تشرفنا بتلبية الدعوة الموجهة إلينا من الجالية الفلسطينية في مدينة منشن جلادباخ بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد ... لنكون في حضرة أبناء جاليتنا الفلسـطينية والعربية في المدينة ... شاكرين لهم الدعوة وتكريمهم لنا ...!!
في يوم الأرض الخالد ... نحن الباقون وسنكون ...!!
بسم الله الرحمن الرحيم
د.م. احمد محيسن ـ برلين
الأخوة والأخوات أبناء الجالية الفلسطينية في مدينة منشن جلادباخ
الأخوة والأخوات الضيوف و الحضور الكرام
يا أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي الأصيل
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... صدق الله العظيم
نجتمع في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد ... لنجدد القسم بالله والعهد ... مع الأنبياء والصديقين والشهداء والقدسين ... مع الأقصى والأسرى والجرحى والمفقودين ... ومع أهلنا الذين يعيشون الحياة الضنكا في مخيمات العذابات ... قلاع الصبر والصمود في لبنان ... وفي شتى أنحاء المعمورة ... وصولا إلى تشيلي والبرازيل ... ونحيي صمود شعبنا خلف جدار القهر العنصري في الضفة الغربية المناضلة ... وأهلنا المدافعين عن أرضنا المغتصبة في القدس والداخل الفلسطيني ... ونذكر معاناة أهلنا المحاصرين في قطاع غزة العزة... وفي كل مدن وقرى ومخيمات الوطن ... كما ونحيي صمود أهلنا وأحبتنا وكل مناضلينا في السجون والمعتقلات ... وهم يخوضون اليوم معركة الأمعاء الخاوية... وينتصرون وهم وحيدين ...!!
إن يوم الأرض الخالد هو ركن من أركان وركيزة من ركائز النضال للشعب الفلسطيني ... الذي يعبرون فيه عن مدى تمسكهم بأرضهم وبهويتهم ... وسيبقى يوم الأرض يوما وطنيا فلسطينيا ... نتعلم منه حب فلسطين وأرض فلسطين ... فلسطين الحق الذي يأبى النسيان... رغم تنكيل وبطش الاحتلال الذي استمد مبرر وجوده من قتل الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم ... فقد حرص الاحتلال منذ أن تم انشاءه في فلسـطيننا ...على ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين منها ... وذلك من خلال ارتكاب المجازر المروّعة بحقهم ... !!
ففي الثلاثين من شهر آذار من العام 1976 ... هب الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني ... بإضراب شامل وبمظاهرات شعبية عارمة ... كرد طبيعي على قرار الاحتلال بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها ... لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية ... حيث كان رد الاحتلال على جماهير شعبنا بالقتل والاعتقال والإرهاب ... ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة والعِصي والفؤوس ... حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين من أهالي سخنين وعرابة وكفركنا ونور شمس والطيبة ... هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين والمعتقلين ...!!
فأتت هبة يوم الأرض ... نتيجة لتراكمات الوضع المأساوي الخانق الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني ... والتي امتدت لتعم كل الاراضي الفلسطينية المحتلة ... ولازال صداها يتردد إلى هذه اللحظة.... التي وقف فيها الشعب الفلسطيني وقفة رجل واحد ... في مواجهة غطرسة قوات الاحتلال الصهيوني ... وشكل يوم الأرض ذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني ... ومناسبة وطنية فلسطينية وعربية ... ويوماً وطنيا للمحافظة على الأرض الفلسطينية من التهويد والتمسك بها ... ومناسبة للتأكيد على حق العودة ... والتزامه بتحرير الارض المغتصبة ... وتكريس للمقاومة كنهج في التعامل مع الاحتلال ... وشكلت رمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ...!!
في يوم الأرض نحيي أهل الأرض ... أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في الداخل الفلسـطيني المحتل عام 48 ... وحيثما تواجد ... نشد على أياديكم ... ونحيي صمودكم ... ومعكم ... حتى التحرير وتقرير المصير ... ونردد كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش ... وأسد فلسطين الشيخ رائد صلاح إنا هنا في فلسطيننا باقون .. ما بقي الزعتر والزيتون ... راسخون هنا راسخون ... حجر وشجر وبشر... ونحن الباقون وسنكون ...!!
واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة ... ويا جبل ما يهزك ريح ...!!
الحفل الكريم
عندما نذكر يوم الأرض الخالد فإنه لا يفوتنا أيضا ذكر شهداء ثورتنا الباسلة ... على طريق تحرير الأرض الفلسطينية ... وقد انضم إليهم في هذه الايام شهداء جدد ... على طريق تحرير الإنسان العربي من الديكتاتورية وضمان حقه في العيش بحرية وكرامة... يقول تعالى في محكم التنزيل: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ... صدق الله العظيم.
الأخوات و الأخوة الكرام
في يوم الأرض الخالد فإننا نستذكر آلام وجراح شعبنا الفلسطيني المناضل بكل شرائحه وأماكن وجوده ... نستذكر الشهداء والجرحى والمعاقين والمشردين ... واللاجئين والمحاصرين وليس أخيرا أسرانا البواسل الصامدين في غياهب السجون...
يا ظلام السجن خيم ... إننا نهوى الظلاما
ليس بعد الظلم إلا ... فجر صبح يتساما
الأخوة والأخوات ... أيها الحفل الكريم
ورغم مرور 36 عاما على يوم الأرض الخالد ... إلا أن الجرح الفلسطيني مازال ينزف ... وفلسطين ما زالت تحت الاحتلال ... والقمع الإسرائيلي ما زال مستمراً ... واللاجئون ما زالوا في ديار الهجرة والتشرد ينتظرون يوم العودة ... والقدس الشريف مازالت أسيرة تواجه أكبر المخاطر ... والاستيطان الصهيوني يتوسع ويتمدد كل يوم ... وجدار الفصل العنصري يشدد الخناق على مدننا وقرانا و يلتهم أرضنا في الضفة الغربية الصامدة ...!!
فقد أصبحت فلسطين أكبر سجن في العالم و ربما عبر التاريخ ... ولا تزال آلة القمع والقتل الاسرائيلية مستمرة في محاولات النيل الممنهج من شعبنا ... ولا تزال أجهزة مخابراته تعمل علي تفتيت وحدة الصف الفلسطيني في محاولة منها لتدمير المؤسسات الفلسطينية ... وشعبنا الفلسطيني مازال يحمل القضية و يتمسك بالثوابت ... ويلوح بمفاتيح العودة ... الحق المقدس الذي لا يحق لأي أحد أن يتنازل عنه أو يساوم عليه ...!!
ان شعبنا الفلسطيني لا ينتمي إلى حركات و فصائل بقدر انتمائه إلى الوطن الذي يتسع للجميع ... فالوطن هو الفصيل الأكبر والحركة الأقدم ... ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نكون حريصين في تعاملنا مع الجهات المعادية لشعبنا وقضيته ... وألا ننجر وراء مساعيها في تقسيم شعبنا الى فئات وأحزاب وفرق ... دون أن ننتقص من دور أي فصيل من الفصائل الفلسطينية ... أو أن نطعن في شهادة شهيد قدم روحه دفاعاً عن وطنه وأمته ... فكلنا في زورق واحد ... وعدونا لا يفرق بيننا أبدا ...!!
أيها الحفل الكريم
إننا وفي هذا المقام نجدد الدعوة إلى الوحدة الوطنية الحقيقية خيارنا الأوحد ... إونهاء الانقسام العبثي المعيب المدمّر الآن الآن وليس غدا ... والعودة إلى البوصلة الوطنية النضالية الفلسطينية ... على برنامج الوحدة الوطنية المتفق عليه كخيار وطني على طريق تحرير الأرض والإنسان ... "فالشعب يريد إسقاط الانقسام ... والشعب يريد إنهاء الاحتلال" ...!!
الأخوة والأخوات الأفاضل ...
سنبقى صامدين ... متمسكين بأرضنا وثوابتنا ومبادئنا ومطلقاتنا ... كما كنا وما زلنا وسنبقى ... وسنظل نرفع رايات الدفاع عن شرف هذه الأمة ... عنوانا للعزة والفخار ... ولا يمكن أن نقبل بأن يكون وطن الاقتتال الداخلي والموت والانقسامات وطننا... بعيدا عن التفصيل في ذلك ... فنحن شعب الشهداء وأهل التضحيات ... ولأننا نستحق وطنا أفضل ... وطن يحفظ كرامة الإنسان ويصون حياته ... فلم يضح المناضلون من أجل الوصول إلى ما وصلنا إليه ... فقبلنا بباقي الفتات ومع ذلك نقتتل عليه ... كفانا تمزقا واقتتالا ...كفانا تناحرا وتشرذما ...!!
أيها الحفل الكريم
ومن هنا نكرر ونؤكد على أنه لا عودة للمفاوضات ... دون الإقرار بحقوق شعبنا التي أقرتها على الأقل الشرعية الدولية ... ووقف فوري وتام للنشاطات الاستيطانية المستعرة التي تلتهم الأرض العربية ... وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين ... وضمان حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي سلبت وهجروا منها ....وإن من يعول على الموقف الأمريكي ... فهو واهم واهم والتجربة المتكررة أثبتت ذلك ... ونؤكد على ما قاله المناضل القائد مروان البرغوثي من معتقله في سجن هداريم/ زنزانة (28) بتاريخ 26/3/2012 " بضرورة وقف كل أشكال التنسيق مع الإحتلال أمنياً واقتصاديا وفي كافة المجالات ... لأن وظيفة الأجهزة الأمنية الفلسطينية هي حماية أمن الوطن والمواطن ... وليس توفير الحماية للاحتلال والاستيطان "....!!
أما نحن في الشتات الفلسطيني ... فيجب علينا أن ندرك أن تعيلم وتربية النشئ الجديد ... وخاصة في أوروبا على حب فلسطين ... وتعليمهم محاور قضيتها ... هو واجب مقدس علينا ... والتقاعس عن ذلك جريمة لا تغتفر ... حتى نستمر في ضحد مقولة بنغريون بأن " الكبار في العمر سيموتون... والصغار سوف ينسون" ... وإلى اللذين ما زالوا يتغنون بشعارات السبعينات والثمانينات نقول: ليس الأوروبيون من يحتاجون التوعية عن قضيتنا وحقوقنا فحسب ... وإنما أبناؤنا هنا ... الذين لا يعلمون عن قضيتهم إلا القليل ... هؤلاء هم رصيدنا الذي ينبغي التركيز عليه ... وتوريثهم حق العودة ... لأنهم أوروبا المستقبل ...!!
وكما قال الشعر :
سنرجع يوماً إلى حينا ...
نغرق في دافئات المنى ...
سنرجع مهما يمر الزمان ...
وتنأى المسافات مابيننا ...
ماذا قال شاعرنا الراحل محمود درويش ... أتذكرون حين قال:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة ...
على هذه الأرض سيدة الأرض ...
أم البدايات ...
أم النهايات ...
كانت تسمى فلسطين ...
صارت تسمى فلسطين ...
سيدتي: أستحق .. لأنك سيدتي .. أستحق الحياة ...
لأن العهد هو العهد والقسم هو القسم ... نجدد العهد بأنا عائدون
رحم الله شهداءنا الأبرار ... والحرية لأسرانا البواسل وشعبنا المحاصر
عاشت وحدتنا الوطنية درعا قويا في وجه العدوان الصهيوني
ويا جبل ما يهزك ريح
إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا ........... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق