البحرية تلك طائرة قيادة وطائرة أخرى للتجسس والتعقب، حيث رست القطع البحرية "بضمنها طائرتي الهليكوبتر" ليلة الاغتيال على مقربة من المياه الإقليمية التونسية!!.!!.

ثانياً ... إن من أشرف على قيادة عملية الاغتيال تلك عدد من كبار العسكريين بينهم اللواء إيهود باراك واللواء أمنون شاحاك رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية!!.

ثالثاً... بدأت عملية الاغتيال بنزول عناصر الوحدات الصهيونية النخبوية (سرية قيادة الجيش الصهيوني "سييرت متكال" بالتعاون مع الكوماندو البحري الصهيوني) من السفن بواسطة قوارب مطاطية ووصلوا إلى الشاطئ، حيث كان لا يبعد بيت الشهيد "أبو جهاد" إلا خمس كيلومترات عن الشاطئ، فيما كان بانتظار تلك المجموعة عملاء للموساد وسيارات مستأجرة!!.

رابعاً ...تؤكد الأنباء بأنه قد تم اغتيال حارس كان يحرس بيت أبي جهاد قبل أن تقتحم المجموعة الدار وتغتال الشهيد بعد الساعة الثانية من فجر يوم السادس عشر من نيسان / أبريل عام 1988!!!.

خامساً ... ذكرت التقارير الإخبارية بأن صوت إطلاق الرصاص كان قد أيقظ سكان الحيّ برغم استخدامها لكواتم صوت، وأن تلك المجموعة قد استطاعت تضليل الشرطة المحلية وأبلغتهم بأن منفذي العملية قد هربوا باتجاه مركز المدينة، فيما كانوا متجهين نحو البحر، حيث ترك عملاء الموساد السيارات المستأجرة في تونس وغادروا مع القوة العسكرية المتخفية، هذا كما أكدت السيدة انتصار الوزير- زوج الشهيد- بأنها قد تمكنت من عد 24 مسلحاً ممن شاركوا في جريمة الاغتيال!!.



ذاك لعمري ملخص سريع لسير وظروف عملية الاغتيال الغاشم، نقلاً عما نشر في وكالات الأنباء العالمية بعد الحادث مباشرة أو في مناسبات عديدة لذكرى استشهاد القائد الشهيد خليل الوزير!!.



وإزاء ما تقدم من نقاط أعلاه فإن جملة من التساؤلات الملحة والعاجلة تطرح نفسها في ظروف وملابسات الاغتيال:

أولاً ... كانت تونس الخضراء قد اختيرت لتكون مقراً جديداً لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وكوادرها القتالية المنسحبة من بيروت وذلك بعد صمود رائع للمقاتلين الفلسطينيين وقياداتهم أمام اجتياح القوات الصهيونية الغاشمة والذي استمر لمدة ثمان وثمانين يوماً متواصلة، وأتساءل:

1- لـِمَ اختيرت تونس تحديداً لتكون مقر انسحاب قيادة منظمة التحرير وكوادر مقاتليها الأبطال، بعبارة أخرى،لـِمَ لم يتم اختيار الجزائر أو السودان أو ليبيا أو المغرب مثلاً على اعتبار نقلهم بحراً!؟.

2- من كان صاحب القرار باختيارها!؟.

ثانياً ... في نظرة سريعة لوصف سير عملية الاغتيال وطول زمن استغراقها، فإن جملة من التساؤلات تطرح نفسها أيضاً:

1- من الذي اختار الحي الذي كان فيه بيت الشهيد خليل الوزير!؟.

2- لـِمَ اختير بيت الشهيد خليل الوزير ليكون على بعد خمس كيلومترات فقط من شواطئ تونس!؟.

3- أيعقل أن يخصص حارس واحد فقط لحماية رجل بوزن وحجم ومسئوليات الشهيد خليل الوزير!؟.

4- كيف لم تفطن قوات حرس السواحل التونسية لتواجد السفن البحرية الصهيونية قرب المياه الإقليمية لتونس!؟.

5- كيف لم يفطن رجال خفر السواحل التونسيين لحركة سير وإبحار الزوارق المطاطية التي قلت ما لا يقل عن أربع وعشرين فرداً من مجموعة الاغتيال تلك قدموا من السفن الصهيونية الراسية قرب المياه الإقليمية لتونس وصولاً للشاطئ، ومن ثم العودة بها كرة أخرى بعد إتمامهم لعملية الاغتيال!؟، (ولكم أن تحسبوا زمن الإبحار ذهاباً ورجوعاً)!!؟.

6- كيف لم تكتشف رادارات الجيش التونسي الطائرتين الحربيتين الصهيونيتين المحلقتين في الأجواء التونسية طيلة فترة عملية الاغتيال!؟.

7- أيعقل أن نظاماً تسلطياً قمعياً بوليسياً كنظام تونس الغابر لم يكن قد خصص قوات أمن له تجوب الحي الذي سكنه الشهيد خليل الوزير حفاظاً على أمن الحي وهدوء مواطنيه!؟، وإذا ما تواجدت فعلاً مثل تلك القوات الأمنية فلـِمَ لم يسترع انتباهها تواجد سيارات غريبة قرب بيت الشهيد!؟، ولـِمَ لم يسترع انتباهها صوت اطلاقات الرصاص كما سمعها أبناء الحي أنفسهم!!؟.



أليس بالله عليكم غريباً ذاك الذي جرى ليلة السادس عشر من شهر نيسان أبريل من عام 1988 يوم اغتيال الشهيد الخالد خليل الوزير "رحمه الله"!!؟.



سماك العبوشي

Simakali@yahoo.com

16 /1 / 2011



ليست هناك تعليقات: