هـل يستطيع بوتيــن الإنتقــام مـن “إسرائيــل”؟..
خاص: بانوراما الشرق الأوسط
أحمد الشرقاوي
إرهـاب “إسرائيــل”.. الحاضــر الغائــب
أن يصدر تهديد واضح وصريح من قبل القيادة الروسية عبر لسان حال الدولة الرسمية التي تمثله صحيفة “البرافدا” الذائعة الصيت في حق قطر و”السعودية” وبشكل أقل في حق تركيا، فالمسألة تكتسي جدية وخطورة، لأن الصحيفة المذكورة لا تنطق عن تحليل بل عن معلومات رسمية.. لكن لماذا أغفل تقرير الصحيفة ذكر “إسرائيـل” الإرهابية؟..
قطر باعتبارها مشاركة في عملية تفجير الطائرة الروسية فوق سماء سيناء، وفق ما رشح من تسريبات، لا تستطيع لوحدها، ولا حتى من خلال دراع “الإخوان المسلمين” في مصر تنفيذ عملية من هذا الحجم والخطورة، بغض النظر عن ما يمكن أن يتسبب به مثل هذا الاتهام من معضلة حقيقية لسلطات القاهرة التي تقول أنها تحارب الإرهاب “الإخونجي” دون هوادة، ما يحملها مسؤولية التقصير الأمني الذي يلزمها بدفع تعويضات إلى ذوي الضحايا..
ولو كان للإخوان علاقة بالموضوع، لما أكدت موسكو على لسان مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف قبل أسبوع، أن الحكومة الروسية لا تعتبر حزب الل و حركة حماس “الإخوانية” حركات إرهابية، ما يؤشر إلى حاجة موسكو لحركات المقاومة في المنطقة كورقة فاعلة في إستراتيجية مواجهة “إسرائيل” المتوافق بشأنها مع حليفها الإيراني..
كما وأن خلية الدعم التي تم تفكيكها مؤخرا في الكويت ويرأسها وسيط لبناني، تبين أنها تعمل لحساب قطر على تزويد الإرهابيين في سورية بصوارخ أرض جو من أوكرانيا لاستهداف الطائرات العسكرية الروسية.. لا يدل على أن مشيخة قطر تتصرف لوحدها من خارج الغطاء السياسي الإقليمي والدولي، وكلنا يعلم أن هذه المشيخة الصغيرة لا تعدو أن تكون مجرد أداة حقيرة ليس إلا..
السعودية وإن لم يتضح بعد دورها في عملية سيناء، إلا أن السلطات الروسية تعتبرها مسؤولة عن كل الشر الذي أصاب المنطقة والعالم بسبب سياساتها الإجرامية في تجنيد التكفيريين وتمويلهم وتسليحهم، سواء في سورية والعراق أو القوقاز ووسط آسيا بمساعدة المخابرات التركية، وتجذر الإشارة في هذا السياق، أن هناك تطابقا تاما في الرؤية الروسية والإيرانية لـ”السعودية”، باعتبارها منبع تهديد دائم للأمن والسلم في المنطقة والعالم، والبلدان يعتبران أن الحرب على “الإرهاب” لا يمكن أن تكون ناجعة من دون القضاء على الفكر الوهابي التكفيري الذي يغديه بموازاة قنوات التمويل..
كما وأن الرئيس بوتين لا يمكن أن يتجاوز الدور التخريبي الذي لعبته “السعودية” بإيعاز من واشنطن، من خلال سلاح النفط لاستنزاف إقتصاد روسيا وإيران، ولا يمكن أيضا بحال من الأحوال أن يسقط من أجندته الحسابات القديمة المعلقة من الرياض في حرب أفغانستان، والتي خلفت حوالي 14.500 قتيل من الجنود الروس بسبب إرهاب “القاعدة”، وعادت “السعودية” للعبتها القديمة بتهديد موسكو عبر إعلامها من خلال القول أنها ستحول سورية إلى أفغانستان ثانية، واليوم هناك مطالبات ملحة من قبل القوميين والشيوعيين الروس بضرورة أن يدفع ‘آل سعود’ فاتورة الحساب المؤجل.
روسيا تعلم كما نعلم جميعا، أن الإرهاب الذي يضرب المنطقة هو إستراتيجية أمريكية بامتياز، تديرها في المنطقة من الباطن أجهزة الإستخبارات الأطلسية بتنسيق وثيق مع “الموساد”، فيما على مستوى الظاهر، هناك تحالف إقليمي يضم “السعودية” وقطر وتركيا، تستعمله الإدارة الأمريكية كواجهة لعملياتها القذرة، ولا يستطيع أي مكون من مكونات هذا التحالف الغبي أن يبادر لأية عملية عدائية سواء ضد روسيا أو غيرها من دون تنسيق مع “إسرائيل” نيل الضوء الأخضر الأمريكي.
والرئيس بوتين يدرك أن الصراع هو مع أمريكيا وحلفها الأطلسي الذي تعتبر تركيا إحدى مكوناته، كما يعرف أن “إسرائيل” هي العقل المدبر والمنسق لكل العمليات الإرهابية التي عرفتها المنطقة مؤخرا، من الطائرة الروسية إلى تفجيرات الضاحية إلى عمليات باريس.. لكنه لا يستطيع ضرب “إسرائيل” لاعتبارات دولية وإقليمية وروسية داخلية معقدة، لذلك نراه يتجنب تهديد “إسرائيل” تصريحا أو تلميحا..
لكن هذا لا يعني أنه سيفوت الفرصة من دون معاقبتها، إلا أن المنحى الذي يبدو أن الرئيس بوتين اتخذه في هذا الخصوص هو رد الجميل بالمثل، في إطار ما أصبح يعرف بحروب الوكالة، من خلال توطيد التحالف مع إيران الداعمة للمقاومة في المنطقة، وإفشال مشروع إسقاط الأسد عدو “إسرائيل” الوجودي، وتسليح حزب الله الذي أصبح بالنسبة للكيان الصهيوني المجرم يمثل الخطر الإستراتيجي الذي يفوق في مستواه خطر “داعش” كما يحلوا للمسؤولين الصهاينة ترديد ذلك في كل وقت وحين.
أيـن تكمـن قــوة الموســاد؟..
من الغريب أنه كلما وقع حادث إرهابي إلا وكان جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” سباقا لكشف المعلومات الحساسة بشأنه لنظرائه في واشنطن والغرب الأطلسي، حدث هذا زمن “القاعدة” ويحدث اليوم زمن “داعش”، فما السر في هذا النجاح المدهش الذي يحقق فيه “الموساد” السبق دائما على نظرائه الأكثر تطورا في الغرب؟..
فمثلا، عندما وقع حادث الطائرة الروسية المأساوي فوق صحراء سيناء، قدمت “إسرائيل” معلومات دقيقة ومؤكدة للولايات المتحدة وبريطانيا حول طبيعة التفجير، ومن قام به، وتفاصيل قيمة حول الطريقة التي زرعت بها العبوة الناسفة بالطائرة في المطار، هذا في الوقت الذي كانت روسيا لا تزال تجمع الأشلاء تحت وقع الصدمة ولما يبدئ التحقيق بعد، كما أن تل أبيب لم تقدم ذات المعلومات للقاهرة، بالرغم من العلاقة المميزة بين العاصمتين في مجال التعاون الأمني والتي وصفها المسؤولون الصهاينة بأنها سمن على عسل، بل حتى عناصر المخابرات المصرية يتم تدريبها من قبل الموساد وفق معلومات مؤكدة كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية قبل فترة..
ومن المؤكد أن المستفيد من عملية التفجير هذه هي “إسرائيل” أولا، لأنها ترى أن دخول الروسي الحرب على الإرهاب في سورية يسقط حتما مشروعها القاضي بإسقاط الأسد لتغيير دور وموقع سورية، أما الأدوات الإقليمية كـ”السعودية” وقطر وتركيا، فلها أدوار مساعدة ومكملة من ناحية الدعم والتمويل وخلافه، فيما واشنطن هي المظلة السياسية والعسكرية الحامية للعربدة الصهيونية في المنطقة.
في تفجيرات الضاحية الجنوبية حدث نفس الشيء، لكن هذه المرة قدمت المعلومات التفصيلية إلى المخابرات الفرنسية، وكأن ما حدث في الضاحية أمر يهم فرنسا دون غيرها، فهل للموضوع علاقة برغبة فرنسا في العودة إلى المنطقة من البوابة اللبنانية؟.. ربما، فالسلطات الصهيونية في تل أبيب تتحدث عن علاقات وثيقة من التعاون الاستخباري بين باريس وتل أبيب في الملف اللبناني، ويصفون العلاقة المميزة بين البلدين في هذا الشأن بالإستراتيجية، ما يطرح أكثر من علامة إستفهام بشأن ما حدث في باريس..
ومعلوم أن من له المصلحة في زرع الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة، وبين اللبنانيين والفلسطينيين، وتأليب الرأي العام اللبناني ضد حزب الله بسبب انخراطه في الحرب على الإرهاب في سورية لإسقاط المشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة هي “إسرائيل” بالدرجة الأولى.
وفي العمليات الحربية التي ضربت باريس، كان لافتا أيضا مسارعة تل أبيب لتقديم معلومات أمنية للحكومة الفرنسية وصفت بالدقيقة حول ما حدث، وأعلن “النتن ياهو” للإعلام متباهيا، أن “لدى ‘إسرائيل’ معلومات هامة ومؤكدة بشأن الضالعين في التفجيرات الإرهابية في باريس”، مضيفا، أن “إسرائيل ليست دولة هامشية، وهذا جزء أساسي من محاربة داعش والإرهاب الإسلامي” وفق تعبيره، مطالبا العالم بالتوحد لمواجهة ما أسماه بـ”الإرهاب الإسلامي”، من دون أن يفوت المناسبة للذكير بأن “إسرائيل تعاني من هذا الإرهاب منذ قيامها، وأنها لن تستسلم وستستمر في مواجهته”، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال.
ومعلوم أيضا أن من له مصلحة في توريط الغرب في حرب شعواء ضد الإسلام والمسلمين واتخاذ العمليات العسكرية في باريس كذريعة للتدخل الأطلسي على غرار ما حدث في ليبيا لإسقاط النظام في دمشق بدعوى أنه هو من استجلب الإرهاب للمنطقة كمقدمة لتقسيم سورية والعراق، هي “إسرائيل” بوضوح شديد.
وبالرغم من أن كل هذه العمليات الإرهابية أتت بنتائج معاكسة لما كانت تراهن عليه ‘تل أبيب’ الغبية، إلا أن السؤال الذي يطرح بالمناسبة هو: – كيف يمكن فهم تفوق “الموساد” الصهيوني على أقوى المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية والروسية والبريطانية والفرنسية والألمانية على سبيل المثال لا الحصر، خاصة وأن ميزانية “الموساد” (مليار دولار) وإمكاناته التقنية والتكنولوجية والبشرية لا تقارن بنظيراتها العملاقة من المخابرات المذكورة على سبيل المثال لا الحصر؟..
هناك قطبة مخفية تفسر هذا التفوق النوعي في مجال المعلومات وتكشف النقاب عن السر الكامن وراء هذا السبق الصهيوني المدهش.. فما هي؟..
إذا فهــم السبــب بطــل العجــب..
الأمر غاية في البساطة، لأنه وخلافا لمن يعتبرون الركون إلى نظرية “المؤامرة” ضرب من العبث السياسي، فإن ما سبق وأن كشفته المخابرات الروسية مطلع شهر آب من الجاري في هذا الشأن وسربته للإعلام، يؤكد أن نظرية “المؤامرة” جزء لا يتجزء من العقلية التلمودية اليهودية، بدليل ما ورد من رب العالمين بشأنهم في كتابه العزيز، حيث خصص ثلث القرآن الكريم للحديث عن جحودهم وخيانتهم وخبثهم وشرهم وفسادهم الذي تزول من هوله الجبال.
المعلومات الروسية وفق ما أعلنها جهاز المخابرات اليمنية تقول، بأن مؤسس وأمير “داعش” الملقّب بأبي بكر البغدادي هو يهودي المولد، وأن اسمه الحقيقي هو “شمعون إيلوت”، كان يعيش لعدة سنوات ويستخدم هوية مزورة، وتدرب على أيدي الموساد الصهيوني لسنوات قبل أن يلتحق بالعراق لتجنده المخابرات الأمريكية وتساعده بمعية “السعودية” على تأسيس تنظيمه “الجهادي” بهدف إقامة “دولة الخلافة” التي تمثل حلم الملايين من العرب والمسلمين المضللين، وقد نجح المشروع أيما نجاح، حيث نقدر اليوم مراكز أبحاث ودراسات غربية عدد المتعاطفين مع التنظيم بـ 62 مليون من مختلف أنحاء العالم، ولا نتحدث عن المنخرطين للقتال في صفوفه..
وقد أعطي أمير “المتأسلمين” المخدوعين اسما مزيفا بنسب شريف لتكتمل فيه شروط “الخليفة”، أي “إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني”، وتمت مساعدته بالمال “السعودي” والقطري والإماراتي والكويتي، وبالدعاية الإعلامية التي جعلت من تنظيمه حركة جهادية على شاكلة “القاعدة” زمن العميل ‘بن لادن’..
وليس صدفة أن يركز “داعش” في أدبياته على ضرورة محاربة الشيعة بشكل خاص بدعوى الدفاع عن أهل السنة والجماعة، وهو ما يروج له الإعلام الخليجي بهمة ونشاط في دور مكمل هدفه زرع بذور الفتنة بين المسلمين، وخلق ظروف حرب دينية طاحنة، لعلم الصهاينة أن الفتنة هي السلاح الناجع للقضاء على الأمة بحروب دموية لا تنتهي، مستندا في أدبياته على الفقه الوهابي التلمودي.
وتقتضي الخطة الأساسية من وراء تأسيس هذا التنظيم التوراتي، أن يقوم عميل الموساد “البغدادي (شمعون إيلوت) باختراق التحصينات العسكريّة والأمنيّة للدول التي تشكل تهديدا لأمن “إسرائيل”، و تدميرها لاجتياحها لاحقا بغية التوسّع و تأسيس دولة “إسرائيل” الكبرى، من العراق إلى ليبيا إلى سورية إلى مصر إلى إيران والجزائر.
ومن أجل ذلك، تم تجييش “الجهاديين المغفلين من كل أصقاع الأرض، وتدريبهم وتسليحهم من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والأطلسية في العراق وسورية كما أصبح معلوما للجميع، ومكن له ليحتل أكثر من نصف سورية وأجزاء واسعة من العراق، حيث أعلن عن قيام “دولته” المزعومة برعاية أمريكية كما اعترفت وزيرة الخارجية السابقة ‘هيلاري كلينتون’ في جلسة استماع أمام الكونجرس، ودونت هذه الحقيقة في مذكراتها الشهيرة.
وفي تقاطع ملفت مع ما سربته المخابرات الروسية، كشف موقع “فيتيرانز توداي” الأمريكي أيضا في منتصف شهر آب من الجاري، أن “داعش” هو مشروع توراتي، وأن الخليفة “البغدادي” هو عميل الموساد “إليوت شيمون”، فيما أكد ‘إدوارد سنودن’ في تسريباته أن “داعش” والمدعو “البغدادي” هما من صنع مثلث مخابراتي بين واشنطن ولندن وتل أبيب، فيما تشارك “السعودية” وقطر وتركيا بفعالية في التمويل واستقطاب المقاتلين واللوجستيك وتسهيل تنقل الإرهابيين إلى سورية والعراق.
ويربط الصحفي اللبناني ‘جون عزيز’ بين تأسيس “داعش” والرؤية التوراتية التي كتبت قبل 2600 سنة، وتتحدث عن المعركة الكبرى أو “يوم الله الأكبر” الذي ستقوم فيه القيامة بسبب الخطر القادم من شمال فلسطين، حيث تذكر بعض صفحات التوراة مثل ” سفر إرميا”، كلام كارثي (أبوكاليبسي)، عن أنه “من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الأرض”، إذ يقول إله اليهود لناسه: “ارفعوا الراية نحو صهيون. احتموا. لا تقفوا. لأني آت بشرّ من الشمال، وكسر عظيم…قد صعد الأسد من غابته، وزحف مهلك الأمم. خرج من مكانه ليجعل أرضك خرابا. تخرب مدنك فلا ساكن… هو ذا صوت خبر جاء، واضطراب عظيم من أرض الشمال لجعل مدن يهوذا خرابا، مأوى بنات آوى… فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه، فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم. لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات”…
والغريب أن النص لا يتحدث عن مصر بالشر بل عن سورية الأسد قائد المقاومة العربية، ولا ندري إن كان الكلام عن بشار الأسد أم عن أحد من ذريته ما يفسر جنون “إسرائيل” وإصرارها على إنهاء حكم الأسد في سورية مهما كلف الأمر من دماء وخراب وجمار، لكن النص التوراتي لا يعتبر مصر خطرا حيث يقول “مصر عجلة حسنة جدا. الهلاك من الشمال جاء جاء…لأنه قد طلعت عليها أمة من الشمال هي تجعل أرضها خربة فلا يكون فيها ساكن… لأن الناهبين يأتون عليها من الشمال، يقول الرب”.
وبالتالي، فـ”داعش” وفق هذه الرؤية التوراتية هي مشروع يهودي صهيوني لإفشال خطة الرب التي وردت في نبوءات اليهود قبل 2.600 سنة، فهل يمكن القول أن الأمر يتعلق بخرافة؟.. مشكلة اليهود أن القرآن يؤكد ذات الرؤية في الوعد الثالث كما ورد في سورية الإسراء، واليهود يعرفون أنه الحق من ربهم، لكنهم يسعون عبثا لإفشاله بكل الوسائل والسبل الممكنة والمتخيلة، كدأبهم عبر التاريخ.
وبالتالي، إذا كان أبو بكر البغدادي “خليفة المتأسلمين” الضالين هو يهودي صنعته الموساد وصقلته المخابرات الأمريكية والأطلسية، ودعمته بقائد عسكري خبير بالجماعات “الجهادية” كـ “هذا هو بالمختصر “مايكل فيكرز” الذي يعتبر القائد والزعيم والمخطط لكل العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط حالياً، كما كان العقل المدبر وراء قيام “القاعدة” في أفغانستان وله مناقب أخرى في المخابرات الأمريكية.. فمن الطبيعي أن تكون “إسرائيل” في صورة كل العمليات الإرهابية التي تحدث في المنطقة والعالم قبل حدوثها.. وبهذا، إذا ظهر السبب بطل العجب.
أمـا كيــف سيكــون الــرد؟..
فالرد الأول إستراتيجي كبير، تمثل في وصول الرئيس بوتين إلى طهران اليوم، ولقائه مع مرشد الثورة الإسلامية على الخامنئي، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة على بروتوكول ميلاد تحالف إستراتيجي كبير بين روسيا وإيران، ولا نتحدث هنا عن تعاون وتنسيق في مجال معين دون سواه، بل عن رؤية شاملة، في مجالات مختلفة، بأبعاد إقليمية ودولية ستغير وجه المنطقة والعالم..
بدليل أن واشنطن قلقة بشكل كبير من هذا التحالف العملاق الجديد.. كما أن الحلف الأطلسي منزعج من هذا التحالف الذي يعتبره موجها ضد مشاريعه التوسعية في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا.. أما “إسرائيل”، فتلك حكاية أخرى سيأتي أوانها، لكن بعد الانتهاء من الملف “السعودي” الذي يحظى بالأولوية لما له من انعكاسات دراماتيكية على السلم الإقليمي والعالمي.
وتبقى الإشارة، إلى أن الفضل في هذا التحالف الكبير وانخراط روسيا في الحرب ضد الإرهاب في سورية والمنطقة يعود بالأساس لرؤية رجل بحجم أمة.. إنه الشهيد الحي الجنرال قاسم سليماني الذي سيذكر التاريخ يوما أنه استطاع تحويل بوتين إلى أبو علي فغير بذلك وجه المنطقة والعالم، وقدم للإنسانية خدمة جليلة بمواجهته لشر الوهابية والصهيونية معا، وأفشل مشاريع سيدهم “الشيطان الأكبر” الذي يحركهم من خلف..
وطبعا لا ننسى بالمناسبة فضل محور المقاومة ككل في هذا الإنجاز التاريخي العظيم، فكل ساهم فيه من موقع مسؤوليته وبقدر استطاعته، وعلى رأس الجميع شهدائنا الأبرار الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لتحيا الأمة حرة عزيزة كريمة، في انتظار أن يعلن الأسد من الشمال انطلاق الزحف لتحرير فلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحيين بأجماد الشام وأجناد العراق وأجناد اليمن وأجناد إيران، فتتحقق الرؤية التوراتية – القرآنية في يوم الله الأكبر.
قد تبدو الرؤية طوباوية بالنسبة لمن لا يؤمن بالغيب، لكن لله في خلقه شؤون..
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق