امرأة تذهب لشراء بعض الحاجيات من المحل التجاري المجاور لبيتها وتعود لتجد من استولوا على بيتها وتطرد منه..
شخص يقوم بإصلاحات لبيته ليفاجأ بأن احدهم استولى عليه وادعى ملكيته..
وآخر سافر وعاد ليجد أن أرضه قد تم الاستيلاء عليها من قبل أحدهم و...الخ...
قصص كثيرة نسمع عنها تحدث في القدس العربية لدرجة أن أحدهم قال: هل ما يحدث يعني أنه يجب أن لا يترك أي بيت فارغاً حتى لساعات قليلة؟!
القدس .. هذه المدينة المقدسة التي استبيحت من قبل الأعداء، الذين عملوا وما زالوا يعملون المستحيل من أجل الاستيلاء على بيوت وأملاك وعقارات أبنائها المقدسيين وتهجيرهم عنها ، نستغرب أن تستباح أملاك البعض أيضاً من قبل مجموعة من أبناء جلدتنا الذين يتحينون الفرص، ويبحثون ويتقصّون عن أملاك ليستولوا عليها ويدعوا ملكيتها عبر تزييف العقود والأوراق بكل بجاحة ووقاحة، بل ويستميتون في الدفاع عن تلك الأملاك عند وصول الأمر إلى المحاكم، ومن يراهم يظن للوهلة الأولى بأنهم أصحاب حق، وليسوا سارقين مارقين مزيفين يعيشون ويغتنون على حساب الآخرين ..
فلماذا ما زال مثل هؤلاء يصولون ويجولون كما يحلو لهم ولا يوجد من يوقفهم عند حدهم مما يضطر أي مواطن سلب عقاره إلى أن يلجأ مكرها إلى القضاء الإسرائيلي ليستعيد أرضه وأملاكه بعد أن تفشل كل جهوده لاعادتها بكل الطرق والوسائل العشائرية ؟!
ماذا حدث، فأين هي الأخلاق التي تربينا عليها؟! ولماذا غابت عن بعض الناس فسمحوا لأنفسهم بأن يستبدوا ويظلموا ويرتكبوا أعمال السلب والنهب ويعيثوا فساداً في قدسنا..
أين التربية السليمة التي كان ينشأ عليها أطفالنا وتعويدهم على احترام الآخرين وممتلكاتهم ؟! ولماذا أصبح عدد لا بأس به من أطفالنا من غير تربية أو اخلاق، فكل يوم نسمع عن أحداث غريبة على مجتمعنا الفلسطيني والمقدسي..
القدس.. ظواهر شاذة انتشرت بها، ظواهر لم نشاهد مثلها في السابق عندما كانت الأخلاق الحميدة هي الرادع لانتشار مثل هذه الظواهر.. وعندما كان للقدس مرجعية وأب يمنع أية محاولات لنشرها.. واذا تجرأ أحدهم على القيام بما يتنافى مع مبادئنا وأخلاقنا ويرتكب الموبقات أو أعمال النهب والسلب أو التزوير والتزييف كان يجد العين الساهرة التي تردعه وتمنعه من القيام بمثل هذه الأعمال..
الاحتلال يتراخى في مثل هذه الأمور، بل ويشجع مثل هذه الظواهر التي تثير الفتن والخلافات والاختلافات بين أبناء القدس ليلهي الناس بأنفسهم وبمشاكلهم ولينسوا ما يجري في القدس من محاولات لتهويدها، وطمس معالمها العربية، وتدمير مقدساتها وتهجير مواطنيها ، وفي نفس الوقت ليس هناك من مرجعية فلسطينية يلجأ اليها المواطن الذي تم الاعتداء عليه، يلجأ في البداية الى رجال الاصلاح والعشائر، وعندما يفشلون في اعادة حقه إليه، وهذا غالباً ما يحصل، فانه يضطر الى اللجوء للمحاكم الاسرائيلية فـ "يدفع دم قلبه" كما يقول المثل من أجل أن يعيد ما سلب منه بالغش والخداع والتزييف .. والخوف كل الخوف أن يستيقظ هذا المواطن ذات يوم ليجد أن أرضه أو عقاره قد تم تسريبه الى الأعداء، وهنا تكون الطامة الكبرى، لأنه لم يجد من يدافع عنه ويحميه من هؤلاء المارقين المزيفين الذين يتحينون الفرص، ويضعون أيديهم بأيدي الأعداء من أجل تنفيذ مخططات تهويد القدس، والتي أهمها السيطرة على ممتلكات المقدسيين عن طريق تزوير الأوراق والعقود ..
السلطة الفلسطينية تحاول وضع حد لمثل هذه الأعمال، ولكنها تُمنع من قبل السلطة الاسرائيلية التي تقف لها بالمرصاد، وتتصدى لأي رد فعل رسمي على تلك الأعمال، ولكن رغم ذلك فهذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي، ونترك الحبل على الغارب لهؤلاء المزيفين ليعملوا ما يشاءون من دون رادع أو وازع، وبخاصة وأن هؤلاء قد فقدوا وازع الضمير، وبالتالي فهم بحاجة الى رادع يمنعهم من تنفيذ مخططاتهم التي تخدم أعداء هذا الوطن.. وان كانت هناك صعوبة للمؤسسات الفلسطينية الرسمية من أن تقوم بردع مثل هؤلاء، فيجب أن تكون هناك مرجعية غير رسمية تقوم بمثل هذه المهمة ولتكن لجان، أو تحت أي مسمى كان، لتعيد الحق الى أصحابه، ولتمنع كل من تسول له نفسه نشر الظواهر السلبية في قدسنا.. ولكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه، فهو سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه والى الندم حينما لا ينفع الندم، لأننا تراخينا وصمتنا وتركنا الساحة والأبواب مفتوحة على مصراعيها لنشر هذه الظواهر السلبية والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم وعقاراتهم وتسريبها الى أعدائنا..
ان المواطن المقدسي يعيش في حالة خوف وقلق من مصير مجهول يتهدده هو وعائلته.. خوف مما يرتكب بحقه من قبل الأعداء بكل الأساليب والطرق لتهجيره وطرده من مدينته ومن أرضه وبيته.. ألا يكفيه هذا الحمل الثقيل الذي يؤرقه وينغص عليه حياته ليجد أن هناك من أبناء جلدته من يتربصون به وبأملاكه، ويحاولون سلبها منه أو يعتدون عليه بشكل أو بآخر.. فهل هناك أعظم من ظلم ذوي القربى وهو الأشد والأكثر إيلاماً له..
رحمة الله عليك يا فيصل الحسيني يا ابن القدس البار، يا من كنت الملجأ لكل من طرق بابك يشكو إليك ظلماً ألّم به فسارعت الى رفع الظلم عنه واعادة حقه له، وكنت المرجعية القوية التي تتصدى لكل الظواهر السلبية.. فهل أفلست القدس من رجال أشداء يستطيعون القيام ولو بالقليل مما كان يقوم به أبو العبد؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق