الأبطال يموتون و لا يستسلمون ..
بقلم : سري القدوة
( شهيدا شهيدا .. شهيد .. ) هي كلمة
السر الفلسطينية .. هي فلسفة الوجود الفلسطيني وحديث الروح التي صنعت مجد التواصل
وعزفت روعة الاصرار والتحدي ومنهجية البحث عن الذات .. هي عبقرية ومنهجية ياسر
عرفات مفجر الثورة وموحد الشعب الفلسطيني
ومؤسس الدولة .. هي حالة التواصل بين الفلسطيني اينما كان متواجدا في الارض
المحتلة .. في مخيمات الشتات .. في بلدان اللجوء .. في زنازين الاحتلال .. تلك
الحالة الفلسطينية التي صنعت مجدا وجعلت من حبال الخميه بنادق .. هي الطريق لتواصل
الاجيال وجسر العودة ..
ثورة حتى النصر .. الموت ولا المذلة ..
هي روح الكفاح والتواصل الابداعي بين اسرى الثورة الفلسطينية حيث يصنعون لغة
التواصل ويكتبون تاريخ الحركة الوطنية الاسيرة .. هي حالة التحدي الجديدة التي
تفرض علي الانسان ان يتحد مع ذاته في مواجهة تلك الحالة الرديئة التي وصلنا اليها
..
انهم اسري فلسطين الابطال في سجون
الاحتلال عندما يقررون اليوم خوض الاضراب الشامل في مواجهة السجان الظالم .. يقررون
التصدي لبشاعة الموقف ووقاحة السجان الذي يرفض الاعتراف بهم وبوجودهم ويعاملهم
كأنهم ليس بشر وأنهم مجرد ارقام في سجلات مدرية السجون العامة ..
هنا يكون الاصرار وتكون لغة الشهادة
والبطولة والحضارة الفلسطينية التي يصنعها هؤلاء الابطال في تحدي للمحتل .. ورفضا
لتلك الحالة البائسة التي يعايشها اسري فلسطين خلف القضبان ومن اجل ان تكون
لحياتهم معني الحرية .. ومن اجل الحياة الكريمة يقف ابطالنا الاسرى في سجون
الاحتلال وفي يوم الاسير الفلسطيني متحدين عنجهية المحتل معلنين حالة ( الاضراب
العام ) في سجون الاحتلال .. حيث يحيي الشعب
الفلسطيني في مثل هذا اليوم ( 17 نيسان ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ) وبدأ شعبنا
الفلسطيني بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير
فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وتعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر حساسية عند
الشعب الفلسطيني، في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال الإسرائيلي،
وقرابة خمس الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي.. حيث يقدر
عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 (800.000) أي أكثر من 20% من أبناء
الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفترات وطرق مختلفة.
ووفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء
الفلسطيني فأن سلطات الاحتلال تعتقل أكثر من 20 ألف أسيراً فلسطينياً اعتقل إدارياً
منذ عام 2002 م، ونحو 4,700 أسيراً فلسطينياً لا زالوا رهن الاعتقال منهم 23 معتقلاً
امضوا أكثر من خمسة وعشرون عاماً.
ولا زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ
احتلالها للأراضي الفلسطينية في العام 1967، تمتهن حق المواطن الفلسطيني في العيش الكريم،
والحرية المتعلقة بالتنقل والحصول على أبسط الحقوق المدنية والتي يكفلها القانون الدولي
واتفاقيات حقوق الإنسان، فتارة بالاعتقال وتارة بالقتل، وأخرى بالإبعاد عن وطنه.
أن الأسرى والمعتقلين الأبطال في زنازين
الاحتلال يستمرون في معركة الأمعاء الخاوية من خلال إضرابات فردية بدأها في الفترة
الماضية المناضل الشيخ خضر عدنان واستمرت بها المناضلة هناء الشلبي وكفاح حطاب ومحمد
التاج والعديد من الأسرى.
ان معركة الامعاء الخاوية تأتي من أجل تسليط
الضوء على ممارسات سلطات الاحتلال وسياسة القمع التي تمارسها مدرية السجون العامة
بحق الاسرى داخل سجون الاحتلال .
أن الاسير الفلسطيني يبحث عن ذاته ويعلن رفضه أن يكون مجرد رقم في سجلات
المحتل الغاصب فهو اسير صاحب قضية ومناضل من اجل الحرية والكرامة وصاحب هذه الارض
التي يقاتل من اجلها وانه سجين سياسي يجب أن يأخذ حقه كاملا وفي مقدمة هذا الحق هو
اطلاق سراحه فورا وان يخضع للقانون الدولي ومعاملته كأسير حرب ..
أن اسرى فلسطين الابطال الذين يخوضون اضرابهم المفتوح عن الطعام في مواجهة
المحتل هم بذلك يوجهون رسالتهم الي المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية هي قضية
حية وان اصحابها هم يطالبون بحقهم في الحرية والحياة والكرامة وهم من اغتصبت
اراضيهم وسرقت من قبل الاحتلال وهم اصحاب هذه الارض .. ويرفضون أن تمتهن كرامتهم من
قبل الجلاد الاسرائيلي الغاصب .. وان لا صوت يعلو فوق صوت الاسرى وان صوتهم هو
الصوت العالي الذي يصرخ في عنان السماء اننا صامدون .. اننا باقون .. لن نركع ..
نعم نموت واقفين ولن نركع .. لأننا اصحاب القضية العادلة وأصحاب المشروع الوطني
ولا يمكن أن نهزم او نكون ضعفاء .. وأننا اليوم قررنا مواجهة المحتل بإرادتنا
الصلبة وبعزيمتنا وقوة ايماننا وبحتمية النصر وإرادة التحدي ..
( كلمات الشاعر الفلسطيني معين بسيسو )
نعم لنْ نموتَ، ولكننا….
هناكَ أرى عاملاً في الطريقِ أرى قائد الثورةِ المنتصرهْ
يُلوِّحُ لي بيَدٍ من حديدْ وأخرى تطاير منها الشررْ
أنا الآن بين مئات الرفاقِ أشدُّ لقبضاتهم... قبضتي
أنا الآن أشعرُ أني قويٌّ وأني سأهزمُ... زنزانتي
نعم لنْ نموتَ، نعم سوف نحيا ولو أكلَ القيدُ من
عظمِنا
ولو مزقتنا سياطُ الطغاة ولو أشعلوا النارَ في جسمِنا
نعم لنْ نموتَ، ولكننا سنقتلعُ الموتَ من أرضنا
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق