الأربعاء، 20 يناير 2016

وفاة أكبر معمر في فلسطين الحاج رجب التوم ... عمره 127 عام وله 300 حفيد وعاصر خمس حكومات على فلسطين

وفاة أكبر معمر في فلسطين الحاج رجب التوم ... عمره 127 عام وله 300 حفيد وعاصر خمس حكومات على فلسطين

وفاة أكبر معمر في فلسطين الحاج رجب التوم ... عمره 127 عام وله 300 حفيد وعاصر خمس حكومات على فلسطين
تاريخ النشر : 2016-01-19
 
رام الله - خاص دنيا الوطن
توفي مساء اليوم الثلاثاء الحاج رجب التوم عن عمر يناهز 127 عاماً ، وهو أكبر معمر في فلسطين 

ويقطن الحاج رجب التوم في منطقة التوام في حدود مدينة جباليا في قطاع غزة، حيث يعتبر أكبر معمر في فلسطين حسب تسنين وزارة الصحة له.

وأضافت مصادر مقربة من عائلته أن الحاج كان يتمتع بصحة جيدة حتى الأيام الأخيرة من حياته ولم يكن لديه أي أمراض مزمنة .

يذكر أن " دنيا الوطن " قد أعدت تقرير خاص عن المعمر رجب التوم نُشر في وقت سابق ونعيد نشره اليوم ... 
رغم أن رجب التوم  تجاوز الـ 125 عاما  من العمر، إلا أنه ينبض بالحيوية والصحة عندما يتحدث عن حياته ومغامراته ومعاصرته للحكومات التي توالت على فلسطين منذ عام  1900 حتى الان ، ويستذكرها بأدق التفاصيل .

ولد الحاج رجب التوم في جباليا شمال قطاع غزة ، والتحق بالعمل بارض والده  كمزارع ثم انتقل للعمل في حيفا مع مهندس المانى كمشرف على العمال منذ صغره ، وذلك لعدم وجود مدارس في  تلك الايام  التي اضطر فيها للعمل في جباليا وحيفا.

عاصر الحاج رجب التوم، الذي يبلغ من العمر 125 عاما  ، ثلاثة قرون، فقد ولد في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وعاش القرن العشرين بأكمله، ومازال يعيش في القرن الواحد والعشرين. و عاصر التوم خمس حكومات تعاقبت على فلسطين، والتي بدأت بالعهد العثماني في فلسطين ومن ثم عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وبعد ذلك لدى احتلال اليهود للأرض ومن ثم عهد ضم غزة للمصريين والضفة للأردنيين، وأخيراً عهد السلطة الوطنية الفلسطينية.

وبحسب أحفاده فهم يملكون شهادة ميلاد له وشهادة انهائه الخدمة العسكرية في الجيش التركي، ويسعون لإدراجه كأكبر معمر في العالم حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك، والتي تشير إلى أنه من مواليد عام 1885 ميلادية.

ويجلس الحاج رجب  متحوطاً بأولاده وأحفاده وأولاد أحفاده الذين يبلغ عددهم الثلاثمائة أو أكثر قليلا، مفتخراً بهم وبعائلته الكبيرة التي رآها تتوسع يوماً بعد يوم وراقب أفرادها يكبرون سنة تلو الأخرى على مدار ثلاثة قرون متتالية  .

وشهد الحاج التوم اول مراحل الحكم العسكري  على فلسطين قائلا "اول حكم كان موجود في فلسطين هو الحكم العثماني  ، وعملت حنديا في صفوفها  منذ الثامنة عشر من عمرى ، وكنا نتنقل  مع الجنود على الجمال ، ولم تكن في تلك الايام لا سيارات ولا دبابات ولا أي وسيلة مواصلات ".

ويتابع " وبعد سنوات طويلة احتل الانجليز بلادنا وقامت حرب بينهم وبين العثمانيين ، وهرب الاتراك الى بلادهم وسيطر الانجليز على بلادنا بعدما توافدوا عليها في البواخر ، وكانوا يتنقلوا  داخل فلسطين بالخيل ، ويحمل كل جندي بارودة".

والحاج رجب الذي يبدو بكامل قوته بالرغم من تقاسيم السنين البادية في وجهه ليس إلا شيخاً عادياً ذو ذاكرة تؤرخ أعواماً وأعواماً من الحروب التي مرت على الشعب الفلسطيني؛ فمن الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الدولة العثمانية الذي كان يعمل جندياً في صفوفها إلى حرب عام 1948 التي شهدت تشريد الآلاف من الفلسطينيين ولجوئهم في منافي المخيمات مروراً بحرب ال1967 وغيرها من الحروب وصولاً للحرب الأخيرة على غزة التي شهدت أبشع وأعنف أشكال العدوان والقتل.

يتحدث التوم اللغتين التركية والعربية بطلاقة، ويحفظ بعض الجمل من اللغة الألمانية والعبرية والانجليزية، له من الأولاد والأحفاد ما يزيد على الثلاثمائة من أولاده البنين والبنات.

ومن قبل 40 عاما احفاده يقولون لجدتهم " يا ستي روحي لستك".

وكان يغيب عن بيته وأهله في جباليا سنة كاملة يعمل وكيلاً على مال وأراضي الألماني، وكان يصون الأمانة ولم يخنها أبداً وقد سافر إلى تركيا ولبنان وسوريا وليبيا والاردن. وفي سن العشرين تزوج بفتاة من قريته لكنه تركها بعد سنة من الزواج، ولم يشعر معها بالسعادة كما كان يحلم،  وبعد أن كان عائداً من عمله مع الألماني مدخراً مبلغا كبيراً من النقود عمر بيتاً له وتزوج بأخرى من أقاربه وهي التي توفيت قبل عشر سنوات تقريبا.

ويسرد التوم تفاصيل بداية الثورة الفلسطينية قائلا  لدنيا الوطن " حارب الحاج امين الحسيني  والقاوقجى مع المصريين الانجليز  وقام بهدم الجسور  والسكة ، واقام حكومة فلسطينية بمشاركة المصريين ، وحذرنا الحسيني من بيع اراضينا لأى شخص ليس فلسطيني ،  وأمر رب كل بيت فلسطيني بشراء بارودة خاصة له للدفاع عن وطنه ، وبالفعل اشترينا  سلاح من تجار الجملة  ".

وأضاف " كان مقر الحسيني في القدس  واستمر حكمه قرابة  ال 15 عاما  ، اقام خلالها دولة فلسطينية  بمشاركة المصريين ".

ويستذكر ايام الثوار الفلسطينيين حينما كانوا يربطون الكلب بحبل طويل  ثم يجرون خلفه عتاد مليء بالبنزين ثم يوقدون البنزين في العتاد، فينطلق الكلب مسرعا في الاحراش القريبة من نقاطع تجمع اليهود  هربا من النار فتأتى النار على الارض المحيطة  بنقاط تجمع اليهود وصولا اليهم .

وبعدما حرق هتلر اليهود في المانيا بدأوا يتوافدوا على فلسطين كوطن قومي لهم  ،  وبدات الحروب والتهجير ونكبة  48 وكانوا يخبئون الجنود المصريين في بيوتهم  .

ويتابع لحظات النكبة  لمراسلنا " اول النكبة هاجروا كل شعبنا  وما كان معهم سلاح هاجروا علينا على غزة  ،وحسب علمهم  انه يومين ويرجعوا لأنه كل واحد معو مفاتيح بيتوا  واغراضوا وسكنوا عنا بغزة بدون مقابل وكانوا يرجعوا يسقوا اراضيهم في بلادهم ".

ويستدرك حجم المعاناة " حينما كان يعود اللاجئين لأرضهم ليسقوها كان اليهود يقتلوهم في ارضهم ، وبعدها قتلهم يضعوا الغام تحت ظهروهم وهم ميتين ، حتى ينفجر اللغم  في الميت وفى قريبه حين يأتي لتفقده  وحمله والعودة به  فيموت الثاني  ويلتحق بالأول  ، حتى استدرك اللاجئين هذه الخطة وبدأوا بسحب اقاربهم عن طريق حبل من بعيد للتأكد من عدم وجود الغام تحته، ثم يحملونه  على الاكتاف من بلادهم الى غزة ".

ثم اشترى اليهود 7 طيارات من بريطانيا بداية النكبة وبدأوا بالقصف والنسف طوال فترة الليل  ، وقتل العديد من القادة الفلسطينيين ايام النكبة  .

وأضاف لدنيا الوطن " كنت في وضع  مادى جيد فكنت ادعم الثوار بالمال ليشتروا السلاح والعتاد لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، واعطيهم الاكل والشرب  ".

واستقر التوم في 20 دونم في غزة كان قد اشتراها بداية استقراره في جباليا  ، ويقوموا بحرث الارض على البغال والجمال و يزرع القمح والشعير والذرة الى ان اشترى بابور لحراثة الارض .

وتابع " تزوجت وانا عمرى 20 عاما وكنت قد جهزت غرفة الزفاف بفرشتين جدد واربع وسادات  ، ودفعت مهر زوجتي 40 ليرة  ، ومن ثم وضعت زوجتى على الجمل  وانا امشى جنب الجمل ، وكانت تمشى كل البلد خلفي تزف العروس حتى تصل البيت ، وترتدى قلادة الذهب وبدلة الزفاف هي تنورة وفستان جديد ،  وكعادة الناس يطعمها ابوها لمدة 14 يوم عند زوجها لأنه يأخذ نصف حقها من المهر ".

 "وزوجتي كانت رائعة جدا ولا عمرها أزعلتني  وكانت تروح عالارض تشرف على العمال اللي بيسقوها وما يهون عليها تنبيهى خلال نومى حتى اخذ قسط من الراحة " حسب قوله .
   وقد اعتاد الحاج  رجب الذي يبدو بصحة جيدة على المأكولات الطبيعية والخضروات الطازجة وزيت الزيتون والسمن البلدي؛ فهو لا يعرف المعلبات والزيوت المصنعة ولا الأكلات الجاهزة وإنما يعيش على “أكلات زمان” التي تحفظ له صحته وتبقيه بكامل قوته، ففطوره زيت زيتون وغذائه نصف ارنب يوميا ويكره المأكولات التي يدخل في عملها زيت القلي.

ولم يزور "التوم" طوال حياته  أي دكتور من اجل المتابعة او الشكوى من أي امراض ، سواء اجراء عملية ازالة الحصوة عن الكلى ، ويصلى كافة الصلوات بالإضافة  لقيام الليل باستمرار  وينبه ابنائه في اوقات الصلوات الخمس .

وتمنى في نهاية حديثه الرحمة  من الله وحسن الختام  ، وان يعيش ابنائه في سعادة  وان ينصر شعبنا على الظالمين ، وان يحل السلام في بلادنا .

وكان كان طلب الزواج من ابنائه قبل فترة طويلة ، ولكنه تراجع عن ذلك بعد وفاء ابنائه بخدماته وتلبية كافة طلباته والمحافظة عليه.

وختم في نهاية اللقاء ببعض الاشعار التي يحفظها

يا رب انا عبدك ولا لي جاه  الا انت يا رب ومحمد على الجاه

 وان وقعت بين ايدين الظالم استعين بالله      

يا قلب ما تختشى الاصل فعل الله

الله يضرك زمان غدار على الصاحب

 وايام عزى كل الناس لي  صاحب

لما غدرني زمان ما ضل لي صاحب

والصاحب الشين خليه ينقلع ويروح

 والصاحب  الزين ما تغلى عليه الروح

يمكن يعود الاله ونعاتب الصاحب

 
00:00
03:09





ليست هناك تعليقات: