مشروع التوأمة بين جنين الفلسطينية وبيليفيلد الألمانية
خطوة نحو فهم أفضل
بالريشة واللون، وبالبراءة والشفافية استطاعت أنامل أطفال فلسطين
أن توصل رسالة واضحة بعيداً عن تعقيدات السياسة. تلك الرسالة، وصلت إلى
المعنيين في مدينة بيليفيلد الألمانية لدعم مشروع التوأمة مع مدينة جنين
الفلسطينية.
ديتليف هيلينغ، رئيس بلدية بيليفيلد (إلى اليسار)، والفرد هيلمان
رئيس لجنة بيليفلد الشرق أوسطية وبينهما صلاح عبد الشافي المفوض العام
لفلسطين في ألمانيا
لم يكن من المتوقع أن تترك الزيارة الخاصة، التي قام بها مجموعة من
الشخصيات المعروفة في مدينة بيليفيلد الألمانية إلى الأراضي الفلسطينية،
الأثر الكبير عليهم بعد معايشة الأوضاع عن كثب. وبعد رؤية معاناة الشعب
الفلسطيني، لأسباب عدة أهمها الجدار الفاصل بين المدن الفلسطينية وإسرائيل.
عادت المجموعة إلى مدينتها وهم يشعرون بضرورة ترجمة تلك الانطباعات على
أرض الواقع والعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني. من هنا جاءت فكرة إنشاء
"لجنة بيليفيلد الشرق أوسطية"، التي تتألف من نخبة من كبار الشخصيات ورجال
الأعمال في المدينة من أجل إعداد مشروع توأمة مع إحدى المدن الفلسطينية.
يترأس تلك اللجنة ألفرد هيلمان. عن هذه اللجنة يقول هيلمان في حديث إلى
دويتشه فيله: "إن بلدية مدينة بيليفيلد لها اتفاقية توأمة مع مدينة نهاريا
الإسرائيلية منذ سنوات عديدة، ولا بد أن نكون قادرين على إقناعها بعقد
اتفاقية مشابهة مع مدينة فلسطينية".
زيارات متبادلة
بعد ذلك كان لابد من توجه وفد من مدينة بيليفيلد الواقعة في ولاية شمال الراين- وستفاليا إلى جنين في صيف 2010 للتعرف على الأوضاع بشكل مباشر. وهناك قام الوفد بعدة لقاءات مع رؤساء البلديات والمحافظات وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في المنطقة، والذين رحبوا من جانبهم بالفكرة وقدموا للوفد الألماني كل المعلومات والمساعدات التي كان بحاجة إليها. ومن المقرر أن تقوم اللجنة بدعوة رؤساء البلديات وهذه الشخصيات قريباً لزيارة بيليفيلد لبحث إمكانية التعاون المتبادل والمشاريع المستقبلية المشتركة بين الطرفين.
خطوة غير مألوفة في ألمانيا
في إحصائية موثقه في هذا المجال يتبين أن هنالك ما يقارب مائة عقد ومشروع توأمه أو صداقة مع مدن إسرائيلية، في المقابل هنالك لا يوجد سوى عقدين فقط مع مدينتين فلسطينيتين. عن هذا يقول هيلمان: "إن التفكير في عقد اتفاقية توأمة بين مدينة ألمانية ومدينة فلسطينية ليس بالشيء المعتاد ولا يحدث كل يوم، بالتالي لابد من العمل على حصول دعم ومساندة المواطنين في مدينة بيليفيلد". ولهذا السبب كان على اللجنة العمل على توعية المواطنين بهذه الخطوة والأسباب التي تدعو إلى عقد هكذا اتفاقية.
"وللوصول إلى هذا التفهم كان لابد علينا القيام بسلسلة من النشاطات لنحاول أن نوصل صورة الوضع للمواطن الألماني. فقمنا بتنظيم العديد من المحاضرات واستضافة العديد من الشخصيات، إضافة إلى عرض فلم "قلب من جنين" الذي كان له الصدى الكبير في الأوساط الإعلامية الألمانية"، كما يقول رئيس لجنة بيليفيلد الشرق أوسطية. وكان آخر هذه النشاطات افتتاح معرض رسومات أطفال من فلسطين هنا في مكتبة بلدية بيليفيلد، وقد اُفتتح بحضور المفوض العام لفلسطين في ألمانيا صلاح عبد الشافي، ورئيس بلدية بيليفيلد ديتليف هيلينغ.
فرصة للتواصل المباشر
وفي سؤال عن دور المفوضية الفلسطينية في عقد مثل هذه الاتفاقيات، يقول عبد الشافي: "أنه في كثير من الأحيان يتم استشارتنا في عملية التوأمة ونحن نشجع ونساعد في خلق الاتصالات، لكن هذا في النهاية قرار مستقل للإدارتين المحليتين في بيليفيلد وفي جنين".
عبد الشافي، الذي افتتح معرض رسومات أطفال فلسطين بدعوة من "مبادرة بيليفيلد الشرق أوسطية" في إطار مشروع التوأمة، يرى أن براءة الأطفال الواضحة من خلال رسوما تهم هي أصدق رسالة تعكس معاناة الطفل الفلسطيني تحت وطأة الحصار. وبالتالي هي لغة صادقه لا تحتاج إلى ترجمة، وقادرة في الوقت نفسه على خلق جسر للتواصل بين أطفال جنين وأطفال بيلفيلد.
لنا عوده - بيليفيلد
مراجعة: عماد مبارك غانم
زيارات متبادلة
معرض رسومات أطفال من فلسطين في مكتبة بلدية مدينة بيليفيلد
ويضيف هيلمان بالقول: "إن أولى الخطوات التي قامت بها مبادرة بيليفيلد
الشرق أوسطية كانت التوجه إلى رئاسة البلدية. هنالك تم تكوين لجنة للعمل
على مشروع التوأمة ورسم الخطوط العريضة التي يجب توافرها في المدينة
الفلسطينية التي قد يتم اختيارها للتوأمة" وبحسب رئيس اللجنة، فقد تم إعداد
دراسة ووضع خيارات لمدن في الضفة الغربية تنطبق عليها الخطوط العريضة. وفي
النهاية وقع الاختيار على مدينة جنين، التي تعتبر ثالث أكبر مدن الضفة
الغربية في فلسطين وتحظى بمكانه تاريخية واقتصادية ودينية مميزه.بعد ذلك كان لابد من توجه وفد من مدينة بيليفيلد الواقعة في ولاية شمال الراين- وستفاليا إلى جنين في صيف 2010 للتعرف على الأوضاع بشكل مباشر. وهناك قام الوفد بعدة لقاءات مع رؤساء البلديات والمحافظات وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في المنطقة، والذين رحبوا من جانبهم بالفكرة وقدموا للوفد الألماني كل المعلومات والمساعدات التي كان بحاجة إليها. ومن المقرر أن تقوم اللجنة بدعوة رؤساء البلديات وهذه الشخصيات قريباً لزيارة بيليفيلد لبحث إمكانية التعاون المتبادل والمشاريع المستقبلية المشتركة بين الطرفين.
خطوة غير مألوفة في ألمانيا
في إحصائية موثقه في هذا المجال يتبين أن هنالك ما يقارب مائة عقد ومشروع توأمه أو صداقة مع مدن إسرائيلية، في المقابل هنالك لا يوجد سوى عقدين فقط مع مدينتين فلسطينيتين. عن هذا يقول هيلمان: "إن التفكير في عقد اتفاقية توأمة بين مدينة ألمانية ومدينة فلسطينية ليس بالشيء المعتاد ولا يحدث كل يوم، بالتالي لابد من العمل على حصول دعم ومساندة المواطنين في مدينة بيليفيلد". ولهذا السبب كان على اللجنة العمل على توعية المواطنين بهذه الخطوة والأسباب التي تدعو إلى عقد هكذا اتفاقية.
"وللوصول إلى هذا التفهم كان لابد علينا القيام بسلسلة من النشاطات لنحاول أن نوصل صورة الوضع للمواطن الألماني. فقمنا بتنظيم العديد من المحاضرات واستضافة العديد من الشخصيات، إضافة إلى عرض فلم "قلب من جنين" الذي كان له الصدى الكبير في الأوساط الإعلامية الألمانية"، كما يقول رئيس لجنة بيليفيلد الشرق أوسطية. وكان آخر هذه النشاطات افتتاح معرض رسومات أطفال من فلسطين هنا في مكتبة بلدية بيليفيلد، وقد اُفتتح بحضور المفوض العام لفلسطين في ألمانيا صلاح عبد الشافي، ورئيس بلدية بيليفيلد ديتليف هيلينغ.
فرصة للتواصل المباشر
نظرة عامة على مدينة بيليفيلد
من جانبه يرى المفوض العام لفلسطين في ألمانيا السيد صلاح عبد الشافي
أن التوأمة بين مدن فلسطينية ومدن أوروبية لها دور مهم في توفير الاتصال
المباشر مع فلسطين. "والتوأمة مع مدينة بيليفيلد تحمل طابع أكبر من
الأهمية، لأن -كما هو معروف- لألمانيا علاقة خاصة ومميزة مع إسرائيل.
بالتالي فإن هذه التوأمة توفر الفرصة للمواطن الألماني ليصبح موقفه أكثر
واقعية وتوازناً لما يحدث في الشرق الأوسط". ويأتي ذلك من خلال التعرف عن
كثب على واقع الحياة والمعاناة الفلسطينية ومن خلال التعرف عن قرب على أن
الشعب الفلسطيني مثل باقي شعوب الأرض يستحق العيش بحرية وكرامة، وليس فقط
عن طريق الإعلام الذي يركز على المجال السياسي المجرد في أغلب الأحيان، كما
يقول المسؤول الفلسطيني. ويطمح الجانبان إلى أن لا تقتصر هذه التوأمة على
الجوانب الشكلية، وإنما أن تعزز بمشاريع مشتركة في مجالات التعليم والصحة
والبيئة والسياحة والثقافة والفنون وغيرها مما يساهم في دعم البنية التحتية
في جنين، وتبادل الخبرات والمهارات.وفي سؤال عن دور المفوضية الفلسطينية في عقد مثل هذه الاتفاقيات، يقول عبد الشافي: "أنه في كثير من الأحيان يتم استشارتنا في عملية التوأمة ونحن نشجع ونساعد في خلق الاتصالات، لكن هذا في النهاية قرار مستقل للإدارتين المحليتين في بيليفيلد وفي جنين".
عبد الشافي، الذي افتتح معرض رسومات أطفال فلسطين بدعوة من "مبادرة بيليفيلد الشرق أوسطية" في إطار مشروع التوأمة، يرى أن براءة الأطفال الواضحة من خلال رسوما تهم هي أصدق رسالة تعكس معاناة الطفل الفلسطيني تحت وطأة الحصار. وبالتالي هي لغة صادقه لا تحتاج إلى ترجمة، وقادرة في الوقت نفسه على خلق جسر للتواصل بين أطفال جنين وأطفال بيلفيلد.
لنا عوده - بيليفيلد
مراجعة: عماد مبارك غانم
- Pages 1 | المقال كاملاً
- تاريخ 09.02.2011
- المحرر Emad Gahnem
- شارك إرسال فيسبوك تويتر مزيد
- طباعة طباعة هذه الصفحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق