نحن
أهل الرباط في قدسنا العربية المحتلة الذين نعاني أشد المعاناة من سياسة
الظلم والقهر والقمع الاسرائيلية، نتألم كثيراً عندما نجد وطننا العربي
ممزقاً ومقسماً ومجزأ وضعيفاً، وعندما نرى الطائرات القطرية المقاتلة تشارك
مع قوات الناتو الاستعمارية في قصف الشعب الليبي، وحين نجد أن قادة الخليج
العربي ينفذون السياسة الاميركية بحذافيرها ويشاركون أحط مشاركة في إضعاف
العالم العربي.
مجلس
التعاون الخليجي يصدر بياناً ضد سورية، وقبلها شارك في لجنة المتابعة لما
يجري في ليبيا. كم هو مؤلم أن يطالب "العرب" الأمم المتحدة والمجتمع الدولي
بالتدخل العسكري لاسقاط النظام الليبي، مع أن ما يجري في ليبيا هو شأن
داخل يمكن معالجته بأسلوب آخر.. وكم هو "مخزي جداً" أن يوافق هؤلاء "العرب"
أو "العربان" على المشاركة في أية مؤامرة تحاك وتنفذ ضد أي دولة من دولنا
العربية.. لقد تآمروا على العراق، وشاركوا في غزوه من قبل جيش الاميركان،
ووفروا لهم كل مساعدة ممكنة لتدمير العراق، لم يفعلوا شيئاً عندما شنق
الرئيس الراحل صدام حسين ظلماً على أيدي قوات الاحتلال وعملائه.
وتفرجوا
على مذكرة التوقيف التي صدرت من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس
السوداني عمر البشير، وطالبوا بتأجيل تطبيق أمر الاعتقال لسنة بدلاً من
الاصرار على الغاء هذه المذكرة مما أجبر البشير على الاستسلام للرغبات
الدولية، وبالتالي وافق على تقسيم السودان، وشارك هو بنفسه في الاحتفال
بإعلان قيام دولة جنوب السودان التي ستكون لها علاقات وطيدة مع الكيان
الاسرائيلي.
كم
هو مؤلم أن نجد "العربان" بدلاً من مدّ يد العون والمساعدة للدول العربية،
يدعمون اليد المخربة التي تحاول المس باستقرار ووحدة أية دولة عربية.
في
الخليج العربي، حَلال أن يُقمع الشعب البحريني، وأن ترسل قوات الردع
الخليجي لمساندة البحرين في عملية القمع. وهناك مباركة لهدم مساجد في
البحرين لأنها حسب اعتقادهم بؤر التخريب ضد الاستقرار.. ولكنهم لا يوافقون
على قيام الجيش السوري بالحفاظ على أمن الشعب السوري وممتلكات الدولة
والشعب من المخربين والارهابيين الذي يرعبون الأطفال والرجال والنساء،
ويقتلون بدم بارد عناصر الأجهزة الأمنية، وينكلون بجثث ضحاياهم وبأبشع
الصور.
حتى
ان إعلام هؤلاء العربان يناصر أعداء أبناء الوطن، ويساهم في بث أجواء
الفتنة والقتل وسفك الدماء، لأنهم لا يريدون إلا دمار الوطن العربي، لأن
رسالتهم ليست الاصلاح أو الدفاع عن حقوق الانسان، أو تحقيق الديمقراطية، بل
رسالتهم الأساسية هي توفير الدعم الإعلامي لكل مؤامرة تحاك ضد أي قطر
عربي، علماً أن دول الخليج هي بأمس الحاجة الى الديمقراطية والإصلاح
والدفاع عن حقوق الانسان، فالمرأة، وهذا مثال بسيط جداً، لا تستطيع أن تقود
السيارة، وعليها أن تركب سيارة يقودها رجل، وهذا حلال مهما جرى داخل
السيارة.
إنه
عصر العولمة، عصر التقدم العلمي، عصر "العهر" السياسي بامتياز، إنه عصر
الذين يمارسون العهر والنفاق وشتى أنواع القمع ليحاضروا علينا بالعفة
والطهارة والديمقراطية. إنه بالفعل لأمر غريب عجيب أن يُحلل ما هو محرم،
ويحرّم ما هو محلل، وكذلك الكيل بمكيالين أو أكثر في معالجة أو متابعة أي
وضع في عالمنا العربي، وهذا يعتمد على التوجيهات الصادرة من العاصمة
واشنطن، فهي عاصمة هؤلاء العربان، ومقر اقامة سيدهم.
لا
وألف لا لهذا الذي يجري في وطننا العربي، لن نقبل به، وسنبقى مقاومين له
كما أننا مقاومون للاحتلال وسياساته واجراءاته رغم كل المعاناة التي
نعيشها.
لا
وألف لا يا "عربان"، فكفى نفاقاً وتزلفاً وخنوعاً وركوعاً للسياسة
الاميركية. وإذا بقيتم على ما أنتم عليه، فتذكروا واعلموا أن الوضع السيء
سينقلب عليكم، وستواجهون مصيراً صعباً وقاسياً، واذا لم تتوبوا قبل أن
يداهمكم اعصار الشعب الرافض لهذه السياسة، فسنقول عندها أنكم تستحقون
المصير الذي أعددتم نفسكم إليه.
لا
يا جماهير الأمة العربية، كيف تسكتين على مثل هؤلاء "القادة"، لقد حان
إنهاء هذا الصمت، وحان موعد المحاسبة الجادة لهؤلاء القادة الذين يعملون في
خدمة الاميركان.
نتساءل
أين هي الطائرات المقاتلة القطرية عندما كانت غزة تتعرض لعدوان واسع وبشع
وشرس.. لماذا لم تتحرك هذه الطائرات للرد على هذا العدوان الاسرائيلي،
وكذلك لمواجهة العدوان على لبنان عام 2006. هل ما تملكونه من طائرات هي في
خدمة سياسة الاميركان أيضاً.
إن
ما يجري في عالمنا العربي "عيب"، ولا بدّ من تصحيح المسار الحالي، ولا بدّ
من تحرك عربي واسع لازالة مسببات الضعف والانهيار والعجز فيه، ولا بدّ من
أن يتحرك كل الشرفاء في وطننا العربي الكبير ضد هؤلاء الذين يخدمون
الاميركان مجاناً، وقريباً جداً سيواجهون مصيراً صعباً ومهلكاً عندما تنتهي
الحاجة إليهم.
فبدلاً
من المشاركة في المؤامرة، ساعدوا كل بلد على تجاوز وافشال المؤامرة،
ساهموا في طرح مشروع بديل، ساهموا في المساعدة، وكفاكم دعماً لعناصر
التخريب والتدمير سواء في سورية أو في أي قطر عربي آخر.
هذا
المقال موجه لهؤلاء مطالباً بتوبتهم، والرجوع عن سياستهم المرتمية
بالأحضان الاميركية، ونقولها بأعلى صوت أن من يشارك في أو يدعم مثل هذه
المؤامرات فلا يختلف شيئاً عن اسرائيل في عدائه لنا، بل يكون عداؤه للعرب
أكثر خطورة وأشد وطأة من عداء اسرائيل لنا جميعاً.. وتيقنوا أن ما تقومون
به يصب في باب الخيانة العظمى.
فهل
إتعظتم أم أنكم ستبقون سائرين على طريق ونهج اسرائيل، نهج الدمار والتدمير
والتخريب لعالمنا العربي، نهج اضعافه.. وعندها فقط أنتم وحدكم ستتحملون
نتائج وعواقب هذا النهج الخائن والخطير جداً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق