الأحد، 29 أبريل 2012


هل هناك بداية انشقاق داخل حركة حماس؟

image

تهدد الخلافات الداخلية بإحداث شرخ كبير في صفوف حركة "حماس" الفلسطينية مع توقيع رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل اتفاق الدوحة للمصالحة، وزيارة رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية إلى طهران.
وبدأت الخلافات بين قادة حماس بالظهور إلى العلن رغم تقاليد الحركة المتبعة منذ تأسيسها والتي تقضي بالتكتم على أي خلافات حفاظاً على وحدة الحركة.
وووجه مشعل بسيل من الانتقادات الحادة من "حماس الداخل" إثر توقيعه "بقرار منفرد" اتفاق الدوحة، مستنداً إلى صلاحياته كرئيس للمكتب السياسي في الحركة.
ويرى مراقبون أن هنية قرر الرد على خطوة مشعل بقبول دعوة طهران لزيارتها غداة إعلان عدد من مسؤولي "حماس الخارج" رفض تلك الدعوة.
ومن شأن زيارة هنية إلى طهران وفقاً للمراقبين أن تفسد علاقة الحركة بقطر وتحرج مشعل أمام الدوحة، رغم أنها قد تعصف بما تبقى من رصيد للحركة في الشارع العربي عموماً وتفسد علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن.
وحذر إخوان الأردن هنية من الزيارة التي "ستغضب الكثيرين، لاسيما وأن هناك غضباً شعبياً في سوريا ولدى الشعوب العربية والإسلامية من الموقف الإيراني الداعم والمتحالف مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد".
وانتقد محمود الزهار القيادي في حركة حماس اتفاق الدوحة للمصالحة الفلسطينية معتبراً انه يعكس "الانفراد بالقرار" داخل حركته، لكنه نفى في الوقت نفسه وجود انشقاق فيها.
ويرى قادة في حماس أن مشعل اتخذ القرار المناسب استناداً إلى صلاحياته كرئيس للمكتب السياسي في الحركة، مما يعفيه من الرجوع إلى المجلس الشوري إذا اقتضى الأمر ذلك.
لكن الزهار في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الاتفاق "خطوة خاطئة لم يتم التشاور فيها داخل حركة حماس وسابقة لم تحدث في تاريخ الحركات الإسلامية".
وأضاف "عندما كان يحدث مثل هذا الأمر الانفراد بالقرار كان يتم تصحيحه بالعودة إلى المجالس الشورية لذلك لا بد من تصحيح هذه الخطأ".
وتابع أن "حماس في غزة لم يتم استشارتها وهي التي تمثل الثقل الحقيقي لحركة حماس وهناك أعضاء للحركة في الخارج لم تتم استشارتهم وإذا كانت الاستشارة تمت في الدائرة الضيقة لرئيس المكتب السياسي (خالد مشعل) فهذا غير مقبول".
واتفقت حركتا فتح وحماس في الدوحة على ان يتولى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئاسة حكومة انتقالية توافقية تشرف على إجراء انتخابات وسط تأكيد الطرفين المضي قدماً لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
لكن الزهار نفى في الوقت نفسه وجود انشقاق داخل حركته في الداخل والخارج.
وقال أن "هناك خلافاً واضحاً حول هذا الأمر لكن ليس هناك شقاقاً".
وأكد أن حركته ستعقد "لقاءً تشاورياً في الداخل والخارج في اليومين القادمين لحسم الموضوع".
واضاف "لا يمكن عملياً تطبيق الاتفاق"، مؤكداً انها "هذه ليست أماني بل قراءة واقعية حقيقة للواقع".
واعتبر الزهار أن الاتفاق "يشكل خطراً كبيراً على مشروع الحركة الإسلامية واعتراف صريح بنجاح برنامج حركة فتح الذي يقوم على التعاون والتنسيق الأمني والمفاوضات والاعتراف بإسرائيل في الوقت الذي يفتح فيه العالم الإسلامي والعربي أبوابه لحركة حماس اعترافاً بنجاح مشروعها المقاوم".
وتابع "اذا اردنا ان نستفيض في مساوئ هذا الاتفاق فهي لا حصر لها لانه يتناقض مع خط سير العملية السياسية وفشل مشروع ابو مازن (محمود عباس) التفاوضي كما يناقض ما تم الاتفاق عليه في القاهرة".
وتساءل الزهار "هل في هذه الأجواء التي صنعها أبو مازن بالتنسيق الأمني بين أجهزة الضفة وإسرائيل يمكن أن تجرى انتخابات حرة ونزيهة في الضفة المحتلة؟".
وقال "بالتالي كل ما تم الاتفاق عليه في الدوحة يتناقض مع الأمر الواقع وإمكانية تطبيقه وأيضا ما تم التوافق عليه في الورقة المصرية".
وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن "وضع عدة أمور مختلف عليها مثل قضية عودة كوادر فتح لقطاع غزة وحرية أبناء فتح. لذلك هي اتفاقية تصب في مصلحة حركة فتح وليس لصالح مشروع المصالحة".
وأثارت زيارة هنية إلى طهران ومشاركته في احتفالات ذكرى ثورة الخميني عاصفة من الغضب في الشارع العربي.
وتشكل زيارة هنية إلى طهران تحدياً لمشاعر الملايين من العرب الذين يتهمون إيران بالتواطؤ مع نظام الأسد على ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري المنتفض.
كما تأتي الزيارة في وقت تتزايد فيه التهديدات الموجهة من النظام الإيراني تجاه دول الخليج خصوصاً مع حملة التسلح المحمومة التي تشنها طهران واستغلالها المذهب الشيعي لتحريك خلايا موالية لها في دول الخليج لتهديد استقرارها.
وشدد هنية في زيارته على أن "النصر" الذي تحقق في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة عام 2009 ونجاح صفقة شاليط "كان بدعم من الجمهورية الإسلامية".
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الاستهجان، وحمل بعضها اتهاماً مباشراً لهنية بالعمالة لإيران.

فتح تكتسح انتخابات الجامعات بفلسطين.. وحماس تتراجع
في خطوة أشعلت نيران المنافسة بين الخصمين اللدودين
الأحد 08 جمادى الثانية 1433هـ - 29 أبريل 2012م


رام الله - أمجد سمحان

حققت حركة فتح خلال الآونة الأخيرة سلسلة انتصارات كاسحة في انتخابات الجامعات الفلسطينية، مقابل تراجع ملحوظ لحركة حماس، في خطوة أشعلت نيران المنافسة بين الخصمين اللدودين رغم غياب أي آفاق لإجراء انتخابات فلسطينية تأخر موعدها لمدة عامين كاملين.

وفازت فتح التي تسيطر على الضفة، بفارق كبير عن حماس في نتائج انتخابات جامعات بيرزيت والقدس وبيت لحم والخليل والبوليتكنك وكلية العروب والكلية التقنية الموزعة في الضفة الغربية، وتبقى أمامها عدد قليل من الجامعات والكليات الأخرى والتي يتوقع أن تحقق فيها نجاحا. في المقابل لم تجرِ أي انتخابات في جامعات غزة منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
اتهامات متبادلة

وقال أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح إن نتائج الانتخابات الجامعية بمثابة "استفاء وطني وشعبي على نهج حركة فتح ونهج رئيسها محمود عباس والشرعية الفلسطينية"، معتبراً أن فوز فتح في انتخابات الجامعات له عدة أسباب هي "الإصلاحات في هيكل الحركة، والثبات على المواقف السياسية لقادتها، وخصوصا ما يتعلق بوقف المفاوضات والذهاب إلى الأمم المتحدة، وتفعيل المقاومة الشعبية".

وأشار عساف إلى أن الانتخابات الجامعية تظهر "سقوط حماس بسبب التناقض بين أفعال هذه الحركة وأقوالها في كل القضايا، فعلى سبيل هي لا تتوقف عن الحديث عن المقاومة، بينما فعلياً لا تقوم بأي فعل مقاوم".

بدوره رد أحمد عطون، النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي قائلاً إن النتائج الأخيرة للانتخابات "غير عادلة"، لأنها تأتي بعد ثلاث سنوات من انقطاع الكتلة الإسلامية الممثلة لحماس، عن المشاركة في العمل السياسي في الضفة، بسبب "حظرنا من قبل السلطة، والملاحقة المستمرة لعناصرنا من أجهزة الأمن الفلسطينية، وتغييِب الحركة عن العمل السياسي في الضفة".

وقال عطون "لقد شاركنا في انتخابات الجامعات بعد انقطاع طويل، وما حققناه يعتبر مؤشراً عظيماً على قوتنا، رغم الملاحقة الأمنية والإرهاب الفكري لعناصرنا والاعتقالات السياسية المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة".
انتخابات متأخرة

وشاركت حماس لأول مرة في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، وفازت الحركة بـ76 مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، مقابل 43 لحركة فتح، فيما حصل المستقلون وفصائل اليسار الفلسطيني على 11 مقعداً، ومنذ انقلاب حماس على فتح في غزة عام 2007 لم تجرِ الانتخابات الفلسطينية التي يفترض أن تنظم مرة كل 4 سنوات، وفق القانون الأساسي الفلسطيني.

وكان إجراء الانتخابات أحد أهم العوامل التي تعوق المصالحة الفلسطينية، وخلال اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع بين فتح وحماس مؤخرا في الدوحة قبل الجانبان بأن يرأس الرئيس الفلسطيني حكومة مؤقتة تعد لانتخابات فلسطينية خلال العام الجاري، لكن ذلك لم يطبق حتى اليوم.

وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن نسبة 40% من الفلسطينين تقريبا ستعطي صوتها لفتح مقابل نحو 20% لحماس في الانتخابات، في حين سيعزف نحو 30% من الفلسطينين عن المشاركة، وستحصل بقية الفصائل الفلسطينية اليسارية والمستقلون على قرابة 10% من الأصوات. وهذه كلها أرقام تتشابه مع ما رشح عن استطلاعات الرأي قبل انتخابات عام 2006 حين حققت حماس المفاجأة وفازت.
كلاسيكو "حماس - فتح"

الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، شبه السباق بين حماس وفتح في انتخابات الجامعات، بالسباق بين الخصمين الإسبانيين اللدودين ريال مدريد وبرشلونة. وإن " الكلاسيكو" الذي يجمع الطرفين قد لا يؤثر بالضرورة على نتيجة "الليغا".

وقال لـ"العربية.نت" إن نتائج انتخابات الجامعات الفلسطينية وتراجع حماس، قد لا تعكس الحقيقة على أرض الواقع. ففوز فتح فيها لا يعني أنها ستفوز في الانتخابات العامة. أضاف "عام 2006 حين فازت حماس في الانتخابات التشريعية، وكانت فتح فازت في معظم انتخابات الجامعات، لكن عملياً عندما تحصل انتخابات عامة هناك الكثير من العوامل التي قد تحسم السباق لهذا أو ذاك أبرزها البرامج السياسية، والمواقف من الطرفين حول مستقبل السلطة الفلسطينية، والمقاومة، والموقف الدولي، والقدرة على توفير الخدمات للمواطن، والقدرة على كسب الرأي العام، وهذا كله غير متاح في انتخابات الجامعات".
السهل الممتنع

من جهته قال نشأت الأقطش، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، والذي كان مستشاراً إعلامياً لحملة حماس الانتخابية عام 2006 "إن انتخابات الجامعات الفلسطينية تعد مؤشراً على تراجع شعبية حماس التي حققت 57% من أصوات الناخين في عام 2006، لكنها تعني أيضا أن الحركة ما زالت لاعباً قوياً في الساحة السياسية، حيث إنها وبعد انقطاع 3 سنوات عن العمل السياسي في الضفة بسبب حظرها حققت نتائج عالية، وهذا يعني أن الحركة هي السهل الممتنع أمام فتح".

وعلى سبيل المثال حصلت حماس على 19 مقعداً مقابل 26 لحركة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، وفي وقت سابق حققت حماس نتيجة معاكسة تماماً.

وقال الأقطش" في كل الأحوال لو جرت انتخابات اليوم ستحصل حماس على نسبة تتراوح بين 30-35% من أصوات الناخبين، لكن هذا ليس شيئاً ثابتاً، فهناك شيء غير قابل للقياس عندما يتعلق الأمر بحماس، ففي انتخابات جامعة بيرزيت نصف أصوات الطلبة الجدد كانت لحماس، وهذا مؤشر على أن لها جمهورا كبيرا يتجدد باستمرار وبقوة".