بسبب المناسف في الشهر الفضيل عرب النمسا يخذلون سوريا
فيينا النمسا-دنيا الوطن
ناصر الحايك خذلوهم في شهر رمضان الفضيل ، خذلوا من يقامرون بمواراة الجثث الثرى ومن لم
تستميحهم الدماء عذرا وهى تفيض ، خذلوا من لم يخرجوا ويتدفقوا إلى ساحات
المجد والوغى اعتباطا وجزافا.
أدار عرب النمسا ظهورهم وصمتوا ، وترملت ألسنتهم ، أداروها وكأن أبناء سوريا فقط وبمفردهم يبحثون عن ثغرة في موت ، سأما من عيشة أو حياة استحقت مقارعتها فأذعنت للهزيمة وتخلت عنهم .
صمت عرب النمسا وكاد صمتهم أن يصبح مدويا ، ظنوا أن الزمن كفيل بمحو إثم لن يفارقهم ، وقد تخلوا عن المرابطين على أبواب الكرامة .
صمتوا وتنحوا جانبا ، بل واحنوا الرؤوس كمن يصفق لجناة أصدروا حكما بالإعدام ، لم يعلم القتلة وظنوا أنهم ذبحوه ، أو هكذا خيل إليهم ، لم يعلموا أن ملايين السوريين تبنوا ما صدحت به حنجرة إبراهيم قاشوش التي نحرت ومزقت أوردتها .
امتنع أئمة النمسا وهم بالمئات وتقاعسوا أو منعوا !!! من وقفة أو اعتصام ، دون " قتل أو قنص" ، اكتفى معظمهم بالنوح خارج سرب الثورة والثوار وأحيانا تضرعوا بالدعاء ورفع الأكف عقب صلاة أو خطبة يخشع فيها مصلون تمنوا الخشوع.
تغيب الفلسطينيون والمصريون والتونسيون وباقي "الأشقاء العرب" وما أكثرهم في النمسا عن الجمهرة والتظاهر ، تغيبوا كما لو أنهم يقترفون عهرا أو يرتكبون ذنبا!! ، حفنة فقط أقبلت منهم ولم تدبر.
هناك زهدت الأنفس ورخصت الأرواح وتفاقمت الآلام وتفحمت الأشلاء ، وهنا توزع الأوسمة ،القلائد ،النياشين والدروع على قرع الدفوف ، و إيقاعات معلقات القصائد ، ويكرم كل من هب ودب وتقام الولائم وبازارات الطعام والمناسف والغلبة لمن يجمع نقودا أكثر ، وكأن من فيينا ، وبهكذا طريقة تدار الثورات وتفصل على مقاساتهم وتصنع الملاحم وتغير الأنظمة وتؤرخ الانتصارات !! ، أو أن دموع وكلمات أبو زهير وهو يتحدث في الجموع ، دموع لم تصمد طويلا في مآقيها وهو يروى لا تكفى !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق