ابو العبد الفلسطيني سيصرفوا الراتب عا لعيد
منذر ارشيد
أبو العبد الفلسطيني موظف بسيط يعيش هو وأسرته على راتبه المتواضع مستور الحال
جاء شهر رمضان ولا يملك من قوت يومه شيئاً بعد أن توقف صرف الراتب
يجلس في ركن البيت ويضع رأسه بين يديه ويستغفر الله ويسبح بحمده , ودموعه محبوسة في مئاقي عينيه , يريد أن ينفجر باكياً ليخفف وجع قلبه ,أبناءه السبعة , منهم أطفال يراقبونه مع كل دخول للبيت على أمل الفرج , وقد تعودوا عليه وهو يحمل لهم بعض ما يحبون من فاكهة أو حلويات مع قبضة الراتب , أصبح أبو العبد كئيباً لدرجة ما قبل الجنون وهو يضرب أخماس بأسداس كيف سيتدبر الأمر ..وينقذ أطفاله من كارثة محققة رمضان ..عيد ..مدارس !
فجأة تنادي عليه أم العبد وتقول.. دخلك يا ابو العبد شو آخر ألأخبار ..!
أبو العبد: والله مثل ما هي بعد ما في شيء جديد اللي سمعتيه من زمان ما تغير
أم العبد : كيف يا أبو العبد ما تغير وجارتنا بتقول إنه هرب
أبو العبد : كيف هرب ..! أي هو إحنا قبضنا تا يهرب
أم العبد : شو قبضتوا وما قبضتوا ..!
أبو العبد: إنت بتسألين عن الراتب يا مرة وأنا جاوبتك شو بدي أكذب عليكي ولا إلي زوجة ثانية بعطيها المصاري
أم العبد : يا عيني عليك إنت بإيش مشغول والناس مشغولين بإيش أنا بسألك عن دحلان يا زلمه
أبو العبد يبحلق بها وهو لا يكاد يصدق ويقول
شو بتقولي .. يا مرة شو أخبار دحلان ..!
أم العبد .. هياك سمعتني آه شو أخباره من ساعتين ما سمعت ولا خبر.!
أبو العبد : من ساعتين بس , الله لا يجبرك ربك إحنا بإيش وإنت بإيش !
أم العبد : أي هو أنا لحالي ما كل الناس مشغوله بأخباره بتحكي عنه الحكومة والراديو والتلفزيون والجرائد , قال دحلان.. فتشوا دحلان عمل دحلان.. هرب دحلان
أبو العبد : يعني إنت كل اللي فينا من بلاوي ووقف حال وبدك إياني أهتم بها المسخوط دحلان
أم العبد : ليش بتقول عنه مسخوط يا زلمة. كأنك بتغار منه..!
آه كلكم يا هالزلام بتغاروا منه
لأنه حليوة ماشاء الله عليه ومثل الورده , أي والله إنه بيجنن
أبو العبد : يم صرتي مثل بوش اللي حبو من أول نظرة ولك أنا أحلى منه , ولا لأني معيش مصاري
أم العبد : بتعرف يا أبو العبد فعلا ًالمصاري بتحلي الواحد
أبو العبد : ولك أنا لو معاي مصاري مثله كان عمرك ما شفتيني إلا بالتلفزيون
أم العبد : إسمع يا أبو العبد بدك الجد ..! أنا راضيي فيك مثل ما انت فقير ومشحر ,الله يلعن المال الحرام يا زلمة
بس شوف مثلا ً.. إنت يوم تدخل علينا وإنت قابض الراتب بشوفك مثل القمر
أما هالأيام شايفتك مثل البوم
أبو العبد ..قولتك والله إني ما بقدر أطلع على حالي بالمراية
أم العبد : يا زلمة إنت ليش حاطط الحزن في الجرة وقاعد ., توكل على الله إللي ما بيقطع عباده, ونص الألف خمسمية
أبو العبد : ولك وين هن الخمسمية معاكي خمسمية شيكل وما بتقولي ..!
أم العبد : ول ول ول يا زلمة مالك بتصرخ مالك إنجنيت ., منين لي خمسمية شيكل .!, معي خمسميه كيشل يكشلني
أبو العبد : ما إنت ذكرتيني بنصف الراتب وقلتي خمسمية وفتحتي نفسي وأنا بدور على شيكل واحد مش لاقي, شو أعمل قولي لي شو أعمل .!
والأولاد بينظروا إلي وأنا داخل على الدار إيد لوراء وإيد لقدام
أم العبد ..بدي أسألك , مش قالوا قبل رمضان بدهم يصرفوا النص الباقي من الراتب ..!
أبو العبد ..نعم هيك قالوا وهاي رمضان هل هلاله وما شفنا ولا هللة
أم العبد : بتعرف إنهم كذابين يا ابو العبد
أبو العبد ..ليش كذابين ..! هم قالوا قبل رمضان أي نعم .. بس ما قالوا رمضان هذا .. وممكن يكون قصدهم رمضان الجاي بعد سنة ..!!
أبو العبد .. شو قلتي شو قلتي .! والله كل شيء جايز
بس لا والله ما بتوصل لحد هيك شوفي أنا بقول ممكن يصرفوا الراتب على العيد حتى تكون الفرحة فرحتين
فرحة الإفطار وفرحة الرواتب
أم العبد .. على العيد طيب وشو بدنا نوكل في رمضان ..!
أبو العبد شو بدك توكلي برمضان ! أباي منك يا مرة , يعني إنت ما بتعرفي إنه شهر رمضان شهر الصيام
أم العبد .. بعرف إنه شهر الصيام بس الصيام في النهار وبعدين ما بدنا نوكل..حتى نتقوى على الطاعات والصلاة
أبو العبد : ولك يا مرة خلي صيام طول الشهر بدون أكل ثوابهُ أكبر يا مرة وممكن دُغري نخش الجنة على العيد
أم العبد . ولك يا زلمة كنك إنجنيت أي ثواب.! بلاش إحنا , أولادنا بيقدروا على الصيام شهر كامل
أبو العبد . . يعني شو نساوي من وين نجيب أكل ..!
أم العبد .. أستغفر الله العظيم شو مالك دبر حالك ولو بتجيب خبزات من الجيران أو من باب الجامع
أبو العبد ..شو أشحد يعني .! ومن وين ومن مين أشحد ..وكلنا في البلد صرنا شحادين
أم العبد هاظا معناها راح نموت يا زلمة
أبو العبد الموت مع الناس رحمة يا أم العبد
أم العبد .. يعني بالك كلنا راح نموت مع بعض
أبو العبد ..بموت ناس وبيظل ناس
أم العبد ..مين بالك اللي بيموت ومين اللي بيظل ..!
أبو العبد الناس اللي مثلي ومثلك بيموتوا وبيظل الباقي
أم العبد .. هذا يعني بيظلش حدا ..!
أبو العبد .. كيف بيظلش حدا يا مرة
بيظل إلي معاهم مصاري يعني ألف ألفين هالميلونيرية واللي معاهم مليارات واللي حاملين وطنهم بشنطة
أم العبد ..ألف ألفين كيف بدهم يعملوا دولة يا زلمة .!
أبو العبد .. مش بقول لك معاهم مصاري
أم العبد طيب وشو يعني معاهم مصاري ..!
أبو العبد .. ولك اللي معه مصاري وين ما راح إله دوله
أم العبد : أيوا هسَ فهمت
أبو العبد : شو فهمتي ..!!
أم العبد : فهمت إننا ما إلنا إلا ألله
أبو العبد : يا أم العبد يا حبيبتي
إلي إله ألله أغنى من كل أصحاب المليارات توكلي على الله
وقولي يا فرج الله
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق