السبت، 28 نوفمبر 2015

السويد ردّت الجميل ويجب أن نرده ثانية ..

في نقد الهبة الجماهيرية : السويد ردّت الجميل ويجب أن نرده ثانية ..

في نقد الهبة الجماهيرية : السويد ردّت الجميل ويجب أن نرده ثانية ..
تاريخ النشر : 2015-11-22
كتب غازي مرتجى

كتبتُ مقالاً يتناول توصيفاً سريعا للحقب التاريخية الفلسطينية بدءاً من قرار التقسيم إنتهاء بعروض أولمرت مروراً بكامب ديفيد وكيف كان النضال الفلسطيني يقوم على "البحر إلى النهر" حتى أصبح جزءاً صغيراً من البحر وفُتات من الأرض .. لم أنشر المقال ولن أفعل لأنّ بعض العقول الضيقّة ستعتبر جلد الذات ومراجعة الماضي درباً من تحقير التاريخ الفلسطيني وهو غير كذلك ..

الهبة الجماهيرية الفلسطينية .. أو كما يُحب البعض تسميتها بـ"الانتفاضة" مستمرة منذ ما يقارب الشهرين والإجابة على السؤال الأهم :"ما الهدف من هذا التحرك الجماهيري ؟" لا زالت غامضة ..

طلبتُ من "الإعداد" طرح هذا السؤال على عدد من القيادات الفصائلية فما كانت الإجابات سوى حديث ٌ مُنمّق ومسترسل عن الهبة الجماهيرية وضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن الأرض الفلسطينية وشعارات أصبحت محفوظة للجميع .. مرة أخرى ما الهدف القصير من هذه الهبّة الجماهيرية :"هي تراكمية وستؤدي الى إنهاء الاحتلال" .. مرة ثالثة ستبقى الأمور مشتعلة .. ما لم يكن هناك هدفاً محدداً مرحلياً سنكون كمن يُغامر بكل شيء :"الهدف المرحلي وقف اعتداءات الاحتلال على الاقصى ووقف التقسيم الزماني والمكاني" .. إن لم ترضخ إسرائيل لذلك ما هي الخُطط ؟؟ عشرات الأسئلة والاستفسارات تدور في ذهن أي مواطن لا يرتدي نظارة حزبية ويُحاول فهم الأمور على هواهنها الصحيحة ..

نعم يجب أن يكون هناك مراحل معروفة للهبّة الجماهيرية ومتى ستتطور وكيف ستستمر وإلى ماذا سنصل ؟ مقارنة بسيطة رغم بُعدها نوعاً ما عندما رفعت الثورة السورية شعار اسقاط الأسد وما دون ذلك غير مقبول .. لم تُسقط الأسد وسقطت سوريا كاملةً .. وأخشى ما أخشاه أن يسقط ما تبقى من فلسطين طالما استمرّت حالة التخبط واللاوعي قائمة وكأننا نتحدث بالعاطفة ونسير خلفها دون أن نعلم نهاية النفق ..؟

ليس إحباطاً بقدر ما هو طرق لجدار الخزّان بضرورة العمل على تحديد آليات العمل والأهداف المطلوبة والإجراءات الواجب اتخاذها ومراحل التطور وغيرها من محددات نجاح الهبة الجماهيرية (الانتفاضة) .

حتى اللحظة لا تسير الهبة الجماهيرية وفق "ريتيم" طبيعي معروف وما زالت الهبة الجماهيرية تقبع تحت شعار رد الفعل وهو ما يمكن اعتباره سلبية من السلبيات الواجب معالجتها .

كان من المفترض ان تقوم الفصائل الفلسطينية بتشكيل لجان قيادية ميدانية للهبة الجماهيرية وكذلك الاتفاق على برنامج سياسي وهدف واضح لما ستؤول له الهبة الجماهيرية حتى لا نُتهم بالمغامرين والمقامرين بدماء الشهداء ..

**

"مارغوت والستروم" وزيرة الخارجية السويدية التي صرحّت بعد اعتداءات باريس الارهابية أنّ جزءاً من الاسباب لمثل هذا الارهاب هو عدم اعطاء الفلسطينيين حقهم .. أصبحت وزيرة الخارجية تمثل "رمزاً وأيقونة" لدى الفلسطينيين واعتبروا تصريحاتها تضاهي ما صرّحت به الدول العربية حيث لم تأت أي دولة عربية على ذكر المشكلة الفلسطينية وربطها بالارهاب الذي يتخّذ من احتلال اسرائيل لفلسطين سبباً أساسياً لإرهابه وكذلك للتنظير على مناصريه لاقناعهم .

وزيرة الخارجية السويدية التي يبدو أنها ترد الجميل لفلسطين مرة أخرى بعد أن ردّت لها القيادة الفلسطينية الجميل بتمكنها من الافراج عن رهينتين سويديتين من سوريا من أيدي جماعات متطرفة .. رداً على اعتراف السويد الأول بدولة فلسطين لم نف حق "والستروم" ولم نؤسس لمرحلة التضامن الدولي المحترم معنا .

مشكلتنا كالعادة بطبقة المثقفين التي لا تُفكر بالعادة إلا بمصالح شخصية والتمويل الأجنبي المشروط , فكان من الواجب العمل على تشكيل وفد فلسطيني يضم في طياته كافة الفئات والأطر والنقابات والشخصيات الاعتبارية والعامة ..الخ والتوجه إلى السويد في حملة فلسطينية شكراً وعرفاناً لمملكة السويد ..

لا زال لدينا الوقت والإمكانية فرد الجميل يجب أن يكون بمستوى الحدث ولا يُمكن الركن الى رسالة شكر من قيادي او اثنين لوزيرة الخارجية وإنما يجب أن يشعر العالم أجمع أننا نُقدّر ونحترم من يقف مع الشعب الفلسطيني وقضيته .

أقترح البدء بتشكيل وفد فلسطيني يضم كل الفئات والفصائل والألوان السياسية والإعلان عن تنظيم زيارة "شكر وعرفان" لمملكة السويد .. هذه رسالة موجهة الى الرئيس أبو مازن وصاحب عملية رد الجميل الأولى ماجد فرج .. أتمنى أن تصل الرسالة وكُلي ثقة بتنفيذها احتراماً لتضحيات الشهداء ومساندة العالم لحقوقنا ..

ليست هناك تعليقات: