التهكم سلاح المصريين الاستراتيجي
سخرية من كل شيء في مصر، بدءا من حكم الرئيس الممتد منذ قرابة 30 عاماَ ومرورا بتراجع أداء مؤسسات الدولة ومظاهر الفوضى والعشوائية،وحتى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، جميعها عوامل تنشر مشاعر الاحباط واليأس في الشارع المصري وتغذي العنف والأزمات الاجتماعية.
ويلجأ المصريون للسخرية الممزوجة بالغضب للتعبير عن رفضهم للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث سبحت تعليقاتهم في الانترنت ما بين المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لتنتقد نظام الحكم ورموزه وتعبر عن حالة الإحباط وفقدان الإحساس بالعدالة، وتتهكم على الأمن وحمايته للنظام، وبعشوائية إدارة الدولة.
ويرى مراقبون أن "النكات ذات طابع الإسقاط السياسي تنتشر في مصر منذ الستينيات من القرن الماضي، ولم يسلم أي من رؤساء مصر وكبار السياسيين من انتشار مئات النكات حولهم، بسبب رغبة المصريين في السخرية من أوضاعهم بالنكات كسلاح سياسي بديل".
تحذيرات سابقة
وحذر الدكتور أحمد عكاشــة، رئيس الاتحاد العالمي للأطباء النفسيين، العام الماضي من موجة عنف قادمة في مصر، بسبب ما قال إنه "انتشار ثقافة الكذب والنفاق،والعيش في ظل قانون الطوارئ، وانتشار الفقر والبطالة وفقدان الإحساس بالعدل"، معتبراً أن التندّر على نظام الحكم هي "بداية لانفلات مدمر".
وقال عكاشة آنذاك" إن "البطالة والفقر والإدمان والإحباط، والأمية والانسلاخ من العروبة، وفقدان الإحساس بالعدالة، وشعور المواطن بأن غرض الدولة من الأمن سياسي وليس لحمايته...، كل ذلك يجعلنا على حافة الهاوية.
وكان المصريون عبروا عن غضبهم من نتائج الانتخابات التشريعية والتزوير الفاضح لها بالنكات والتهكم والإنكار والسخرية والتندر، حيث وصفوها بالمسرحية الهزلية.
وكتب أحد المعلقين على الانتخابات "لك الله يا مصر المنهوبة المغتصبة المحتلة"، وعلى صفحة "كلنا خالد سعيد" تهكم أحد المعلقين على نتيجة الانتخابات قائلاَ "دخل البرلمان المصري موسوعة جينس للأرقام القياسية كأول مجلس في التاريخ بدون معارضة تماما، والعاقبة عنكم في المسرات"، وعلق آخر "أكبر دليل على نزاهة الانتخابات أن كمال النائب الشاذلي لم يفز بعد وفاته" في إشارة إلى كمال الشاذلي وزير مجلسي الشعب والشورى سابقاَ الذي توفى أثناء الدعاية الانتخابية، وقال آخر "الانتخابات في مستوى الطالب المتوسط"في إشارة لتصريحات وزير التربية والتعليم بعد إشادة الحكومة بالعملية الانتخابية.
وأجمع زوار صفحة "كلنا خالد سعيد" أن خالد سعيد (الذي راح ضحية عنف الشرطة في الإسكندرية) أدلى بصوته في الإنتخابات.
وحذّر عكاشة في كلمته من "موجة عنف شديدة قادمة، إن لم تتغير أوضاع المجتمع المصري الذي أصبح تربة خصبة لنمو العنف".
واستبعد عكاشة أن يكون هناك إبداع "لدى شعب يعيش تحت طائلة قانون الطوارئ وغياب القدوة، مما يولد شعورا بالدونية"، مشيراً إلى أن "النكت المتهكمة على نظام الحكم هي بداية لانفلات مدمر"، مشبها إياها بـ "العدوان السلبي".
من قلب الحدث
غريب هو الشعب المصري؛ حين يدخل في محنة أو أزمة تقصم الظهر لا يلبث أن يخلق عنها نكات ودعابات وتعليقات تتخلل حديثه المأساوي، بل حتى في هتافاته وفي قلب المظاهرات وداخل الاعتصامات؛ تجد كل فرد يتبارى في ابتكار الدعابات، وكأن الشعب ينتظر شيئا يحيك حوله الدعابة!، فتجد البسمة لا تفارق شفاه المتظاهرين أبداً، وامتلأت مواقع الانترنت بزخم عناوين تتحدث عن كوميديا المظاهرات وخفة دم الشعب المصري متجاورة مع عرض الوجه الرئيسي للمحنة من آلام ومأساة ودماء!!.
ففي أزمة الطعام والشراب أثناء الاعتصام والشائعات التي ادعت أن هناك من يقدم وجبات من "كنتاكي" للمتظاهرين، رغم أن فرع سلسلة المحلات الشهيرة بميدان التحرير قد تم تحطيمه من أول يوم للمظاهرة تقريباً!، والحقيقة المؤكدة أن أقصى أحلام الشباب في قلب الميدان هو رغيف خبز وقطعة جبنة، وستكون وجبة مثالية لو كان معها بضع تمرات ونصف خياره على الحد الأكثر!، تجد اليوتيوب امتلأ بمقاطع الفيديو والصور التي تتحدث عن "عيش تاكي" -وهو الوجبة المثالية السابقة!- فيما أعلنت مصادر أن كنتاكى هو في الأصل من "إخوان" ولديه أجنده خاصة، وطبعا سر الخلطة في الأجندة.
ورسم المتظاهرون خريطة الدراما والمسرح في الفترة القادمة لتصبح مسلسلات الثورة القادمة هي: لن أعيش في ميدان التحرير - من أطلق الرصاص على المتظاهرين؟ - ليالي التحرير - حرمت يا ريس - يوميات مندس - ثائر وسط متظاهرات، ومن البرامج: من قلب مظاهرة - الميدان ميدانك - التحرير النهاردة.
وعن غسيل المخ الذي يسعى إليه النظام وما نتج عنه من اختلاف ردود أفعال الشعب انتشرت فكاهة تقول: "واحد تحريراوي وواحد مصراوي عادي وواحد تبع الحكومة اتحبسوا في اسانسير والعمارة بتتحرق، التحريراوي قال أنا افتح الباب واخرج وأموت محروق ولا أموت مع واحد تبع الحكومة قتل أخواتي في التحرير وداس عليهم بعربياته، والحكوماوي قال إحنا نتصل بأمريكا ونشوف آخر التعليمات، سألوا المصراوي إيه رأيك؟: قالهم مش عارف اتصرفوا بسرعة عشان أنا هاموت وادخل الحمام!!".
كوميديا التلفزيون المصري
وعن سر تثبيت كاميرات التليفزيون المصري على مشهد النيل طوال تغطية الأحداث فسر أحد الشباب ذلك بـ:"أنهم الظاهر كده مستنيين السمك يخرج يقول نعم لمبارك"، "أصل النيل هو المكان الوحيد اللي مش حيقدر المتظاهرين يقفوا فوقه".
وكان لانحدار مستوى التلفزيون المصري نصيب الأسد في التدوينات والتعليقات المتبادلة على موقع الفيس بوك؛ فكتب متصفح : "عاجل من التلفزيون المصري: تم كشف فرقة سرية من سلاحف النينجا في ميدان التحرير مع فرقة أخرى من البوكيمون، وأنباء تتردد عن مجيء الكابتن ماجد للاستيلاء على الحكم"، وطرح آخر سؤال: "هل الرئيس يشاهد القنوات المصرية أم أنه متابع للجزيرة والعربية وBBC وCNN؟".
وفي تهكم على الإشاعات التي بثها هذا الإعلام حول خيانة المتظاهرين والعمالة الأجنبية كتب أحدهم ساخراً: "اللي ملحقش يلحق يا رجالة؛ في ميدان التحرير بيوزعوا على كل متظاهر 100 يورو، وبطانية أسباني، ووجبة كنتاكى، وعلبة مارلبورو أحمر، وخابورين بانجو أفغاني جاى مع الناس بتوع طالبان، وازازة زيت زيتون من غزة جاى مع بتوع حماس، وi pad جاى مع الأمريكان".
وتحول اتهام "الأجندات الأجنبية" لكلمة سر للضحك والتهكم على الإعلام والساسة؛ فتداول بعض الشباب المصري على الموقع الشهير طرفة تقول أن سبب الزحام والطوابير عند ميدان التحرير أنهم يوزعون الأجندات هناك، وينصح آخرون راغبي التظاهر بضرورة إحضار أجندة خاصة وأخرى خارجية، فيما طلبت إحدى المعلقات "أجندتين فرنساوى"!، وحذر أحد المعلقين قائلاً: "خلو بالكم من الأجندات الصيني أحسن مضروبة، وياريت حد يجيب لبنتى أجندة ملونه علشان يبقى ليها هي كمان أجندتها الخاصة والخارجية في نفس الوقت"!.
في حين طالب البعض الحكومة بتوزيع أجندات "الشمرلى" عليهم – مطبعة مصرية شهيرة- بدل من الأجندات الأجنبية!، فيما أعلن شاب أنه توقف عن استخدام الأجندات واتجه للـ"كشاكيل بسلك".
وكتب أحد الشباب على صفحته الشخصية على الفيس بوك: "الرئيس التونسي السابق يتصل بقناة روتانا ويهدى أغنية "بستناك" لحسنى مبارك، وفي مداخلة عاجلة للرئيس المصري لنفس القناة صرح بأننا لسنا مثل تونس وأهدى الشعب المصري أغنية "أخاصمك آه أسيبك لا".
كما كتبت إحدى الفتيات طرفة عن تمسك الرئيس المصري بالسلطة: "مبارك: الناس ماشية في الشوارع لسه يا شفيق؟، شفيق: أيوه، مبارك:غريبة.. مش النهاردة السبت وهم قالوا أن أمبارح جمعة الرحيل.. أمال ما رحلوش ليه؟!".
ونقلت أخرى نكتة ثانية: "مبارك يأمر جميع قنوات التلفزيون المصري بتوحيد بثها وإذاعة أغنية وطنية لهشام عباس واللى من كلماتها :هتقولى إمشى مش همشى، هتجيبلى حد يقولى إمشى مبمشيش"، فيما طلب آخر بث الأغنية الشهيرة "مش حتنازل عنك أبدا مهما يكون".
وكتب إحدى الطلاب المصريين على صفحته رسالة إلى المتظاهرين يقول فيها: "إلي أعزائي من شعب مصر في ميدان التحرير؛ بخصوص الثورة اللي شغالة عندكم هتبقى درس طويل في كتاب التاريخ، وأنا مبحبش الحفظ اختصروا بقى وانجزوا".
جانب آخر من التعليقات رصد إيجابيات الثورة بروح الدعابة كالعادة فكتب على صفحته يقول: "من أهم فوائد المظاهرات أن العيلة كلها بقت بتتفرج على الأخبار وبطلوا يتخانقوا يجيبوا أنهى قناة وأي مسلسل".
اتهامات الثوار بالعمالة
ورداً على الاتهام الساذج للمتظاهرين بالعمالة؛ أعلنت إحدى الفتيات: "كيف تعرف العملاء؟: أي أشقر عميل أمريكي، أي واحد لافف حطة يبقى عميل لحماس، أي واحد اسمه "علي" أكيد عميل لإيران، مش ممكن كم الاندساس اللي في المكان ده!".
وتهكم أحدهم معلقاً على هذا الاتهام بقوله: "عاجل للنشر: ﺃصحاب ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ الحزبية - التابعة لحزب الله - ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠية ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ، ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻣﺼﺮ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺸﻔﺮﺓ ﺑﺎﻷﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ، ﻭﻳﺘﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ، ﻭﻛﻞ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺎﺧﺪ ﺃﺟﻨﺪتين واحدة خاصة وواحدة خارجية".
وسخر أحدهم من انقلاب الأوضاع الأمنية وتبادل الأدوار حيث أصبح العسكر "مسجلين خطر" أمام اللجان الشعبية، فكتب أحدهم: "واحد بيسألوه يعني ايه كوكا زيرو، قالهم يعنى تبقى واقف في اللجنة الشعبية بتحشش ويجى البوكس تقوم مفتشه!".
وكانت أمنية شاب مصري هي: "يا ريت مبارك كان ضربنا إحنا الضربة الجوية، وراح حكم إسرائيل 30 سنة، كان زمانهم بيشحتوا دلوقتي".
لافتات.. وهتافات
اللافتات التي رفعها المتظاهرون في المسيرات لم تخلو هي أيضاً من حس الدعابة واقتباس قفشات الأفلام:
- ارحل بقى عايز اروح احلق.، ـ ارحل بقى ايدي وجعتنى.، - ارحل بقى عايز اروح الحمام.، - ارحل بقى الوليه عايزة تولد والواد مش عاوز يشوفك.، - لو مستحمتش النهاردة .. هستحمى يوم الجمعة في قصر الرياسة.، - احنا خلاص فهمناك ياريس ... احنا رايحين السعودية.، - مبارك يتحدى الملل.، - مبارك.. طير أنت.، - رابطة نجارين مصر، يسألون الأسطي مبارك ما نوع الغراء الذي تستخدمه.
- فيما رفع أحد المتظاهرين لافتة تحمل شهادة مدرسية للطالب محمد حسنى مبارك من مدرسة مصر، تبين رسوبه في كافة المواد وهى: الاقتصاد والسياسة والصحة والداخلية والخارجية والتجارة والصناعة والزراعة، وتؤكد النتيجة - التى تحمل صفراً كبيراً- أن الطالب راسب وليس له إعادة".
كما رددوا هتافات مثل:
- امشي بقى وبلاش غتاته .. شعبك كرهك بالتلاته.
- يسقط يسقط حسني مبارك.. مش عاجبهم يسقط يسقط؟ طب يصعد يصعد يصعد يصعد!.
- يا سوزان قولى للبيه كيلوا العدس ب10 جنية.
- يا علاء قول الحق .. أبوك حرامي ولا لأ
كمان وكمان
ـ الكرسي نفسه اهترى يا ريس.. حرام عليك، ـ مصري بيسأل محشش لو انتصرنا على مبارك يحصل إيه ؟ قال المحشش: نلعب مع تونس على النهائي.، ـ يا راجل خلاص بقى.. ما دايم إلا الله.، ـ أوباما: إيه رأيك تكتب رسالة وداع للشعب؟ مبارك: ليه هو الشعب مسافر فين؟
ـ جمال مبارك وعلاء بيتعاركوا مين يمسك الحكم وبعدين دخل عليهم أبوهم ومعاه وزير التربية والتعليم، فالريس قال أنا مش عارف اعمل إيه مع العيال دي الاثنين عايزين يمسكوا الحكم وطبعا ده ما ينفعش، فرد الوزير وقال ينفع يا ريس فترة صباحية وفترة مسائية.
ـ حسني مبارك بيسأل زين العابدين أنت كم يوم صمدت حتى هربت قاله أسبوع. حسني.. يخرب عقلك لو صبرت أسبوعين كنا طرنا مع بعض.
ـ الشعب زائد حرية ناقص واحد هو الريس = الحال عال وكويس.
ـ "قال الرئيس مبارك إنه يخطط لترشيح نفسه لرئاسة تونس.. ما دفع ملايين التونسيين إلى المطالبة بعودة زين العابدين بن علي."
ـ "الشعب المصري يوجه كلمة لرئيسه المخلوع... ياااااااه ... أخيرا فهمتنا."
ـ "يا معشر الزعماء العرب... الثورة عليكم ورحمة الله وبركاته."
ـ "في مثل هذا اليوم ...اخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي.. واليوم.. الشعب المصري أضاء هذا المصباح."
ـ "من النهارده.. دي بلدك انت.. ماترميش زبالة.. ما تكسرش اشارة.. ما تدفعش رشوة.. ما تزورش ورقة.. ابدأ التغيير الذي تريده أنت."
ـ "رئيس سابق يبحث عن وظيفة .. خبرة في إنشاء الكباري متعددة الطوابق.. والمعتقلات شديدة الوحشية.. ولديه قدرة خاصة على التناحة."
- "من أفلام الثورة: مبارك في الزنزانة - يا أنا يا حسني - الواد سليمان بتاع الرئيس - مبارك شيكا بيكا - إنها حقا أجندة محترمة - خالتي أجنده - تيمور وحسني - شورت وأجندة وكاب - حسنيكانو - وبلطجية في كي جي تو - المرأة والدستور - مطب رئاسي - اللي بالي ماشي - اللعب مع الاخوان - نحيني شكرا – يا دنيا يا حرامي - حب في الدبابة - مع دخول المسرحية الكوميدية "امشي يا حسني لا مش ماشي" موسمها الثلاثين بنجاح ساحق."
- "أكبر فرق بين التلفزيون المصري وسبيس تون؟ أن التلفزيون المصري لا بيسابق ولا بيلاحق، إنما سبيس تون فيه سابق ولاحق."
- "مفاجأة مدهشة : كل الأجيال راحت الجيش، احنا الجيل اللي الجيش جاله."
- "عقد الريس جلسة مع وزير الداخلية السابق حبيب العدلي، قا له محتدا : منعت الحشيش يا فالح أهو الشعب صحصح."
- "بوسة كبيرة .. وحضن كبير .. شكرا يا حسني .. ٱنـَـِتَ مش معانا."
- "مبروك لمصر .. حسني غادر القصر."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق