القدس- رام الله- دائرة الاعلام-في مثل هذا اليوم 9 آب (اغسطس) 2008 اسلم
الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الروح في مركز تكساس الطبي في هيوستن
منهيا رحلة نصف قرن من الشعر
والرحلة في الكلمات والرموز.
وعندما تحضر ذكرى وفاة شاعر كبير كدرويش يعود القارئ الى اشعاره يعيد
قراءتها ويبحث فيها عن معاني الوطن الذي كرس الشاعر اشعاره وحياته له،
وينظر حوله كيف تتحول المشاهد والاحجار ويغيب الحضور في الغياب.
كتب محمود درويش الشعر الكثير عن فلسطين واودع روحه ونفسه فيها، وبحث في الحجر والتراب والفراشة والسماء وكل ما يمت الى الوطن.
ولكن درويش الذي كان حاضرا بيننا ويشغل الناس بشعره ورموزه وقدرته على
مفاجأة اللغة وادهاشها لم يزل غائبا فلا يعثر الباحث في حياته الا على
قراءات ومقابلات وتحليلات كتبت عنه وعن الشعر الفلسطيني المقاوم، فيما حفظ
الناس اشعاره وغناها المغنون ورقص على ايقاعها الراقصون وتمثلها الطلاب في
حفلاتهم السنوية واظهروا بحفظها قدرة ذاكرتهم على الاستيعاب امام اساتذتهم.
لكن درويش الانسان لا نعرف عنه الا ما قاله هو درويش عن نفسه في شعره
ومقابلاته وحواراته الطويلة ولا يمكن ان يقدم لنا صورة كاملة او سيرة
مكتملة عن حياة شاعر قضى معنا وتعودنا على وجوده بينا لدرجة اننا لم نسأله
عن خصوصياته لسبب بسيط لانه لم يبخل بالحديث الينا عن نفسه في شعره وربما
لانه كان شخصا لا يحب ان يتدخل الاخرون في حياته ولا يفتح قلبه الا لمن
يعرفهم.
وبعيدا عن النقد والكتابة عن الشعر المقاوم وتقييم الشعراء له فليس بين
ايدينا الا بعض السير القليلة التي تقدم صورة عن محمود درويش وحياته وعصره،
فيما تغيب السيرة الجامعة لآراء من عاصروه وتبحث في البدايات فنحن نعرف
الكثير ولا نعرف التفاصيل وهذه مهمة كاتب السيرة له ولغيره ان يجمع
التفاصيل وينسج منها حكاية الشاعر وحكاية وطنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق