الجمعة، 30 ديسمبر 2011

مهد اسلامي مزور


لوحده، ومن دون مساعدة من صديق، توصل رئيس وزراء حكومة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية الى اكتشاف مدهش لم يسبقه اليه احد، والى استنتاج لن يلحقه به احد... الا اذا كان مثله من بسطاء السياسة العربية وسذّجها، او اذا كان من دهاقنة الإسلام السياسي وعباقرته..
الرجل الذي كانت بالنسبة اليه وحده من دون سواه من الفلسطينيين والعرب والاجانب الحرب الاسرائيلية المدمِّرة على قطاع غزة قبل ثلاث سنوات نصرا بل نعمة إلهية، حلت على الشعب الفلسطيني، اكتشف أخيرا ان استيلاء حماس على القطاع قبل سبع سنوات وإقامتها الامارة الاسلامية الموعودة هو الذي اطلق شرارة الثورات العربية الراهنة.
الرجل معروف بقلة معرفته وكفاءته وخبرته السياسية، كما انه أيضاً بسوء ادارته وتشدده في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي يظن بعض الحالمين الفلسطينيين انه يمكن ان يؤدي الى إقناع حركة حماس باقتسام الاشراف على امارة غزة، التي صار لها عنوان جديد: مهد الثورة العربية.
ربما يقال إن هنية انجرف في الحماسة عندما كان يزور قبل يومين المملكة الاسلامية الجديدة التي تولد اليوم على ارض الكنانة، والتي يمكن ان تصبح عمقا استراتيجيا لإمارة غزة. فقد حلّ الرجل في مصر وبين «إخوانها» حلول التلميذ بين أساتذته،
واعلن بصوت مرتفع وسط حشود المستقبلين في منطقة المقطم ان حماس لا تخفي انتماءها الى الجماعة التي حصدت غالبية الأصوات المصرية، ولا تنكر انها الذراع الجهادي للجماعة التي لم تحسم جدلها الداخلي حول وطنيتها ومصالحها المصرية، التي لا تحتمل الجهاد.
كان الرجل فرحا بعودته الى مصر بعد طول غياب بدأ مع اعلان الامارة الاسلامية في غزه قبل سبع سنوات، وكان مغتبطا اكثر بعودة مصر الى هويتها الاسلامية التي أحيتها ثورة بدأتها حركة حماس على نظام الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم يسقط حتى الان، وساهمت في نشرها في مختلف أصقاع الارض العربية. لم يكن هنية يهذي في تحليل بُني على باطل، لكنه قد يصل الى صواب إسلامي لا يمكن انكاره في اكثر من بلد عربي.
فما يراه هنية، اكثر من سواه، ليس وهما كلّه. لا يجوز ان يصنف استيلاء حماس على قطاع غزه كثورة وطنية لانها وباعتراف الحركة نفسها ليست اكثر من فتنة داخلية متواصلة منذ سبع سنوات، أحدثت شرخا عميقا في البنية الوطنية الفلسطينية، وهو ما لا يمكن ان ينسب الى اي ثورة عربية سارت على هدى حماس، وان كانت أفسحت المجال للإسلاميين العرب بان يغيروا وجه العالم العربي خلال سنة واحدة.
لا يلام هنية على قراءته المسطحة للثورات العربية التي لا تزال تبدو انها يتيمة الاب والام، مع ان روادها ورائداتها معروفون بالأسماء والوجوه والانتماءات التي تتخطى الاسلام السياسي على اختلاف ألوانه، وتعتبر ان تحرر الاحزاب والحركات الاسلامية وتصدّرها المشهد السياسي العربي هو احد معايير نجاح الثورة... وتأخر مشروعها الليبرالي.
facebook
--
الشبيبة في فلسطين تحذر من اميل مدسوس مصدره " المانيا" لا علاقة له بمنظمة الشبيبة لا من بعيد ولا من قريب
احذروا هذا الاميل:
fatehyouthgermany@googlemail.com;

--
غاب نهار آخر ... واقتربت عودتنا نهارا
http://www.fateh.de
الشبيبة الفتحاوية - المانيا
Fateh Y Germany
===================
نرحب بمشاركتكم معنا....

لالغاء مشاركتكم يرجى ارسال اميل على العنوان التالي:
Um sich von dieser Gruppe abzumelden, senden Sie eine E-Mail an
fatehyouthgermany+unsubscribe@googlegroups.com

ليست هناك تعليقات: