بدء العد التنازلي لحرب ايران
واحتمالات دخول سوريا في الحرب
كل التحركات العسكرية في المنطقة تؤكد الان ان قرار ضرب ايران قد اتخذته امريكا واسرائيل معا فحاملات الطائرات الامريكية والمدمرات تتجه الى منطقة الخليج وارسال طائرات اف 22 التي لم تستخدم في أي حرب حتى الان اخذت مكانها في قاعدة عسكرية اماراتية ومناورات امريكية - اسرائيلية في اسرائيل ومناورات امريكية – خليجية مرورا بحلقة مهمة جدا وهي افتعال اسرائيل لحرب الايام الخمسة في اذار الماضي بغزة بهدف اختبار كفاءة القبة الحديدية حيث كشفت تقارير صحفية ان اسرائيل ارادت من افتعال تلك الحرب المحدودة اختبار القبة الحديدية ولم يفوت حزب الله الفرصة الذي تابع بدقة من جانبه مدى قدرة القبة الحديدية على صد صواريخ جراد.
وكان الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي قد صرح العام الماضي بان حرب ايران مسالة وقت وترتبط باستكمال اسرائيل للقبة الحديدية .
ويبدو ان توقعات الفريق ضاحي خلفان في محلها ونلاحظ ان بعد استكمال القبة الحديدية وتجربتها في حرب الايام الخمسة في اذار الماضي بعد التحركات العسكرية واضحة للعيان .
واكد العميد صفوت الزيات خطورة التحركات الاسرائيلية الامريكية وان الحرب اصبحت مسالة وقت .
والحقيقة ان اسرائيل اجلت ضرب ايران عدة مرات بالتوافق مع امريكا لضمان اقل الخسائر التي ستلحق بإسرائيل ودول المنطقة في الخليج التي ستتحول الى اهداف لصواريخ شهاب الايرانية .
والقضية التي شغلت اسرائيل اكثر من الرد الايراني هي معرفة موقف سوريا وهل ستدخل في الحرب وكيفية التصدي لحزب الله الذي سيخوض الحرب بدون ادنى شك.
اسرائيل كانت تقدر انها ستخوض حربا على ثلاث جبهات وهي ايران وحزب الله وسوريا ولهذا نشطت الدبلوماسية الامريكية قبل انطلاق الثورة الشعبية في سوريا بتقديم وعود لسوريا بإعادة الجولان عبر مفاوضات جدية مع اسرائيل مقابل البقاء على الحياد في حرب ايران ووقف دعم حزب الله بالسلاح .
وهذا واثناء زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لدمشق اعلن انه طلب من الرئيس السوري بشار الاسد الانضمام للحرب ضد اسرائيل .
ولكن وبعد دخول سوريا في ازمتها الداخلية وتحرك امريكا مع تركيا باتجاه تدخل عسكري في سوريا انقلبت الامور ونشطت التحركات لإعطاء ايران بعض التطمينات مقبل تخليها عن سوريا في حال توجيه ضربات عسكرية لدمشق.
الان يبدو ان قواعد اللعبة قد تغيرت مجددا فأمريكا تراهن على اطالة امد الازمة السورية بهدف انهاك الجيش السوري وعلى امل وقوع انشقاقات مؤثرة في الجيش السوري ولكن هذا التوجه لم يحقق أي نتائج تذكر كما ان النظام السوري استطاع ان يفرض قواعد للعبة تتعلق بالجيش السوري اهمها احتفاظه بنحو 50 الف جندي سوري عقائدي لم يقحمهم في دوامة ملاحقة الثوار في المدن وحافظ على هذه القوة الضاربة وهي في اغلبها القوة الجوية والصاروخية والتي يراهن عليها الاسد عند الضرورة بان تطلق الاف الصواريخ على اسرائيل .
امريكا واثقة بان ضرب سوريا سيؤدي حتما الى رد فعل سوري مدمر ضد اسرائيل ودخول حزب الله في الحرب بلا جدال لان حزب الله يرتبط وجوده ببقاء النظام السوري ويبقى الشك فقط في دخول ايران للحرب في هذه الحالة .
والان الشك موجود ايضا في انضمام سوريا للحرب في حال قامت اسرائيل بتوجيه ضربة لإيران واعتقد ان سوريا ستنتظر لترى كفة الحرب لصالح من فان تمكنت ايران وجزب الله من توجيه ضربات موجعة لاسرائيل ففي هذه الحالة ستشارك سوريا في الحرب بما يمكنها من دخول مفاوضات لاستعادة الجولان بعد الحرب حيث ان الحرب تسبق المفاوضات عادة . وفي الوقت نفسه ستعطي الحرب النظام السوري فرصة للقضاء على الثورة السورية نهائيا واخمادها بدون ضجيج اعلامي لان الاعلام سيلاحق صواريخ شهاب وجاريكو وصافرات الانذار في تل ابيب وحيفا وليس هتافات السوريين الغاضبين من نظام الاسد في حمص وحماة .
اما النقطة الاهم فان النظام السوري سيتحول الى بطل يواجه اسرائيل ويخرج على العرب بشارة النصر كمحارب لإسرائيل وتخفت الاصوات التي اتهمته بتوريع الشعب السوري .
واعتقد ان الاولوية لدى اسرائيل وربما امريكا هي ضرب ايران لان احتمالات مشاركة سوريا في الحرب غير مؤكدة الا اذا قررت امريا ضرب سوريا اولا وايران ثانيا ونستبعد هذا الاحتمال لان اولوية نتنياهو تحديدا منذ توليه رئاسة الوزراء هي ضرب ايران واجهاض المشروع النووي الايراني .
منذ تصاعد الاحداث في العام الماضي وجه الاسد رسائل تهديد خطيرة مرة في لقائه مع اوغلو ومرة مع كوفي عنان بانه قادر على ان يشعل المنطقة خلال 6 ساعات بعد سقوط اول صاروخ على دمشق.
وخلال العام الماضي تحدث غسان بن جدو لفضائية الدنيا السورية بان اسقاط النظام السوري لن يمر مرور الكرام ولن تشهد المنطقة أي هدوء وستدخل في دوامة من الحرب .والحقيقة ان معرفة امريكا وقناعتها التامة بقدرات الاسد وتحالفاته مع ايران وحزب الله وانتشار شبكات وخلايا نائمة لحزب الله في كافة دول العالم وقدرته على تحريكها لضرب المصالح الاسرائيلية والامريكية جعل امريكا تتردد في ضرب سوريا وعدم تكرار السيناريو الذي استخدمته مع القذافي لأنها كانت تعرف تماما ان القذافي بلا مخالب .
الاسلحة التي يمتلكها النظام السوري تعتبر فتاكة والجيش السوري لايراهن على سلاح الجو كثيرا ومراهنته على سلاحين فقط وهما الصواريخ ونظام الدفاع الجوي اس 300 والذي حصلت عليه سوريا قبل سنوات والقادر على رصد 100 هدف في نفس الوقت والتصدي ل 12 طائرة معادية وصاروخ كروز في نفس الوقت ولايحتاج الى قواعد ثابتة بل يعمل محمولا على شاحنة .
من غير المعروف حتى الان على الاقل اعلاميا ماذا حملت السفن الحربية لسوريا التي رست عدة مرات في طرطوس وهل تزودت سوريا بنسخة احدث من اس 300 ام انظمة دفاعية اخرى .
هنالك حرب ضارية تطل براسها في الافق ومن المرجح انها لن تتعدى الشهرين القادمين ولكن شرارتها ليست معروفة هل ستنطلق من ايران ام سوريا ام تحصل تطورات تدفع الاسد الى رفع شعار "علي وعلى اعدائي ". الاحتمالات مفتوحة وان كانت التحركات العسكرية تؤكد ان الحرب ستبدأ من ايران . إقرا أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق