السبت، 28 أبريل 2012

مسجد وشارع الشهيد ياسر عرفات في سيريلانكا 

بقلم د.مازن صافي  

مسجد وشارع الشهيد ياسر عرفات في سيريلانكا ... بقلم د.مازن صافي


[url=http://www.0zz0.com][img]http://www10.0zz0.com/2012/04/27/10/791414754.jpg[/img][/url]

وطأت أقدام المسلمون القادمين من حضرموت اليمنية قبل 800 عام في كولمبو ، ومنها بدأ انتشار الدين الإسلامي في الجزيرة الساحرة. ولقد استفادوا من الميناء الاقتصادي في نشر الإسلام ، هذا الميناء الهام الذي كان مركز التجارة بين الممالك السنهالية وخارجها وبعد ثمانية قرون من استقرار المسلمين وصل البرتغاليون إلى كولومبو وقاموا بطرد المسلمين وبناء قلاع لحماية تجارتهم للبهارات .. وهذه المدينة نفي لها أبطال الثورات العربية والفكر والثقافة في بداية القرن الماضي وهم احمد عرابي ومحمود سامي البارودي وعبدالله النديم ..
ما دعاني لهذه المقدمة هو الخبر الذي وصلني من مدينة بيرويلا السيرلانكية الساحلية التي تبعد 45 كم عن العاصمة كولومبو ، فمدينة بيرويلا تقع فيها الجامعة النظيمية الإسلامية ، حيث تقع الجامعة في مدينة بيرويلا جنوب العاصمة على مسافة 55 كم منها.. ولقد تم اختيار هذا المكان لسعته.. وجمال غاباته.. وجمال شاطئه.. ولأنه المكان الذي استقبل أول مجموعة من الدعاة المسلمين.. وكانوا يطلقون عليه اسم (بربرين).
هذه المدينة بسكانها وجمالها وحضارتها ومسلميها قاموا بافتتاح مسجد يحمل اسم "الشهيد ياسر عرفات"، تخليداً لذكرى الزعيم الفلسطيني الراحل .. مؤسس وقائد الثورة الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين ورمز الشعب والقضية الفلسطينية والذي خاض معركة الإرادة والصمود في كل مراحل حياته وختمت بحصار إسرائيل له وهدم المقاطعة وهو فيها صامدا ينادي الجميع لنصرة القدس والمقدسات والحق الفلسطيني ورافضا أن يستسلم أو يطرد أو يقع في اسر المحتل الإسرائيلي ، طالبا من الله أن يلقاه شهيدا ليختم حياته شهيدا ، فكما كان رمزا في حياته ، بقي رمز في استشهاده وجهاده ونضاله
لقد تمت إعادة بناء المسجد الذي كان يحمل اسم "الفتح" بعد ان دمره بالكامل تسونامي ضرب الساحل السريلانكي المطل على الساحل الهادئ في ديسمبر/كانون الأول من عام 2004، كما دمر العديد من المنازل والقرى القريبة.
ويتكون المسجد من طابقين، خصص الثاني كمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. ويتسع مسجد "الشهيد ياسر عرفات" لـ 700 شخص، ويقع في شارع قامت الحكومة السريلانكية بإعادة تسميته ليحمل اسم الزعيم الفلسطيني الراحل أيضاً.
اذن في هذه المدينة الفائقة الجمال والتاريخية هناك شارع باسم الشهيد الفلسطيني ياسر عرفات ابو عمار ، وكذلك مسجد باسمه .. إن أبو عمار هو رمز الثوار في كل مكان ، بل هو بوصلة الحق والبطولة ، فحين ترى الكوفية ترى فلسطين ، وحين ترى الشهيد أبو عمار ترى فلسطين ، ترابط لم يأت من فراغ أو بفعل ماكينة إعلامية نشطة ، بل جاء بفعل سنوات من العمل والصدق والانتماء والالتزام والثورة التي لم تتوقف ..
لقد بني المسجد بتبرعات من الصندوق القومي الفلسطيني، وتحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره السيرلانكي ماهندا راجا باكس في عام 2006. وقد عبّر مسلمو المدينة عن امتنانهم لبناء المسجد، حيث أصبح بمقدورهم التجمع، واصفين تشييد المسجد بهدية الشعب الفلسطيني .. نعم هذا الشعب الفلسطيني الذي يترك اثرا معماريا وحضاريا وثقافيا في كل مكان يقيم فيه .. الشعب الفلسطيني الذي يتمتع بثقافة عالية وعلم متقدم وإصرار على الحياة ، " فعلي هذه الأرض ما يستحق الحياة " .
السفير الفلسطيني لدى سريلانكا و المالديف د. أنور الأغـا يعمل بكل جهد بتوضيح آثار التدميرية للاحتلال الإسرائيلي على الشعب والأرض الفلسطينية وهو دائم التواصل مع لان التضامن مع فلسطين وفي الفعاليات الخاصة بذلك .
وعن أهمية وجود مسجد الشهيد الفلسطيني ياسر عرفات في منطقة بيرويلا مهد التواجد العربي والإسلامي في سريلانكا ، قال د. أنور الأغا " أنه من المتوقع ان يُسهم مسجد "الشهيد ياسر عرفات" بتعريف أبناء المدينة أكثر بالقضية الفلسطينية وبما يتعرض له الفلسطينيون،الذين تجمعهم بالسريلانكيين "علاقات وثيقة تُوجت ببناء هذا المسجد .
ومن قدر الأحداث أن مقابر أسرة الشهيد ابوعمار موجودة في مقبرة آل الأغا في مدينة خانيونس ، مسقط رأس د. انور الأغا ، إن هذا التواصل التاريخي وربط الأحداث يدلل على أهمية ومكانة هذا المسجد في قلب وفعل السفير الفلسطيني ، فهناك ارتباطات قوية مع الرئيس ابوعمار .
وأيضا لربط الأحداث نذكر أن افتتاح المسجد جاء بعد مرور 8 أعوام على ما خلفه التسونامي من دمار في 2004 وهو نفس العام الذي شهد وفاة الزعيم التاريخي للفلسطينيين ياسر عرفات.
السريلانكيون يتشابهون مع الفلسطينيين ، يجمعهم الفقر ، وطحنتهم الحروب ، وشردتهم ، ولهم قضايا سياسية تؤثر في البنيان الاجتماعي والاقتصادي ، ويعدان من المتقدمين جدا في نسبة المتعلمين على نطاق دول آسيا ، والمسلمون في سيرلانكا يميزون باعتبارهم الفئة الأكثر تعليمًا ولقد نالهم حظ لا بأس به من التقدم العلمي الذي تشهده البلاد ، وهو هم يشاركون بدور حيوي في الحياة السياسية وفي المؤسسات التعليمية ويشغلون الكثير من الوظائف الإدارية بما فيها أعلى مناصب الدولة. ويتمتع المسلمون السريلانكيين بحرية العبادة وبناء المساجد بقدر يفوق ما يتمتع به مسلمي الدول الأسيوية المجاورة مثل الهند والنيبال والصين، وللمسلمين العديد من المساجد والمدارس والمراكز الثقافية الإسلامية، فيوجد في سريلانكا ما يقرب من 400 مدرسة لتحفيظ القرآن، و600 مدرسة ابتدائية مشتركة.وقد تم تأسيس المدرسة الزاهرة عام 1892م، والتي تعتبر أول معاهد التعليم الإسلامية في سيلان .
ولقد حصلت سيرلانكا على استقلالها في عام 1948 م ، في نفس العام الذي أقيمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على ارض فلسطين وبتأييد من الدول العظمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وبخطة استعمارية من بريطانيا .
ملاحظة : في الخامس عشر من أيار يحي شعبنا في الوطن والشتات ذكرى أليمة ما زالت آثارها المؤلمة تنعكس سلبا على حياة شعبنا في مختلف أماكن تواجده .
Clove_yasmein@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: