الثلاثاء، 12 يناير 2016

اغتيال المناضل القومي القنطار.. أسباب وعوامل ودوافع اسرائيل

 طباعة المقال أرسل الى صديق
اغتيال المناضل القومي القنطار.. أسباب وعوامل ودوافع اسرائيل

 
 
رد حزب الله المرتقب والمتوقع
 
 
علاقة الاغتيال مع العديد من الاحداث
والقرارات على الساحة العربية
 
فجر يوم الاحد الموافق 20 كانون الأول من عام 2015 قامت اسرائيل باغتيال عميد الأسرى اللبنانيين المحررين المناضل الكبير سمير قنطار من خلال قصف جوي لاحدى البنايات في احدى ضواحي العاصمة السورية دمشق مما أدى هذا القصف الى استشهاد القنطار، وعدد من مرافقيه من المقاومين السوريين وفي مقدمتهم قبلان الشعلان، ابن الجولان، هذه العملية لاقت ردود فعل قوية منها المنددة بقوة، ومنها المرحبة وخاصة من القوى المعادية للمقاومة.
 
لماذا اغتيل القنطار
هناك عدة أسباب وراء اغتيال القائد سمير قنطار ومن أهمها:-
1.     ان قنطار مقاوم شرس، وتعامل مع العدو وهو في السجن لحوالي 30 سنة بصورة ثابتة. لم يكل ولم يمل في نضالاته ضد السجان. وكانت اسرائيل تعمل كل جهد مستطاع لعدم الافراج عنه. وقد اضطرت الى ذلك بعد حرب تموز2006، وتم تحرير القنطار ضمن صفقة تبادل اسرى بين حزب الله اسرائيل.
2.     اصرار قنطار على العودة الى المقاومة، ورفض أي توجه غير ذلك.
3.     أكد انتماءه لحزب الله، وهذا أثار غضب الجانب الاسرائيلي، لانه بذلك يشجع آخرين على الانضمام لحزب الله.
4.     اختار طريق الاعداد والتهيئة للمقاومة على جبهة الجولان من خلال التدريب وحشد عناصر لهذه المقاومة.
5.     اتصالاته ايضا مع أبناء الجولان السوري المحتل لمساندة نضاله ضد الاحتلال الاسرائيلي.
6.     انتماؤه لحزب الله سيشجع الآخرين على الانضمام للمقاومة، وبالتالي سيلغي الاتهامات الاسرائيلية بأن حزب الله هو حركة مقاومة شيعية، وسيؤكد انها حركة مقاومة وطنية تسمح لكثيرين بالنضال معها. وهذا بحد ذاته يشكل سهماً قاتلاً في قلب كل جهة تحاول الغناء على أوتار الفتنة وبالتالي اضعاف لبنان، أي أن قنطار ازال المظلة الشيعية للمقاومة في لبنان مؤكداً أنها ستنطلق ضد اسرائيل من كل مكان ممكن.
7.     اخذ على عاتقه تدريب المقاومين في الجولان، مما يعني أن جبهة قتالية جديدة ستفتح أمام اسرائيل. وهذا أمر ليس بالسهل اذ أن للقنطار علاقات حميمة مع قادة "حماس"، وهناك خطر التنسيق مستقبلاً معها لضرب اسرائيل من الشمال والجنوب.
8.     قطر وتركيا هما دولتان ضد حزب الله، اضافة ايضا للسعودية التي تكره حزب الله، لانها ضد ايران، ولان وظيفتها تدمير العالم العربي بصورة بشعة، فأصابعها الملوثة بالدماء لعبت دوراً مؤلماً وصعباً في تدمير ليبيا، والعراق واليمن وسورية. وحزب الله هو حزب مقاوم شرس جداً يفعل وينفذ كل ما يقطعه من وعود!
9.     علاقة قنطار قوية مع ايران، وان اسرائيل تكهنت أو علمت ان ايران تدعم قنطار في الاعداد لفتح جبهة جديدة قد ينضم اليها مجاهدون ومقاومون من ايران ودول عديدة!
 
كيف وصلت اسرائيل اليه
لقد كان القنطار مراقباً بشتى الطرق والوسائل منذ لحظة تحريره، لانها لم ترد اسرائيل ان يتحرر اسير ويعاود النضال والمقاومة، ولذلك فانها حاولت جمع المعلومات عنه قدر المستطاع عبر عدة وسائل ومن أهمها:-
1.     من عناصر عميلة داخل ما يسمى بالمعارضة السورية ومنها جبهة النصرة، التي حصلت على مساعدات من اسرائيل مقابل الحصول على معلومات عن سورية وعن القنطار.
2.     الحصول على معلومات من الاقمار الصناعية الاسرائيلية والاميركية، ورغم محاولة القنطار الاختفاء عن الانظار، يبدو أنه كانت هناك ثغرة أمنية.
3.     من الممكن ان تكون الاتصالات الهاتفية مع عناصر مقاومة من الجولان السوري المحتل قد حددت مكان تواجده.
4.     هناك مساعدات من اكثر من جبهة مخابراتية واستخبارية منها القطرية والتركية والسعودية، اذ انها ضد أي مقاومة في جبهة الجولان. لانها ستساهم في مواجهة المؤامرة الكونية على سورية وفي افشالها، وهذه المؤامرة على ارض الواقع فشلت!
5.     لربما ان القنطار كان شجاعاً وجريئاً الى حد كبير مما دعاه الى عدم الحذر في بعض الاحيان، وكانت هذه هي احدى الثغرات الامنية!
 
رد الفعل المتوقع
رد الفعل العام المتوقع هو اصدار بيانات ادانة واستنكار وشجب لهذه العملية من قبل القوى الوطنية والاسلامية في مختلف عالمنا العربي، والاسلامي ايضا، اضافة الى ان جميع الفصائل الفلسطينية اصدرت بيانات تدين هذه العملية الجبانة البشعة التي تكشف حقيقة الوجه الاسرائيلي. واشادت البيانات الفلسطينية بالقنطار ونضالاته، ووقوفه الى جانب القضية الفلسطينية، فهو اُسر عام 1978 من اجل فلسطين، واستشهد في الجولان بعد تحرره من اجل نفس الهدف وهو فلسطين.
رد الفعل من بعض الدول العربية كان صمتاً رهيباً، مما يشير الى "فرح" داخلي لهذه العملية.
أما "المعارضة" السورية الخارجية المرتمية بأحضان السعودية والخارج، فقد رحبت بذلك لانها لا تريد سوى تدمير سورية، لان عناصرها "امعّات" بايدي اعداء سورية والوطن العربي. ومن ناحية حزب الله فانه وعد بالرد على هذه العملية، وان عملية الرد هي "حتمية" كما قال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في ظهور تلفزيوني معقباً على استشهاد القنطار.
 
كيف سيكون الرد
لا أحد يستطيع ان يعرف مسبقاً ما هو رد حزب الله على هذه العملية الاسرائيلية، ولكن هناك تكهنات عديدة، هذه التكهنات تربك وتخيف الجانب الاسرائيلي الذي اصدر اوامره بأخذ الحيطة والحذر، وان يكون جيشه على اتم الاستعداد لمواجهة أي رد خطير لحزب الله، أي ان فكرة الرد تروع العدو أكثر من العملية التي قد تجري، ولذلك فان حزب الله لن يسرع في الرد لانه يريد أن يعيش الاسرائيليون فترة طويلة من الحذر والاستعداد والخوف.
ولكن، لنعد الى الرد، كيف سيكون؟ هنانك تكهنات ومن بينها:-
·        قيام "حزب الله" باختطاف جندي أو أكثر من خلال عملية نوعية سواء على الحدود مع الجولان، أو في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل اسرائيل.
·        قيام عناصر تابعة لحزب الله بعملية اغتيال لمسؤول اسرائيلي عسكري كبير سواء داخل اسرائيل، أو في الخارج!
·        تشكيل وحدة خاصة من المقاومين حملت اسم "وحدة سمير القنطار القتالية" التي قد تعطى حرية التصرف واختيار الرد على اغتيال القنطار".
توجيه صاروخ أو قذيفة من مكان ما على موقع اسرائيلي يتواجد فيه قيادي عسكري كبيرة.
لربما هذه تكهنات معروفة، ولكن ما هو الاكثر خطورة لهذه التكهنات هو طريقة تنفيذ احدى هذه التكهنات.
هناك من يقول أن حزب الله قد لا يرد خلال الاسابيع القادمة، وسيكون رد عندما تتوفر الفرصة لذلك، وقد يكون رده خارج اطار كل التكهنات المذكورة سابقاً.
 
خطأ كبير .. ترتكبه اسرائيل
قيام اسرائيل بعملية اغتيال القنطار قد تكون لها فوائد سياسية على الساحة الداخلية الاسرائيلية، وقد تساهم في رفع معنويات الاسرائيليين بالادعاء بأن جهاز الامن الاسرائيلي قوي وله يد طويلة يستطيع الوصول الى كل من يعرض أمن اسرائيل للخطر!
واغتيال القنطار قد يعزز العلاقات الاسرائيلية مع العديد من الدول العربية والاسلامية التي "تعادي" حزب الله وايران، وقد تشجع بصورة غير مباشرة بعض الدول على المضي قدماً في معاداة ايران اذ أن اسرائيل ستقف هذه الدول الى جانبها وهي قوية بالفعل وتستطيع دعم هذه الدول أكثر من دعم اميركا لها!
أما الخطأ الكبير الذي ارتكبته بسبب اغتيال القنطار فهي تحيي "جبهة الجولان" لتتحول الحدود السورية مع اسرائيل حدوداً ساخنة جداً، وهذا ما لا تتمناه اسرائيل لان من يدعم المقاومة في الجولان هي ايران. وهذا عكس ما تريده اي انها تكون وراء "فتح" جبهة جديدة ضدها، والسبب أنها تمادت في الاعتداءات على سيادة الارض السورية بعمليات عدة، وحان الوقت للرد عليها.
 
تساؤلات في "محلها"!
هناك تساؤلات يمكن ان تكون محلّها وهي:-
·        هل ان الاتصالات التركية الاسرائيلية لاعادة العلاقات السياسية هي وراء اغتيال أو لها علاقة باغتيال القنطار!
·        هل اغتيال القنطار جاء بعد أو متزامناً مع الاتفاق مع السعودية لاعلان "التحالف الاسلامي ضد الارهاب"، والسعودية تعتبر حزب الله "منظمة ارهابية وليست مقاومة وطنية!
·        هل اعدام الشيخ نمر نمر، رجل الدين الشيعي، مع 46 آخرين، شجع اسرائيل اغتيال القنطار لان حزب الله وايران وجميع القوى الشيعية مشغولون في أكثر من جبهة.
·        هل اغتيال القنطار له علاقة من قريب أو بعيد مع زيارة الرئيس التركي اردوغان للسعودية، وتوقيع اتفاقية التحالف الاستراتيجي السعودي التركي!
·        هل اغتيال القنطار هو رسالة لاصدقاء اسرائيل من القادة العرب والمسلمين بأن اسرائيل تساعد "جبهة النصرة" وقوى "معارضة" عديدة للنظام السوري. وان يدها قوية داخل سورية تستطيع ان تنفذ ما قد يطلب منها مقابل ابقاء العلاقات لا بل العمل على تحسين وتوطيد العلاقات بين اسرائيل ودول هؤلاء القادة.
قد يقول بعضهم أن هذه الاسئلة الافتراضية، وليست واقعية؟ نأمل أن تكون افتراضية، ولكن قد يأتيك بالاخبار مستقبلاً "مَنْ لم تـُزوّدِ"؟

ليست هناك تعليقات: