إيهود باراك ، صفوي ، وعميل فارسي
بقلم:خالد الزرقاني
يختزل كافة القياداتالإسرائيلية منذ 1947م وحتى يومنا هذا , وسيرسم صورة
واضحة عن موقفهم الحقيقي من الإيرانيين.
الصهوينية على ما يبدو هي إحدى المذاهب الصفوية , كما أن
التأريخ أظهر لنا على إختلاف عصوره بأن قادتها ليسوا سوى عملاء لكسرى وطهران
والعكس صحيح. فالقادة الإسرائيليون مثلاً لا يعتبرون مدينتي المحمرة وعبّادان جزءًا
من ممتلكاتهم ولا حتى مدينة السوس رغم أنها تحتضن قبر أحد أبناء السبي البابلي وهو
نبي الله دانيال عليه السلام , ذلك أن "إسرائيل الكبرى" كما هو معلن سوف
تتوقف عند محافظة البصرة العراقية ولن تتمدد أبعد من ذلك. بكلمة أخرى ، إسرائيل
ليس لديها اطماع في الأحواز مادامت المنطقة محتلة ومنسلخة عن الجسد العربي ، خاصة
إن كان المحتل فارسياً ، فهو صديق قديم من عهد قوروش الأخميني.
لإيهود باراك منذ كان رئيساً للوزراء (2001-1999) وحتى أصبح
وزيرا لجيش الدفاع الإسرائيلي مواقف غريبة وقريبة من طهران تدعو للتساؤل عن حقيقة
العلاقات بين الإيرانيين والإسرائليين وهو ما دفعني للبحث فيها وكشف بعض تلك
التناقضات من خلال التسلسل الزمني. فهو كثيراً ما يطلق التهديدات لإيران ويحذر من
خطرها على وجود إسرائيل لكنه دائماً ما يتراجع بتصريحات ومواقف تكشف الوجه الحقيقي
للعلاقات الإيرانية - الإسرائيلية.
ففي 26 مايو 2006 قال شلومو بن عامي (كان وزيراً للأمن الداخلي ووزير للخارجية في عهد حكومة
باراك) لتريتا بارزي "صاحب كتاب حلف المصالح المشتركة" بأنه لا يذكر
اجتماعاً وزارياً واحداً - من اجتماعات الوزارة المصغرة التي يُطلق عليها اسم
وزارة السياسة الخارجية والدفاع - كانت فيها إيران على جدول الأعمال. (كتاب
المصالح المشتركة صفحة 300).
كان الحميم مع
الإيرانيين في أوجه في عهد حكومة باراك حتى إن هآرتس الإسرائيلية نشرت في 20 يونيو
1999 بأن إيران تقدمت للحكومة الإسرائيلية عبر الحكومة البريطانية بطلب تفاوض على
معاهدة تتعلق بالصواريخ. وأشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية بأن الإيرانيين أكدوا
للإسرائيليين أن بناءهم لترسانتهم العسكرية ليس موجهاً ضدّ إسرائيل وإنما ضدّ
البلدان الأخرى التي تشكّل خطراً إقليمياً عليهم.
في 27 أكتوبر 2004 قال يوسي ألفير وهو ضابط سابق في الموساد
ومستشار رفيع لدى رئيس الوزراء إيهود باراك حينها ، لتريتا بارزي(بارسي) بأنه قد
يتحدث الإيرانيون عنّا (أي عن الإسرائيليين) ولكنّنا لسنا همّهم الاستراتيجي الأول
ولا حتى الثاني ، كما أننا لسنا سبباً يدفعهم إلى تطوير أسلحة نووية.
ففي 26 يناير 2008 قال باراك لصحيفة واشنطن بوست ومجلة نيوزويك
بأن إيران "قطعت أشواطاً" في إعداد أسلحة نووية وقد تكون تعمل على صنع
رؤوس نووية , وأضاف أن "توقعاتنا تفيد بوضوح أن الإيرانيين يبحثون عن إمتلاك
القوة النووية" وأنهم حققوا تقدماً أكثر من مستوى مشروع منهاتن. يقصد بذلك
المشروع الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية الذي مكنها من إمتلاك السلاح النووي.
لكنّه في 17 سبتمبر 2009 وبشكل مفاجيء تراجع عن توقعاته تلك وقال
في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرنوت أن إيران لا تشكل تهديداً لوجود اسرائيل ذلك في
معرض رده على سؤال حول البرنامج النووي الفارسي.
ثم تبنى إيهود باراك موقفاً أكثر صراحة ليصرح في 26 فبراير 2010 لوكالة الأسوشيتد برس بأنه من غير المحتمل
أن تضرب إسرائيل إيران حتى إن حصلت الأخيرة على سلاح نووي وإن الإيرانيين يفهمون
الواقع ولديهم عملية إتخاذ قرار متطورة !
ماذا قصد باراك بتلك التصريحات أكثر من أن إمتلاك إيران للسلاح
النووي لن يكون موجهاً لإسرائيل بل إلى غيرها (العرب) , وقوله بأن الإيرانيين
يفهمون الواقع لا يشير إلا إلى حقيقة واحدة هي عمالة الإيرانيين الكبرى لإسرائيل
وفهمهم لمكانتها في العالم الغربي. وإن عملية إتخاذ القرار الإيرانية التي وصفها
باراك بأنها (متطورة) تبيّن مدى الإعجاب الإسرائيلي على أعلى المستويات بنهج
وسياسة الكيان الفارسي.
ثم في 5 مايو 2011 قال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب العمل
في حديث له مع هآرتس أن إيران لن تستخدم القنبلة النووية ضد إسرائيل. فرد عليه
خامنئي في 1 اكتوبر 2011 إن إيران لن تلقي باليهود في البحر. ثم عاد باراك كعادته
لمسرحية الشعارات والتهديدات الزائفة لتسويق إيران على أنها حامية لحمى القدس
الشريف ففي 20 نوفمبر 2011 قال باراك لسي ان ان الأمريكية إن أمام إيران ثلاث
أرباع السنة لإمتلاك سلاح نووي. ويبدو لي أن التسعة أشهر الذي حذر منها والتي
تنتهي في أغسطس 2012 لم تعد مهمة لوزير الدفاع ففي الأول من ديسمبر 2011 صرح
لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن قرار مهاجمة إيران بعيد جداً. بكلمة أخرى ، يقول باراك
للإيرانيين ، لا تأخذوا التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد وخذو وقتكم في برنامج
صنع سلاح دمار شامل.
يبدو أن باراك في نزهة مع الإيرانيين وليس في حرب ففي 8 نوفمبر
2011 ابلغ راديو اسرائيل " الحرب ليست نزهة. ونحن نريد نزهة لا حرباً "،
ذلك قبيل صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة عن انشطة ايران النووية. هذا بالرغم
ما احتواه تقرير الوكالة الخطير حول نشاطات إيران المشبوهة !
ثم بدأ مسلسل تبرءة إيران من تهمة تطوير سلاح ذري فقد أعلن وزير
الحرب الإسرائيلي في 16 فبراير 2012 ، في
مقابلة مع راديو إسرائيل من طوكيو ، أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة في
برنامجها النووي وهي لم تصل للجيل الثاني ولا الثالث من آلات الطرد المركزي
اللازمة في عمليات تخصيب اليورانيوم. وأضاف خلال لقاءه وزير الدفاع الياباني إن
إسرائيل قلصت ميزانية الدفاع من 25 بالمئة إلى 13 بالمئة. بكلمة أخرى ، يبعث
بإشارات واضحة لطهران بأن تل أبيب ليست في مواجهة معها بل على العكس من ذلك.
ثم أعادنا مرة أخرى لشريط الدعاية الإسرائيلية لتسويق إيران في
المنطقة ، ففي شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي في
19 مارس 2012 قبيل رأس السنة الفارسية بساعات قال بأن إيران تقترب من الحصانة
النووية. لكنه في 22 مارس 2012 وفي إطار زيارته لبرلين قال باراك لقناة زد. دي.
في. الألمانية وفي اطار حديثه عن إيران "فجر قنبلة من العيار الثقيل"
ليكشف بذلك مدى زيف الشعارات الإيرانية - الإسرائيلية والعداء المصطنع حينما قال
إنه سيأتي يوم سينام الحَمل بجانب الأسد مستشهداً بمقولة من كتابه المقدس في تلميح
واضح إلى إن إسرائيل ترضى بوجود طهران نووية إلى جانب تل أبيب. في ذات اليوم كذلك
صرح للإذاعة الإسرائيلية "رشيت بيت" بأن إيران لا تعمل على إستكمال
عملية إمتلاك قدرات عسكرية نووية وإن مخاوف إيران من عملية عسكرية تقوم بها أمريكا
أو جهة أخرى هي السبب الأساسي لعدم إستكمال إيران عملية أمتلاك تلك الأسلحة.
في الختام يظهر جلياًبأن إيهود باراك الصهيوني هو
صفوي وعميل فارسي والأجدر به أن يكون مستشاراً لدى علي خامنئي , لهذا أقترح بأن
يتم إعطاءه صفة "آية الله" وأن يتم تعيينه وزيراً للدفاع عن المصالح
الإيرانية.
خالد الزرقاني
مسؤول اللجنة المركزية للمنظمة الإسلامية السنية الإحوازية
sonnaalahwaz@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق