في يوم ذكرى الشهيد الياسر أبو عمار
الألم يعتصر قلوب المحبين للسلام ، نعم هو الحزن يخيم على كافة أطياف الشعب الفلسطيني وللسنة السابعة على التوالي لرحيل قائد أحب أرضه ووطنه وشعبه ، وسعى نحو استحقاق للإنسانية بالحرية والاستقلال ، وأعلن استقلال دولة فلسطين ،إقامة دولة مستقلة يروم لها كل الفلسطينيين في الداخل والشتات ، يتزامن اليوم ويتعاظم الألم من كل من ساهموا في اغتيال الضمير وأضافوا جريمة أخرى نكراء نحو الإنسانية جمعاء ، ومن خلال قرار وتصويت في رفض العضوية الكاملة عار على من صمتوا ومن عارضوا ولم يعترفوا في حق الشعب الفلسطيني العادل في إقامة وإعلان دولة قائمة لا ريب ؛ رغم تلك الأصوات التي صمتت ولم تقر وأنكرت وعارضت الدولة الفلسطينية وحقها بعضوية كاملة في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ؛ نعم عار عليكم اغتيال لذكرى رجل السلام الذي خاطب العالم والأمم قائلاً " جئتكم بغصن الزيتون وبندقية ثائر فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، لا تسقطوا الغصن من يدي " واليوم خذلوك أبا عمار واغتالوك مجدداً ، وأنت الذي ناضلت بكل السبل راجياً وساعياً من أجل استحقاقاً لشعب عانى وما زال يعاني من تعنت وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ؛ وها هو رفيق دربك القائد الرئيس " محمود عباس " والسائر على نهجك وخطاك ، طرح مجمل القضية الفلسطينية وبكل ثوابتها وبمراحلها وبمنتهى الشفافية والمصداقية ودون تزييف ، أمام كل المحافل الدولية وصفق لخطابه التاريخي الكبير الكثير من أعضاء ورؤساء الدول الصديقة ؛ كما تم التصفيق من قبل وبعد لك ولحامل الأمانة خلفك الثابت على حمل الرسالة .
بالحزن والخذلان أصيبت الشعوب قاطبة اليوم ، وخاصة المحبة للعدل والمساواة والسلام على قرار كان يجب أن يكون في مجلس الأمن ومن أجل إنصاف الشعوب ومن أجل الديمقراطية التي يطالبون بها للشعوب المضطهدة كلها ؛ وكان من الجدير أن ينصف آخر شعب بالعالم الذي ما زال يرزخ تحت الاحتلال وجبروته وإصراره على تركيع شعب, من خلال القمع والتهديد بالقتل والأسر والإبعاد لكل من ينطق مطالبا ً بالحرية والعدالة الإنسانية والاجتماعية التي تتوق لها الشعوب والتي هي من أساسيات ميثاق الأمم المتحدة .
إذن فهي جرائم ستسم من يسكت وينكر الحق الفلسطيني بالعيش الكريم والأمن والسلام .
وإنها لإحدى الكبائر في حق الإنسانية كلها عندما تترك موازيين العدالة في أيدي مجرمين حرب لا تأخذهم شفقة حتى لصرخة رضيع أو وجع من ضمير ، هم يتركون فلسطين في مهب الريح ؛ ولكنها فلسطين الأكبر من الجميع " أرض الرسالات السماوية ومهبط الأنبياء " ولن تكون إلا كما يشاء الله لها أرض مباركة وما حولها ولمن عليها من حجر وشجر وطير وبشر يملؤهم الإيمان بالله الواحد وحكمه سيكون عادل حتى ولو بعد حين .
إذن انصرفوا من هذه الأرض المباركة فهي لا تحمل عليها إلا الأخيار والمؤمنين ومن ينشدون السلام للأرض الطيبة .
انصرفوا وخذوا العار معكم يا من راهنتم وساندتم وناديتم بسقوط غصن الزيتون من يدي رجل السلام وشعب السلام وأطفال السلام ؛ عذراً أيها السيدات والسادة رئيس وأعضاء الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الموقر : لقد قتلتم الحلم والسلام والأمان والأمل!؟؟والأجدى والواجب حماية السلام وطالبين السلام .
ولكنكم لن تفرحوا لحزننا ؛ لأننا نخجل من كل الأيادي التي صوتت ، وصفقت لسفك دماء أطفال ونساء وشيوخ فلسطين ؛ ومخجل تلك الأيادي الممدودة والمرفوعة التي تنادي في اغتيال الطفولة والبراءة .
لا تفرحوا كثيراً نحن ماضون في الحلم حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإنكم ترونها بعيدة ونحن نراها قريباً بإذن الله وبسواعد الأحرار والداعمين والمؤيدين للحرية والعدالة للإنسانية جمعاء ودون تمييز فالحق حليف السلام والعدل مطلب غير منزوع ولا مهدور وغير خاضع للتصويت أو الفيتو ؛ مهما تعاقبت المحن وخذلنا المنكرون .
فإننا باقون على خطى الرمز الياسر فلا تيأسوا أيها الفلسطينيون القابضون على الثوابت وحاملوا الأمانة ؛ فزهرات وأشبال فلسطين سائرون على درب الثوار ، مفعمون بالأمل وحلمهم الوحيد الانتصار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق